الاعتبارات الأمنية وخوفه من استهداف الإرهابيين له عجّل باتخاذ القرار رغبته فى عدم مواجهة أصحاب مشاكل الأحوال الشخصية وسعيه لإفساد مخطط بعض الأساقفة لإسقاطه أجبره على الاختفاء منار فكري – فاطمة خميس أثار قرار البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بإلغاء عظته الأسبوعية لمدة 3 سنوات بدعوي تطوير مبني الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ,جدلا واسعاً بين الأقباط والكهنة . وفى حين أكد البعض أن قرار البابا جاء استجابة لاعتبارات أمنية خوفاً من استهدافه خلال موعد العظة الأسبوعية ,خاصة أن موعدها معلوم للجميع , ربط آخرون القرار ببعض الأزمات والشائعات التي تعرضت لها الكنيسة خلال الأيام الماضية ومنها انشقاق الكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا وأزمة متضرري الأحوال الشخصية والتي كانت سبباً في إلغاء البابا لعظته وقتها ,وكذلك الحملة التي ظهرت مؤخراً لتجميع توقيعات عزل البابا.. وقد كشفت مصادر كنسية أن من أهم الأسباب التى جعلت البابا يلغي عظته الأسبوعية أن إحدى الجهات الأمنية هاتفت البابا تواضروس بضرورة إلغاء الاجتماع الأسبوعي فى الكاتدرائية حفاظاً على حياته وحياة الأقباط الذين يحضرون العظة ,واستكمالاً للخطة التأمينية تحسباً لوقوع انفجارات. وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية فرضت تشكيلات أمنية مكثفة داخل وخارج الكاتدرائية وقامت بتغيير فى طاقم أفراد الأمن والكشافة والحراسة الخاصة بالبابا وذلك بعد تفجيرات سيناء الأسبوع الماضي. وفى سياق متصل قال مصدر من داخل أفراد الأمن المكلفين بحماية الكاتدرائية من الداخل أن اللواء المشرف على أفراد أمن الكاتدرائية تقدم بطلب إلى البابا تواضروس بقبول دفعة جديدة من المتقدمين وقد وافق البابا على الطلب وأضاف المصدر ان اللواء نبيل رياض مسئول الأمن بالكاتدرئية قبل دفعة جديدة من أفراد الأمن وتوسيع دائرة التأمين وتغيير فى أشكال المراقبة وفرض السيطرة داخل الكاتدرائية . وتعليقا منه على قرار البابا إلغاء موعظته الأسبوعية لمدة ثلاث سنوات قال مينا كمال، الناشط القبطى وسكرتير عام شباب حزب الوفد، "قرار إلغاء البابا لعظته الأسبوعية أثار كثيرا من علامات الاستفهام وسط الأقباط سواء كان بسبب تجديد المقر البابوي كما أعلن البابا أو نتيجة وجود تهديدات إرهابية وإمكانية اختراق الإرهابيين للعظة ,وأنا أرجح أن يكون السبب الأخير هو السبب الحقيقى لقرار إلغاء العظة" . وتابع: يجب أن يعلم الجميع أن إلغاء العظة هو أمر مؤقت يستهدف حماية البابا والأساقفة والمدنيين في ظل الاختراقات الإرهابية والعمليات المستمرة التى تستهدف الشخصيات العامة. وفيما يتعلق بالاستمارات التى توزعها الكنيسة للتعرف على أسباب ابتعاد الشباب عن الكنيسة ,أوضح كمال أن هذه خطوة مهمة جداً من أجل محاسبة النفس والاعتراف بالتقصير من جانب الكنيسة وابتعاد الشباب عنها. وأضاف: هذه خطوة تصحيحية للتعرف المشاكل الداخلية ومحاولة إيجاد حل لها وهذا أفضل من تجاهل المشكلة والادعاء أن الأمور مستقرة. ووصف اشرف أنيس، عضو مؤسس برابطة الحق في الحياة، أن إيقاف العظة الأسبوعية للبابا تواضروس الثانى، رد فعل طبيعي للأحداث التي شهدها الشعب القبطي خلال العامين الماضيين ,موضحاً أن العظة كانت الوسيلة الوحيدة لتوصيل أصوات المظلومين إلي البطريرك والتي كان يصاحبها شعارات قويه منها المطالبة باستبعاد بعض الكهنة من مناصبهم وحل قضايا الأحوال الشخصية. وقال "علي الرغم من محاولة أمن الكاتدرائية تحرى الدقة في من يحضرون هذه العظة إلا أن الأمور خرجت مؤخرا عن المألوف لدرجة وصلت إلى تحرير محاضر لأصحاب المشاكل عقابا لهم علي مطالبة البطريرك بحل مشاكلهم كما حدث مع مظاهرة متضرري الأحوال الشخصية الأخيرة". وأشار أنيس إلي أنه مع تفاقم الأزمات داخل الكنيسة أصبح الشعب القبطي يقارن بين عظه البابا تواضروس وبين عظه البابا شنودة الراحل من حيث العدد وكيفيه احتواء كل منهما لمشاكل الشعب القبطى،مؤكداً أن البابا تواضروس يعلم جيدا أن الاعتراضات التي تواجهه حاليا لن تتوقف خاصة أن مشاكل الأحوال الشخصية لن تحل حتى بعد العمل باللائحة الجديدة. وقال :البابا وجد من الحكمة أن يقوم بإيقاف اجتماعه الأسبوعي مع شعب الكنيسة لأجل غير مسمي لحين إنهاء المشاكل التي تواجهها الكنيسة. واستنكر أنيس ادعاء الكنيسة بأن سبب إلغاء العظة الأسبوعية للبابا هو تجديد الكاتدرائية، قائلا "تجديد الكاتدرائية سبب غير مقنع لوقف العظة، خاصة أن اجتماعات البابا شنودة الراحل كانت لاتنقطع رغم ان الكنيسة كانت عبارة عن مبنى خرسانى تحت التشطيب لا يوجد به مقاعد ولا مؤثرات صوتية علي نفس المستوي الحالي ،ناهيك أن الشعب القبطي لا يهتم بهذه الوسائل وإنما يصب اهتمامه كله فى كلمة البابا التي يلقيها عليه . وقال أمير سمير الناشط السياسي , بدأت العظة الأسبوعية منذ أكثر من أربعين عاماً ولم يتم إلغاءها خلال تلك الفترة إلا في حالات اضطرارية مثل سفر البابا أو مرضه ؛لأن هذا الاجتماع يعد حلقة الوصل والجسر التي يربط البابا بشعبه لتعليمهم وإجاباتهم على الاسئلة الروحية والاجتماعية والسياسية التي تراود عقولهم . وتابع : "بإلغاء العظة أو قناة الاتصال بين البابا وشعبه ستتسع الفجوة بين البابا وشعبه وستتفاقم المشاكل" . وأوضح أن الأزمة التى تتعرض لها الكنيسة حاليا نتيجة قرار إلغاء البابا تواضروس لعظته الاسبوعية ترجع الي إصرار البابا تواضروس علي إعادة العظة الاسبوعية والتي توقفت شهور كثيرة نتيجة مرض البابا شنودة وكذلك بعد رحيله ,منوهاً الي أن بعض الكهنة أرادوا توريط البابا تواضروس بتشجيعه علي إعادة العظة الاسبوعية بدعوي إكمال مسيرة البابا شنودة وشغل الفراغ الذى تركه البابا شنوده ؛لأنهم يعلمون جيداً مدى حب الشعب له. واستبعد سمير أن يكون قرار إلغاء العظة الأسبوعية له علاقة بابتعاد الشباب عن الكنيسة، قائلا "الجميع فقد القدوة الحسنة التى تقوده للوصول إلى هدف جيد، ولذلك يجب على رجال الدين تحديث أفكارهم العتيقة التى كانت سبباً فى هروب الشباب من بين ايديهم, وهذا يتطلب اقتراب رجال الدين من أبنائهم وليس بالابتعاد عنهم وإلغاء الاجتماع الروحي معهم." وفي نفس السياق أكد هانى عزت، مؤسس رابطة منكوبى الأحوال الشخصية، أن إلغاء البابا تواضروس للعظة الأسبوعية يعد محاولة للهروب من مواجهة مشاكل الشعب القبطى،وفي مقدمتها مشاكل الأحوال الشخصية التي ضاق أصحابها ذرعا من التجاهل ولم يجدوا سبيلا غير اختراق اجتماع العظة للتعبير عن ألمهم ومعاناتهم. وقال: هذا القرار يثبت ابتعاد البابا عن الحقائق التى يخفيها عنه سكرتاريته، إضافة الى محاولات الحرس القديم إظهار ضعف شخصية البابا وبعده عن الرعية مما جعل الناس تضع البابا فى مقارنة غير عادلة مع البابا شنودة الراحل . وأضاف "هناك أطماع من بعض أساقفة المجمع المقدس فى الكرسى البابوى، ولذلك فهم يسعون إلى عزل البابا بأي طريقة وكذلك إخضاعه لتوجهاتهم الفاشية وفى النهاية يصبح المسيحيون هم الضحية. وتوقع عزت أن يكون البابا قد أجُبر على قراره من قبل المحيطين به بزعم تقليل المشاكل التي تواجهها الكنيسة,مطالباً البابا بإعادة النظر في قرار إلغاء العظة واختيار مكان بديل عن الكاتدرائية لحين إنهاء التجديدات بها. وأشار عزت إلى أن ابتعاد الشباب عن الكنيسة رد فعل طبيعي لقسوة الكثير من الكهنة فى التعامل معهم فى حل المشكلات التى يمرون هذا إضافة إلى تدخل الكهنة فى الحياة الشخصية لشباب. وأوضح أن كهنة الكنيسة لم يطوروا من أنفسهم حتى يتماشوا مع معطيات العصر الحالى من التكنولوجيا ليتم احتواء هؤلاء الشباب، وتابع "بعض هؤلاء الشباب اتجهوا للكنيسة الإنجيلية خاصة أنها اقل تشدداً، واتجه جزء آخر من الشباب إلى الإلحاد لأنهم يرون أشياء مخالفة للحديث الذى يردده الآباء الكهنة، ومنهم من اكتفى بمسيحيته دون ممارسة شعائر دينية، وكل هذه الظواهر تعتبر كارثة مجتمعية غير محمودة العواقب، لذا فإن دراسة الكنيسة لأسباب ابتعاد الشباب عنها خطوة جيدة من الممكن أن تؤدى الى عودة الشباب للكنيسة مرة أخرى". وقال فادى يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، "البابا أسرد السبب الوحيد دون إخفاء أسباب أخرى، وهو تطوير الكاتدرائية بالرسومات والأيقونات، وربما يستغرق ذلك مدة طويلة وهذا ما أدى إلى غضب كثير من الأقباط". وتابع "كنت أتمنى أن يسبق هذا الأمر تحديد البابا مكانا بديلا لاستكمال عظاته الأسبوعية وهذا ما لم يحدث، ولكن من الممكن أن يقوم البابا بنشر عظته فى نفس التوقيت مسجلة عبر القنوات القبطية حتى تستمر تلك الخدمة الروحية دون توقف". وأوضح يوسف أن البعض كان يستغل اجتماع البابا لإحداث أزمة على خلفية بعض القضايا، مثل مشكلات الأحوال الشخصية، ولكن البابا تعامل معها بحكمة حتى انتهت منذ أيام بتنازل الكنيسة عن محاضر حرُرت ضد المتظاهرين. وأكد يوسف أن ما حدث أثناء العظة من تظاهر البعض لم يكن خطأ من الكنيسة أو البابا بل من بعض الشعب القبطى الذى كان يحضر العظة، وتمنى أن تستمر تلك الخدمة الوعظية فى أى مكان آخر يحدده البابا. وأشار إلى أن الاستبيان الذى ستجريه الكنيسة يتعلق بأقباط المهجر وعزوف البعض منهم عن الكنيسة، وهذا أمر جيد حتى تتعرف الكنيسة على تلك المشكلة وأسبابها وبالتالى طرق علاجها. وتابع "رغم أن فكرة الاستمارات جديدة على الكنيسة لكنها جيدة وستؤدى الى التقارب بشكل كبير بين الشباب والبابا". ================================= إسحاق فرنسيس أسس "تمرد القبطية" لعزل البابا.. اعترفات الشاب الذي أجبر البطريرك علي الاختفاء "تواضروس" فشل فى حل مشاكل الأقباط وخالف تعاليم المسيح وسلّم شعبه للشرطة الكنيسة تعاملت مع أصحاب مشاكل الأحوال الشخصية على أنهم "نكرة" و"زناة" لا نتلقى تمويلا من الخارج ولا نلعب لحساب الحرس القديم فى الكنيسة ------------------------------------------------- رغم تعدد الأسباب التى ذهب إليها كثيرون فى تفسيرهم لوقف البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظته الأسبوعية لمدة ثلاث سنوات إلا أن هناك من أشار إلى حركة "تمرد القبطية" التى تقود مخططا لإسقاط البابا. لم يتوقع أحد أن تكون حركة "تمرد القبطية" التي ظهرت نهاية شهر يونيو الماضي للمطالبة بعودة البابا تواضروس لمقر إقامته فى الدير وعزله من منصبه نتيجة تفاقم أزمة متضرري الأحوال الشخصية في الكنيسة سبباً في تحريك المياه الراكدة داخل الكنيسة وأن يقرر البابا تواضروس على أثرها إلغاء العظة الأسبوعية له بالكاتدرائية المرقسية حتي عام 2018 بدعوي استكمال تجديدات المقر البابوي بالعباسية. وكانت صفحة "الصرخة للأحوال الشخصية" على موقع "فيس بوك" قد دشنت حملة باسم "تمرد القبطية"، وذلك فى أعقاب توتر الأجواء بين الكنيسة والمطالبين بالطلاق والحصول على تصاريح الزواج الثاني ,يقودها إسحاق فرنسيس،الناشط القبطي الذي هاجم البابا تواضروس بعد واقعة القبض علي أربعة من متضرري الأحوال الشخصية لمقاطعتهم العظة الأسبوعية للبابا الشهر الماضي. وقال فرنسيس "الأنبا تواضروس أخفق فى حل مشاكل منكوبى الأحوال الشخصية، وسلم شعبه للشرطة بعدما تظاهروا للمطالبة بلقائه ,كما أنه أول بابا فى تاريخ الكنيسة يخالف تعاليم المسيح ويقبل معمودية الكاثوليك ويدرس تثبيت عيد القيامة بالاتفاق مع باقى الطوائف، إضافة إلى أنه حطم الرقم القياسى فى الرحلات الرعوية بأوروبا وأمريكا تاركًا شعبه فى مصر بلا أى اهتمام " وقال فرنسيس إن تأسيس حملة تمرد جاء منذ فترة طويلة قبل الإعلان عنها فى وسائل الإعلام، وأشار إلى انه تأخر فى الإعلان عن الحركة إلى حين حصوله على تشجيع عدد من الأقباط، والحصول على أصوات كثيرة تقف بجوار الحركة، موضحا أنه كان يعمل على الترتيب للحلقة فى سرية تامة حفاظاً على نجاح الحملة. وأضاف "الحملة تشهد إقبالا شديدا من الأقباط على الاستمارات، ونتلقى رسائل كثيرة حولها، ويوجد الكثير من الأقباط وقّعوا على تلك الاستمارة، وليس لديهم مشاكل أحوال شخصية أو من المطالبين بالطلاق والزواج الثانى، والمفاجأة أن هناك 10 أفراد من داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وقّعوا على استمارتنا، والإقبال كثيف جداً، وإلى الآن تم تجميع 7652 استمارة لسحب الثقة من البابا تواضروس الثانى".. مشيراً الي ان الاستمارات التي تم تجميعها حتي الأن من القاهرة فقط . وأضاف هناك مندوبين للحملة في كل المحافظات يقومون بتجميع استمارات بشكل يومي . وأشار الى أنه يسعى الى سحب الثقة من البابا ولا يريد الفرقعة الإعلامية، وأوضح انه يستند فى ذلك الى الناس الذين يقفون أمام ديوان المظالم بالكنيسة ويعانون من المذلة، وأكد أن الصراع ما زال مستمراً، ولن ينتهى الا برحيل البابا. وأكد أن الكنيسة لو استمعت لمطالب من سبقوهم ما كانت قد وصلت المشاكل لهذا الحجم وتصاعدت معها المطالب، ولكنها اعتبرت أصحاب المشاكل "نكرة، ووصمة عار، وزناة"، وطالب الكنيسة بأن تخضع لإرادة الشعب، بدلاً من التمسك بآية لم توجد فى الكتاب المقدس وهى "لا طلاق إلا لعلة الزنا". كما رفض مؤسس الحملة الاتهامات التي توجه الي "تمرد القبطية" بأنها ممولة من الخارج وأنها تتحالف مع بعض الأساقفة من الحرس القديم بهدف عزل البابا ,قائلا "أى شخص يطالب بحقوقه تتهمه الكنيسة بالتآمر عليها".