مشيرة خطاب .."أمل مصر" لاقتناص مقعد اليونسكو

تعد السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان سابقا نموذجا رائدا للمرأة المصرية الناجحة التي استطاعت أن تحقق انجازات ملموسة علي المستوي الخارجي من خلال عملها الدبلوماسي وعلي المستوي الداخلي من خلال تبنيها لعدد من القضايا المتعلقة بالمرأة والطفل والتعليم والثقافة.
لطالما نالت "خطاب" التقدير الدولي عن كلماتها الرسمية في المحافل الدولية،هذا فضلاً عن تدرجها في العديد من المناصب الهامة ، ويأتي قرار مصر لترشيحها رسمياً لمنصب مدير عام اليونسكو بمثابة تتويج لجهودها الدؤوبة.
حققت السفيرة مشيرة خطاب نجاحات كبيرة خلال رحلة عملها الدبلوماسي ، ويعزى إليها الفضل في توطيد علاقات مصر مع مختلف بلدان جنوب أفريقيا وخاصة جنوب أفريقيا التي طالما دعت إلى تعزيز العلاقات معها وإقامة حوار مفتوح قائم على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بعيدا عن أجواء التنافس.
وخاضت خطاب خلال عام 2008 صراعا من أجل إقرار مشروع قانون تقدمت به إلى مجلس الشعب المصري كان من أشهر بنوده (التي أثارت جدلا) تجريم ختان البنات، ورفع سن الزواج للإناث من سن16إلى18عاما، وحق الأم في استخراج شهادة ميلاد دون وثيقة زواج، وتجريم العقاب البدني للطفل.
وفي الوقت الذي تبرأ فيه الجميع من "مبارك" وأسرته بعد خلعه من السلطة في 11 فبراير 2011 ،كانت" خطاب" تدافع عن انجازات مبارك وزوجته سوزان فيما يتعلق بمجال التعليم ونشر الوعي الثقافي من خلال مكتبات سوزان مبارك العامة منتقدة محاولات البعض لحرقها وهدمها, وقالت وقتها "إن محاربة الفكر الإرهابى لا تكون بمنع الكتب أو حرقها".
وقالت أيضا"إن التعليم قضية أمن قومي لأنه يرتبط بشكل وثيق بمحاربة الإرهاب بل أقول إنه الوسيلة الأضمن لمحاربته لو علمت الطفل بأن يمعن التفكير فيما يسمع ويكون عقلانياً في فكره وزرعت فيه الطموح والرغبة في العمل والجد كوسيلة للتقدم فإنه لن يستسلم لأي فكر منحرف ولن يمشي وراءه مسلوب الإرادة"
وأكدت خطاب أن منظمة اليونسكو لها دور هاما في مكافحة الإرهاب من خلال تحقيق التعاون الثقافي بين الدول لمواجهة الفكر المتطرف وتنمية الوعي لدي المواطنين.
كما وصفت الثقافة بأنها تمثل القوة الناعمة في مصر,لافته الي أن الثقافة تعد قضية محورية وليست ترفاً.
واستنكرت خطاب عدد من التجاوزات وقعت خلال الثورات والحروب وكانت الثقافة أحد ضحاياها مثل حرق المجمع العلمي في مصر وتدمير الآثار ونهب متحف العراق,مؤكدة أن المنظمات الدولية مثل اليونسكو لها دورا هاما في حماية هذه الآثار والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
وقد ساهمت هذه المواقف والآراء في تحفيز القيادة السياسية لترشيح مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو خلفاً لإيرينا باكوفا ولذلك قامت خطاب بجولة خارجية "سرية" للدول الأعضاء فى المجلس التنفيذى لليونسكو البالغ عددها 58 دولة، وهى الدول التى لها حق التصويت فى انتخاب مدير عام اليونسكو،في محاولة ل"طرق الابواب" وذلك قبل الاعلان الرسمى من جانب مصر عن ترشيح السفيرة.
وقامت وزارة الخارجية بتنسيق هذه الزيارات من خلال سفارات مصر في الدول التى زارتها "خطاب" لترتيب لقاءات للمرشحة المصرية مع رؤساء هذه الدول ووزراء الخارجية والتي أبدي غالبيتهم ترحيباً بدعمها.
حصلت مشيرة خطاب على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1967 ,وعملت في وزارة الخارجية عام 1968 بعدما تمكنت من اجتياز المسابقة السنوية لاختيار أصلح العناصر للعمل الدبلوماسي، تولت منصب سفيرة مصر لدى تشيكوسلوفاكيا بين 1990 و1995, مثلت مصرلدى جنوب أفريقيا ما بين 1995 و1999, كما شغلت منصب مساعد وزير الخارجية لمدة عام، تولت بعده منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة ثم منصب رئيس لجنة برامج الطفل بمجلس اتحاد الإذاعة والتلفزيون.