أوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على لسان الكاتبين فيليب روكر وروبرت كوستا, أنه لا يزال احتمال فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية يثير جدلاً داخل قطاعات واسعة من الحزب نفسه حتى أن معارضي الملياردير الأمريكي يقودون جهوداً لاختيار مرشح مستقل للانتخابات. وأضافت أن مجموعة من الجمهوريين- بمن فيهم المرشح السابق للحزب لانتخابات 2012 ميت رومني، وبضعة مستشارين مخضرمين وأعضاء من النخبة المثقفة داخل الحزب- يخططون بجهد لتقديم مرشح مستقل للإنتخابات الرئاسية يستطيع أن يبعد ترامب عن البيت الأبيض. وتجري شخصيات من الحزب الجمهوري استطلاعات خاصة وتهيء مصادر تمويل رئيسية وتتودد لمنافسين محتملين، وفقاً لمقابلات أجريت مع أكثر من 12 جمهورياً منخرطين في النقاشات. وكان هذا الجهد متفرقاً خلال الأشهر الأولى لفصل الربيع، لكنه تكثف بشكل أساسي في الأيام العشرة الأخيرة منذ أن أغلق ترامب الباب أمام المرشحين الآخرين. ويعترف هؤلاء المعنيون بالبحث عن بديل لترامب، أن حملة مستقلة في هذا الوقت المتأخر قد لا تكون مجدية، ويعتقدون أن أمامهم أسبوعين فقط من أجل إطلاق حملة ذات مصداقية. لكن هؤلاء الجمهوريين- بمن فيهم المعلقان وليم كريستول وأريك أريكسون والمخططون الاستراتيجيون مايك مورفي وستيوارث ستيفنز وريك ولسون- الذين يرفضون احتمال أن يكون ترامب قائداً عاماً للقوات المسلحة، يبذلون كل ما يستطيعون لفعل شيء. ومن مرشحيهم الرئيسيين السناتور الجمهوري عن ولاية نبراسكا بن ساسي المحافظ الذي صار من أكثر المنتقدين حدة لترامب، وحاكم أوهايو جون كاسيتش، الذي انسحب من السباق الرئاسي للحزب الجمهوري . وبحسب أشخاص مطلعين على نشاط رومني فإن الأخير تقدم باقتراحات للرجلين في الأيام الأخيرة. وكانت احتمالات سابقة شملت أيضاً السناتور السابق عن ولاية أوكلاهوما توم كوبرن والجنرال السابق في المارينز جيمس إن. ماتيس، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس والجنرال المتقاعد ستانلي أي. ماكريستال. كما أن الباحثين عن بديل لترامب نقبوا عن شخصيات في تلفزيون الواقع: مثل مارك موبان الملياردير ورجل الأعمال ومالك فريق دالاس مافريكس لكرة السلة. وبالنسبة إلى الكثيرين من السياسيين المحترفين، فإن فكرة الفوز بالرئاسة من خارج نظام الحزبين لا تزال مجرد خيال. وأمضى رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرج وقتاً مهماً وأنفق أموالاً في دراسة امكان ترشحه مستقلاً ليصل إلى نتيجة في مارس مفادها أن لا طريق معقولاُ. ومما يزيد حدة التوتر في المحادثات الجارية حالياً في أوساط اليمين، هو الخوف من أن يفضي المضي في مرشح مستقل إلى انقسام الصوت الجمهوري وتالياً ضمان فوز المرشح الديموقراطي. ويقول باتريك بوكانان المحافظ الذي ترشح لانتخابات عام 2000 على لائحة حزب الإصلاح :"إن الحياة المهنية للفرد ستصل إلى النهاية، وسيحتل نقطة صعبة في التاريخ، بسبب تحمله مسؤولية إيصال هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض". ويحاول العاملون على تجنيد مستقل للانتخابات القول للمرشحين المحتملين أن انتخابات 2016 لم تكن متوقعة، وأن أي شيء يمكن أن يحدث مثل تراجع ترشيح ترامب أمام الهجوم الإعلاني الديموقراطي. ويجري مستطلعو الآراء مسحاً خاصاً منذ الاسبوع الماضي لمعرفة مدى حظوظ فكرة التقدم بمرشح مستقل. ويعمل ثلاثة أشخاص في هذا المشروع. وثمة هدف يتمثل في منع حصول كلينتون وترامب على غالبية في المجمع الانتخابي وتالياً إلقاء مسؤولية إنتخاب رئيس على عاتق مجلس النواب بموجب التعديل ال12 للدستور. وحصل هذا السيناريو عام 1824 ، عندما حاز أندرو جاكسون على غالبية في المجمع الإنتخابي وفي الإنتخاب العام، لكنه هزم في مجلس النواب أمام جون كوينسي أدامز.