قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف إن الإلمام بعلوم العربية ضروري لمن أراد أن يفهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والجهل بقواعدها يؤدي حتما إلى فهم خاطئ للقرآن والسنة، فمن قال: إن الأزهر يعلم طلابه أن الهم في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم: "لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأُحرِّق عليهم بيوتهم"؛ معناه أن المسلم إذا لم يحضر صلاة الجماعة يُحرق عليه بيته- فهو لم يفهم اللغة العربية؛ لأن هممت بمعنى فكرت، وفرق بين الهم وبين الوقوع في الفعل أو بين تنفيذ الفعل، كيف وقد أجمع الفقهاء على أن صلاة الجماعة في الصلوات سنة، إلا أهل الظاهر فإنها عندهم فريضة، ولفظ "هم" نفسه ورد في سورة يوسف في قوله تعالى: (ولقد همت به وهم بها)، ومحال أن يكون الهم في الآية بمعنى الوقوع في الفعل. وأضاف: هكذا فإن عدم الإلمام بأسرار اللغة ودلالاتها، والجهل بما استنبطه أئمة الفقه من اجتهادات عميقة من نصوص الوحي المتمثل في الكتاب والسنة، يوقعان في عجائب لا حصر لها من الفهم السقيم والأحكام الغريبة، وهو حال من لم يفهم حديث رسول الله "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى َيَشْهَدُوا َأَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله" ويعتقد أن فيه دعوة لقتل الناس جميعا حَتَّى الشهادة، وليس الأمر كذلك، بل إن أل في "الناس" للعهد أي أناس معهودين، وهم الذين وقفوا عقبة أمام الإسلام وكانوا يؤذون المسلمين، فالمقصود بقتال الناس قتال المشركين المعتدين آنذاك، حيث إن كلمة "الناس" هي من العام الذي أريد به الخاص، و"أقاتل" تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين، إذ المبدوء بالقتال يسمى مقاتلا، إن دافع،والبادئ يُسمى قاتلا، لأن "أقاتل" من باب المفاعلة التي تكون من جانبين أو أكثر.