على خلفية تصريحات السكرتير العام لحلف الناتو ينس ستولتينبيرج في مؤتمر صحفي الجمعة الماضية والتي قال فيها: "اليوم قمنا بخطواتنا اللاحقة وقررنا تعزيز وجودنا العسكري في الأجزاء الشرقية من الحلف، عبر نشر أربع كتائب هنا في بولندا وفي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا على أساس المناوبة". جاء رد رئيس الاتحاد السوفيتي السابق، ميخائيل جورباتشوف،معبراً عن خبرته وحنكته السياسية، حيث صرح جورباتشوف في حديث له مع وكالة "إنتر فاكس" أمس السبت ، أن قرار قمة وارسو يدل على أن حلف شمال الأطلسي يقدم على خطوة للتحول من "الحرب الباردة" إلى إعداد العدة لحرب حقيقية. وأضاف جورباتشوف: "الناتو بدأ الإعداد لتحويل الحرب الباردة إلى حرب ساخنة"..."كل التصريحات في وارسو تشير بشكل واضح على أنهم على وشك إعلان الحرب على روسيا، وهم يتحدثون فقط عن الدفاع ولكن في الواقع هم يستعدون للهجوم". وأشار جورباتشوف في حديثه،إلى أن القرار الذي اتخذ في وارسو يجر روسيا إلى مواجهة متنامية مع الحلف، قائلا: "أعضاء الحلف يحاولون التظاهر بأنهم ليسوا خائفين من أي شيء، وهذا مريب جدا، إذ يحاولون بذلك جرنا والعالم بأسره للمزيد من المواجهة"..." يجب على المجتمع الدولي أن يبذل كل جهود ممكنة لوقف الانزلاق نحو الحرب... "يجب أن يفهم العالم، أنه لا يمكنه التظاهر بأن لاشيء فظيعا سيحدث، وبالطبع على روسيا أن تواصل نهج الحماية، ومن الضروري وقف هذه العملية الفظيعة". وأضاف جورباتشوف: "يجب على كل الشعوب، والأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي أن ترد بقسوة شديدة لوقف ما يحدث، ولإحقاق هذا يجب أن يشترك في هذه المسألة سياسيون ذوو خبرة وعسكريون يدركون تماما إلى ماذا قد يؤدي ذلك". وشدد جورباتشوف على أنه "يجب على الشعوب وقف الانزلاق نحو الحرب، لمنع أي جهة من تعقيد الوضع الدولي ودفع العالم إلى حرب ساخنة". ويعتقد جورباتشوف أن القرارات التي اتخذت في وارسو، تعكس أزمة سياسة حلف الناتو قائلا: "في الواقع أظهرت القمة أزمة السياسة الداخلية والخارجية لشركائنا السابقين"... "إذ يتم استفزاز أعضاء الناتو لتعقيد الوضع الدولي، وفي الوقت نفسة توجد مساع لاستفزاز روسيا على اتخاذ إجراءات مضادة قاسية وخطرة".