وزير ومحافظ و 2000 طالب في اختبار لياقة بدنية    مكتبة الإسكندرية عضو بالتحالف الوطنى    تشغيل تجريبى بالركاب ل 5 محطات مترو    توجيهات رئاسية بتحسين معيشة المواطنين ..حزمة إجراءات لتطوير المسار الاقتصادى    ماجد عبد الفتاح: قرار الأمم المتحدة يؤكد وجود دعم دولي لفلسطين    نهاية الشوط الأول| تعادل إيجابي بين أهلي جدة والشباب    استمرار لجان مراقبة الأسواق و الحملات التفتيشية على الأسواق والمخابز بالغربية    الصور الأولى لحفل زفاف إبنة مصطفى كامل    هدى الأتربي عن مسلسلها مع حنان مطاوع: انتهينا من تصوير أغلب المشاهد    تامر شلتوت يساند يسرا اللوزي في وفاة والدتها    قرار مفاجيء من الأوقاف بمنع تصوير الجنازات| فيديو    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    رئيس جامعة بنها يقبل رأس مريضة في المستشفى الجامعي    رئيس منطقة الإسماعيلية الأزهرية يفتتح معرض أنا الراقي بأخلاقي بأبوصوير    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    السفير ماجد عبدالفتاح: حديث نتنياهو عن الإدارة المشتركة لقطاع غزة حلاوة روح    مسئولون أمريكيون: لدينا مخاوف بشأن تعامل إسرائيل فى عملية رفح الفلسطينية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية وعلاج الإدمان    سلوفينيا: ممتنون لمصر لمساعدة مواطنينا في غزة على العودة    خنقها برباط حذائه.. الإعدام لعامل بناء قتل ابنة شقيقه بسوهاج    الهلال يضرب الحزم برباعية في الشوط الأول    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    فيلم السرب يواصل سيطرته على شباك تذاكر السينما.. وعالماشي يتذيل القائمة    «جوالة جامعة الزقازيق» تُنظم دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية    إحالة أوراق طالب هتك عرض طفلة للمفتي    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة محملة بطيخ بقنا    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    اليوم العالمى للمتاحف.. متحف إيمحتب يُطلق الملتقي العلمي والثقافي "تجارب ملهمة"    خالد عبدالغفار: وزارة الصحة وضعت خططا متكاملة لتطوير بيئة العمل في كافة المنشأت الصحية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    سانت كاترين تستقبل 1300 سائح من مختلف جنسيات العالم    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء التشغيل التجريبي لقسم الأطفال بمستشفى الأورام الجديد    نتائج منافسات السيدات في اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالم للإسكواش 2024 المقامة بنادي بالم هيلز الرياضي    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    وزير التموين: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    جيش الاحتلال الإسرائيلى: نحو 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح الفلسطينية    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    العثور على جثة سيدة مجهولة مفصولة الرأس بمحطة الفشن ببني سويف    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    جامعة القاهرة تستضيف وزير الأوقاف لمناقشة رسالة ماجستير حول دور الوقف في القدس    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    ثنائي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية: التاريخ يذكر البطل.. وجاهزون لإسعاد الجماهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منصف المرزوقي .. رئيس فى خدمة الإخوان
نشر في الموجز يوم 22 - 06 - 2015

يعمل مستشارا لأمير قطر.. ويهاجم مصر في جميع المحافل الدولية وأول من طالب بإطلاق سراح مرسي
كافح ضد القهر والاضطهاد فى بلاده وأهم من نادى ب "العلمانية" .. وباع نفسه للتنظيم الدولى للإخوان مقابل حفنة من الدولارات
يشرع في تأسيس مجلس "الثورات العربية" الذي يضم شخصيات إخوانية وذلك للهجوم على النظام المصرى
أمير قطر قال عنه من قلب تونس : أنا الذى أقول له ماذا يفعل .. وأعلمه كيف يتحرك؟!!!
حصل على مايعادل 12 مليار دينار تونسي من قطر للهجوم على الرئيس السيسى وتمويل مشروعاته المناهضة للثورات العربية
رجل يملك ولا يحكم .. هذا هو الوصف الذى أطلق على الرئيس السابق لتونس منصف المرزوقى .. فعقب جلوسه على سدة الحكم بعد الإطاحة ب "زين العابدبن بن على" من منصبه بعد موجة ثورية فيما عرف بثورات الربيع العربى قرر "أستاذ الأعصاب" أن يجعل من نفسه ألعوبة فى يد حركة النهضة التونسية الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين تحركها كيفما تشاء.. بعد الإطاحة به من منصبه لصالح الباجى قائد السبسى خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة ظل – الرجل الذى استمر لسنوات عدة يطالب بالعلمانية - على ولاءه لحركة النهضة وتنظيمها الأم "الإخوان المسلمين" حتى أصبح واحدا من أهم قياداتها منها يحصل على مايكفل له رغد العيش ومن أجلها يجوب الدول يمينا ويسارا لاستعداء كل الأنظمة التى وقفت بالمرصاد لجماعة حسن البنا وعلى رأسها مصر والذى جعل منها المرزوقى هدفا للهجوم عليها بما يخدم مصلحة الإخوان وقطر - الراعى الأول للإرهاب فى العالم – معا ..
الرئيس التونسى السابق قام مؤخرا ببث سمومه ضد النظام المصري أمام منتدى الدوحة الذى استضافته العاصمة القطرية خلال شهر مايو الماضى حيث دعا إلى التدخل لإعادة الإخوان لحكم مصر فى تدخل صريح فى إرادة المصريين وقد يتعجب البعض من تصريحات المرزوقي المناهضة لمصر والمدافعة عن الإخوان كونه ليبرالي من المفترض أنه يختلف أيديولوجيا مع الجماعة كما أنه يرفض خلط الدين بالدولة ولكن هذا العجب ينتهي عندما نعرف أن علاقته بقطر واضحة فهو ضيف أساسى على شبكة قنوات الجزيرة منذ سنوات، كما ينشر مقالاته بشكل منتظم على موقع الجزيرة نت مقابل مئات الآلاف من الدولارات فضلا عن عمله مستشارا لأمير هذه الدويلة الصغير "قطر" تميم بن حمد .. وفى سياق علاقته المريبة بقطر، عقد المرزوقى اجتماعا مطولا فى الدوحة خلال الأيام الماضية مع مجموعة من مؤيدى الإخوان وهم طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية، ومحمد إيهاب الناشط السياسي، والصحفى سامى كمال الدين، وعمرو عبدالهادى المتحدث باسم جبهة الضمير،وتمت مناقشة الوضع الحالى فى مصر فى تلك الجلسة، حيث تم الاتفاق على إنشاء كيان جديد لدعم الرئيس المعزول محمد مرسى بعيدا عن الكيانات السابقة الداعمة للجماعة الإرهابية، ويشرف عليه المرزوقى من خلال رئاسته لتنظيم وهمى مشبوه يطلق عليه اسم المجلس العربى للدفاع عن الثورات والديمقراطية، وبعضوية أيمن نور عن مصر وتوكل كرمان عن اليمن، ومن المنتظر أن يتأسس هذا الكيان خلال الفترة القليلة المقبلة على أن يكون فرعا أو لجنة من المجلس العربى للدفاع عن الثورات والديمقراطية، وهو ما يدلل مرة أخرى على التواطؤ بين المرزوقى وجماعة الإخوان لزعزعة الاستقرار فى مصر.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها المرزوقي مصر فخلال توليه رئاسة تونس وبالتحديد في 26 سبتمبر 2013، وأثناء كلمته في الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، طالب المرزوقي السلطات المصرية بإطلاق سراح الرئيس السابق محمد مرسي وفتح معبر رفح مع غزة بسبب المشاكل التي تواجهها فلسطين على حد قوله وتخفيف الحصار عنها
وقامت مصر بإستدعاء سفيرها في تونس إحتجاجا على ما صرح به في منبر الأمم المتحدة وكذلك قامت الإمارات التي استدعت بدورها سفيرها في تونس على خلفية تصريحات المرزوقي بشأن مصر، ولكن الرئاسة التونسية ردت على تصريحات القاهرة المنددة بما قام به المرزوقي وقالت إن رد فعل السلطات المصرية متوقع وأن ما قام به المرزوقي هو إنتصار للمبادئ على حد زعمه.
وبالطبع لاقت تصريحات المرزوقي استحسانا لدى حماس فرع الإخوان في غزة وقام إسماعيل هنية القيادي بالحركة بتوجيع الشكر له عبر وسائل الإعلام
ولم يكتف المرزوقي بكلمته المناهضة لمصر امام الجمعية العامة للأمم المتحدة بل لجأ إلى الأمريكان لتأجيج غضبهم على مصر حيث قال في اجتماع له مع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة :إنه لا يتفق مع الطريقة التي حكمت بها جماعةالإخوان المسلمين مصر، وطريقة تعاملها مع الأطراف السياسية دون إجراء حوار وطني، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن في مصر ينبئ بعودة الإسلاميين المتطرفين دون منافس لهم، حسب قوله.
وأضاف أن إبعادالإخوان عن الساحة السياسية باعتبارها الفصيل المعتدل على حد وصفه، يعطي الفرصة لقيام المتطرفين بملء الفراغ الذي تتركه دون منافس لها، مما يشكل خطورة على الوضع في مصر والمنطقة والغرب.
وأشار إلى أن ما شهدته القاهرة مؤخرًا حدث نتيجة غياب حوار وطني يستمر لشهور وسنوات على عكس ما حدث في تونس, وشدد على أن ما شهدته القاهرة من عزل الرئيس محمد مرسي لن يحدث في تونس، قائلاً:"ما شهدته الثورة المصرية غير قابل للتكرار في تونس، بلادنا مختلفة تمامًا، والاختلافات واضحة بين مصر وتونس وليبيا، على المستوى الاجتماعي والسياسي، وبالتالي النتائج لن تكن واحدة؛ فهناك أكثر من ربيع عربي، وليس ربيعًا عربيًا واحدًا حسب قوله.. ولم يكتف الرئيس التونسى السابق بتصريحاته المعادية لمصر والمدافعة عن الإخوان في المحافل والمنتديات بل اتخذ من حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منصة لتحقيق هذا الهدف والدفاع عن نفسه وتبرير تصريحاته حيث أكد أنه ليس إخوانيا ولا ينتمي لجماعة الإخوان ن، لكنه مع المعتقلين الإخوان بالسجون , وكتب المرزوقي، في تغريدة له عبر صفحته الرسمية "لا لست إخوانيا.. أنا مع الإخوان الذين في السجون".
وأضاف: "الكل يعلم كيف اختلف مع حركات التيار الإسلامي، ولكن مع الرئيس مرسي والدكتور البلتاجي، وغيرهما ممن في السجون، لأنهم ناضلوا بسلمية وجاءوا بالصناديق وتم إخراجهم بالقوة".
ولم تتوقف علاقة المرزوقي بجماعة الإخوان المسلمين عند حد التصريحات ضد النظام المصري الحالي دفاعا عن الحريات وحقوق الإنسان والمباديء التي يؤمن بها على حد زعمه ،ولكن هذه العلاقة من الواضح أنها علاقة تحالف من اجل الوصول للسلطة فبعد الثورة التونسية تقرب كثيرا من راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة فرع الجماعة في تونس ويبدو أن الأخير وجد فيه الشخص المناسب الذي يستطيع من خلاله تحقيق أهداف التنظيم الدولي وفي ننفس الوقت يكون واجهة تعبر عن اختيار التونسيين لرئيس علماني ولكن الحاكم الفعلى هو زعيم النهضة , فخلال فترة توليه الرئاسة كان واضحا تبعيته لرئيس حركة النهضة فوفقا لبيان صادر من الغنوشي - أثناء حكم المرزوقى- أنه التقاه بناء على طلب الأخير ،حيث ناقشا التطورات السياسية في البلاد علما بأن الغنوشي لم يكن له صفة رسمية في البلاد كما ان لقاءه منفردا دون وجود لرؤساء الأحزاب والحركات الأخرى كان مثارا للجدل , والغريب أنه رغم كل ذلك ورغم إخلاصه للجماعة تخلت عنه النهضة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ،ويري المحللون أن السبب الرئيسي في تخلي الغنوشي عن المرزوقي ضغط الأخير في شهر يونيو 2013 لاقناع الأول بالتخلي عن مسودة الدستور الذي كان يرغب في تمريرها بأي طريقة مما يعني انه حاد عن الطريق الذي كان مرسوما له من قبل التنظيم الدولي.
ولم يكتف المرزوقي بوسائل الاقناع العادية بل استخدم صلاحيات منصبه وأصر على عدم السماح بتمررير الدستور بالصيغة التي أرادها الغنوشي ما دفع الأخير إلى اتخاذ قرار بالتخلي عنه في الانتخابات الرئاسية ،وبالتالي لم يكن قرار الحياد في الانتخابات سوى تعبيرا عن الغضب من موقف الرئيس السابق لتونس, وفي تعليقه على هذا الأمر قال الغنوشي: إن الحركة من الممكن أن تدعم حليفها السابق المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا لم يتم التوصلعلى شخصية توافقية لرئيس الدولة ،مشيرا إلى أن دعم المرزوقي ممكن لكن لم يتقرر بعد.
وفي تصريح آخر له قال الغنوشي: إنه لم يوصي للتصويت لصالح المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية ، موضحا أن الحركة لا تود أن تفرض على قواعدها أحد المرشحين ولم توصي بانتخاب رئيس مستقبلي بسبب وجود الكثير من الآراء في مجلس شورى الحركة ،كما اعترف أن بعض المرشحين للرئاسة رفضوا أن تدعمهم الحركة حتى لا يأتي الأمر بنتائج عكسية ويرفضهم الناخب التونسي الذي بات واضحا أنه قرر الابتعاد عن كل من له صله بالتيارات الإسلامية نظرا لما يحدث في المنطقة.
أما عن طباع "المرزوقى" الشخصية وسلوكه خلال فترة حكمه فوفقا للمقربين منه فهو غريب الأطوار ،و متقلب وحادٌّ ومن الصعب فهم ما الذى يقول، ولا ما الذى يريد.
وحكى عنه موظفي قصر الرئاسة في تونس أنه كان يتجول فى أروقة الرئاسة دون التزام الشكل المناسب، وأن مستوى البروتوكول قد انهار تماما، كما أن هيبة قرطاج قد انكسرتْ وتلاشتْ في عهده ،حتى أن عددا من النشطاء التونسيين قاموا بجمع غرائب الرئيس فى مشاهد كانت مثار دهشة وذهول.
ويرى فيه الكثيرون أنه بعد سطوع نجمه في أعقاب الثورة التونسية أصبح المرزوقى الذى كان يقدم نفسه باعتباره ناشطا علمانياً رجل التحالف الغربى الإخوانى الأكثر إخلاصاً وانصياعا. وكان من الغريب بالنسبة للمتابعين للسياسة أنه كان من داخل الإخوان فى تونس من ينتقد الجماعة، وكان الشيخ عبدالفتاح مورو نفسه، أحد مؤسسى الجماعة فى تونس، ينتقد الجماعة بين الحين والآخر، ولكن المنصف الذى تزوج من فرنسية مسيحية وأنجب ابنتيْن تعيشان حياة حديثة فى باريس، قد أصبح رجلَ الإسلام السياسى الأول، والخادم الأكبر لجماعة الإخوان المسلمين.
ورأى المتابعون أن المرزوقى فشل فى حكم تونس، وأوشكت البلاد أثناء عهده على الضياع حيث حاول الآلاف إقامة إمارة متطرفة فى الجنوب، وآلاف أخرى ذهبت إلى داعش، وآلاف ثالثة كانت تستعد لإقامة ولاية تونس فى دولة الخلافة الأفريقية. كما أن الاقتصاد أيضا انهار وسادت سحب اليأس فى البلد الأكثر تعليما فى شمال أفريقيا ما أدى إلى انهيار المرزوقى هو الآخر ،وبدأت موجة من كراهية الثورة التى جاءت بالمرزوقى رئيسا، والغنوشى راعياً له وأيقن الجميع في تونس أن المرزوقى والغنوشى هما الثورة المضادة حيث أصبحا معا السبب فى حالة الإحباط ومن ثم كانت النهاية المأساوية لهما.
و مؤخرا هناك الكثير من الأقاويل تؤكد أن المرزوقى أصبح مستشاراً لأمير قطر الشيخ حمد بن تميم، ورجل الثورة المضادة التى تريد للإرهاب أن يسطو على الربيع العربى. ووفقا لأخبار تم تداولها فإن سلطات الجمارك التونسية خلال تفتيشها لحقائب الرئيس التونسي السابق لدى عودته من قطر في الشهر الماضي وجدت مبلغ مالي ضخم بالعملة الأمريكية يعادل 12 مليار دينار تونسي ،مما يعني أن الدوحة هي الممول الرئيسي لعدد من الحركات والتنظيمات التي تعمل على زعزعة استقرار تونس ،كما أنها تدخل بشكل سافر في شئون البلاد, ورأي البعض أن هذه الواقعة تفسر هجوم المرزوقي غير المبرر على مصر ودفاعه المستميت عن الإخوان رغم أنه لا ينتمي تنظيميا لهم ،وتوضح كيف تحول ليكون أداة في يد العائلة الأميرية بالدوحة لتنفيذ مخططاتها التخريبية في البلاد العربية؟, وكان تدخل قطر في شئون تونس في عهده واضحا وبالطبع لم يكن يرضى الشعب التونسى عن ذلك. وحين زار أمير قطر تونس فى عهده، خرجت مظاهرات ضخمة ضد الأمير.. ولكن الجملة التى قالها الأمير على الهواء وأمام الجميع كانت مذهلة حيث قال تميم: "أنا الذى أعلم الرئيس كيف يقف وكيف يستقبل الضيوف" واللافت أن المرزوقي لم يرد على هذه الجملة التي تعد إهانة له ،مما يثبت أنه مجرد تابع للعائلة الأميرية في الدوحة.
يذكر أن محمد المنصف المرزوقي ولد في 7 يوليو 1945 في قرمبالية حيث تنحدر عائلته من الجنوب التونسي من قبيلة المرازيق من دوز ولاية قبلي، ووالده محمد البدوي المرزوقي ووالدته عزيزة بن كريم، وله أربعة أشقاء وسبعة أخوة.
نشأ المرزوقي في تونس والتحق من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس. وغادر تونس للالتحاق بوالده سنة 1961، الذي عمل وعاش في المغرب مدة 33 سنة وتزوج من امرأة مغربية ورزق منها بسبعة أبناء يعتبرون إخوة غير أشقاء لمنصف.
كما درس منصف المرزوقي بطنجة حتى عام1964و حصل خلالها على شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) قبل السفر إلى فرنسا لمتابعة الدراسة
وفي عام 1970 شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، وفاز فى المسابقة ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر ويتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
وفي سنة 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب الصينى وعاد إلى تونس عام 1979، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس وشارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع.
اعتقل المرزوقي في مارس 1994 ثم أطلق سراحه بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من نيلسون مانديلا الرئيس السابق لجنوب أفريقيا .
وأسس مع مجموعة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في 10 ديسمبر من عام 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
و اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من عام 1997 حتى 2000.
وكان ينادي مثل سائر الليبراليين بضرورة فصل الدين عن الدولة لأن كل تجربة تاريخية لكل الشعوب تثبت أن المزج بينهما دوما يقع لصالح الدولة التي تستعمل الدين كغطاء للاستبداد، فالدولة بطبيعتها سياسية والسياسة صراع مصالح، والدين داخل هذه المنظومة ليس سوى ورقة في يد الفرق السياسية.
غادر المرزوقي إراديا إلى المنفى في ديسمبر 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس. حيث بقي هناك حتى أعلن عن عزمه العودة بدون أخذ الإذن من السلطات التونسية.
وخلال تلك الفترة ظل يعارض نظام زين العابدين من الخارج وفي مداخلة له على قناة الجزيرة في أكتوبر 2006 حول الوضع في تونس، دعا المرزوقي إلى اعتماد كافة أساليب المقاومة السلمية لفرض الحقوق واستعادة الحرية.
وشارك في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 مع حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية الذي حاز على المركز الثاني ب29 مقعد بعد حركة النهضة الإسلامية وحصل المرزوقي على مقعد في دائرة نابل 2.
كما انتخب رئيساً مؤقتاً لتونس في 12 ديسمبر 2011 بواسطة المجلس الوطني التأسيسي بعد حصوله علي أغلبية 153 صوتاً مقابل ثلاثة أصوات معارضة وامتناع اثنين و 44 بطاقة بيضاء يمثلون 202 عضو من إجمالي عدد الأعضاء البالغ 217 , وفي عام 2013، إختارته مجلة التايم الأمريكية من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم.
وكذلك إختارته المجلة الأمريكية فورين بوليسي من بين أفضل 100 مفكر عالمي لسنتي 2012 و2013 وجاء في المرتبة الثانية في كل منهما .
وحصل في 3 يونيو 2013 على الدكتوراه الشرفية من جامعة تسوكوبا في اليابان وفي 27 يوليو 2012، حضر المرزوقي حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 في العاصمة البريطانية لندن بعد إستدعائه رسميا من اللجنة الدولية الأولمبية. وفي 27 نوفمبر 2012 حصل على جائزة تشاتام هاوس من قبل المعهد الملكي للشئون الدولية في لندن مع رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي, وفي 5 نوفمبر 2013، وفي 27 يناير 2014، تم اختياره من قبل المنتدى المغاربي التابع لمركز مدى للدراسات والأبحاث الإنسانية كأفضل شخصية مغربية لسنة 2013 لإعترافه بحقوق المواطنة المغربية وتلقاها في 31 يناير 2014. وفيما يتعلق بحياته الشخصية المنصف المرزوقي متزوج من الفرنسية بياتريس راين منذ ديسمبر 2011 وله بنتان من زيجة سابقة هما نادية ومريم والأخيرة درست في مدرسة الأساتذة العليا، وكانت مساعدة في الفلسفة، إضافة لكونها مديرة فنية لشركة مسرحية. بينما تحصلت نادية على الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية بباريس سنة 2008، وكانت أبحاثها تتركز على الخبرات الدينية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.