الأربعاء المقبل.. إطلاق خدمات الجيل الخامس من منطقة الأهرامات    وزارة النقل: مركز تحكم للرقابة على الأتوبيسات الترددية    رسميا.. انطلاق الدوري الجديد 15 أغسطس وينتهي مايو 2026    محمد مصيلحي يستقيل من رئاسة الاتحاد السكندري.. وأعضاء المجلس يتضامنون معه    حبس المتهمين بخطف طفل فى المقطم    الهيئة العامة للأوقاف بالسعودية تطلق حملتها التوعوية لموسم حج 1446    شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنيا تستعد لاستقبال عيد الأضحى.. تفاصيل    مهرجان روتردام للفيلم العربي يختتم دورته ال 25 بتكريم ليلي علوي    كشف أسرار جديدة بواقعة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر.. فيديو    عاجل| "أزمة غزة" تصعيد متزايد وموقف بريطاني صارم.. ستارمر يحذر من كارثة إنسانية ولندن تعلّق اتفاقية التجارة مع إسرائيل    وزير التعليم يكشف تعديلات المناهج في العام الدراسي الجديد    السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    ريوس يبرر خسارة وايتكابس الثقيلة أمام كروز أزول    التفاصيل المالية لصفقة انتقال جارسيا إلى برشلونة    بوستيكوجلو يطالب توتنهام بعدم الاكتفاء بلقب الدوري الأوروبي    للمشاركة في المونديال.. الوداد المغربي يطلب التعاقد مع لاعب الزمالك رسميا    رئيس مجلس الشيوخ: التغيرات البيئية أصبحت ملحة ومازلنا مغيبين ونتناول هذا الملف برفاهية    تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر    افتتاح معرض إعادة التدوير لمؤسسة لمسات للفن التشكيلي بحضور وزيرة البيئة    السيسي يستقبل وزير الخارجية الإيراني ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. صور    وزير الخارجية: مصر أكثر طرف إقليمي ودولي تضرر من التصعيد العسكري في البحر الأحمر    دنيا سامي: مصطفى غريب بيقول عليا إني أوحش بنت شافها في حياته    «واكلين الجو».. 3 أبراج هي الأكثر هيمنة وقوة    دعاء يوم عرفة 2025 مستجاب كما ورد عن النبي.. اغتنم وقت الغفران والعتق من النار    وزير الصحة يشهد احتفال إعلان مصر أول دولة في شرق المتوسط تحقق هدف السيطرة على التهاب الكبد B    زيلينسكي يعرب عن تطلعه إلى "تعاون مثمر" مع الرئيس البولندي المنتخب    برواتب تصل ل350 دينارا أردنيا.. فرص عمل جديدة بالأردن للشباب    مصمم بوستر "في عز الضهر" يكشف كواليس تصميمه    حزب السادات: فكر الإخوان ظلامي.. و30 يونيو ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر    لو معاك 200 ألف جنيه.. طريقة حساب العائد من شهادة ادخار البنك الأهلي 2025    وزير الصحة يتسلم شهادة الصحة العالمية بالسيطرة على فيروس B    الشيوخ يبدأ جلسته لمناقشة بعض الملفات المتعلقة بقطاع البيئة    إيران تدرس الرد على المقترح الأمريكي بشأن برنامجها النووي    مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة وضبط 333 كيلو مخدرات| صور    مدير المساحة: افتتاح مشروع حدائق تلال الفسطاط قريبا    "الأونروا": لا أحد أمنا أو بمنأى عن الخطر في قطاع غزة    «تعليم الجيزة» : حرمان 4 طلاب من استكمال امتحانات الشهادة الاعدادية    بى بى سى توقف بث مقابلة مع محمد صلاح خوفا من دعم غزة    التضامن الاجتماعي تطلق معسكرات «أنا وبابا» للشيوخ والكهنة    تحكي تاريخ المحافظة.. «القليوبية والجامعة» تبحثان إنشاء أول حديقة متحفية وجدارية على نهر النيل ببنها    توريد 169 ألفا و864 طنا من محصول القمح لصوامع وشون سوهاج    آن ناصف تكتب: "ريستارت" تجربة كوميدية لتصحيح وعي هوس التريند    أزمة المعادن النادرة تفجّر الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين    مصادر طبية فلسطينية: 35 قتيلا بنيران إسرائيلية قرب مراكز المساعدات خلال الساعات ال 24 الأخيرة    ميراث الدم.. تفاصيل صراع أحفاد نوال الدجوى في المحاكم بعد وفاة حفيدها أحمد بطلق ناري    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    عيد الأضحى 2025.. ما موقف المضحي إذا لم يعقد النية للتضحية منذ أول ذي الحجة؟    تعليم دمياط يطلق رابط التقديم للمدارس الرسمية والرسمية لغات    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    وزير الصحة: 74% من الوفيات عالميًا بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية    22 سيارة إسعاف لنقل مصابي حادث طريق الإسماعيلية الدواويس    «من حقك تعرف».. ما إجراءات رد الزوجة خلال فترة عِدة الخُلع؟    تكريم الفائزين بمسابقة «أسرة قرآنية» بأسيوط    لطيفة توجه رسالة مؤثرة لعلي معلول بعد رحيله عن الأهلي    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب قبالة سواحل هوكايدو شمالي اليابان    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج بحلول عيد الأضحى المبارك    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى أجرأ حوار صحفى.. "رجل المستحيل" يكشف المسكوت عنه فى الملف السري للسيسي
نشر في الموجز يوم 05 - 12 - 2015

الدكتور نبيل فاروق:غموض الرئيس مطلوب.. وخلفيته المخابراتية تجعله يتعامل مع الأزمات بحكمة
التنظيمات الإرهابية استغلت فشل الدولة ونجحت فى استيعاب طاقات الشباب وتطويعها لحساب أهدافها
ثورة يناير أصابت الشباب بالنرجسية وجعلتهم ناقمين على كل شئ
جهاز المخابرات القطرية ضعيف ولا يعمل إلا على شعبه
طول فترة الحاكم تنسيه شعبه وتسمح بتربية المنتفعين حوله.. وحاشية مبارك عزلته عن المصريين وحولته لديكتاتور
مصر دولة رأسمالية تحكمها قوانين اشتراكية.. والمسئولون فى مصر بارعون فى الكذب
مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لصنع الفوضى وخلخلة أسس الدولة.. والشباب يقاوم نظرية المؤامرة ويسخر منها دون مبرر
أكد الأديب والروائي الدكتور نبيل فاروق، والملقب ب"رجل المستحيل" أن الشباب كان يحتاج طوال الوقت إلى من يستوعب الطاقات الإيجابية المختزنة بداخلهم ويخرجها فى مكانها الصحيح إلا أنه لم يجد من يستوعب طاقاته، مشددا على أن الجماعات المتطرفة هى الوحيدة التى استطاعت أن تتعامل مع طاقات الشباب وتتلاعب بهم وتشعرهم بأهميتهم وسعت لعملقتهم من خلال منحهم مناصب داخل التنظيمات المتطرفة وتدريبهم على السلاح وأفهموهم أن القتل حلال والفن والموسيقى حرام.
وكشف نبيل فاروق فى حواره مع "الموجز" أن شباب ثورة يناير تم استغلال سطحية تفكيرهم لحساب حروب الجيل الرابع.
وقال "فاروق" إن ثورة يناير أصابت الشباب بالنرجسية وجعلتهم ناقمين على كل شئ وكل رأى مشيراً إلى أن الشباب يسخرون من نظرية المؤامرة رغم أنها واقعية.. وإلى نص الحوار..
ما هو تقييمك للشباب بعد ثورة يناير وهل ترى اختلاف بينه وبين جيل التسعينات؟
أرى أن الاختلاف طال شتى نواحي الحياة لكن تكمن المشكلة فى أنه بعد ثورة يناير صنعت وسائل الإعلام المختلفة من الشباب أبطال فتحول الشباب لحالة من النرجسية والنزعة الفردية وأصبحوا ناقمون على الآراء المختلفة معهم ولا يقبلونها فلفظهم المجتمع ولم يتعاطف معهم فضلا عن أن الوسائل الإعلام باتت تصدر للشباب نماذج خطيرة لا يمكن في يوما ما أن تكون أبطال كأن تتصدر أفلام البلطجة والبلطجة صدارة شاشات السينما وأصبح الصراع مع الشرطة بطولة فانقلبت الآية وصدرنا لهم مبادئ هدامة وهو أمر طبيعى لسيطرة المنتج والمخرج على العمل دون وضع وجهة نظر الكاتب فى الاعتبار ونحن لا نعيش أزمة مثقفين بل نعيش أزمة مجتمع انفلت عن مساره فجأة.
ثورة يناير
أنت تكتب عن الشخصيات المخابراتية.. هل ترى أن الشباب بحاجة لتسليط الضوء على مثل هذه الشخصيات الآن ؟
تعاملت مع الأجهزة الأمنية حينما كنت فى الفرقة الأولى بكلية الطب ورأيت وطنيتهم عن قرب وكيف أنهم يضحون بأرواحهم دون أن يعلم أحد عنهم شيئاً وهو ما أسفر عنه إحترامى الشديد لهم وبدأت أتساءل لماذا لا نلقى الضوء على مثل هذه الشخصيات الوطنية ليحتذي بها الشباب فى حياتهم الخاصة لكن الأمر الآن يختلف كثيرا عن ذي قبل فلم يعد الشباب يتقبل الاحتذاء بالشخصية الوطنية وأصبح يميل لإثبات أنه "صايع" فضلا على أن نشأته فى عصر التكنولوجيا أفرزت جيلاً لا يطيق الكلام النمطي ولا يطيق الصبر ولا يستطيع التعايش مع الفترة الانتقالية ويريد أن تتطور الدولة فى أسبوعين لكنه جيل تميز بكسر العادات والتقاليد البالية وأرى أنها مرحلة مؤقتة وستمر بسلام .
كيف تنبأت بثورة يناير قبل وقوعها؟
كنت أرى أن كل مقدمات الثورة موجودة وكتبت مقالاً فى شهر سبتمبر 2010 وصفت فيه ما سيحدث بالضبط ونبهت من تجاوزات الشرطة وأنهم سيفاجئون فى مرحلة ما أنهم الأقل عددا بين الشعب الذى سيثور عليهم نتيجة لممارساتهم ضد المواطنين حتى أنى تنبأت بأن الشعب سيحتمى بالجيش وسيطالب بنزوله بالإضافة إلى أن طول فترة الحاكم تنسيه شعبه وتسمح بتربية مجموعة من الأشخاص حوله حيث تحجزه وتعزله عن الشعب وتجعله يرى الأمور من خلالهم فقط فلا يستطيع التفاعل مع مشكلاتهم أو حلها وهو ما حدث مع مبارك فى يناير عندما كان يخاطب الشعب فى ميدان التحرير وكان يخرج عليهم بأمور مستفزة لأنه لم يكن ضمن حاشيته الناصح الأمين بعدما تم عزله عن الشعب وتحول إلى ديكتاتور لأنه أصبح آمن فى الحكم على مدار 30 عاماً لكن الأمر حتما كان سيختلف لو كان أعلن فى آخر انتخابات له عام 2005 صراحة عدم ترشحه مرة أخرى وكذلك عدم ترشح ابنه جمال لكنه كان يسير فى طريق توريث الحكم وترك شائعة التوريث تسير بهدوء دون أن ينفيها وعدم نفى الشائعة تأكيد لها لأنه كان يريد توريث الحكم تقليدا للرئيس السورى الراحل حافظ الأسد الذى إبتدع الجمهورية الملكية فضلا عن خطابه الشهير فى آخر مجلس شعب فى 2010 عندما قال "خليهم يتسلوا" فتأكدت أن الأمر انتهى وأن المجلس لن يكمل مدته وأن الرئيس لن يصل للفترة القادمة من الانتخابات الرئاسية.
خلفية مخابراتية
هل ترى أن خلفية الرئيس السيسي المخابراتية أفادته أم أضفت عليه حالة من الغموض؟
أرى أن جزءاً من الغموض مطلوب فى رئيس الجمهورية ولا أرى أنه من الواجب علية يجب الكشف عن كل الأمور للشعب أو أن يصرح بكل الحقائق على الملأ وإلا سيتلقف المحللون من الأعداء والمتربصين لتلك التصريحات وتتكشف أمور دقيقة لهم.. وقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قوات الصاعقة قبل المخابرات الحربية ما أكسبه الجسارة والصبر والصمت والصمود ومن الطبيعى أن تنعكس كل هذه النشأة على شخصيته وعلى خلفيته بعكس شخصية مثل الرئيس معمر القذافى التى لا يعرف أحد عن خلفيتها شئ فأفرزت على مدار 40 عاما شخصية غير معقولة أو مقبولة .
ما هو رد فعل رجل المخابرات عندما يتحول إلى رئيس لاسيما إذا وجد الدولة فى أزمة؟
بالتأكيد خلفية الرئيس المخابراتية ستجعله يقدر قيمة المعلومات المقدمة له عن تلك الأزمة لأنه سيكون على يقين تام من أين جاءت تلك المعلومات وكيف جاءت وستكون بالنسبة له من أهم عوامل التى سيعتمد عليها فى اتخاذ القرار الصائب مما سيترتب عليه اتخاذ قرارات أكثر دقة وهو ما لم يعتمد عليه مبارك فى فترة حكمه الذى كان يتعمد تجاهل التقارير والمعلومات المقدمة له عن الأزمات فى الشارع والمجتمع الدولى وأتمنى أن من يحكم مصر بعد الرئيس السيسى يكونون من رجال مخابرات لطبيعة شخصياتهم المنظمة لأبعد الحدود ودقتهم المتناهية فى المعلومات فضلا عن تميزهم بالصبر وعدم تسرعهم فى اتخاذ القرارات حيث لا يوجد بينهم من يتخذ قراراً أهوجاً أو عصبياً كون جهاز المخابرات مرتب ودقيق بطريقة فائقة ويعلم جيدا أن القرارات دون معلومات لا يجب أن تتخذ ولديه قواعد مدروسة ويعمل وفق مناهج علمية كبيرة وعريقة ويوجد علم اسمه "ساينس أوف أسبيوناج" أو علم المخابرات يحكمهم ويحكم قراراتهم .
ما الفرق بين رجل المخابرات عندما يعمل فى الظل وبين أن يصبح مسئولاً؟
الأمر يختلف كثيرا بين العمل المؤسسي والعمل الجماهيري أو العام ويكون عمله كمسئول داخل الجهاز أسهل بكثير من عمله فى منصب جماهيري لأنه ببساطة عندما يقرر الأمر فالجميع يستميت لتنفيذه بينما العمل العام من الممكن أن يفشل نتيجة تراخى أو تكاسل موظف صغير عن تنفيذ الأمر الصادر له وهو ما يؤدى لفشل أغلب المسئولين المحسوبين على المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية لاختلاف عقلية المدنيين عن العسكريين وأرى أن الدولة العميقة –الموظفين ورؤساء الأحياء- أسوأ ما يمكن التعامل معهم وهو الأمر الصعب بالنسبة لرجل المخابرات لكن الخلفية التي أتى منها وتأثر بها حتما ستكون أكثر تنظيما لأنه يعتمد على تحكم عقله فى تصرفاته وأرى أنه إذا تعاملت الحكومة بنظام الفصل وليس الجزاءات فسوف تنتظم الحياة الإدارية فى مصر نتيجة لخوف الموظف من عواقب تراخيه وإهماله لكننا نعيش فى دولة رأسمالية تحكمها قوانين اشتراكية بينما تؤكد التجارب التاريخية أن الخوف هو الذى دفع بالأمم للتقدم بعكس الأمان الذى يدفع للكسل والتراخى.
والأمر الأخطر الذي تعيشه مصر هو أن المسئولين تعلموا الكذب والإنكار وتعودوا عليه وهذا يعد من أهم أذرع الدولة العميقة لحرص المسئولين على تبرأة أنفسهم وليس إصلاح الأمور وأرى أنها من العوامل التى ستؤخر مسيرة التقدم كثيرًا إذا لم تشرع قوانين لعزل وحاكمة ومحاسبة المسئول الكاذب .
ما هى خطورة أن يتصدر الرئيس المشهد بمفرده؟
أرى أن الخطورة تتمثل فى عدم تصدر الحكومة والوزارات للمشهد على الرغم من أنها المنوط بها تحمل المسئولية الكاملة أمام الشعب بينما الواقع المرير يؤكد أن كل وزير يريد أن يرضى الرئيس وليس الشعب وهو أمر ليس جديداً وتعود عليه كل الوزراء على مدار 60 عامًا لكنى أرى أنها مسألة وقت وستتغير الأوضاع عندما يتعود الشعب والحكومة على أن الرئيس لن يخلد فى منصبه وسيترك إدارة الدولة بانتهاء مدته الرئاسية بينما تصدر الرئيس للمشهد فى الوقت الحالى نتيجة طبيعية لأنه تعود على تحمل المسئولية ويعلم أن الشعب الذى استدعاه يثق فيه وفى قراراته وبانعقاد مجلس النواب سيتبدل الأمر عندما يبدأ المجلس فى مراقبة ومحاسبة الحكومة.
لماذا يصر الرئيس على الاستعانة بالعسكريين ليكونوا إلى جواره؟
الرئيس يثق فى العسكريين ويرى أنهم شديدي التنظيم والأكثر قدرة على إنجاز المطلوب منهم في أقل وقت وبأعلى جودة فى فترة زمنية قصيرة وفى أحلك الظروف لكن البعض من الشعب لديه عقدة وعداء لفكرة العسكريين بينما الأمر الواقع يفرض علينا أن نكون عمليين أكثر من هذا والنظر لما يتم إنجازه وليس لمن أنجزه فضلا عن أن المدققين يعلمون أنه دون تدخل الجيش فى ثورة يناير كان الأمر سيكون مخيفاً ولا أرى أن الشعب سيرفض استدعاء الرئيس لتشكيل حكومة حرب لأن الدولة بالفعل تعيش حالة حرب معلنة لكن الشعب لم يقتنع لأنه تعود على الحروب المسلحة بينما الأمر أخطر بكثير.
حروب الجيل الرابع
ما هى حروب الجيل الرابع.. وهل تعيش مصر هذه الحرب؟
تحدث البروفيسور "ماكس مايورانك" عن حروب الجيل الرابع فى إحدى محاضراته فى معهد الأمن القومى الإستراتيجي الإسرائيلي وقال "لم يعد لحرب الأسلحة مكان" وحدد أسس حروب الجيل الرابع فى 5 نقاط هى الإرهاب الداخلى والإرهاب غير الوطنى أو متعدد الجنسيات، واستخدام كل الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، واستخدام كل وسائل الضغط النفسى من وسائل إعلام وصحافة وتليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى، وبث روح التمرد والعصيان فى المكان المستهدف وهو ما ينطبق علينا تماما إضافة إلى أننا تجاهلنا تماما حديث كونداليزا رايس عام 2005 لصحيفة "واشنطن بوست" التي أكدت أنها ستعيد تشكيل الشرق الأوسط من جديد "بما يتناسب مع المصالح الأمريكية" ثم استخدام البعض لكتاب "جين شارب" الذى يؤسس لفكرة "بلبلة العقول" واستخدام المعاني الخطأ فى المصطلحات الصحيحة كاستخدام مصطلح الحرية ووصفه فى الكتاب بأنك تفعل ما تشاء كيفما تشاء وقتما تريد انك تفعل ما تريد وقتما تشاء فتنشأ الفوضى ويأتى من يحتلك وينتزع عنك الحرية بيدك أنت ويتركك تقتل نفسك بنفسك.
والغريب أن شبابنا يمتاز بكثرة الحماس وقلة المعرفة فينساق وراء كل ما يراه براقاً فى المعانى ولا يفكر فيما إذا كانت النهاية جيدة ولصالحه أم سيئة كما أن شيوخ الغضب خططوا لهدم الدولة واستغلوا حماس الشباب لجنى ثمار أهدافهم التى هى من أهم مبادئ حروب الجيل الرابع .
لماذا لم تلتفت الدولة لحروب الجيل الرابع قبل ثورات الربيع العربى؟
نحن نتحدث ولا أحد يستمع والشباب يقاوم نظرية المؤامرة طوال الوقت ويسخر منها على الرغم من إعلان المؤامرة لكن اللعب بعقولهم سبق الحكومات ولا يعلم أن أول خطوة فى المؤامرة هو السخرية من فكرة المؤامرة فى حد ذاتها لأنه إذا لم يسخر من الفكرة فإن كل ما يحدث أمامه حقيقة وسيزيل من ذهنك أنها مؤامرة.
أشكال التجسس
فى رأيك هل طورت مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" أشكال التجسس.. وهل أصبحت هذه المواقع محركة للرأى العام؟
الرأي العام لا يحركه "فيس بوك" و"تويتر" ولكنهما يحركان قطاعاً كبيراً من الشباب السلبى الذى لم يستطع إنجاز شئ فى حياته العملية أو الشخصية وأصبحت مواقع التواصل الإجتماعى إحدى وسائل نقل الشائعات لرغبة الشاب فى أن يكون له السبق فى نقل المعلومة دون التأكد من صحتها أو كذبها حتى أن الأمر تحول بين الشباب للعبة ال"بلياتشو" الذى يؤدى حركة فيحيه الجمهور فيستمر فى أداء نفس الحركة للحصول على المزيد من التصفيق وأرى أنها فقط وسيلة من وسائل صنع الفوضى وخلخلة أسس الدولة ووسيلة من وسائل حروب الجيل الرابع.
وحقيقة الأمر تؤكد أن شباب "فيس بوك" هم فئة تناضل على مواقع التواصل ليكونوا جماعات صوتها عال لبث الإحباط بينهم حيث توهموا أنهم نجحوا فى القيام بثورة عبر "فيس بوك" فاستمروا فى استخدام نفس الطريقة بينما الحكمة تقول لا تلجأ أبدا للخطة التى استخدمتها وحققت لك النصر بل اجعلها لك إرشادا لكنهم لا يملكون خطة جديدة فلولا حادث خالد سعيد ما خرج أحد على مبارك حتى ولو سخر منه الشعب بالكامل فالسخرية لا تسقط الحكومات ولا يمكن أن تصنع ثورة على حاكم عادل.. وعلى الجانب الأخر فإن وسائل التواصل الاجتماعي لا تصلح للتجسس .
هل اختلفت طرق التجسس بعد تطور وسائل الاتصال؟
الذي تغير هو طرق نقل المعلومة بينما التجسس يحتاج إلى الجاسوس فمثلا لم يعد هناك حاجة للميكروفيلم وأصبح "الإستجنوجراف" بديلا له وهو عملية إخفاء صورة ديجيتال داخل صورة أخرى ديجيتال لا ترى بالعين وتحتاج أجهزة لتحليلها كذلك لم يعد هناك حاجة لجهاز خاص لإرسال للمعلومات لأنه يمكن أن ترسل من خلال شبكة الإنترنت أما جمع المعلومة نفسها فيحتاج للجاسوس ولابد ألا ننخدع بأن الأقمار الصناعية تستطيع الكشف عن كل شئ كما تروج أمريكا بدليل أنهم لم يستطيعوا الوصول لمكان اختباء الرئيس العراقى الراحل صدام حسين حينما اختفى عن الأنظار ولم يتوصلوا إليه إلا من خلال جاسوس لهم لأنه هو الأساس ووسائل التجسس الكلاسيكية ما تزال كما هى بينما اختلفت وسيلة نقل المعلومة فقط.
المخابرات القطرية
فى رأيك كيف تجسس الإخوان على مصر؟
عندما يرسل الرئيس الإخوانى محمد مرسي تقريراً خطيراً عن مصر إلى الحرس الثورى الإيرانى وإلى أمير قطر لمصالح خاصة بينهم فإن الأمر يصنف على أنه تخابر وتجسس ضد الأمن القومى المصرى والإخوان كانوا يرون أن المشروع الإسلامى أهم من الأمن القومى والمرشد قالها "طز فى مصر".
وما تقييمك لجهاز المخابرات القطرى؟
لا أرى أنه يوجد جهاز مخابرات قطرى على مستوى الأجهزة العالمية لكنه جهاز نشط فى بلده وعلى بلده فقط ويأتى الحكم على الأجهزة المخابراتية من خلال ممارستها الفعالة على أراضى الدول الأخرى وأرى أن الفريق الذى يتدرب ولا يلعب على الساحة هو فريق لا يمتلك الخبرة إضافة إلى أن دول المواجهة هى التى تمتلك أجهزة قوية فمصر مثلا لديها جهاز مخابرات من أكبر الأجهزة فى العالم وتحتل تصنيفاً دولياً بسبب خبراتها فى هذا العمل وكونها فى مواجهة طوال الوقت مع العدو الإسرائيلى.
هل أجهزة المخابرات التركية والإيرانية تعمل بنشاط على الأراضى المصرية؟
جهاز الحرس الثورى الإيرانى قوى لكنه متحيز للقضايا الدينية والعرقية ومن أهم سمات أجهزة المخابرات عدم التحيز وعدم الاستناد إلى الانطباعات الشخصية بل الاعتماد على الحقائق.. وإيران عدوانية النزعة وتساند الحركات الشيعية فتراهم يساندون نظام بشار فى سوريا ونظام عبدالله صالح والحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان وهى تسعى لتدمير الدول الأخرى وهو ليس عمل -أجهزة المخابرات-.. أما المخابرات التركية فإنها منشغلة فى الدول المواجهة لها مثل سوريا والعراق ولا أستبعد أن تحاول تركيا وإيران اللعب عندنا لصالح مخططاتهم لكن مصر تمتلك جهاز مخابرات عريق وعيون صقور ساهرة لا تنام حتى فى وقت السلم.
الموساد الإسرائيلي
هل أوقفت إسرائيل عملياتها المخابراتية فى مصر.. وهل حاولت تجنيد أحد المسئولين المصريين؟
لا لم ولن توقف إسرائيل عمليات التجسس على مصر لأن التجسس أمر مشروع فمن حق كل دولة أن تبحث عن المعلومات التى تفيدها ولو أن الأمر يتعلق بالسياسة ما تجسست إسرائيل على حليفاتها الأولى أمريكا وكانت هناك قضية تجسس لصالح إسرائيل كشفت عنها أجهزة الإستخبارات الأمريكية الأسبوع الماضى.
ولم تستطيع إسرائيل تجنيد أحدا من المسئولين المصريين لأنهم جميعا تاريخهم وشخصياتهم معروفة على عكس رأفت الهجان الذى تم زرعه فى إسرائيل ولم يكن له تاريخ معروف لديهم فسهل من عملية زرعه والكلام عن أن أشرف مروان عميل لإسرائيل هو تهريج فعندما يخرج رئيس الدولة بشخصه ليقول أن "مروان" كان بطلاً مصرياً فلا يمكن التشكيك في ما يقوله أما أن تصر إسرائيل على أنه جاسوس لها فهذا بسبب أن المهزوم يصر على أن يبرر لنفسه طول الوقت أسباب هزيمته فضلا عن أن هذا يعنى براعة ونجاح جهاز المخابرات المصرية بإقناع الموساد أن أشرف مروان عميل لها.
ما تقييمك لجهاز المخابرات الأمريكية.. ولماذا أصبح لا يستطيع التنبؤ بالأحداث؟
المخابرات الأمريكية فاشلة طوال الوقت وليسوا أذكياء فى علم السلوك الاجتماعى للشعوب بسبب اعتقادهم أن العالم يتصرف بالنمط والنزعة الأمريكية ولا يرون أن ردود أفعال الشعوب تختلف عن ردود أفعالهم بدليل أن الأمريكان كشعب لم يفهم المعنى وراء إلقاء "الحذاء على جورج بوش" فى العراق ولم يفهم أنها إهانة فى الوقت الذى تعرف الشعوب العربية أنه مهين للغاية وعلى الرغم من أن العسكريين الأمريكيين عندما فكروا فى غزو مصر عسكريا وجدوا أن 25% من الشعب المصرى التحق بالجيش وتدرب على حمل السلاح فوجدوا أنهم يحتاجون على الأقل 3 مليون عسكرى وهو أمر مستحيل من الناحية العملية والعسكرية فتفهموا الأمر إلا أن الإدارة الأمريكية ومخابراتها لم تفهم لأنها لا تضع خططاص لاختلاف ردود الفعل ومن ثم يفاجئوا بعكس ما يتوقعون بجانب أن الغطرسة الأمريكية تجبرهم على عدم الاعتراف بأخطائهم فيصرون على السير فى نفس الطريق وأرى أنهم بعد ثورة30 يونيو سيسعون بقوة لوضع خطط جديدة لتقسيم مصر بعد فشل خططهم السابقة.
عمر سليمان
فى رأيك.. هل تم اغتيال عمر سليمان؟
اللواء عمر سليمان كان مريضاً بالسرطان من قبل ثورة يناير بفترة كبيرة ولا يوجد مبرر لاغتياله حتى أنه مات بعد خروجه من السباق الرئاسى ولن يعود للحياة مرة أخرى كما يتوهم البعض لأسباب شخصية ليظلوا فى دائرة الضوء ومن يروج أنه كان يحمل ملفات خطيرة كاذب ويريد أن يشكك فى كل الأمور حتى فى وفاة الرجل ولو كان تم إغتياله كانت تفاخرت الأجهزة أو التنظيمات بأنهم من قاموا باغتيال قامة مثل عمر سليمان بتاريخه الطويل فى المخابرات مثلما تخرج "داعش" لتتفاخر بعملية لها فى أى دولة والحديث عن أنه كان يحمل ملفات خطيرة أمر مؤسف يتناوله الجهلاء لأن كل معلومة صغيرة وكبيرة يتم حفظها داخل الأجهزة الأمنية وليس مع الأشخاص أياً كانت صفاتهم ومناصبهم ولا يوجد أسرار فردية داخل الجهاز.
هل الحركات الإرهابية مثل "داعش" و"الإخوان" تمتلك جهاز مخابرات؟
كلمة جهاز مخابرات كلمة كبيرة جدا وتلك الأجهزة تمتلك أقساماً كثيرة جدا ولا يمكن الجماعات الإرهابية استيعابها ولا يمتلك أجهزة المخابرات إلا الدول لكنى أرى أن التنظيمات الإرهابية تم تدريبها على يد رجال سابقين فى أجهزة المخابرات الأجنبية على وسائل جمع المعلومات وما أسهلها لكنهم لا يمارسون العمل التجسسى بل يمارسون العمل العسكرى أكثر وفى رأيى أنهم يمتلكون وسائل تجسس عديدة والتى أصبحت منتشرة فى العالم بفضل التكنولوجيا الحديثة لكنهم أيضا لا يمتلكون أجهزة تحليل تلك المعلومات مثل أجهزة المخابرات .
ما هو تحليلك لشخصية خيرت الشاطر بصفته المسئول عن ملف المعلومات داخل جماعة الإخوان؟
لا أعرف عنه شيئاً ولم أقابله فى يوما ما لكن تحليلى له من وجهة نظرى أنه شخص عنيف لأبشع درجة ويحمل بداخله صبر ودهاء لكنه ليس شخصاَ ذكياَ بالقدر الكافى وهو دموى لأبعد الحدود وأستطيع أن أقول أنه كان يدير مصر أثناء فترة حكم الإخوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.