أبدى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي رفضه لربط الثورة التونسية بالربيع العربي, قائلًا إن الأخير "صناعة أوروبية" وإنه ليس من صنع تونس أو العرب. ورفض السبسي, في حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, اعتبار الثورة التونسية ضمن "الربيع العربي", قائلًا: "الربيع التونسي", معللا ذلك بأن "الربيع العربي صناعة أوروبية; إنه ليس صناعة تونسية أو عربية", وأن موجة الثورات في العالم العربي كانت قد بدأت في تونس. وقال: "أول مرة سمعت فيها عنه كان في اجتماع لمجموعة الثماني في دوفيل بفرنسا في 2011. وكان رد فعلي وقتها أنه ليس هناك ربيع عربي", حسب ما نشرت الصحيفة في موقعها الالكتروني, اليوم السبت. وأكد الرئيس التونسي أن تونس اليوم هي ما أرادها التونسيون حين جابوا الشوارع قبل خمسة أعوام, مشيرا إلى أن الشعب ثار من أجل الحرية والكرامة, متابعا: "لا حرية دون تقدم اجتماعي على الفردي. الكرامة تعني أن تونس التي عاشت لأكثر من 23 عاما تحت نظام متسلط لا أحب كلمة دكتاتورية- كانت مجردة من الحرية والكرامة". وتابع: "تعني الكرامة أن لكل شخص وظيفة, وتقليل الفقر, والانتعاش الاقتصادي في ولايات متخلفة ومهمشة, وعندما يشعر الفرد أنه -أو أنها- مواطن وأنهم يستطيعون المشاركة بشكل كامل في شئون بلدهم". كما أعرب السبسي عن فخره بكونه أول رئيس منتخب بشكل حر في بلاده, موضحا أن ذلك يأتي تتويجا لحياة مهنية طويلة جدا. وأرجع السبسي شراكته مع حزب النهضة التابع لجماعة الإخوان المسلمين- إلى سعي بلاده نحو بلد ديمقراطي, مضيفا: "الحزب الذي أسسته (نداء تونس) حل أولا في هذه الانتخابات البرلمانية ب`86 مقعدا, والثاني كان النهضة ب`69. إذا كنت ديمقراطيا, فلا يمكنك إخبارهم أنهم ليسوا موجودين. أخذنا هذه الحقيقة في اعتبارنا ولدينا الآن دولة مستقرة". وحول الدعم الغربي, قال إنه "هناك دعم, لكنه غير كاف.. نحتاج كل شيء.. والشيئان الرئيسيان هما العسكري والاقتصادي", مقرا بأن قصة نجاح تونس دائما في خطر إلا إذا تمت حمايتها والتأكيد على استمراريتها, ملمحا بأن ذلك يتطلب ممارسة للديمقراطية عبر الوقت, بالإضافة إلى التقدم الاقتصادي. وأكد السبسي أن تونس في طليعة الحرب ضد الإرهاب لحماية أوروبا من الغزو الإرهابي, مشددا على ضروروة اقتناء استراتيجية عالمية مشتركة في هذا السياق, لكنه قال إن تونس على المستوى العملي تدافع عن أراضيها وحدها, ما اعتبره نقصا في الاستراتيجية المشتركة.