يُطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب "ملك القلوب"، واختارته جمعية القلب الأمريكية بشيكاغو ليفوز بلقب "أسطورة الطب في العالم" ضمن أكبر خمس شخصيات طبية أثرت في تاريخ الطب، كما منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب "فارس" في عام 1966، كل هذا الألقاب حصدها جراح القلب العالمي الدكتور، مجدى يعقوب، الملقب ب"السير"، عضو المجلس الاستشاري لعلماء مصر التابع لرئاسة الجمهورية، والذى يعد أشهر، وأنجح جراح على مستوى العالم في عمليات القلب المفتوح، ففي عام 1983 تمكن من إجراء أول زراعة للقلب والرئة معًا، وحصل "يعقوب " على الجنسية البريطانية تكريمًا لمجهوداته. فى عام 2006، بعد أن قرر اعتزاله إجراء العمليات الجراحية للقلب عندما أصبح عمره 65 عامًا، أرادت طفلة تبلغ من العمر عامين أن تجعله جراحًا مرة أخرى ليقوم بزراعة قلب لها، ومنذ ذلك الحين عاود "يعقوب" عمله كجراح عالمي للقلب. وإعلاميًا يُعرف "يعقوب" بأنه مؤسس مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب بأسوان، والتى تعد نبض لكل قلب طفل مريض، وأمل لكل أب وأم في استعادة أبنائهما للحياة مرة أخرى، وظهر البروفسير مجدي يعقوب هذا العام فى إعلان "رسم قلب" الذي أعاد البسمة إلى ملايين المصريين، واعتبروه بارقة أمل لمرضى القلب في مصر. ولأن الشجرة المثمرة وحدها هي من تُقذف بالحجارة، فقد تعرض جراح القلب العالمى الذى يُقدم عطاءه المتواصل من أجل علاج مرضى القلب للفقراء من الشعب المصرى، لحملة تطاول، وهجوم شرسة، وإذا عُرف من هم المتطاولون على الدكتور مجدى يعقوب، فسوف يزول العجب، والإندهاش، فالذى يتطاول عليه هو الإرهابى عاصم عبدالماجد الهارب من الأحكام، وله سوابق بشعة فى قتل رجال الشرطة فى أسيوط عام 1981، عقب اغتيال الرئيس أنور السادات، ومازال يُفاخر بقتله عشرات الجنود، والضباط فى مديرية أمن أسيوط. وبداية الهجوم من الإرهابى الهارب عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسى الجماعة، هو وصفه للدكتور مجدى يعقوب ب"الملعون"، وزعمه " فى كلمات له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أن الدكتور مجدى يعقوب لا يجرى أى جراحات للقلب ولا حتى للوز لأن يديه ترتعشان من الشيخوخة، على حد قوله. وأضاف:"أقول ليت من يدافعون عن مجدى يعقوب، وطاقمه الطبى اليهودى المعاون كانوا معى هناك لكى يدركوا أن هذه الأمور ليست لوجه الله قطعا، ولا لخدمة البشرية، بل هى لخدمة عقائد منحرفة يراد جذب المسلمين إليها". والأمر لم يتوقف عند تطاول عبد الماجد، لكنه اتسع ليشمل مواقع التواصل، حيث زعم بعض النشطاء عبر صفحاتهم الشخصية، رفض البنك الأهلى استقبال تبرعات لصالح مستشفى مجدى يعقوب لعلاج أمراض القلب بأسوان، الأمر الذى جعل المصرفى هشام عكاشة، رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى، يُسارع بنفى تلك الشائعات، مؤكدًا أن مصرفه لم يوقف تلقى التبرعات لمؤسسة الدكتور مجدى يعقوب، موضحًا أن ما تردد على شبكات التواصل الاجتماعى فى هذا الشأن، لا أساس له من الصحة. وكشف رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى، فى تصريحات صحفية، أن إجمالى ما تبرع به البنك الأهلى المصرى لصالح مؤسسة مجدى يعقوب، بلغ أكثر من 20 مليون جنيه، مؤكدًا أن البنك يعتز بعلاقاته مع كافة المؤسسات الخيرية، والعملاء. ومن جانبها، قالت النائبة البرلمانية أنيسة حسونة، عضو لجنة العلاقات الخارجية، والتى شغلت منصب المدير التنفيذي لمؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب لمدة 7 سنوات، قبل أن تترك منصبها لعدم دستورية جمعها بالوظيفة، وعملها بالبرلمان، إن تصريحات عاصم عبد الماجد، التى هاجم فيها الدكتور مجدى يعقوب، لا تستحق أن نعطيها أكبر من حجمها. وأضافت، أن الدكتور مجدى يعقوب قيمة، وقامة محبوبة من الجميع، مؤكده أن رأى شخص واحد ضمن 90 مليون مصرى لن يكون له أى تأثير، ومطالبه بأن يتم التعامل مع الموقف بشكل قانونى. وتعرض الدكتور مجدى يعقوب للهجوم من تيارات محسوبة على "الإخوان" عندما شارك في وضع دستور لجنة الخمسين عام 2013، حيث وصف علاء عبدالهادى، عضو جبهة الضمير، اختيار "يعقوب" بأنه "اتجار باسم الجراح الشهير". يذكر أن الدكتور مجدي يعقوب صاحب ال 81 عامًا، من مواليد 16 نوفمبر 1935 بمحافظة الشرقية، وحصل على بكالوريوس الطب عام 1957 من جامعة القاهرة، وتعلم في شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962؛ ليعمل بمستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد (من 1969 إلى 2001)، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم (منذ عام 1992)، وعُين استاذًا في المعهد القومي للقلب والرئة في عام 1986. ورث "يعقوب" عشقه للطب عن أبيه الدكتور حبيب يعقوب، واستطاع أن يستحوذ على جميع النجاحات في مجاله داخل وخارج مصر، وفي عام 1980 تمكن طبيب القلب الشهير من إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب. وحصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن، وحصل على ألقاب، ودرجات شرفية من كل من جامعات برونيل، وكارديف، ولوفبرا، وميدلسكس، وكلها جامعات بريطانية، وكذلك من جامعة لوند بالسويد. تم منحه جائزة فخر بريطانيا في 11 أكتوبر 2007 والمقدمة على الهواء مباشرة من قناة أي تي في البريطانية، بحضور رئيس الوزراء وقتها، جوردن براون ، لإنجازاته في مجال عمليات القلب حيث أجرى أكثر من 20 ألف عملية ببريطانيا. فى عام 2011 منحه الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، وسام قلادة النيل العظمى، لجهوده الوافرة، والمخلصة في مجال جراحة القلب، واستلمها بنفسه، وحصل على وسام الاستحقاق البريطاني (Order of Merit) لسنة 2014 من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا. ويقوم الدكتور مجدي يعقوب كل فترة بزيارة لمصر، يجري خلالها العديد من عمليات القلب المفتوح بالمجان، ونجح فريق طبي مصري بقيادته بتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، هذا الاكتشاف الذي سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعيًا في غضون ثلاثة أعوام، ويقول الدكتور مجدي يعقوب إنه في خلال عشرة أعوام سيتم التوصل إلى زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية. وكان الفريق الطبي التابع له قد نجح في استخراج الخلايا الجذعية من العظام، وزرعها، وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذه الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب، بلغ طولها 3 سنتيمترات .
