أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، أن الحلف مستمر فى التوسع على الرغم من الممانعة من قبل روسيا. وقال ستولتنبرج، خلال زيارته لجورجيا، إن "روسيا كانت دائما تعارض عملية توسع الناتو... وروسيا كانت تعارض عضوية جمهورية الجبل الأسود (مونتنيغرو) فى الحلف، لكن الناتو أثبت غير مرة، أن التوسع يستمر دائما، على الرغم من الممانعة، وليس لدى روسيا حق الفيتو". وأضاف بأنه لا يحق لأى دولة من غير أعضاء الحلف أن تتدخل فى شؤون تكامل أى دولة أخرى مع الناتو. جاء هذا التصريح، على الرغم من أن روسيا ترى أن توسع حلف الناتو وخطواته لتعزيز حضوره فى أوروبا الشرقية، واقتراب البنية التحتية العسكرية للحلف من الحدود الروسية وتكثيف التدريبات العسكرية فى الفترة الأخيرة، تثير قلقا لدى موسكو، التى حذرت من عواقب تلك الخطوات واعتبرت أنه من شأنها أن تخل بميزان القوى الاستراتيجى فى المنطقة وتهدد أمن أوروبا. وصل ستولتنبرج إلى جورجيا فى زيارة تستغرق يومين، لإجراء مباحثات مع القيادة الجورجية. ويضم الوفد المرافق له عددا من سفراء الدول الأعضاء فى الناتو. وهى زيارته الثانية للعاصمة الجورجية تبليسى بصفته أمينا عاما للناتو، حيث زارها للمرة الأولى فى أغسطس عام 2015. من جهة أخرى، أكد الأمين العام للناتو أن جورجيا لديها جميع الأدوات اللازمة استعداد للانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسى. وقال ستولتنبرج، خلال اجتماع لجنة "الناتو – جورجيا" إن الحلف مستعد لدعم جورجيا فى هذا الاتجاه، لما لديها من الأدوات كافية للتحضير إلى الانضمام للعضوية. وبشأن التقدم الذى أحرزته جورجيا، وبالذات فى ما يتعلق بتنفيذ الإصلاحات الديمقراطية، قال الأمين العام للناتو "لقد تأسست لجنة الناتو –جورجيا فى عام 2008، وهى منتدى للتعاون بين جورجيا والحلف. وستنظر اللجنة فى مجموعة واسعة من القضايا، بما فى ذلك فى موضوع أمن البحر الأسود والتطورات الأخيرة. وسوف تنظر أيضا فى التقدم الذى تم إحرازه بتنفيذ حزمة من الإجراءات، وعلى رأسها مبادرة جورجيا التى دخلت حيز التنفيذ فى قمة ويلز عام 2014، وتم تعزيزها خلال قمة وارسو. وبدأ التعاون العملى بين مؤسسات جورجيا وحلف شمال الأطلسى منذ العام 1994، عندما أصبحت جورجيا عضوًا فى برنامج (الشراكة من أجل السلام). وأصبح هذا التعاون أكثر كثافة بين جورجيا وحلف الناتو بعد قيام الثورة الوردية خلال العام 2004. بعد ذلك، وخلال قمة بوخارست التى عقدت فى أبريل عام 2008 للدول الأعضاء فى حلف الناتو، تمَّ التأكيد على أن جورجيا قد تصبح عضوا فى حلف الناتو، إذا ما استوفت تيبليسى كافة المعايير المتعلقة بانضمامها إلى الحلف. أما خلال قمة الناتو التى عقدت فى مدينة "ويلز" يومى 4 و5 سبتمبر 2014، اتخذت مجموعة من الخطوات، وطُلب من جورجيا الالتزام بها فى سياق سعيها للانضمام إلى حلف الناتو. وتقف روسيا ضد انضمام أى من الجمهوريات السوفيتية السابقة إلى حلف الناتو، وهو ما تصفه بتوسع الحلف نحو حدودها المباشرة. غير أن الحلف يؤكد أنه لم يوقع أى اتفاقيات مع روسيا بهذا الشأن، مشيرا إلى أن حق انضمام هذه الدولة أو تلك إلى أى من الهيئات والأحلاف والمنظمات يعود إلى تلك الدولة باعتباره قرار سيادى.