الضرب بالقوانين عرض الحائط أصبح سمة مميزة لمسئولي الآثار الذين يصرون على صم آذانهم وإغلاق أعينهم أمام أى واقعة فساد جديدة.. حدث ذلك من قبل مرات عديدة وحدث مؤخراً فى كارثة تتعلق بتدمير وإتلاف خمس أيقونات أثرية فى دير أبو سيفين بطموة فى الجيزة. يؤكد تقرير لجنة الفحص،التي قامت بمعاينة ومقارنة الأيقونات الخمسة قبل الترميم من خلال الصور الفوتوغرافية وفحص الأيقونات ذاتها بعد الترميم بالعين المجردة وباستخدام العدسات المكبرة والميكرسكوب، أنه تم إزالة طبقة الورنيش السميكة والداكنة عن طريق استخدام المذيبات القوية والتى أدت إلى فقدان طبقات التذهيب الأصلية بثلاث أيقونات. وتضمن التقرير، أن القائم بأعمال الترميم الدكتور شعبان ضاحي شعبان أبو غانم، مدير المجموعة العلمية لترميم الأيقونات بالإدارة المركزية للصيانة والترميم، قام باختيار الأيقونات الأولى والثانية والثالثة والخامسة والسابعة دون مراعاة الترتيب، وأوضح التقرير أن هناك علامات استفهام عديدة حول اختيار قطع معينة لترميمها. وكشف التقرير أن " ضاحي" لم يتقدم بأى تقارير أو صور للأيقونات قبل وبعد الترميم لرئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم، مخالفا بذلك القواعد والقوانين المتبعة في الوزارة والتي تطلب تقديم صور فوتوغرافية قبل وأثناء وبعد الترميم وكذلك تقارير شاملة عن حالة الأثر قبل وبعد الترميم. وأوصت الجنة بعدم إعادة ترميم الأيقونات الخمسة إلا بعد انتهاء التحقيقات وتحديد المسئولية حتى لا تتوه الحقائق، وكذلك تشكيل لجنة استشارية من أخصائي الترميم لمتابعة أعمال الترميم بالكنائس، وأيضا عدم إسناد أعمال ترميم أيقونات أثرية أو الإشراف على مجموعات عمل في هذا المجال لمدة عام كامل لحين إعادة تدريب المسئول عن الترميم الأيقونات الخمسة. وفي سياق متصل، قام القس ابراهام وديد كاهن الكنيسة، بتقديم شكوى إلى رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، أكد فيها استياء وغضب قيادات الكنيسة، بسبب سوء الترميم الذي تعرضت له الأيقونات الخمسة وقال إن ترميم الأيقونات الخمسة استغرق 14 يوماً فقط، وهذه الفترة غير كافية لترميم هذا العدد من الأيقونات، وهذا دليل على الاستعجال في الترميم ومحاولة الانتهاء من ترميم عدد كبير من الأيقونات في فترة وجيزة. وفى السياق ذاته أوضح مصدر قريب الصلة بفريق ترميم الأيقونات، أن الأيقونات التي تم ترميمها هى أيقونة مار مرقس، و أيقونة مارمتى ، وأيقونة مار أندراوس ، أيقونة مار يوحنا ، وأيقونة القديسة دميانة والأربعين عذراء، موضحاً أن هذه الأيقونات ترجع للقرن التاسع عشر الميلادي، وهى موجودو بدير "طموه" بالجيزة. وأوضح المصدر أن الكتابات الموجودة في الأيقونة الأولى عندما أعُيد كتابتها ظهرت بطريقة شاذة وغير متجانسة، أما الأيقونة الثانية والثالثة فقد ترُكت الكتابات دون تنظيفها من طبقات الورنيش التي تم استخدامها في الترميم كي لا يقع فى نفس الخطأ الذي ظهر في الأيقونة الأولى. وتابع المصدر، إن ظهور خطوات من الهالات الأصلية التي تم إزالتها وإعادة رسمها بشكل يدوى بدائى مليئة بالانحناءات ومشوهة للأيقونات الثلاثة، كما أن الألوان الظلية قد أزيلت وتفاصيل الإنجيل فى الأيقونة الأولى تم تشويهها. وتابع المصدر.. الأيقونة الخامسة وهي للقديسة دميانة والأربعين عذراء، فقام بتنظيف الربع السفلى من الأيقونة، مما أدي إلي إزالة طبقات التذهيب بالكامل، وكذلك إزالة الألوان الظلية لوجوه العذراء فى الجزء الذى تم تنظيفه فأصبح هذا الجزء مشوهاً، مشيرا إلى أن معظم المتخصصيين في ترميم الأيقونات المحترفين والمتمرسين يقومون بترميم النصف الطولى من الأيقونة وترك النصف الطولى الأخر بدون ترميم ليظهر المرمم ترميم نصف الوجه ونصف الملابس ونصف الخلفية. وفي سياق ذي صلة، حصلت "الموجز" على صور ضوئية من الأمر الإداري رقم 296 لسنة 2015، الصادر من الدكتور غريب سنبل، مدير الإدارة المركزية للترميم، بتكليف ضاحي شعبان حسن غانم، كبير مفتشين، ليصبح مدير عام ترميم آثار المخازن المتحفية ومقرها قطاع المشروعات، وتتبع لإدارة المركزية للصيانة والترميم، الأمر الذي أثار غضب الأثريين، بسبب عدم تطبيق القانون الذي يجرم من أتلف أى أثر عن عمد أو عن غير عمد، ويعاقب بالحبس مدة تتراوح مابين 3 إلى 5 سنوات، وأوضح المصدر أن المسئولين بالوزارة تجاهلوا قضية الترميم الخطأ التي قام بها "ضاحي" والتي أثارت غضب الكنيسة، كما أن التحقيقات لم تنته بعد حتى يصدر قرار بترقيته.