رفض عدد من شيوخ السلفية قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بإلزام أئمة المساجد بخطبة مكتوبة موحدة فى كافة المحافظات , مؤكدين أن هذا القرار سيضر بالخطاب الدينى وسيجعل الناس يعزفون عن المساجد. من جانبه أوضح الشيخ سامح عبد الحميد عضو الدعوة السلفية أن عدد كبير من المساجد الأهلية غير التابعة لوزارة الأوقاف لن تلتزم بالخطبة المكتوبة ولم يحصلوا عليها فى الأساس من الوزارة . ووصف قرار وزير الأوقاف الخاص بتوحيد الخطبة المكتوبة بالفاشل موضحًا أن الخطبة المكتوبة ستقتل التفاعل بين الأئمة والمصلين وستفقد الإمام دوره الإصلاحى فى القرية أو المنطقة المتواجد بها المسجد . وأوضح أن الإمام لابد أن يناقش القضايا التى تعانى منها المنطقة التى يخطب بها ويتحدث عن أى كارثة تقع بها ليمارس دوره كاملًا. وأكد أن قرار وزير الأوقاف يتعارض مع طبيعة الشعب المصرى وفكرته عن خطيب المسجد وخاصة فى القرى والنجوع والأحياء الذين يعتمدوا فيها على الخطيب فى حل أو مناقشة مشاكلهم بشكل كبير . وأوضح أن عدد كبير من المساجد لن تلتزم بهذا القرار لأن 90% من المساجد لا تخضع لسيطرة الأوقاف وغير مدرجة على قوائمها وأئمة هذه المساجد لا تعلم كيف تتلقى هذه الورقة المكتوبة للخطبة حتى يلتزموا بها ؟. وقال إن هذا القرار سطحى وساذج أصدره الوزير للظهور الإعلامى فقط موضحًا أن عدد كبير من أئمة الأزهر والأوقاف أنفسهم معترضين عليه وذكر منهم الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار علماء الأزهر . وأوضح أن الخطبة المكتوبة لن توقف التطرف ، لأن التكفيريين لم ينحرف فكرهم عن طريق سماع الخطب ، بل عن طريق الجلسات الخاصة مع المتشددين الجهلة في أوكارهم ، وعن طريق التواصل مع المتشددين على مجموعات التواصل الاجتماعى فيس بوك حيث يبثون إليهم الأفكار الضالة ، ويشحنونهم للتكفير والتفجير وإيقاع الأذى بالشعب ومؤسسات الدولة والمرافق العامة. ونصح الأوقاف والأزهر بعمل دورات ومناظرات لتفنيد شبهات المتطرفين بدلًا من إلزام الأئمة بخطبة موحدة مؤكدا أن الفكر يُقاوم بالفكر ، وأن دور الأزهر والأوقاف هو الإرشاد ودعوة الناس للإسلام الصحيح وليس تقييد الأئمة . وأوضح الدكتور شعبان عبدالعليم عضو المجلس الرئاسى لحزب النور, أن الخطبة الموحدة ستخلق نوع من الأحادية فى التفكير والدعوة والفكر البشرى وستقتل إبداع الأئمة فى التعبير عن الواقع المحيط بهم . وقال إنه لا يمكن قبول ما يحدث من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة موضحا أنه يتخذ قرارات غير صائبة الفترة الأخيرة وطريقته فى التفكير لا تصلح للوقت الحالى . وطالب الخطباء بشكل عام برفض هذا القرار وعدم تطبيقه لأنه سيؤثر على إقبال المصريين على المساجد نظرًا لمعرفتهم مسبقا للخطبة وإمكانية سماعها عبر التلفزيون . وتسائل عبدالعليم قائلًا "كيف يعالج الخطيب الواقع والأمراض الاجتماعية المنتشرة فى منطقته إذا كان ملتزم بخطبة مكتوبة لا يجب أن يحيد عنها ؟". ونصح عبدالعليم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالرجوع عن هذا القرار وتغيير الوضع السقيم الذى يمر به الخطاب الدينى فى الوقت الحالى .