لا تزال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى ألمانيا تثير كثيرا من الجدل رغم الإعلان الرسمى للحكومة الالمانية والمستشارة أنجيلا ميركل تمسكها بزيارة الرئيس لكن تصريحات رئيس البرلمان الألمانى اثارت الكثير من الجدل حول الزيارة، خاصة أنها تأتي بعد بيان للمجلس الثورى للإخوان والتى أكدت الجماعة فيه أنها لن تسمح بالزيارة وستحاول افشالها وخاطبت الحكومة والبرلمان الالمانى لرفضها. ومن المهم هنا ان نشير إلى من يقف وراء التحركات والتصريحات المعادية للرئيس وزيارته على مدار اليومين الماضيين، وهو رجل الأعمال الإخوانى "إبراهيم الزيات " وزير مالية الجماعة ويبدو أن الجماعة قررت تحريكه الآن بعدما اخفته وراء الستار طوال الفترة الماضية تحديدا لهذه المناسبة، ووفقا لتأكيدات قيادات من جماعة الإخوان فإن الزيات والذى يشغل منصب رئيس التجمع الإسلامى فى المانيا التقى رئيس البرلمان الالمانى وعدد من القيادات فى الحكومة الالمانية مؤكدا رفضه لزيارة السيسى إلى هناك وأنهم سيتظاهرون ضد هذة الزيارة مستغلا الجالية الإسلامية الكبيرة المتواجدة فى ألمانيا. ولا يمكن الا أن نشير للعلاقة التاريخية التى ربطت جماعة الإخوان بألمانيا وإستثماراتهم والتى يرجع الفضل فيها أولا لسعيد رمضان هو أحد الرواد الأوائل للإخوان المسلمين في ألمانيا، وكان سكرتيراً شخصياً لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، ورحل إلى جنيف في عام 1958 ودرس الحقوق في كولونيا، وأسس "التجمع الإسلامي في ألمانيا" الذي أصبح فيما بعد واحدة من المنظمات الإسلامية الثلاث الكبرى هناك كما أسهم رمضان في تأسيس "رابطة العالم الإسلامي"، وقد أجرت العلاقة المميزة مع المملكة السعودية الغنية بالنفط بين يدي "رمضان" نهراً من المال، استخدمه في تمويل المركز الإسلامي في جنيف و"التجمع الإسلامي في ألمانيا" وتمويل عدد من الأنشطة المالية والدينية، ويعتبر مؤسس الفرع المصري للإخوان المسلمين في ألمانيا. إبراهيم فاروق محمد الزيات وهو مواطن ألمانى من أصل مصرى ولد فى مدينة ماربورغ بألمانيا عام 1968،ونشأ وتربى فى نفس المدينة حيث التحق بمدرسة مارتن لوثر العليا وفى جامعات ألمانيا، أكمل الزيات دراسته، حيث درس الهندسة الصناعية والقانون والاقتصاد، حاز درجة الماجستير فى الاقتصاد، وكان موضوع رسالته يدور حول تقييم مبادئ النظام الاقتصادى الإسلامى. والزيات ابن لإمام مصري يخطب في مسجد ماربورج وأم ألمانية ومتزوج من صبيحة أربكان بنت أخت نجم الدين أربكان، وقد خلف يوسف ندا احد أهم العقول المالية المدبرة للإخوان المسلمين لرئاسة التجمع الإسلامي في ألمانيا وتعمل باقي أفراد عائلته في منظمات إسلامية، وبعد وصول إبراهيم الزيات إلى رئاسة "التجمع"، فقد أدرك أهمية التركيز على الشباب "الجيل الثاني من المسلمين الألمان"، وأطلق حملات تجنيد للشباب المسلم في المنظمات الإسلامية. وساعدته مصاهرته لنجم الدين أربكان، السياسى التركى الشهير وهو ما ساعد الرجل فى توسيع دائرة نفوذه ونفوذ جماعته بشكل كبير فى ألمانيا وفى أوروبا بأكملها ومن ثم مضاعفة تمويلاتها، فالرجل بالفعل جعل من تنظيماته فى ألمانيا الذراع الطولى للجماعة كذلك أسهمت علاقة النسب تلك فى خلق رابطة قوية بالحكومة التركية والجالية ايضا الموجودة فى ألمانيا. عمل الزيات على مدار السنوات الماضية فى دعم نشاط جماعة الإخوان قبل الصعود للحكم وبعد صعود الجماعة كان له دور كبير فى التحضير لزيارة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى هناك وتعتبره الجماعة خليفة يوسف ندا وزير خارجية الجماعة والمليونير الداعم لها.