قال البابا تواضروس الثانى، بابا الاسكندرية، فى عظته بكنيسة مارمينا ريفر سايد "بما ان الكنيسة علي جبل ...لذا سوف اكلمكم اليوم عن الجبال وما تحمله من معانى روحية فى المسيحية ، اولا الجبال فى حياة السيد المسيح كثيرة منها جبل الموعظة ، جبل الجلجثة وجبل الزيتون وغيرها، وللجبال ثلاثة افكار او تشبيهات روحية فى الحياة المسيحية تتمثل فى : - الجبل يحتاج إلى الصعود: اول ما يبدأ زي الدواء. ،بدا بالتغصب زي ما الام التي تعطي الدواء لابنها، ثم اكل البقول - مرحلة ثانية. تساعد في تكوين الكيان البنياني،ثم تناول الفاكهة وهي محبوبة للانساندواء - بقول - فاكهةالانسان الذي يبدا في حياته الروحية يمر بالاتيتعب - احتياج - متعة وتابع "عندما تذهب لمغارة الانبا انطونيوس او تصعد لدير سانت كاترين هناك متعة. الحياة الروحية تحتاج لجهد ونظام لتستمر، الجبل يمثل حالة من الرسوخ والصمود : فى المزمور الاول نقرأ " يكون كالشجرة المغروسة عند مجارى المياه " بجهادك المستمر فى حياتك الروحية تصير ثابت ( مغروس ) صامد مثل الجبل وتصير حياتك كشجرة مغروسة مثمرة." واضاف "احيانا يصاب الانسان بالملل وفى الحياة الرهبانية نسمى الملل بشيطان الضجر ، هناك ملل مؤقت عدة أيام ثم يعاود الانسان جهاده ونشاطه الروحى . لكن هناك ملل وضجر يستمر لشهور عديدة لان هذا الانسان ليس لديه رسوخ وثبات فى حياته الروحية ". واوضح البابا انالصوم من التداريب التى تساعد على الثبات والرسوخ فى حياتنا الروحية ، لذا نجد الكنيسة تهتم بالصوم ووضعت تداريب اصوام عديدة. عندما نتأمل فى حياة القديس موسى الاسود قبل التوبة نجده كان عنيف ويأكل خروف يوميا، وبعد التحاقه بالدير وتوبته وضع له اباء الدير تدريب روحى فى الصوم فأتوا بفرع شجره وكانوا يقدموا للقديس موسى الاسود ما يساوى وزن هذا الفرع من الطعام . بمرور الايام كان فرع الشجره يجف وبالتالى يخف وزنه، ويقل معه مقدار طعام القديس موسى الاسود . وبهذه الطريقة تدرج القديس موسى الاسود فى تدريب الصوم والتدرج الروحى حتى وصل لدرجة الصوم الانقطاعى يومين متتاليين، فاصبح القديس موسى الاسود القوى . واضاف "الجبل تزداد عظمته وجماله عندما نصل للقمة ، القديس اوغسطينوس يقول ( وقفت على قمة العالم عندما وجدت نفسى لا اشتهى شئ ولا اخاف شئ ) عندما تتدرج فى حياتك الروحية وتنمو فيها وتسمو للاعلى كأنك تصعد لأعلى جبل وتصل إلى قمته وحينئذ تشعر بفرح وتهلل " تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك " وفى صلاة النوم نقول " صرخت إليك يارب " . عندما تصل للقمة تصل للفرح والتعزية والتهلل الداخلى . وتابع "اثناء صرف ملاك الذبيحة يصلى الكاهن سرا قائلاً " لساننا امتلأ تهليلاً وفمنا فرحاً ، كلنا نشعر بالفرح عندما نصعد لأعلى مبنى ، هكذا تتهلل أرواحنا عند الوصول لقمة حياتنا الروحية والسمو أعلى الجبل يجعل الارض صغيرة والتراب لا قيمة له . أعجبني"