كشفت الأبحاث الحديثة أن 56٪ من مرضى أورام الرئة في المراحل المتقدمة يحملون جينات متحورة، مما يخفض من فرص الشفاء نتيجة عدم القدرة على تحديد العلاج المناسب لكل حالة.. و قد وافقت أخيرا هيئة الغذاء والدواء الامريكية على أحدث اختبار بيولوجي بالأجسام المضادة ويدعى "ALK" و الذى يمكنه تحديد الخلل في جينات معينة و التي تكون مسؤولة عن حدوث ورم الرئة، وبنسب نجاح ۱۰۰٪، وبالتالي يمكنه تحديد نوع العلاجات الحديثة الانسب لعلاج اورام الرئة في كل حالة، فيما أوضحت الخطوط الارشادية لعلاج أورام الرئة في العالم، ان العلاج الاكثر فاعلية في أورام الرئة المتقدمة هو العلاج الجيني و الذي يحل محل العلاج الكيماوي، اذ ان العلاج الجيني اكثر فاعلية و نسب الاستجابة معه اعلى بينما العلاج الكيماوي في هذه الحالات يحرم المريض من فرص الاستجابة للعلاج المناسب .. جاء ذلك خلال مؤتمر المؤتمر الدولى السابع لقسم علاج الأورام بجامعة اسيوط والذى تم عقده بمدينة الأقصر برئاسة الدكتور سمير شحاته رئيس قسم علاج الأورام بكلية طب جامعة أسيوط ورئيس المؤتمر. وأوضح الدكتور اليا انيس أسحاق - أستاذ علم الأمراض " الباثولوجي" كلية طب جامعة القاهرة، أن اختبار "ALK" البيولوجي يمكن من خلاله التأكد من وجود تغيرات معينة بالخلية ناتجة عن تغيرات بالكروموزومات و تسبب المرض، و هذه التغيرات يمكن على أساسها معرفة احسن اختيار من الأدوية الحديثة المصنعة بهندسة الجينات، مما يبشر بآفاق جديدة لعلاج بعض الحالات المستعصية من أورام الرئة، لافتا الى أن تلك الأدوية بالفعل حققت حتى الآن نتائج مبشرة جدا، تخرج عن النطاق المألوف للعلاج الكيماوي، وبجودة حياة مرتفعة تختلف تماما عن العلاج الكيماوي و الذي يجعل جودة الحياة متدنية. وأشار الى أن الاختبار يتم أجراءه عن طريق أخذ عينة من الورم في الرئة، و تحليلها عن طريق اختبار للأجسام المضادة، و هذا الاختبار يتم باستخدام جهاز لا يتدخل فيه العنصر البشرى ، وبالتالي تنعدم الأخطاء البشرية، ويحقق نتائج تصل الى ۱۰۰٪ ، بينما في الماضي كان هناك طرق اخرى معقدة لأجراء هذا التحليل، وكان يعتمد على العامل البشرى، وبالتالي كانت نتائجه غير دقيقة بسبب الخطأ الوارد، لافتا الى أن التحاليل بالأجسام المضادة الجديدة تم اعتمادها في أوروبا، ومن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، كتحليل أساسي لتحديد نوعية العلاج. WEGYXAK8815033 Page 1 ومن جانبه أوضح الدكتور ياسر عبد القادر - أستاذ علاج الأورام كلية طب جامعة القاهرة - ان سرطان الرئة المتقدم يمثل ۷۰٪ من حالات أورام الرئة بسبب عدم اكتشاف الاصابة مبكرا )و هي نسبة واحدة على مستوى العالم(، و أن 56٪ من مرضى اورام الرئة المتقدم يحملون جينات متحورة. و اشار الى أنه بفضل البحث العلمي المتقدم في السنوات الاخيرة، تمكن العلم من تحديد تلك الجينات المتحورة عن طريق التحليل البيولوجي و بالتالي اختيار العلاج المناسب لعلاج هذا الخلل بالتحديد مما يرفع نسب مدة البقاء على قيد الحياة وبجودة حياة مرتفعة. وأشار د. ياسر ان من الأدوية لعلاج خلل جين " ALK" هو ما يسمى علميا "كريزوتينيب" ويتم إعطاءه للمريض عندما يظهر التحليل أن هذا الجين موجب، وفى هذه الحالة يكون هذا الدواء الذي اثبتت الأبحاث أنه يعطى نتائج أفضل )1(بكثير من العلاج الكيماوي التقليدي، وقد اعتمد من هيئة الغذاء و الدواء الامريكية، ويتميز هذا الدواء بأن ليس له الآثار الجانبية التقليدية التي تأتي مع العلاج الكيماوي مثل تساقط الشعر و القيء و الاسهال، و لكن له بعض الآثار الجانبية الخفيفة كالتأثير على حقل الابصار و التي تزول بمجرد ايقاف الدواء أو تخفيف الجرعة. و أضاف بأن هناك ثورة في العلاجات الحديثة لسرطان الرئة فهناك أدوية اخرى لنفس الخلل الجيني كخط علاج آخر، فالأجيال الجديدة من الأدوية واعدة في علاج سرطان الرئة المتقدم و تعطى فرصة حياة اطول للمريض. وقالت الدكتورة رباب جعفر - أستاذ علاج الأورام كلية طب جامعة القاهرة - أنه ثبت أن العلاج الكيماوي في حالة سرطان الرئة المتقدم وصل الى أقصى حد في الاستجابة لعلاج المرض، مما دعى الى اجراء ابحاث كثيرة للعلاج بالجينات، و تم التعرف على خلل جيني مسؤول في حالات كثيرة عن الاصابة بسرطان الرئة، وقد اكتشف العلماء أن اكثر من 6۰ ٪)2( من الخلية السرطانية بالرئة تنتج من خلل جيني واضح و هذا الخلل الجيني خضع لتجارب كثيرة، وأستحدث أدوية جديدة لعلاجه في مختلف المراحل )الاولى و الثانية( في سرطان الرئة المتقدم. و قد ثبت ان نسبة استجابة المرض لها قد تبلغ ۷۰ ٪)1( و هي اكثر من ضعف نسبة الاستجابة مع العلاجات التقليدية المتعارف عليها لسرطان الرئة