رئيس جامعة مطروح يشيد بالمعرض التطبيقي لطالبات كلية التربية للطفولة المبكرة    حنان الشبيني تقدم بحثًا متميزًا عن فاعلية التدريب في تطوير التعامل مع المحتوى الرقمي    البابا تواضروس: نحن مواطنون مصريون نعيش مع إخوتنا المسلمين فى وطن واحد    أسواق الأسهم الأوروبية تغلق منخفضة مع التركيز على نتائج أعمال الشركات    محمد شردى يجرى جولة بكاميرا "الحياة اليوم" مع عمال النظافة بالقاهرة    وزيرا خارجية السعودية وأمريكا يبحثان التطورات الإقليمية والدولية    هزيمة النازية ... وجريمة إسرائيل!!    تسيميكاس يقترب من الرحيل عن ليفربول    حمدي فتحي ينهي موسمه مع الوكرة بالخروج من كأس أمير قطر    تجديد حبس موظف متهم ب«تهكير» حسابات بعض الأشخاص وتهديدهم في الفيوم 15 يوما    غدًا.. إذاعة القرآن الكريم تبدأ بث تلبية الحجاج    انطلاق ملتقى "الثقافة والهوية الوطنية" في العريش    نائب وزير الصحة يترأس اجتماع الأمانة الفنية للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية    الآلاف يشيعون جثمان الطفل "أدهم" ضحية أصدقائه في كفر الشيخ - فيديو وصور    ميرتس يبدي تحفظا حيال إسهام بلاده في تأمين هدنة محتملة في أوكرانيا    الإسماعيلية تتابع الموقف التنفيذي لمنظومة تقنين واسترداد أراضي الدولة    أوس أوس يطلب الدعاء لوالدته بعد دخولها رعاية القلب    ختام فاعليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة - صور    «منهم الحمل والأسد».. 4 أبراج تتحدث قبل أن تفكر وتندم    آخرهم رنا رئيس.. 6 زيجات في الوسط الفني خلال 4 أشهر من 2025    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    بسبب السحر.. شاب يحاول قتل شقيقته بالقليوبية    بيدري مهدد بالعقوبة من يويفا بسبب تصريحاته ضد حكم قمة الإنتر وبرشلونة    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    عضو ب"القومى للمرأة": حظر تشغيل كل من كان عمره أقل من 15 سنة فى المنازل    تحت تأثير المخدر.. المشدد 5 سنوات لمتهم قتل وأصاب 3 أشخاص في القليوبية    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    ما حكم طهارة وصلاة العامل في محطات البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    جوندوجان يحلم بأن يكون مساعدًا ل "الفيلسوف"    محافظ المنيا يوافق على تحسين خدمات النقل وفتح التقديم لترخيص 50 تاكسي    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    رئيس جامعة القاهرة: هناك ضرورة لصياغة رؤية جديدة لمستقبل مهنة الصيدلي    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    قرار هام من الحكومة بشأن الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    أوبرا الإسكندرية تقيم حفل ختام العام الدراسي لطلبة ستوديو الباليه آنا بافلوفا    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    بدء التشغيل الفعلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في أسوان أول يوليو المقبل    حزنا على زواج عمتها.. طالبة تنهي حياتها شنقا في قنا    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    عاجل- الحكومة: توريد 1.4 مليون طن قمح حتى الآن.. وصرف 3 مليارات بمحصول القطن    آخر تطورات مفاوضات الأهلي مع ربيعة حول التجديد    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباعة الجائلين: دفعنا ثمن ثورتين.. والدولة ما زالت تتعامل معنا باستخفاف
نشر في الموجز يوم 26 - 05 - 2015

ينظر البعض إلي ظاهرة الباعة الجائلين باعتبارها أحد أهم الآثار السلبية لثورة 25 يناير كنتيجة للغياب الأمني إلا أن الواقع يقول أنه مع بداية عصر الانفتاح في منتصف السبعينيات من القرن الماضى أخذت هذه الظاهرة في الإنتشار والتزايد في كل مدن مصر تقريبا وذلك بسبب ضعف الدخول والمستوي الاقتصادي للمواطنين مما اضطر كثير منهم إلي اللجوء لمثل هذه الأسواق التي تناسب دخله وتوفر له السلع بسعر مناسب له حتي ولو كان ذلك علي حساب الجودة غالبا.. وفى نفس الوقت أصبحت هذه المهنة ملاذا لمن لا يجد عملا وهم كثر وتسعي الدولة مؤخرا لتوفيق أوضاعهم بنقلهم إلي أماكن محددة مثل منطقة الترجمان فى القاهرة وغيرها من الأماكن الأخرى وإن كانت هذه التجربة لم تثبت نجاحها حتي الآن.. والتساؤل.. هل تستحق هذه الفئة أن تتمتع بحقوق المواطنة كاملة أم أنهم مواطنون من الدرجة الثانية كما ينظر المسئولون لهم؟!.
يقول أحمد رجب: "أنا أعمل مع صديقي على هذه الفرشة في السوق التي نبيع عليها الخضار للمواطنين حتى نكسب بعض قوت يومنا الذي نعيل به أنفسنا وأنا كشاب يئست من كل شئ فلم اعد أتابع أحوال السياسة غير أني سمعت عما قاله وزير العدل من أن ابن "الزبال" لا يصلح أن يكون قاضيا وهو هنا لايقصد ابن "الزبال" بذاته ولكن يقصد طبقة كبيرة من البسطاء أمثالنا وهذا ينافي أي عدل تنادي به الدولة أو تدعيه وإذا كان هذا رأي من في ايديهم الوظائف والتعيينات فكيف ستكون فرصنا والعجيب أنهم يوظفون الأغنياء الذين لا يحتاجون الى وظيفة ويتركون الفقراء الذين لا حلم لهم سواها ولا أمل لهم في حياة أفضل بدونها .
وأضاف لقد دفعنا نحن الطبقات البسيطة والفقيرة ثمن الثورة على أمل التغيير ولكن لم يحدث ذلك وأنا شخصياً كنت متزوج ولدي عملي في مكتب مقاولات ولكن بعد ثورة يناير أغلقت المكتب وحاولت أن أجد فرصة عمل لكن بلا جدوى ولم تتحملني زوجتي فانفصلت عني ودُمرت حياتي.
وتابع: أنا متعلم ومعي الثانوية الأزهرية غير أن انفصال والدي عن والدتى وسوء أحوالي المادية منعني أن أكمل تعليمي وقد أديت خدمتي العسكرية وخرجت منها وكلي أمل في المستقبل غير أني فوجئت بالواقع المرير وقد بلغت حالة من اليأس فكرت معها في التخلص من حياتي أكثر من مرة ولكنى لا أريد أن أن أخسر آخرتي هي الأخري.
وأكد إننا كشباب لا نثق بالحكومة وأنا شخصياً التقيت بالمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء خلال جولة له بالسوق واستوقفته وطلبت منه فرصة عمل في أي مجال ووعدني أن يلبي طلبي وأخذ رقم تليفوني واسمي ولم يسأل عني بعدها فأدركت يقينا أن هذه الجولات للتصوير التلفزيوني وليس لحل مشاكل المواطنين وكل ما أطلبه وظيفة لأقتات منها.
وتابع: الدولة لا تستقوى إلا على الفقراء والغلابة فحينما وضعنا لمبة على فرشنا غرمونا 3 آلاف جنيه في محضر بينما يتركون مخالفات الكبار بلا حسيب أو رقيب .
وقال: أطالب الرئيس السيسي أن ينظر للشباب من الطبقات الفقيرة ومعدومي الدخل ويحاول أن يغير من أحوالهم بأي صورة فقد قاربنا على الانفجار ولا ندري ماذا نفعل ولمن نذهب.
وقال جمال محمود "أنا بياع أرزقي لا أملك غير فرشة الفاكهة هذه التي أبيع عليها الفاكهة في السوق وليس لي أي مصدر دخل آخر والجنيهات التي أكسبها من عملي هذا هي التي أنفقه بها على اسرتي وعندي 6 أولاد هم كل أملي في الحياة" .
وأضاف إن متاعب مهنتي مثل كل المهن التي رزقها يوم بيوم فطالما أنا بخير وأعمل فالأمور تسير ولكن إذا تعبت يوماً فإنى لا أجد قوتى.
وتابع: ليس لدي حقوق تجاه أي جهة كالموظفين في الدولة مثلاً التي تكفل الدولة لهم العلاج والحقوق كاملة أما نحن فلا أحد يهتم بنا أو يسأل عنا وإذا أصاب أحدا منا مكروه فنسمع من الناس تعليق واحد "خللي الزحمة تخف "وكأننا بشر لا قيمة لهم .
وأكد أن الدولة ما زالت تتعامل معنا باستخفاف فنحن مازلنا نتعرض لمضايقات من الشرطة والبسطاء الطيبون هم من يدفعون الثمن أما البلطجية والمجرمون فإنهم يخشونهم ونحن ندرك أهمية الشرطة ومع أدائها لدورها لكننا نطالب بتنظيم ذلك حتى تكون الصورة واضحة لنا ولا نخالف وإذا خالفنا حينها فلتفعل بنا ما تشاء وأكثر.
وأضاف نحن نطالب بتغيير نظرة الدولة لنا وأن تتعامل معنا كمواطنين صالحين متساويين دون تمييز كالذي ظهر في تصريحات وزير العدل العنصرية.. موضحا أن الوزير المقال كان يريد أن يظلم ابن الفقير الغلبان لأن القدر شاء أن يكون أبوه فقيرا وبسيطا والمفروض أن تقدير الإنسان يعود إلى مجهوده وليس نفوذ أبيه.
وتابع: مررت شخصياً بهذه التجربة فقد قدم ابني محمد في المعهد الفني للقوات المسلحة وتجاوز كل الاختبارات ولم يقبلونه لأن أبيه رجل بائع في الشارع ولحظتها تمنيت لو مت ولا أحرمه من حلمه ويضيع مستقبله ولكن حتى موتي لم يكن لينفعه وهو حالياً يعمل ترزي وتخيل حالته وإحساسه وقد تحول من ضابط الى ترزي والمفروض منه أن يحب البلد و أن يكون وفيا لها .
وقال الحاج نصر عيسى أنا راجل عندي سبعين سنة ومهنتي هي أن أجلس لأبيع الليمون هنا كما ترى وما أرزق به أعود به لأسرتي إلا أن حالة الغلاء التي أصابت كل شيء تؤدي إلى قلة حركة البيع والشراء وفي رأي أن ارتفاع الأسعار السبب فيه هو عدم قيام الدولة بمسئوليتها في توصيل الدعم لمستحقيه وعدم تحقيق الرقابة الجيدة على التجار الكبار كما أن وزارة التموين وبعض الشركات التابعة للدولة يمكن أن تغير نشاطها الى توصيل الدعم وتوفير السلع بدلاً من أصحاب توكيلات الغاز والتموين الذين حصلوا على هذه التوكيلات بالمحسوبية والنفوذ .
وأضاف إن الثورة قامت لتقضي على الفساد والمحسوبية وإقرار العدل بين الجميع وأحسن شيء قام به الرئيس السيسي هي إقالته لوزير العدل الذي أساء لجامعى القمامة وكأنهم شيء لا قيمة له ومصر لا تستطيع العيش بدون هؤلاء الزبالين" أسبوع واحد ."
=======================================
البوابون.. نخدم كل الناس ولا أحد يخدمنا أو يرعي حقوقنا
محمد: ابني بيعمل دراسات عليا وخايف أقوله مفيش فايدة
طلعت: نعيش بلا تأمين أو معاش ومستقبلنا على كف عفريت
--------------------------------------
البوابون في مصر.. فئة من الناس تقوم علي راحة المواطنين وتأدية طلباتهم نهارا وتسهر علي حمايتهم وحراستهم ليلا فلا تكاد تخلو عمارة واحدة منهم إلا أنهم ورغم أهميتهم يعانون من التهميش والإهمال من المجتمع الأمر الذى دفعهم للسعى لإنشاء نقابة تساعدهم علي نيل حقوقهم وحفظ كرامتهم في المجتمع وتوفير معاش وعلاج على نفقة الدولة فالبواب يقوم على راحة السكان ويؤمن حياتهم ليلًا مثل الطبيب اليلي والضابط وغيرهما من المهن الأخرى التي تستدعي السهر ليلاً إلا أن البواب يقوم بهذا العمل بلا حماية أمنية أو طبية أو حتى معاش.
يقول علي محمد أحمد بواب أحد العمارات بمنطقة المنيرة إن هذه هي مهنتي ولا أستحي منها فهي عمل شريف مثل أي عمل آخر ولا يشغلني نظرة أي شخص لي سواء نظر باحترام أم لا فأنا لا أفعل أي شيء خاطيء ولكن حينما ينظر وزير في الحكومة إلى الفقراء تلك النظرة فهذا عيب فالأمر لا يخص "الزبال" فقط ولكنه يتعلق بالبسطاء والغلابة جميعا ونحن نعرف أن التفرقة موجودة بين الناس وما فعله الوزير هو إعلان ذلك بشكل رسمي وإقرار من الدولة به ولا أفهم ماذا كان سيفعل الوزير إذا وجد ابن "الزبال" متفوقا هل كان سيبعده أيضا ويخالف ضميره؟!.
وأضاف "أنا عندي 5 أولاد منهم 3 متعلمين وخلصوا دبلومات وفيهم واحد من أولادي بيعمل دراسات عليا ونفسي يبقى حاجة كبيرة وأظن أن من حقي وأن أفرح به وأن يعوضني سنين الشقاء الطويلة التي عشتها فهو كل أملي في الحياة حتي لا أحس أني أقل من الناس وأني فعلت شيئا في حياتي وليس من حق أحد أن يغلق في وجوهنا أبواب الأمل وإلا فلماذا قامت الثورة ولماذا تم عزل حسني مبارك ومحمد مرسي؟".
وتابع: "لابد أن يحصل ابن الغلبان سواء كان ابن زبال أو غيره علي حقه بمجهوده وبعمله ونحن لا نطلب مجاملته أو مساعدته ولكن نطلب العدل فقط".
وأكد أنا أيضا أطالب بالبعد عن المجاملة في تعيينات الوظائف لأن أولادي تعبوا جدا من كثرة التقديم في تلك المسابقات دون أي جدوي وأسمع أن هذه الوظائف تكون محجوزة مقدما ولذلك نحن نطالب الرئيس بأن يهتم بالغلابة والفقراء فقد انتخبناه لكي ينصفنا ويأتى لنا بحقوقنا ويحمينا من الكبار وأريده أن يعين ولو واحدا من أبنائي حتي نشعر بالأمل .
جلس طلعت محمود علي كرسية الخشبي في مدخل العمارة بمنطقة السيدة زينب وهو يتابع الداخل والخارج منها ويترقب نداء من هذه الشقة أو تلك لتلبية احتياجات السكان ويقول طلعت "أعمل في هذه المهنة منذ 10سنوات وأعيش هنا في تلك العمارة وبالنسبة لي هي كل حياتي فانا أقضي يومي في قضاء طلبات السكان وحينما يأتي الليل أسهر علي حراسة العقار وهذا ليس شيئا سهلا وخصوصا خلال السنوات الماضية التي شهدت الثورة وانتشرت خلاله الفوضي غير أن المنطقة هنا كله إيد واحدة ونساعد بعض في حماية المكان" .
وأضاف "المشكلة أني أعمل بلا تأمين علي ولا معاش لي وإذا أصابني أي مرض أعُالج علي نفقتي الشخصية وهذا مكلف جدا ويجعلني قلقا علي المستقبل لأن عملي يعتمد علي صحتي ولذك فإني حريص علي تعليم أولادي حتي يكون لهم مستقبل أفضل مني".
وتابع: "عندي ولدين هما يوسف وهنا والأول في الصف الرابع الابتدائي وأمنية عمري أن يكون شيء كبير في البلد أتشرف بيه وأنا علي استعداد لعمل أي شيء لكي يكون كذلك ولذلك لا أبخل عليه فهو يكلفني 400 جنيه في الشهر للدروس الخصوصية فقط".
وقال: حزنت جدا لكلام وزير العدل لأنه يعني أن كل ما أفعله سيكون بلا فائدة وأن مصير يوسف سيكون في النهاية بواب لأحد العمارات مثلي وإذا كانت هذه الحقيقة فلماذا أعلمه واتعبه وأتعب نفسي وأقتطع من قوتنا للصرف عليه".
ويقول محمود محمد بواب أحد العقارات بمنطقة المنيرة: أنا من الفيوم وأعمل في هذه المهنة منذ بضعة سنوات فقط ومهنتي الأساسية كانت الفلاحة غير أن الفلاحة والأرض لم تعد تجدي معي فما أجنيه كان أقل مما أنفقه لأن إيجار الأرض كان غاليا جدا ويزيد كل عام فقررت أن أتي إلي القاهرة ووجدت هذا العمل وكنت أتصور أن أبواب الجنة قد فتحت لي إلا أني وجدت أن هذا غير حقيقي فأنا لا أحصل سوي علي 400 جنيه فقط ولا يوجد أى تأمين لي ولا معاش ولا أي شيء يؤمن لي حياتي أو مستقبلي وأسكن في تلك الغرفة بجوار باب السلم مع زوجتي وأولادي الثلاثة ليلي وعمر ومعاذ.
وأضاف إن وضعي يختلف عن غيري فأنا مريض وقد تعرضت لإصابة خلال فترة الثورة في المفصل وهذا جعلني غير قادر علي الحركة مثلما كنت من قبل وقد ركبت فيها مسامير إلا أنها أصابها نوع من التآكل وأصبحت تألمني من جديد وأرغب فى تركيب مفصل حوض وإذا لم يتح ذلك فإني ارغب في مساعدتي علي شراء "تروسكل" يساعدني علي قضاء حاجات السكان .
وأكد "أولادي هم كل ما أملك في هذه الحياة وهم أملي فحياتي خلاص عرفت مصيرها وسأظل كذلك حتي أموت أما أولادي فهم السبب الحقيقي لإستمراري في الحياة وأنا أحرص علي تعليمهم وأريدهم في وظائف محترمة ولا أطمع في مهن الكبار ونعرف قدرنا ولكن العدل أن من حق المجتهد أن يعمل في اي وظيفة وأقول لهذا لوزير العدل المقال" ليه ابن الغفير مايكونش وزير".
=========================================
ماسحو الأحذية: يجب على أولادنا التبرؤ منا إذا كانوا يريدون مستقبلا أفضل
عرفة: الناس تحترم الأغنياء حتى لو كانوا "حرامية"
مناع: أحوالنا تسير من سئ إلى أسوأ
--------------------------
يتعامل المجتمع مع العاملين في مجال صنع الأحذية وإصلاحها أو مسحها "تلميعها" بنوع من التعالي علي الرغم من الحاجة إليهم لاسيما أنهم يؤدون دورهم كغيرهم من أصحاب المهن الأخري إلا أنهم يشعرون أن المجتمع ينظر لهم نظرة دونية .
قال محمد عرفة أحد ماسحي الأحذية إن كل المهن التي لا تغضب الله مهن شريفة ولا ينبغي أن يستحي المرء منها ولكن المجتمعات المتخلفة هي التي تحدث هذه الفوارق بين الناس بل إن الناس تحترم رجل الأعمال ولو كان سارقا لأموال الدولة عني وعن غيري من البسطاء لأننا فقراء ولا نملك شيئا أو مصلحة لهم.
وحول ما قاله وزير العدل وتصريح السفير البريطاني الذي أبدي استعداد بلاده لتشغيل أبناء جامعى القمامة في السفارة البريطانية قال "نحن من نهين أنفسنا وإذا أهنا أنفسنا فليس علي الآخرين إكرامها وللسفير البريطانى الحق فى أن يقول أكثر من ذلك ويجب أن ترد عليه الحكومة ولا تترك الأمور هكذا حتي لا يتجرأ غيره علي البلد.
وأضاف: الحمد لله أن قرار إقالة وزير العدل كان سريعا وليس بطيئا كحال الحكومة في كل أزمة فهذا أنصف "الزبالين" وغيرهم أرباب المهن البسيطة وأعطانا أملا فى احتمالية أن يشهد المستقبل تغييرا في هذا الواقع ويجب علي كل مواطن أن يبدأ بنفسه ولا ينتظر الحكومة وأن يحترم أصحاب جميع المهن والحرف ووقتها سيحدث تغيير حقيقي في المجتمع .
وقال مناع عبد الله "عملي هو صناعة الأحذية وتصليحها في ذلك المحل البسيط ولكن للأسف المهنة لم تعد مثل الأول وفي النازل وأسعار الخامات بتغلى والزبون عاوز كل حاجة رخيصة وبكسب في الجوز 10 جنيهات" .
وأنا لا أستحي من مهنتي فهي أفضل لي من أن أكون عاطلا أو أجلس وأنتظر وظيفة الحكومة التي لن تأتي أبدا فالحكومة مهما بذلت من جهد فلن تستطيع تعيين كل الشباب الموجود الآن وأي عمل ليس عيبا طالما كان شريفا.
وتابع" أنا غير راضي تماما عما قاله الوزير حتي وأنا أدرك أن ذلك هو الواقع وأن ابن "الغلبان غلبان" وحتى الآن لا يستطيع الغلابة الاقتراب من الوظائف العالية مثل كليات الشرطة والكليات العسكرية والقضاء وحتي التعيينات في الوظائف العادية منها الآن محجوزة ولكن التصريح بذلك علانية ذكرني بتزوير الانتخابات البرلمانية في عام 2010 الذي تم بشكل علني وكانت العاقبة ثورة يناير فى 2011 ولكن الأمر الجيد أن الحكومة والرئيس وعيا ذلك الدرس وقاما بسرعة بإقالة الوزير وهذا امتص جزءا كبيرا جدا من غضبنا ولكننا نتمني أن تكون هناك قوانين تحمي الغلابة والبسطاء من التمييز ضدهم وهذا أبسط حقوقنا .
وأضاف أنا عندي طفلين هما "محمد" و"جومانا" وأريدهما أن يكونان أفضل منى ويعيشا حياة أفضل والحمد لله أنهم صغار ولا يفهمون هذا الكلام وإلا كيف كنت سأواجهم والحكومة هي التي تطالب أبناء الغلابة أن يتبرؤوا من آبائهم إذا أرادوا أن يكون لهم مستقبل وتخبرهم أن مهنتي ستكون هي سبب شقائهم وتعاستهم في هذه الحياة.
وأكد أن الأوضاع الاقتصادية للفقراء والحرفيين بعد الثورات تسير من سيء إلي أسوأ فهناك حالة ركود في السوق يقابلها حالة غلاء في كل شيء وذلك دون أي نوع من الرقابة من قبل الحكومة وأرجو أن يعلم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أن الكثير من الناس تأكل من الزبالة بسبب الأحوال الاقتصادية الآن ولابد من حل سريع لذلك لأننا نحس أن المشاريع التي تتم تخدم الأغنياء.
وقال علي سعيد "أنا أجلس هنا خارج محطة القطار منذ الصباح الباكر وأنتظر الزبائن خاصة من الأقاليم والشباب منهم بالذات لأنهم في الغالب يأتون للتقديم في الوظائف ويكونون حريصون علي مظهرهم وهم المصدر الرئيسي لأكل عيشنا ونحن هنا أكثر من واحد كما تري ونجلس إلي جوار بعضنا البعض ولكل منا رزقه الذي لا يقاسمه فيه غيره" .
وأضاف "لا يعنيني ما سيقوله الناس عني فهذه مهنة أبي وقد ورثتها عنه وهي تكفيني عن أن أسأل الناس أو أن أحتاج إليهم وأنا أعرف أن ابني سيحل محلي بعد أن أموت وإذا أطال الله عمري فقد أجده إلي جواري يمسح الأحذية وأنا لا أشغل رأسي بهذا لان هذا هو الواقع وماذا سأفعل أنا والحكومة نفسها تقول ذلك وهذه هي الحقيقة" .
وتابع "أنا لا اطلب من الحكومة شيئا لأنها لن تفعل لي شيئا وكل رجائى أن ترحمنا من مضايقات رجال الشرطة وأن يتركونا في حالنا ونحن قادرون علي أن نسير أمورنا بأنفسنا دون تدخلهم أو مساعدتهم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.