أسند إليها تطوير المنطقة رغم الانتقادات الحادة التى توجه إليها مخاوف من سيطرة رجال الأعمال على المشروع.. وصحف بريطانية أكدت أن عملية التطوير يحيطها الكثير من الريبة والشك انتقادات عديدة وجهت لشركة التصميم المعمارى البريطانية الشهرية "فوستر آند بارتنرز" صاحبة الحق فى تطوير منطقة مثلث ماسبيرو، بمجرد إعلان اسمها للقيام بهذه المهمة, الغريب فى الأمر أن الانتقادات لم تقتصر على الخبراء المصريين فقط , بل من الدولة الأم للشركة وهو مايضع علامات استفهام كثيرة على قدرة الشركة فى القيام بتطوير هذه المنطقة التى مازالت تشغل بال الكثيرين من الشعب المصرى. أبرز الاتهامات التى وجهت للشركة عدم قدرتها على الحفاظ على النمط المعمارى للمنطقة الذى يعود تاريخ إنشاءها إلى القرن التاسع عشر، فضلا عن استمرار حالة الغموض حول مصير السكان خصوصًا أن الكثير من الأنشطة الاقتصادية القائمة حاليًا فى المنطقة مثل ورش المعادن، وإصلاح السيارات، وتجارة المعادن، والتى يعمل فيها أغلب السكان، ليس لها مكان فى المشروع الجديد. من جانبه قال ديفيد سيمس، كاتب وخبير تخطيط حضرى، ومتخصص فى دراسات القاهرة، إن المشروع البريطانى لتطوير مثلث ماسبيرو "غامض" فيما يخص مصير سكان المنطقة. وزاد من هذا الغموض، ما كشفته صحيفة الجارديان البريطانية فيما يخص التصور الأساسى الذى وضعته "فوستر آند بارتنرز" لتطوير المنطقة ، حيث أكدت, أن الشركة تتعهد بتقديم نموذج مثالى للتطوير الحضرى فى كل أنحاء مصر، ويستهدف المشروع تحويل هذه المنطقة التى تضم مئات المنازل القديمة، والمتهالكة إلى منطقة عصرية تشمل ناطحات سحاب كمقار إدارية للشركات العالمية، وكذلك فنادق، ومطاعم، ومتاجر إلى جانب مناطق سكنية عصرية لسكان المنطقة من الطبقة الفقيرة وهو مالا يتطابق مع الواقع. وأضافت "الجارديان" أن مثلث ماسبيرو يضم نحو 41 ألف نسمة من الفقراء الذين يعيشون تحت ظلال الأبراج، والمبانى الشاهقة التى تحتل كورنيش النيل بما فيها مبنى الإذاعة والتليفزيون الذى يبث عشرات القنوات التليفزيونية، والمحطات الإذاعية التى يصل إرسالها إلى كل جزء من مصر. ونقلت "الجارديان" عن أحد سكان مثلث ماسبيرو، والذى يعمل فى ورشة حدادة، أثناء مشاهدته للصور التى نشرتها الشركة البريطانية لنموذج المنطقة بعد التطوير قوله: "إحنا فين فى الصورة دى؟". وأضاف , أنه لا يثق فى خطط الحكومة، وأن مشروع تطوير مثلث ماسبيرو يستهدف منح الأرض لرجال الأعمال. وتابع:"مهما كان الوضع فإن 90% من أراضى المشروع ستذهب للأغنياء وليس لسكان المنطقة الحقيقيين، والحكومة ستأخذ منازلنا بالقوة وتطردنا إلى مساكن فى الصحراء. وأضافت الصحيفة, أن كلمات سكان مثلث ماسبيرو تعكس الجدل الدائر فى مصر منذ سنوات حول مستقبل هذه المنطقة التى تحتل أحد أفضل المواقع فى القاهرة حيث تقع على بعد دقائق قليلة من ميدان التحرير، وتطل على نهر النيل بجوار مبنى الإذاعة والتليفزيون، ووزارة الخارجية، وعدد من فنادق الخمس نجوم الشهيرة فى قلب العاصمة. إلا أن شركة فوستر آند بارتنرز، نفت فى بيان لها، كل هذه الاتهامات، قائله:"إن مراعاة احتياجات السكان الحاليين للمنطقة كانت ضمن شروط المسابقة التى تم إطلاقها لتطوير المنطقة". وتعرضت الشركة قبل ذلك لانتقادات حادة ، في يونيو 2008، حيث نشرت صحيفة "الجارديان" مقالًا انتقدت فيه بشدة مخطط التطوير العقارى الذى وضعته شركة"فوستر آند بارتنرز" لمنطقة ساحل البحر البكر في بلغاريا، والتي تخضع حاليًا لحماية البيئة في الاتحاد الأوروبي، ونقلت الصحيفة مخاوف المعنيين بشئون البيئة من خلال تأثير المخطط على مرافق المنتجع، والبيئة. وتعتبر شركة "فوستر آند بارتنرز" هى استوديو بريطاني دولي للإستشارات المعمارية، والتصميم المتكامل، تم إنشائها عام 1967 من قبل مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها نورمان فوستر، وزوجته، وتتميز الشركة بالممارسات الأكثر ابتكارًا في العالم، ومقرها في لندن، ولها مكاتب في برلين، وفرانكفورت، وجلاسكو، وهونج كونج، ولندن، وطوكيو، ولديها أكثر من 7000 موظف، وحازت على أكثر من 650 جائزة للتفوق، كما فازت فى 100 مسابقة محلية ودولية. وتميزت المشاريع الأولى لفوستر بأسلوب الهاي تيك، والتركيز على الجوانب الهيكلية التكنولوجية، ولكن بعد ذلك بدأت خطوط البناء بخلط التكنولوجيا، والفن. ويعتمد أسلوب العمل فى الشركة على الشكل ابتكاري منذ بداية المشروع، حيث يقوم المهندسون، والمعماريون بدمج معرفتهم لابتكار حلول تصميم متكاملة، ومستدامة، بداية من التعيين حتى الاكتمال، ويتم دعم الفرق بواسطة العديد من الأنظمة الداخلية، والتي تشمل إدارة المشروعات، وإنشاء لوحة مراجعة، ولضمان التناسق، والخدمة الشخصية، يرى نفس الفريق الرئيسي المشروع من البداية للنهاية، ويتم مراجعة عملية التصميم بانتظام من خلال إدارة التصميم، وتراجع هيئة التصميم كل مشروع بشكل منتظم، على نحو رسمي أو غير رسمي. ويرأس هيئة التصميم المؤسس ورئيس مجلس الإدارة نورمان فوستر، وستيفان بيلينجز، وجرانت بروكر، ونايجل دانسي، وسبنسر دي جراي، وجيرارد إيفيندن، ولوك فوكس، وبول كالكهوفن، ودافيد نيلسون، ودافيد سمرفيلد، وتقع على عاتق هيئة التصميم مسئولية التصميم بشكل كامل في المكتب. ونفذت الشركة، على مدى العقود الخمسة الماضية، مجموعة كبيرة من الأعمال العالمية، منها مخططات رئيسية في المناطق الحضرية، والبنية التحتية العامة، والمطارات والمباني المدنية، والثقافية، والمكاتب، بالإضافة إلى المبانى الخاصة، ويُركز فريق التصميم فى كل أعماله، على الإستدامة بهدف الحصول على التصنيف البلاتيني، وفق معايير الريادة في تصميمات الطاقة، والبيئة. ومن أهم المشاريع التى قامت الشركة بتنفيذها على مستوى العالم ، هو تصميم بنك "اتش اس بى سى" في هونج كونج، ومكتب "آي بي إم" الرئيسي فى كوسهام بانجلترا ومقر ويليس فابر ودوما فى ابسويتش بانجلترا ومركز سينسبري للفنون، وجامعة ايست انجليا فى نورويش ، وبرج المصرف التجاري في فرانكفورت بألمانيا ، ومقر اتش اس بي سي ومطار هونغ كونغ تشيك لاب كوك ، وبناء محطة في ستانديت، ومترو بلباو فى إسبانيا ، بالإضافة إلى تجديد مكتبة ليونيل روبنز، ومكتبة العلوم السياسية والاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد وبرج كولسيرولا فى برشلونة، وقبة البرلمان الألماني"الرايخستاج" فى برلين وساحة الفن فى فرنسا وتغطية فناء المتحف البريطاني فى لندن ، وجسر الألفية فى لندن وترميم ريشستاك فى برلين ،وقاعة المدينة فى لندن ، ومحطة معرض مترو للأنفاق فى سنغافورة ، ومحطة مترو بوتيرية فى رين بفرنسا)، ومقر سيرك سينسبري هولبورن فى لندن ، ومقر المؤسسة السويسرية لتأمين فى لندن ومركز التجارة العالمي فى سان مارينو وسيج غيتسهيد فى انجلترا وجسر ميلاو فى دو تان بفرنسا وصرح الشرطة الوطنية فى لندن ، ومكتبة كلية اللغة فى جامعة برلين الحرة بألمانيا ، و40 شقة فاخرة فى سانكت موريتز بسويسرا وكلية الصيدلة بجامعة تورنتو فى كندا وبرج هيرست يوركسيتي فضلًا عن إعادة هيكلة ملعب كامب نو في برشلونة. وتشتهر الشركة في دولة الإمارات العربية المتحدة بتصميم برج إندكس في منطقة مركز دبي المالي العالمي، فضلاً عن مساهمتها في تطوير مدينة مصدر في أبوظبي. بالإضافة إلى إعادة تطوير ميدان "الطرف الأغر" في لندن بالمملكة المتحدة، وتصميم جامعة بتروناس للتكنولوجيا فى سيري اسكندر،بماليزيا، بالإضافة إلى تصميم المنطقة الثقافية الغربية فى كولون بالصين، فضلًا عن وضع المخطط الرئيسى لمنطقة سلوسن فى ستوكهولم بالسويد.