أكد وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة منير فخري عبد النور أن مصر تفتح ذراعيها لاستقبال الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وبصفة خاصة الاستثمارات الروسية، لإقامة مشروعات تنموية تسهم في الارتقاء بمنظومة الاقتصاد المصري، خاصة في ظل حالة التقارب التي تشهدها العلاقات المشتركة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي ؛ وهو ما أكدته الزيارات المتبادلة لرئيسي البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير خلال مشاركته في فعاليات منتدى "سان بطرسبرج" الاقتصادي الدولي في الجلسة الخاصة بالعلاقات الاقتصادية الروسية/العربية، وسط حضور واسع من رجال الأعمال المهتمين بالاستثمار في المنطقة العربية ورؤساء صناديق الاستثمار، علاوة عن مشاركة عدد من الوزراء العرب منهم وزير التخطيط والتعاون الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية، ووزير المالية اللبناني، ووزير الصناعة والتجارة بمملكة البحرين، إضافة إلى رئيس هيئة الاستثمار بالمملكة العربية السعودية. وقال عبد النور بحسب بيان نقلته وزارة الصناعة والتجارة اليوم: إن الحكومة المصرية خطت خطوات كبيرة نحو تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي، حيث تم اتخاذ العديد من القرارات والإجراءات لتحسين مناخ الاستثمار المصري ؛ وهو ما ساهم في تصدر مصر لقائمة الدول الأفريقية الأكثر جذبا للاستثمار الأجنبي المباشر خلال عام 2014. وأضاف وزير الصناعة والتجارة أن قانون الاستثمار الجديد الذي أصدرته الحكومة مؤخرا يتضمن العديد من الحوافز الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر سواء للاستثمار في المشروعات القومية الكبرى التي أعلنتها الحكومة مثل مشروع تنمية منطقة قناة السويس، والمثلث الذهبي، ومشروعات البنية الأساسية من طرق وكباري وانفاق ومحطات توليد الكهرباء، أو للاستثمار في القطاعات المختلفة سواء كانت صناعية أو زراعية أو خدمية. ودعا عبد النور إلى أهمية إنشاء صندوق استثمار يشارك فيه صندوق روسيا للاستثمار المباشر وصناديق عربية، إضافة إلى البنوك المصرية لتمويل وتنفيذ المشروعات التي سيتم تنفيذها في إطار التعاون المصري الروسي المشترك. وأشار البيان إلى أن عبد النور عقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من كبرى الشركات الروسية المهتمة بالسوق المصري، وذلك على هامش مشاركته في منتدى "سان بطرسبرج" الدولي، حيث ناقش مع سيرجى كوجوجين رئيس شركة (كماز) إحدى كبريات الشركات الروسية العاملة في مجال إنتاج سيارات النقل الثقيل والأتوبيسات رغبة الشركة في الاستثمار في السوق المصري لتصنيع سيارات النقل الثقيل والاتوبيسات من خلال المشاركة مع شركات القطاع الخاص المصري. وفي السياق ذاته، أكد عبد النور أن تصنيع وسائل النقل ومكوناتها يأتي على رأس أولويات السياسة الصناعية المصرية، حيث قامت الوزارة وبالتعاون مع القطاع الخاص المصري بإعداد إستراتيجية طموحة لإقامة صناعة سيارات حقيقية في مصر تستهدف جذب شركات السيارات العالمية للتصنيع والإنتاج من مصر للاستفادة من وفورات الإنتاج الكبير لسوق يضم ما لا يقل عن 1.5 مليار مستهلك، وهو حجم الأسواق التي ترتبط بها مصر من خلال اتفاقيات تجارية سواء كانت ثنائية أو متعددة الأطراف. ودعا عبد النور شركة (كماز) الروسية لزيارة مصر خلال الخريف المقبل للتفاوض مع الشركات المصرية المنتجة لسيارات النقل الثقيل والاتوبيسات وبدء التعاون المشترك في أقرب وقت ممكن. ومن ناحية أخرى، عقد وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة لقاء مع رومان مانوف المدير التنفيذي لشركة روس جيولوجيا - إحدى كبريات الشركات الروسة العاملة في مجال التعدين وبالتحديد في تقدير مخزون المعادن والمياه في باطن الأرض وإعداد دراسات الجدوى لاستخراج هذه الثروات التعدينية. دعا عبد النور الشركة الروسية للتعاون مع مصر في استكمال الدراسات الخاصة بمشروع المثلث الذهبي، وذلك بعد الانتهاء من إعداد المخطط العام لهذا المشروع القومي، وذلك للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة المتوفرة لدى الشركة الروسية في مجال استخراج المعادن بما يعظم الفائدة من استثمار الثروات التعدينية التي تزخر بها منطقة مشروع المثلث الذهبي.