جاءت الإشادة بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح قناة السويس الجديدة، لتقضى على طموحات وأحلام وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة في تولي منصب شيخ الأزهر، وذلك بعد ماتردد مؤخرا حول ترشح الأخير لتولى المنصب خلف ل "الطيب" بعد أن أكدت مصادر عدة عزمه تقديم استقالته من منصبه فضلا عن الخلافات الكبيرة التى نشبت فى الفترة الأخيرة بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف. وكان السيسي، أشاد بالطيب في أكثر من مناسبة ، حيث ثمن دور الأزهر جامعًا وجامعة، وبدوره التاريخي في نشر قيم الإسلام السمحة المعتدلة، والتعريف بصحيح الدين الإسلامي. وخلال اللقاء الذي جمعهما بينهما الفترة الماضية , أكد السيسى أهمية مواصلة دور الأزهر في هذه المرحلة الدقيقة عبر تصويب الخطاب الديني وتنقيته من أي افكار مغلوطة، بما يساهم في الجهود المبذولة لمكافحة التطرف والإرهاب. واستعرض الطيب خلال اللقاء الجهود التي يقوم بها الأزهر لنشر قيم الاعتدال والتسامح وقبول الآخر، بالإضافة إلى مكافحة الفكر المتطرف، والخطوات التي اتخذت لإصلاح التعليم الأزهري وتعديل المناهج الدراسية في المرحلتين الإعدادية والثانوية بالمعاهد الأزهرية وتقديمها بطريقة مبسطة ومختصرة لإيصال المعاني المطلوبة بشكل مباشر إلى الطلاب. وأشار الطيب إلى تدريب وإعداد المعلمين من الأزهريين لتدريس المناهج الجديدة، التي تضمنت عدداً من الموضوعات المطروحة في العالم المعاصر، وأبرز أهمية تطوير المناهج الجامعية بالأزهر الشريف، والتعرف على تجارب الدول المتقدمة في التعليم الجامعي والاستفادة منها. وعلى صعيد دور الأزهر على المستوى الدولي، أشار الطيب إلى استقبال الطلاب الوافدين من الدول الإسلامية، منوهًا بالتعاون القائم مع دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد عبر تمويل إنشاء مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والذي ساهم بفاعلية في تحسين قدرتهم على التحصيل واستيعاب المناهج الأزهرية. كما أشار إلى جهود الأزهر لعقد العديد من المؤتمرات الدولية، ومن بينها مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب بمشاركة رجال الدين الشيعة ورؤساء الكنائس الشرقية وممثلي الفاتيكان، فضلاً وفود من 120 دولة، وقد صدرت عن المؤتمر وثيقة الأزهر لنبذ العنف والإرهاب وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والتي جري ترجمتها إلى عدة لغات مختلفة. وأوضح أن الأزهر يواصل دوره الدعوي في الخارج عبر إيفاد الأئمة والوعاظ المؤهلين لعدد من دول العالم، فضلاً عن النشاط الذي يقوم به الأزهر الشريف والمساهمة في العديد من مناحي الحياة الاجتماعية من خلال عدة مبادرات، من بينها الإفراج عن الغارمين والغارمات، والمساهمة في علاج مرضى القلب وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "سي"، وإعادة تأهيل أطفال الشوارع.