بالرغم من ان الشيخ الراحل وامام الدعاة الجليل محمد متولى الشعراوى قد عانى تضييقا كبيرا فى عهد الزعيم عبد الناصر الا انه حزن حزنا شديدا بعد وفاته . وعندما تحل اليوم الاثنين ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر حسين، ثاني رؤساء مصر، الذي تولى السلطة من عام 1956، إلى وفاته في 28 سبتمبر 1970فاننا حتما نتذكر علاقة الامام بالزعيم . وكان الإمام الراحل الشيخ محمد الشعراوي يحدث تقاربا ولقاءات بينه وبين حكام مصر المتعاقبين، وتمتع إمام الدعاة بطبيعة ثائرة في صباه ورغبة في الصياح في وجه الفساد، فكان مهتمًا بالسياسة. وبعد إعلان خبر وفاة عبد الناصر، فاجأ الشعراوي الجميع، وألقى خطابًا حزينًا يدل على حبه الشديد للزعيم الراحل، فرثاه قائلاً: «قد مات جمال وليس بعجيب أن يموت، فالناس كلهم يموتون، لكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا، وقليل من الأحياء يعيشون وخير الموت ألا يغيب المفقود وشر الحياة الموت في مقبرة الوجود، وليس بالأربعين ينتهى الحداد على الثائر المثير». وأضاف: «قد كان البطل الماثل فلتة زعامة وأمة قيادة وفوق الأسطورة للريادة لأن الأسطورة خيال متوهم وما فوق الأسطورة واقع مجسم، وللزعامات في دنيا الناس تجليات فليس الزعيم الذي يعمل لك بنفسه طوال عمره إلى نهاية أجله، لكن الزعيم الذي يعلمك أن تعمل بنفسك لنفسك طوال عمرك إلى نهاية أجلك، وعلى مقدار تسلسل الخير فيه يكون خلود عمره».