أوضح رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح م. محمد, أن عدم دعوة أكراد سوريا لحضور مفاوضات السلام السورية في جنيف, أمر لا يمكن تخيله. وقال فى مقال له بصحيفة نيويورك تايمز : "من المقرر أن تستأنف الأممالمتحدة هذا الأسبوع في جنيف وضع خريطة طريق لمستقبل ديموقراطي وسلمي لسوريا. لكن في لفتة غريبة، لم يُدعَ الممثلون الشرعيون لمنطقة واسعة تتمتع بحكم ديموقراطي إلى المفاوضات". وأضاف: "هذه المنطقة تدعى روجافا في الجزء الشمالي من سوريا، وعلى رغم تكرار وصفها ب"المنطقة الكردية"، فإنها محكومة ضمناً من الأكراد والعرب ومجموعات عرقية أخرى في المنطقة. وفضلاً عن ذلك فإن قوات الدفاع الذاتي في المنطقة هي جزء من قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي تتقدم نحو الرقة، مركز السلطة لداعش في سوريا". ويرى محمد أنه "من الناحيتين الإستراتيجية والأخلاقية يعتبر وجود روجافا بقعة مضيئة نادرة في هذا الصراع. ولذلك فإن إستبعاد ممثليها من عملية الأممالمتحدة ليس أمراً غير عادل فحسب، وإنما يفقدها أيضاً معناها، إذا كان الهدف من المحادثات تأسيس طريق قابل للحياة نحو الديموقراطية في سوريا. والسبب الرئيسي لهذا الظلم هو أن تركيا تعارض القوة العسكرية لروجافا، وحدات حماية الشعب، زاعمة أنها مثل حزب العمال الكردستاني الذي له تاريخ طويل في النزاع المسلح مع تركيا. لكن هذا غير صحيح. فالجماعتان كرديتان، لكن أكراد سوريا وحلفاءهم العرب والدوليين يخوضون معركة صعبة وإنما ناجحة ضد داعش. ووحدات حماية الشعب تقاتل من اجل سوريا لا تركيا. ودورها هو الدفاع عن مؤسسات الحكم الذاتي في شمال سوريا (والحزب الذي أشارك في رئاسته، حزب الاتحاد الديموقراطي، هو جزء من هذا الائتلاف السياسي مع أحزاب أخرى ومنظمات المجتمع المدني). ويقول محمد إن "جوهر فلسفة الديموقراطية قائم على أن الشعب يجب أن يحكم نفسه من القاعدة إلى القمة، وأن كثيراً من عملية صنع القرار يجب أن تترك للمجالس المحلية. هذه المجالس مصممة لضمان أصوات الأقليات غير الكردية والنساء. هذه ديموقراطية حقيقية، وتستحق الدعم وليس التجاهل". ويضيف: "هذا النظام يمكن أن يكون نموذجاً لكل سوريا، البلد الذي يتعين لأي نظام ديموقراطي كي ينجح فيه، أن يشمل كل المجموعات العرقية والدينية من اجل أن يبقى. ولهذا اقترحنا النموذج الفيديرالي لحكومة سوريا". ويلفت إلى أن مزيداً من الحكم المحلي، من دون تقسيم البلاد، يوفر مزيداً من الإستقرار أكثر من الحكم البعيد الآتي من دمشق. وهذا الحل الواقعي والبراغماتي يجب أن يكون على طاولة النقاش في جنيف. ولكن لسوء الحظ، فيما يزعم المجلس الوطني الكردي، الذي ترعاه الإدارة الكردية في شمال العراق، التحدث باسم أكراد سوريا، وهو مدعو إلى المحادثات كجزء من جماعات إئتلاف المعارضة، فإنه لا يتحدث شرعياً باسم روجافا. إن القرار قد أُتخذ بعدم دعوة ممثلينا". وأشار إلى أن للإتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة اللذين ضغطا من أجل أن تشمل المفاوضات ممثلين لروجافا، أسبابهما الخاصة كي يسايرا تركيا، بما في ذلك الحاجة إلى تعاونها مع أوروبا في أزمة اللاجئين إلى أوروبا والحاجة إلى الدعم التركي في الحملة العسكرية ضد داعش. وقال: "نتفهم مطالب السياسة الواقعية، لكن إقصاء روجافا من محادثات الأممالمتحدة، قصير النظر وغير عادل". ويخلص إلى القول أن "هذه المفاوضات يجب أن تشمل كل من يدعم السلام والديموقراطية في سوريا. لكن من المثير للسخرية أن من يثابر على إظهار هذا الإيمان بقوة بهذين المبدأين، تُرك في الخارج".