بالورد، محافظ الأقصر يهنئ الأطفال باحتفالات عيد القيامة المجيد (صور)    غدا وبعد غد.. تفاصيل حصول الموظفين على أجر مضاعف وفقا للقانون    مئات الأقباط يصلون قداس عيد القيامة في دير سمعان الخراز (صور)    بث مباشر| البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    البنك المركزي: 8.9 تريليون جنيه سيولة محلية في البنوك بنهاية 2023    محافظ الغربية يتابع أعمال الرصف بطريق "المحلة - طنطا"    «القومى للأجور» يحدد ضمانات تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص    الجامعة الأمريكية تستضيف زوجة مروان البرغوثي إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية    سفير فلسطين في تونس: مصر تقوم بدبلوماسية فاعلة تجاه القضية الفلسطينية    حريات الصحفيين تدين انحياز تصنيف مراسلون بلا حدود للكيان الصهيوني    الأهلي يضرب الجونة بثلاثية نظيفة في الدوري الممتاز (صور)    إصابة 4 أشخاص في تصادم ملاكي وربع نقل على طريق المنصورة    أسوان .. وفاة شخص سقط فى مياه النيل بمركز إدفو    تعرف علي موعد عيد الأضحي ووقفة عرفات 2024.. وعدد أيام الإجازة    الكويت تمنح جمهور حفلاتها هدايا خاصة ب"ليلة الشباب" بهاء سلطان وتامر عاشور (صور)    اكتشاف كتب ومخطوطات قديمة نادرة في معرض أبوظبي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أحمد كريمة يعلن مفاجأة بشأن وثيقة التأمين على مخاطر الطلاق    أمين عام الدعوة بالأزهر الشريف يزور الإسماعيلية للاطمئنان على مصابي غزة (صور)    استشاري يحذر من شرب الشاي والقهوة بعد الفسيخ بهذه الطريقة (فيديو)    خبير تغذية يكشف فوائد الكركم والفلفل الأسود على الأشخاص المصابين بالالتهابات    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    أمريكا والسفاح !    قرار جديد من التعليم بشأن " زي طلاب المدارس " على مستوى الجمهورية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السكة الحديد تستعد لعيد الأضحى ب30 رحلة إضافية تعمل بداية من 10 يونيو    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأشباح" .. حائط بطولات المجموعة 39 قتال فى الجيش المصرى
نشر في الموجز يوم 06 - 10 - 2015

قصة الأسيرة الإسرائيلية والتى جعلت تل ابيب تمنع دخول فتياتها إلى معسكرات الجيش الصهيونى
عملية رمانة وميناء إيلات ومطار الطور ولسان التمساح والكارنتينا أخطر العمليات التى نفذها رجال الرفاعى
"تمام يا فندم ..جاهز لتنفيذ أى عمليات قتالية خلف صفوف العدو والاستشهاد فى سبيل الله وفداء لارض الوطن " كلمات تنوء بحملها الجبال خرجت من افواه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا انهم ابطال نصر اكتوبر الذين خلدوا اسماءهم فى ذاكرة التاريخ وحفروها بحروف من نور .
وفى هذا الملف الذى بين أيدينا سنفتح ملف ذكريات المجموعة 39 قتال وسنفتش فى مذكرات ابطالها العظام سواء من رحلوا عن دنيانا او من يعيشون بيننا .
حائط بطولات المجموعة 39 قتال ملىء بالذكريات والملاحم ونقطة الانطلاق نبدأها من أعقاب نكسة عام 1967 عندما طلبت القيادة السياسية من القوات المسلحة القيام بعمليات عسكرية للرد على الجيش الإسرائيلي ورفع الروح المعنوية لأفراد الجيش المصرى وإضعاف الروح المعنوية لجنود
الاسرائيليين، وبالفعل قامت الوحدات الخاصة بالقوات المسلحة بتجهيز أفراد للقيام بعمليات فدائية ضد العدو الإسرائيلي داخل سيناء وبعدها تقرر تكوين مجموعة قتالية تضم نوعية خاصة جدا من المقاتلين، هى المجموعة 39 قتال والتى كان قائدها الشهيد الأسطورة العميد إبراهيم الرفاعى، تلك المجموعة ضمت مجموعة من الأبطال فوق العادة، كانوا خيرة جند الجيش المصرى خاصة من قوات الصاعقة، والضفادع البشرية والصاعقة البحرية، كل منهم كان يتميز بشئ لا يتميز به أى فرد عادى.
والمجموعة 39 قتال هى التى قامت على مدى ست سنوات من عام 1967 حتى انتصار أكتوبر 1973 بعشرات العمليات الفدائية خلف خطوط العدو فى سيناء وفى فلسطين وعلى الحدود السورية الفلسطينية وكان كل فرد من أفراد تلك المجموعة كان بطلا بالفعل، نسوا أولادهم وباعوا حياتهم فداء لتراب الوطن الغالى، وما فعلوه فى الإسرائيلين جعل قادة الجيش الإسرائيلى فى حالة هستريا دائمة ورغبة مجنونة فى معرفة أفراد المجموعة الذين أطلق عليهم موشى ديان لقب (الاشباح )والوصول إليهم أحياء أو أموات وكان على رأس المطلوبين ثلاثة أفراد، قائد المجموعة إبراهيم الرفاعى، والقائد الثانى للمجموعة د. على نصر، والمقاتل البطل على أبو الحسن ، هذا الرجل الذى شارك فى 44 عملية خلف خطوط العدو، كل عملية منها أشبه بالقصص الأسطورية، هذا الرجل أطلق عليه زملاؤه لقب الجوكر فقد كانت شجاعته تتبدى دائما فى أوقات الأزمات لتنقلب الأمور رأسا على عقب فقد كان أحد أبرز مقاتلى المجموعة 39 قتال،اما قائده أمير الشهداء الشهيد ابراهيم الرفاعى فقد اطلق عليه لقب الجمل والعين الثاقبة لما تميز به من صبر وجلد وقوة ملاحظة وشجاعة مفرطة قد تصل إلي حد التهور في نظر البعض .
وبسبب شجاعته كان صف الضابط الوحيد بالجيش المصرى الذى يحصل على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى وهو أعلى وسام مصرى يمنح بعد حرب أكتوبر ولم يحصل عليه من الطبقة الأولى إلا الضباط فقط، وكان قد حصل قبل ذلك على 3 أوسمة شجاعة ونوط الجمهورية ووسام الشجاعة الليبى.
وبعد كل تلك السنوات حكى أبو الحسن بطولات المجموعة 39 قتال، من خلال عدد من العمليات البارزة التى قامت بها المجموعة على مدى ستة سنوات بداية من عملية رمانة مروراً بميناء إيلات ومطار الطور ولسان التمساح والكارنتينا وغيرها من العمليات وكيف انتقم المصريون لمقتل الشهيد عبد المنعم رياض، وقصة الأسيرة الإسرائيلية والتى جعلت إسرائيل تحرم دخول فتياتها إلى معسكرات الجيش الإسرائيلى، وغيرها وغيرها من القصص يرويها البطل على أبو الحسن وصولا إلى ليلة "الفرح الكبير" أو نصر أكتوبر وماحدث ليلة الحرب وما حدث فى الثغرة وكلها قصص خلدها الرجل قبل رحيله عن دنيانا منذ عدة اشهر .
وفى ذكرى مرور اثنين و اربعين عاما على نصر اكتوبر أعظم أيام مصر الحديثة وبعد رحيل هذا البطل بشهور نتذكر بعض كلماته وذكرياته عن انتصارات اكتوبر التى سيخلدها التاريخ فاذا كان ابو الحسن البطل قد رحل بالجسد الا انه باق بروحه وتضحياته من اجل هذا الوطن كما انه يعيش بيننا بذكرياته رغم ان الجسد قد فارقنا فى مطلع العام الجارى ..الا أن أخر أحاديثه معنا ستظل فى الذاكرة الى الأبد وسنسرد جزء منه فى هذا الملف .
ومتي انضممت للمجموعة 39 قتال ؟
في تلك الفترة بعد حرب 1967 كان الشهيد إبراهيم الرفاعي يرسل إشارة كل فترة للوحدة يطلب عدد من الأفراد من الصاعقة البحرية أو الضفادع البشرية لتقوم بعمليات ثم تعود لوحدة الضفادع مرة أخري،وكان د.محمد عالى نصر قد رشحنى للاشتراك فى تلك العمليات واعود بعدها لوحدتى، ثم صدر أمر بتشكيل المجموعة 39 قتال بقيادة الرفاعي وكانت تضم أفضل وأشجع مقاتلي الصاعقة والضفادع البشرية والصاعقة البحرية، ووصلت إشارة لوحدة الضفادع بأن بعض الأفراد مطلوبين للانضمام للمجموعة 39 قتال وكنت من ضمنهم ومعى معلم الضادع بانسبة لى عبد العزيز عثمان ، وانتقلنا إلي مقر قيادة المجموعة بالقاهرة وبدأنا بعدها القيام بعمليات خلف خطوط العدو وكانت عمليات متنوعة منها القيام بزرع ألغام، والتفجيرات، وجلب الأسري، وعمليات كسر الروح المعنوية للعدو.
كان أولي العمليات التي قمنا بها هي زرع ألغام في منطقة رمانة داخل وحدة مقاتلة للجيش الإسرائيلي وذهبنا إلي بورسعيد وكانت أقرب مكان لرمانة، ونزلنا في قوارب الزودياك حتى وصلنا إلي رمانة وتسللنا إلي الموقع وقمنا بزراعة الألغام دون أن يكتشفنا أحد وأثناء قيامنا بالعمل شاهدنا ثلاث سيارات تحمل جنود ومعدات آتية في اتجاهنا فجرينا إلي القوارب وابتعدنا عن المكان واراد الله أن نري نتيجة عملنا بأعيننا فقد مرت السيارات فوق الألغام وانفجرت كلها واستطعنا التقاط الإشارات اللاسلكية التي أرسلوها لقيادتهم وعملنا منها حجم الخسائر من العملية.
ومن العمليات التي لا أنساها أبداً عملية لسان التمساح ،وموقع لسان التمساح كان موقع عسكرى اسرائيلى وقد دخلناه ثلاث مرات،احداها كانت للثأر لمقتل الشهيد عبد المنعم رياض بعد استشهاده برصاصة غادرة من العدو، فقد كلفنا بأن ندخل إلي موقع لسان التمساح لعمل تفجيرات وإحضار اسري منه وعمل هجوم مباشر وكنا قد دخلنا هذا الموقع مرتين من قبل وفي بعض المرات كنا ندخل تحت ستار المدفعية المصرية فعرف اليهود أن المدفعية عندما تعمل يكون ذلك تمهيد لعلمية هجومية عليهم، وهم للحق أقوياء ويتعلمون من أخطائهم ولا يكررونها، وهذه المرة حينما بدأت المدفعية تعمل علموا أن هناك هجوم في الطريق فأقاموا لنا كمين داخل الموقع وحينما وصلنا إلي الموقع شعروا بنا وكان المنطقي أن يتم قتلنا كلنا أو أسرنا علي الأقل، وقطعوا علينا خط الرجعة لكي لا نصل إلي القوارب التي تنتظرنا علي الشاطئ.
فجاءت الأوامر من قائدنا إبراهيم الرفاعي بأن يعود كل فرد إلي الموقع المصري بطريقته لأن الطائرات والدبابات لاسرائيلية بدأت تتحرك لضربنا ، وبدأ الإسرائيليون في ضرب الهاونات الكاشفة وتحول الموقع إلي نهار ورغم ذلك نفذنا العملية ودمرنا الموقع وقتلنا حوالى 40 جندى اسرائيلى من قوة الموقع افراده وأخذنا أسري وخرجنا من الموقع والبعض منا لم يلحق القوارب وعاد إلي موقعنا وهو يسبح لمسافة 8 كيلومتر بل أن هناك أحد الأسري عدنا به ونحن نعوم، وللأسف في هذه العملية استشهد أحد أفراد المجموعة وأصيب عدد كبير منا وبعد ما وصلنا للموقع المصري جاءت أوامر من القيادة بعدم التحرك مرة أخري في تلك الليلة ،ولكن للاسف كان قد اصيب عدد منا ولم نستطع ارجاعه معنا لشدة الضرب ،فأصابتنى حالة هياج واخذت فى الصريخ واللطم على وجهى وانا اقول ان (اخواتى )مازالوا هناك ولابد ان نعود لاعادتهم
ووجدنا الرفاعي يقول (من يحب أن يأتي معي ليحضر إخوته) فقد صمم علي العودة في نفس الليلة لنفس الموقع في لسان التمساح ليحضر زملائنا المصابين الذين لم نستطع اصطحابهم معنا رغم معرفته بخطورة ذلك ولم يفرض علي أحد الذهاب معه وللعلم فقد كان وهو القائد الذى يخرج في كل عملية نقوم بها وقام بأكبر عدد من العمليات يقوم بها مقاتل في الجيش المصري وهي 48 عملية خلف خطوط العدو .
وواصل : وفي هذا اليوم نزلنا معه وكنا ثماني مقاتلين ركبنا أربعة قوارب وعدنا لنفس الموقع وعند دخولنا الموقع شعروا بنا أيضاً فجرينا إلي داخل الموقع وكنا نجري في حقل ألغام ولا نعرف موقع الألغام وكان الله معنا في كل لحظة فلم ينفجر لغم واحد في أي فرد منا ومن توفيق الله أيضاً أن فوجئنا أمامنا بموقع صواريخ "هوك" فضربناه وتحول إلي "جهنم" فانشغل اليهود بالموقع الذي أنفجر وكانت فرحتنا للوصل إلي زملائنا المصابين والعودة بهم وكانوا حوالي 20 فرد عدنا بهم كلهم إلي الموقع المصري وكان توفيق الله معنا في كل لحظة.
ويحكي أبو الحسن عملية من أهم العمليات التي قامت بها المجموعة 39 قتال وهي عملية مطار الطور فيقول : كان لدي الإسرائيليين في مطار الطور ممران للطائرات أحدهما خداعي يتم إضاءته والآخر حقيقي تطفأ أواره باستمرار حتى لا ينكشف، وكان هناك سفينة غارقة أمام المطار فوصلنا إليها وظللنا فيها أسبوع كامل لاستطلاع موقع المطار واكتشفنا حقيقة المطار الخداعي وبعد أن قمنا بالاستطلاع نفذنا عملية لضرب الممر الحقيقي والدشم ومخازن الذخيرة عن طريق صواريخ الكاتيوشا التي أحضرنا قواعدها من قاعدتنا ووضعنها علي المركب وركبنا فيها صواريخ وقتيه وصواريه وقتيه.
وكنا قد عرفنا أسلوبهم وتصرفاتهم بعد قيامنا بعلميات الهجوم علي مواقعهم فقد كانوا يحضرون بعد القيام بالهجوم عليهم ليعرفوا حجم الخسائر والإصابات وبعد ساعتين تقريباً من الضرب كان ياتي عدد من القادة لمعرفة ما حدث. فخططن العملية بحيث نقوم بضربهم بالصواريخ الوقتية لتحدث إصابات لديهم وبعد نصف ساعة نضرب بصواريخ أخري لنصيب الذين حضروا لمعرفة الإصابات، ثم نضع الصواريخ التوقيتية ونضبطها علي توقيت معين ونترك الموقع لأنهم غالباً ما يكونوا قد اكتشفوا مكاننا لتضرب الصواريخ وحدها بعد رحيلنا وتصيب القادة الذين سيحضرون لمعرفة ما حدث. وقد كان ونفذت العملية بهذا الشكل وكان معنا في ذلك اليوم 10 قواعد صواريخ ووضعنا بكل قاعدة 8 صواريخ وكبدناهم خسائر ضخمة في الطائرات والأفراد والقيادات والذخيرة
ومن أهم العمليات التي لا أنساها عملية ميناء الطور ففي هذه العملية كان الله معنا أيضاً في كل لحظة ونجونا من هلاك محقق فقد كنا نريد ضرب القاعدة البحرية بالطور بالآر بي جي والصواريخ فخرجنا في قواربنا من الغردقة ثم إلي جزيرة شدوان وكان بينها وبين ميناء الطور 90 كم ولأن البحر الأحمر به نسبة فسفور عالية فالقوارب كانت حينما تسير تقوم بعمل خط في المياه، وفي هذا اليوم ونحن في طريقنا للطور مرت فوقنا طائرة إسرائيلية فتلقينا أوامر من الرفاعي بإيقاف القوارب فوراً حتى لا ترانا الطائرة فتوقفنا لمدة ربع ساعة ودارت الطائرة فوقنا عدة دورات ثم رحلت فتحركنا لوجهتنا واعتقدنا أنها لم ترانا وكانت الحقيقة أن الطيار رآنا وصورنا وأبلغ قيادته فقاموا بعمل كمين داخل الميناء فوضعوا بالميناء 8 دبابات في حالة استعداد وجهزوا قوارب(الشيربور) الفرنسية وكنا نسميها (الدبور) لأن سرعة اللنش وحجم وتسليحه كان يبلغ 20 ضعف قوارب الزودياك التي نستخدمها وكنت قائد أحد القوارب التي اشتركت في العملية وكان بكل القوارب خزان احتياطي للوقود وقاعدة صواريخ.
وكان هناك فرد مكلف بتغيير خزان الوقود عندما ينفذ الخزان الأول وكان اسمه في قاربنا محمود الجلاد فطلبت منه ونحن في الطريق أن يغير الخزان وأثناء قيامه بتغيير الخزان رأي اللنشات قادمة فقال لي وكان إبراهيم الرفاعي قد رأي اللنشات قادمة وأبلغنا باللاسلكي ولكن كان الإسرائيليون قد شوشوا علي أجهزة اللاسلكي فلم تصل لنا أوامر الرفاعي، وقلت للجلاد اترك الخزان وفوجئنا أننا نتجه مباشرة في إتجاه القوارب الإسرائيلية وهم يتجهون لنا فاصبحنا مثل كبشين يستعدان للتناطح، وفجأة اتخذ قاربان من قواربنا إتجاه اليمين، واتجه قارب الرفاعي لليسار في اتجاه الدبابات الموجودة بالميناء وكان قاربي هو الرابع ففوجئت "بالشيربور" أمامي فقمت بعمل خلف اتجاه وانطلقت في الإتجاه العكسي وورائي اللنشات الإسرائيلية وفجأة فرغ خزان الوقود وشعرت وكأن، هناك أسود تجري ورائي وتوقف القارب لإن الجلاد لم يستطع تركيب الخزان الاحتياطي وعندما توقفنا توقفت القوارب الإسرائيلية لأنهم اعتقدوا أننا نعد لهم كمين وكان هذا توفيق من الله وقمنا بسرعة بتغيير الخزان.
وانطلقنا مرة أخري في مسار متعرج لكي لا تصيبنا طلقات الرشاشات الموجودة علي اللنشات الإسرائيلية وأخذت أبحث عن النجم الذي نهتدي به في مسارنا وقلت للجندي المسئول عن (الآربي جي) أن يضرب وقررت أن أخرج الصواريخ وأضرب بها، ولكن الصواريخ عندما تنطلق تصنع قاذف نار من 30 - 45 متر ومعني ذلك أنها ستشعل القارب وكان معنا خزان الوقود فألغيت الفكرة، وكان معنا بالقارب قاعدتين للصواريخ فقررنا أن نلقي قاعدة منهم في الماء لنخف وزن القارب ونجري أسرع وبمجرد أن طلبت إلقاء القاعدة فوجئت بأحد الضباط علي القارب يحملها وحده (وكان وزنها نصف طن) ويلقيها في المياه والغريب أنه كان نحيف الجسم ولا أعرف حتى الآن كيف حملها وحده.
ووصلنا إلي منطقة قبل الغردقة وكان الرفاعي قد وصل قبلنا وقام بتغيير جهاز اللاسلكي بجهاز آخر ونادي علي علي موجة ثانية وقال لي لا تدخل إلي الغردقة، وكان الإسرائيليون في هذا اليوم يقومون بعملية ضد الغردقة وتلقوا أوامر بإيقاف العملية وانتظارنا ونحن عائدين إلي الغردقة وكانت لنشات الشيربور قد توقفت عند مرحلة معينة ولم تستمر في مطاردتنا المهم أن الرفاعي كان قد رأي قواربهم عند دخوله الغردقة فاتصل بي و قال لي "خللي و دنك معايا" وقال هات الناس وتعالي وكنت أسير بأقصي سرعة بجوار الجزيرة التي كان المفروض أن ننزل فيها وأنا أتساءل ماذا يحدث لإن قوارب الإسرائيليين رأتني وكانت تنطلق خلفي وفوجئت بعدها بالقوارب المصرية خلفهم واكتشفت أن الرفاعي وضعنا كطعم لاصطيادهم ليستطيع أن يصيدهم وأمرني أن اتجه بأقصي سرعة لليسار، والقارب المصري الآخر لليمين وضرب هو القوارب الإسرائيلية بالآر بي جي فغرق لنش وأصيب آخر والثالث عاد إلي الطور.
وروى ابو الحسن قصة اول اسير اسرائيلى تستطيع المجموعة اسره بعد حرب 1967،فيقول انه اثناء القيام بعملية فى موقع ( تل سلام )على شاطىء القناة وجدنا جندى مصاب وكان ضخم الجثة ويشبه كاسترو فى هيئته وفى ذقنة فقمنا بأسره،وامرنا الرفاعى انا ومعى زميلى يسرى الفيل بالرجوع به الى الضفة الغربية للقناة واثناء ما كنا نعوم ونحيط به للعودة وهو كان ملازم اول بالجيش الاسرائيلى واسمه يعقوب رونيه وكان بطل مصارعة باغت الاسير يسرى الفيل وضربه فى رأسه ضربه قوية جدا حتى شعر يسرى الفيل بالدوار،وحاول ضربى فلم اجد حلا الا ان اشل حركتة عن طريق ضربه بالخنجر فى يده ثم امسكته من ذقنه وضربته برأسى فى رأسه ثلاث مرات حتى شعر هو بالدوار واستطعنا العودة به الى الضفة الغربية.
ومن الايام التى لا ينساها على ابو الحسن يقول يوم اغراق المدمرة الاسرلئيلية ايلات،ويقول ابو الحسن:اعتقد انى مهما كنت قد فعلت من اخطاء فى فترة الشباب فإن الله لن يضيع نظرى لانى اول من رأيت المدمرة ايلات وهى غارقة على عمق 50 مترا تحت الماء وانا من أكدت للقيادة ان ايلات هى التى غرقت بالفعل،ويروى الواقعة ويقول ان الجيش الاسرائيلى كان عندما يخرج دفعة من الكليات العسكرية كان لابد للطلبة ان يقوموا بعمليات حية،والمدمرة ايلات كانت تحمل طلبة يقومون بعمليات حية لتخرجهم حينما ضربت فى مصر.
وتابع : وكانت هذه المدمرة كثيرا ما تسير امام قواعدنا البحرية لاستفزاز جنودنا وكان قائد البحرية لا يفضل فكرة اغراقها تفاديا للمشاكل،وحينما رأى النقيب احمد شاكر المدمرة من قاعدة بورسعيد اتصل باللواء طلعت عبد الحميد قائد الضفادع البشرية وطلب منه ان يضرب المدمرة لاغراقها فقال له اللواء طلعت لو انت متأكد ما ستفعله اغلق اجهزة الاتصال (حتى لا يمنعه احد )وتوكل على الله ، وبالفعل ضربها بصاروخ اغرقها على الفور،وكان الجيش السوفيتى فى نفس الوقت قد اغرق غواصة نووية اسرائيلية.
وإستكمل : ولم يعلن الموضوع حتى تلصق التهمة بالمصريين،فطلبت قيادة البحرية التأكد من الجسم الذى اغرقه احمد شاكر هل هو المدمرة ايلات او الغواصة،وتم تكليف ثلاثة من الغواصين وخرجت معهم مع د.محمد عالى نصر كحراسة وتامين وكان على نفس اللانش اللواء حسن نزيه هلوده قائد الضفادع البشرية،وكانت اجهزة التنفس الروسية التى مع الغواصين تعمل فى مدى عمق حوالى 15 متر فقط ،وبحثنا عن المدمرة لمدة اربعة ساعات ولم نجدها،حتى بدأت مياه البحر تتحرك فظهرت الحبال التى تربط المدمرة وامسكنا بها ونزل اول غواص الى البحر للبحث عن المدمرة، وخرج بعد دقائق وهو يقول ان جهاز التنفس لم يحتمل العمق ويدخل له مياه،فنزل الغواص الثانى والثالث بعده وتكرر نفس الموقف.
وواصل حديثه قائلاً : وبدأ وجه اللواء هلوده يحتقن فقد كان لابد من تنفيذ العملية،وبدأت اتحفز رغبة فى النزول للمياة وشعر بى قائدى عالى نصر فقال لى البس وسأنزل معك،وبالفعل نزلنا سويا،بوعد نزولنا لعمق 15 متر وكنت انزل قبله وانظر له كل فترة ففوجئت به يشير لى اشارة معناها انه لا هواء ويشير لى لأعود،فلم استجب له وكان جهازى يدخل لى دفعات هواء ثم ماء فكنت استنشق الهواء واطرد الماء لاصرارى على استكمال المهمة،وصعدت اليه ودفعته بيدى الى اعلى ثم نزلت الى اسفل بسرعة ،وعندما وصلت الى عمق 30 مترا فوجئت ان جهاز التنفس منع الماء ويأتى لى بالهواء فقط فاسمريت فى النزول حتى رأيت المدمرة غارقة على عمق 54 مترا وكانت قد انقلبت على وجهها وغاصت مداخنها فى الرمل.
فأخذت ادور حولها حتى وجدت فتحة بجسم المدمرة مكان الصاروخ الذى ضربها فدخلت منها للحصول على اى شىء يدل على انها ايلات،وعلى اية اوراق،وفوجئت بعد دخولى بالكثير من الجثث التى تعوم داخل المدمرة وتلتصق بالسقف ،وبعدها وجدت طفاية حريق مكتوب عليها بالعبرى والعربى اسم ايلات ،فأخذتها ثم وجدت جهاز لاسلكى فحملته،بعدها فوجئت بالجثث تتحرك من تاثير فقاقيع الهواء التى يخرجها جهاز التنفس،وتغلق الفتحة التى دخلت منها وتحول المكان الى ظلام دامس وتوقعت ساعتها انى سأدفن معهم تحت المياه،خاصة بعد ان بدأ الهواء ينفذ من جهاز التنفس،ولكن بعد قليل استعدت هدوئى ورأيت نقطة ضوء من الفتحة فعمت بسرعة اليها وحاولت الصعود بأقصى سرعة ولكن كان اللاسلكى ثقيل جدا ويعوق الصعود وكنت مصمما على حمله ،ومع الضغط الجوى بدأت عينى فى الجحوظ وبدأت دماء تسيل من انفى فاضطررت الى القاء اللاسلكى وحمل الطفاية فقط وصعدت مثل الصاروخ وفوجئوا بى بعد ان فقدوا الامل فى عودتى وقفز بعضهم فى المياه ومنهم قائدى عالى نصر الذى اخذ يحتضننى ويسبنى ويعنفنى فى نفس الوقت لانى لم التزم بالتعليمات وكنت سأفقد عمرى بسبب ذلك
ويقول ابو الحسن الحقيقة لا اعرف لماذا يتجاهل الاعلام القائد الثانى للمجموعة د.محمد علاى نصر هذا الرجل العظيم الذى قام ب 58 عملية خلف خطوط العدو فى سيناء وكان الثانى قى ترتيب القيادة وترتيب عدد العمليات التى قامت بها المجموعة بعد الشهيد ابراهيم الرفاعى الذى قام بحوالى 60 عملية وكنت الثالث بعدهم فى الترتيب،وكان عالى نصر نعم المقاتل ونعم الاخ،وكان هو والرفاعى دائما فى مقدمة اى عملية نقوم بها وكانوا يعاملوننا كأننا ابنائهم اللذين لابد ان يعودوا بهم سالمين،رحمهما الله.
عمليات الإستفزاز للإسرائيليين
ويحكي علي أبو الحسن عن العمليات التي كانت المجموعة تقوم بها لاستفزاز الإسرائيليين وإحباط الروح المعنوية لديهم فيقول : في إحدي المرات كنا نريد تصوير موقع للصواريخ يقوم بضرب القوات المصرية من الضفة الشرقية للقناة وكنا لا نعرف مكانه بالتحديد فقرر الرفاعي أن يقوم بتصوير هذا الموقع في عز النهار وليس بالليل كما كنا نقوم بكل عملياتنا، وكان هدفه إحباط الإسرائيليين، وبالفعل ذهبنا بالسيارات إلي موقع كبريت وكان أكثر مناطق القناة ضيقاً ونزلنا إلي الموقع وأخرجنا أنابيب هواء وأنزلنا بالون وقمنا بملئه بالهواء حتى انتفخ وكان برج المراقبة عند الإسرائيليين علي الضفة الشرقية يرانا بوضوح ونحن في الضفة الغربية واندهشوا مما نفعل.
وفجأة صعد الرفاعي إلي البالون ومعه د. علي نصر ولم يجعل الرفاعي أي من المقاتلين يصعد، وكان معهما كاميرات تصوير بعيدة المدي وكنا أسفل المنطاد نمسك بالسلك الذي يربط المنطاد وكان اثنان منا مكلفين في حالة سقوط المنطاد في الضفة الشرقية مكلفين بالعبور وإرجاع الرفاعي ود. علي نصر من عندهم، وصعد البالون وبدأ الرفاعي يقوم بالتصوير وتركنا الإسرائيليين بعض الشئ وفجأة صعدت طائرات مقاتلة من عندهم وكان الطيار ينوي أن يأخذ البالون في جناح الطائرة وهو يعتقد أنه مربوط بحبل ولكن الطيار اكتشف أنه مربوط بواير سلك فصعد فوق البالون وغير اتجاهه وقام بما يسمي بحاجز الصوت فحدثت فرقعة وعندما أخذ الطيار الدورة الثانية كنا قد سحبنا البالون بسرعة بعد أن قام الرفاعي بتصوير موقع الصواريخ وتحديد مكانه، وبعد أن عاد الطيار إلي موقعه صعد الرفاعي بالبالون مرة أخري ليستفزهم أكثر وأكثر .
ابو الحسن كشف عن قصة مهمة ايضا حيث أن الإسرائيليين كانوا كثيرا ما يحاولوا استفزاز المصريين الموجودين علي الضفة الغربية للقناة، فكان يوم السبت هو يوم الترفيه بالنسبة للإسرائيليين وكانت تحضر لهم فتيات،ومجندات إسرائيليات للترفيه عن الجنود وكانوا ينزلون للسباحة في القناة ليستفزوا المصريين بتصرفاتهم فقرر الرفاعي أن نأسر إحدي هؤلاء الفتيات لكي يتوقف الإسرائيليين عن إحضار فتيات لجنودهم، وبالفعل خرجنا لعمل استطلاع لمعرفة مواعيد نزولهم القناة وأثناء الاستطلاع قاد لي د. علي نصر أن هذه العملية عمليتك خطط أنت لها ونفذها، وكان لدينا أجهزة تنفس تحت الماء مفتوحة يمكن أن تنكشف من خلال الفقاقيع التي تخرج منها فذهبت إلي الإسكندرية وأحضرت أجهزة تنفس بالأكسجين مغلقة لا تنكشف وكان الإسرائيليون ينزلون إلي القناة من الساعة الخامسة إلي السادسة وكان البرد شديد في ذلك الوقت فنزلت إلي القناة قبل الساعة الخامسة.
وإستكمل : وسبحت حتى وصلت إلي شمندوره تتوسط المسافة بيننا وبينهم في القناة وكانوا معتادين أن يعوموا حتى يصلوا إليها وظللت تحت الشمندوره لمدة ساعة كاملة انتظرهم وكان معي طرف حبل والطرف الآخر كان يمسك به الشهيد إبراهيم الرفاعي ود. علي نصر وكان برج المراقبة عندنا يراهم بوضوح، ومن شدة البرد شعرت أن أطرافي تكاد تتجمد لإني لا أتحرك فأعطيت لنفسي مهلة 5 دقائق أعود بعدها لموقعنا إذا لم ينزلوا إلي الماء، وفجأة وجدت الرفاعي يجذب الحبل بسرعة وكان ذلك علامة علي أن الجنود الإسرائيليين نزلوا للمياه فانتظرت حتى وصلوا إلي الشمندوره وفجأة وجدتهم يعودوا للشاطئ مرة أخري، وأراد الله أن تكون هناك فتاة في نهاية الصف وبسرعة أمسكت بها ولففت الحبل حولها فبدأت في الصراخ بصوت عالي وبدأ الإسرائيليين يضربون بالرشاش حولنا حتى لا تصاب الفتاة وكان زملائي يسحبون الحبل بسرعة فصعدت إلي سطح المياه وأخذت الفتاة علي صدري حتى يتوقفون عن الضرب وسحبني زملائي حتى وصلت للشط وبدأت الفتاة تصرخ وتسبنا وتحاول خربشتنا وأخذناها كأسيرة ومن ذلك اليوم لم تجرؤ فتاة أو جندي إسرائيلي علي النزول إلي مياه القناة، وقد بادلنا الفتاة بعدد كبير من جداً من الأسري المصريين بعد ذلك "وحرمناهم" إحضار فتيات إلي جنودهم
وأذكر في أحد المرات أن الشهيد الرفاعي كان يقوم بتصوير موقع إسرائيلي علي القناة من علي الضفة الغربية فرآه جندي إسرائيلي يقف علي الضفة الشرقية فقام بحركة سخيفة بيده لاستفزاز الرفاعي، فصوره الرفاعي وقام بتكبير الصورة وتوزيعها علينا وأمرنا أن نحضر هذا الجندي كأسير وبالفعل حفظنا شكله وبعد شهر كامل استطعنا أن نأسره عقاباً له علي فعلته
ميناء إيلات
وروي علي أبو الحسن قصة دوره في ضرب ميناء إيلات الإسرائيلي فيقول : أن الضفادع البشرية المصرية دخلت ميناء إيلات وقامت بتفجيرات فيه ثلاث مرات وفي المرة الثانية كانت مجموعة منا قد دخلت إلي ميناء إيلات عن طريق الأردن وأقمنا في كنيسة بالقرب من إيلات لمدة ثلاثة أيام وقد دخلنا فلسطين بمساعدة المخابرات الأردنية ورجال منظمة التحرير الفلسطينية واستضافنا القس في الكنيسة وساعدنا كثيراً وأثناء قيام الضفادع البشرية بتلغيم الميناء كنا نحن نضرب الميناء من الخارج بصواريخ الكاتيوشا وبعد أن انتهينا من الضرب خرجنا بسرعة إلي الحدود الأردنية ومنها إلي مصر.
ليلة الفرح الكبير
ويتذكر علي أبو الحسن ما حدث قبل حرب أكتوبر فيقول : قبل الحرب بفترة كنا نشم رائحة شئ غير عادي يحدث وفوجئنا بتكثيف التدريب الغير عادي قبلها بحوالي شهرين ولم يكن هناك أي مجال للتعب أو الاعتذار عن التدريب وتم منع الأجازات، ويوم 5 أكتوبر 1973 جاءت لنا أوامر بالنزول إلي مياه القناة وسد فتحات أنابيب النابالم التي وضعها اليهود تحت مياه القناة لإشعال سطح القناة في حالة محاولة المصريين العبور، وكان الاستطلاع قد أحضر خرائط توزيع فتحات المواسير ونزلنا بالفعل إلي القناة وقمنا بسد فتحات الأنابيب بخلطة أسمنت سريعة التجمد في الماء وذلك في المنطقة التي كنا نعمل فيها وقامت وحدات أخري من الجيش بسد باقي الفتحات في مناطق أخري، وكانت الأوامر في هذا اليوم صارمة بعدم الاشتباك مع اليهود حتى لو كان أمامنا ألف يهودي بإمكاننا قتلهم.
ويوم السادس من أكتوبر عام 1973 كنا بمقر المجموعة بالقاهرة صدرت الأوامر لنا بأن يتحرك ستة أفراد ومعني ذلك أن العملية استطلاع لأن ستة أفراد كان عدد صغير، وتحركنا بالفعل الشهيد إبراهيم الرفاعي، ود. علي نصر و النقيب فؤاد مراد والمقاتلين مصطفي إبراهيم وأحمد مطاوع وأنا وذهبنا إلي المطار فلاحظنا أن هناك إجراءات أمن غير عادية وكانت الساعة الثانية عشرة والنصف ولاحظنا أن الطيران يتحرك بكثافة داخل المطار وكنا حتى ذلك الوقت لا نعرف حقيقة الموقف، ودخلنا إلي المنطقة التي كان يقف فيها سرب الطائرات الخاص بنا وصعد الرفاعي ود. علي نصر إلي القيادة وانتظرناهم حتى عادوا لنا وقال الرفاعي : (مبروك .. النهاردة الفرح الكبير) وكانت فرحتنا لا توصف وذهبنا إلي الطائرات الهليوكوبتر وركبنا كل اثنين في طائرة وكانت الطائرات قد تم خلع أبوابها الخلفية وطارت الطائرات مسافة طويلة حتى اعتقدنا إننا ذاهبين لإسرائيل حتى هبطت الطائرات في سفاجة وكان وقت الإفطار في المغرب فأفطرنا وركبنا الطائرات مرة أخري وصدرت الأوامر بتدمير 3 حقول بترول في سيناء وكانت المسافة بين كل حقل والآخر 5 كيلو متر وكانت الأوامر في حالة عدم وجود مقاومة أن تهبط الطائرات وتقوم بلصق ألغام في الحقول إما إذا كانت هناك مقاومة أن يضرب الطيارين الحقول بالصواريخ ونقوم بضرب الأفراد بالرشاش والذخيرة.
وكان تشكيلنا علي شكل رأس سهم كانت طائرة المقدمة هي طائرة الرفاعي ويقودها الطيار جلال النادي قائد السرب الخاص بنا وكنت في الطائرة التي علي اليمين وكانت الطائرة الثالثة علي اليسار.
وقرر جلال النادي أن يقوم بخدعة فاتجه لليمين داخل أرض العدو بحيث يعود إلي الحقول وكأنه قادم من المواقع الإسرائيلية ولكن فهم الإسرائيليون الخدعة وشعرنا ((أن الدنيا تمطر صواريخ)) بالعكس من أسفل لأعلي فأخرج النادي الصواريخ وبدأنا في ضرب الحقول وحولها إلي جهنم، وكنت في الطائرة الثانية ومهمتي كانت ضرب الأفراد بالرشاش ففوجئت بكمية هائلة من النيران تدخل الطائرة حتى إني أخفيت وجهي بيدي وكنت أقفز بداخل الطائرة من شدة النيران، وفجأة لم أري الطائرة الثالثة وكانت قد أصيبت بصاروخ فدارت الطائرتين الأخرتين ثلاث دورات للبحث عن الطائرة الثالثة فلم نجدها فعدنا إلي قاعدتنا بعد أن دمرنا الحقول الثلاثة وكانت المفاجأة هي أن المصريين اعتقدوا أننا إسرائيليين لأننا ذهبنا ثلاث طائرات وعدنا أثنين كما أن جلال النادي كان يقوم بحركة تحية معينة بالطائرة عند وصوله للقاعدة فاعتقدوا أننا نهاجم الطائرة ففتحوا علينا النيران وأصيبت الطائرتان فنزلنا قبل المطار بنحو 50 كم حتى جاءت طائرات أخري لحملنا وكنا قد حولنا الحقول إلي جهنم. وبعد أن عدنا كلفت المجموعة بالعمل في خليج السويس وحتى رأس محمد وكنا كل يوم نقوم بعملية ومنها عمليات في مطار الطور وميناء الطور وكانت العمليات برمائية وجوية حتى حدثت الثغرة،وفيها استشهد امير الشهداء العميد اراهيم الرفاعى ولهذا قصة اخرى.
المرح في مواجهة الخطر
ويذكر علي أبو الحسن أنه رغم كل المخاطر التي كانت المجموعة 39 تتعرض لها إلا أنهم كانوا يواجهون كل ذلك بروح المرح والسخرية ويقول : كنا نذهب إلي أي عملية وكأننا ذاهبين إلي نزهة أو رحلة ممتعة، ولم تكن كلمة الخوف موجودة في قاموسنا، وكان الرفاعي رحمه الله يقول أننا نجاهد في سبيل الله فلا يجب أن ننتظر أي مقابل وكنا مؤمنين بذلك.وأذكر كثيراً من الواقف الطريفة التي حدثت لنا في تلك الفترة، فمثلاً د. علي نصر القائد الثاني وعلي الرغم من كونه ينتمي لعائلة أرستقراطية وثرية جداً إلا أنه كانت له هواية دائمة فكان يقول لي : ((أعمل لنا يا أبو الحسن شاي في الكريستال)) وكان الكريستال هذا هو علب الفول الفارغة وكان لا يشرب الشاي إلا فيها .
وأذكر في أحد المرات أننا كنا نتدرب في بحيرة قارون بالفيوم وكان موجوداً معنا خبير هولندي كان قد حضر و معه نوع جديد من القوارب لنجربه، وفي فترة الراحة ذهبنا للتمشية في المزارع القريبة من البحيرة وكان معي زميلين كانوا يسبقاني وفوجئت بهم يعودان وهم يجرون بسرعة وسألتهم عما حدث فقالوا لي ثعبان ولم أكن أتخيل أن يفعل بنا ثعبان هذا ولكني رأيته وفوجئت بثعبان ضخم طوله أكثر من أربعة أمتار وكان هناك (نمسين) يناوشان الثعبان وجرحوه مما أهاج الثعبان وحينما رآنا النمسان هربا جري الثعبان ورائنا حتى وصلنا إلي مكان التدريب ورآنا الرفاعي قادمين نجري مثل الريح وحينما لمحته تأخرت عن زميلي فسألهم الرفاعي ماذا حدث فقالوا له ثعبان فاستاء جداً أن يفعل فينا ثعبان ذلك ونحن المتعودين علي صيد الثعابين، ولم يسأل ولم يستفسر ولكنه قال جملة واحدة (أية ثعبان ؟ روحوا هاتوه). وكان لابد من تنفيذ الأمر وأمسك بي الغضب من زملائي فأمسكت أحدهم وضربته من غضبي فأين سنعثر علي الثعبان وسط المزارع وبدأنا نبحث عنه حتى وجدنا ووجدنا النمسان عادوا له وتعاملنا مع الثعبان حتى تمكنا منه وقتلناه وعدنا ونحن نسحبه وراءنا ونحن فرحين وبمجر أن رآنا الخبير الهولندي ورأي ضخامة الثعبان جري مثل الريح من الخوف، وقد أقمنا وليمة من الثعبان في ذلك اليوم وأكلت منه المجموعة كلها.
ومن المواقف الطريفة التي لا أنساها أيضاً أنني قبل أن انضم للمجموعة 39 قتال كان مقر عملي في لواء الضفادع بالإسكندرية وكنا نخرج مأموريات تستمر أسبوع أو اثنان أو شهر بالأكثر، وعندما انضممت للمجموعة صدرت الأوامر لنا بعدم إخبار أي شخص من مكاننا فكنت أقول لزوجتي أنني في مأمورية، وظللت علي ذلك لمدة عامين حتى ظنت زوجتي أنني تزوجت بأخري لأن مقرنا كان في القاهرة حتى أصبت في مرة بقاذف لهب في وجهي في إحدي العمليات وحدثت حروق بوجهي وعندما عدت في أجازة وأنا مصاب أيقنت زوجتي إنني كنت في مهمة عمل خاصة أنها كانت قد رأت رؤيا لي في نفس لحظة إصابتي وانتهي شكها في أنني تزوجت بغيرها.
وبعد كل هذه السنوات أقول الحمد لله الذي أقدرنا علي أن نقدم شئ ساهم في تحرير تراب وطننا وأقول رحم الله شهدائنا العظام الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم.
عملية علب البيف
ويروى ابو الحسن قصة طريفة شاهدها اثناء حرب اكتوبر وهى قصة الجندى الذى اسر تسعة جنود اسرائيليين بعلبة (بلوبيف)فيقول ان جندى مصرى كان يقضى حاجته فوجد امامه علبة (بلوبيف ) ولكن كان المفتاح الخاص بها غير موجود،فحاول الجندى ان يسحب غطاء العلبة بأسنانه ففوجىء بمن يقول له بس يامصرى توقف،ونظر فوجد امامه تسعة جنود اسرائيليين فى حالة رعب وهم يتخيلون ان علبة البيف هى قنبلة يدوية،وفهم الجندى الذكى ما حدث واستمر فى خداعهم وامرهم بخلع احذيتهم وربط ارجلهم ببعض برباط الاحذية واخذهم اسرى امامه ،وعندما علم الفريق الشاذلى ما حدث قام بترقيته الى رتبة شاويش على الفور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.