يعاني مرضي الإيدز بمصر والبالغ عددهم الآن حوالي 7 آلاف مريض حسب إحصاءات الأممالمتحدة العديد من المشاكل والعقبات من بينها الوصم والتمييز وعدم القدرة علي الحصول علي خدمات الرعاية الصحية سواء في العمليات البسيطة أو الكبري وعيادات الأسنان فضلا عن حرمان النساء المصابات بالمرض من خدمات رعاية الحمل والولادة، وهنا نكشف لكم عن تفاصيل أكبر برنامج لرعاية مرضي الإيدز بمصر والذى يتم تطبيقه بمحافظة الإسكندرية وهو مشروع "ترسيخ مبادئ الحقوق الإنسانية للمتعايشين بفيروس نقص المناعة البشري في الحصول علي الرعاية الطبية والاجتماعية الشاملة لهم ولأسرهم بمواقع تقديم الخدمات الصحية بوزارة الصحة"، والذى تقوم الجمعية المصرية لمكافحة الإيدز بتنفيذه بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة والسكان وبدعم من مؤسسة فورد وبمشاركة مركز معلومات البنك الدولى ومكتبة الإسكندرية ومدة تنفيذ المشروع هي 28 شهر حيث بدأ في شهر سبتمبر 2013 ويستمر حتي شهر ديسمبر 2015، ويتم تطبيق المشروع في مستشفي حميات الإسكندرية ومركز صحة أسرة العمراوي ومركز صحة أسرة سان استيفانو ومركز أبحاث طب الأسنان الإسكندرية ومستشفي صدر كوم الشقافة والعيادة الجلدية والتناسلية بمينا البصل ومستشفي صدر المعمورة، والفئات المستهدفة من المشروع هم مقدمي الخدمات الطبية من أطباء وممرضات وفنيين معامل وقد تم اختيار مواقع المشروع بناء علي احتياجات المتعايشين وأسرهم، وأوضحت الأستاذة سوسن الشيخ رئيس الجمعية المصرية لمكافحة الإيدز وهي الجهة المنفذة للمشروع أن أدوات البحث السريع أثبتت أن معظم احتياجات المتعايشين تتعلق بالخدمات الطبية وخاصة خدمات الصحة الإنجابية وبناء عليه تم التركيز علي اختيار المؤسسات الطبية التي تتوافر بها كافة الخدمات الطبية مثل مستشفيات الحميات ومراكز صحة الأسرة ومراكز طب الأسنان والمراكز المعنية بعلاج الأمراض الانتهازية موضحة أنه تم تنفيذ برامج تدريبية لمقدمي الخدمات الطبية بالمواقع المختارة للمشروع بهدف تعزيز معلوماتهم عن فيروس نقص المناعة المكتسب ورفع كفاءتهم ومهاراتهم في المجالات المختلفة مثل تقديم المشورة والإلمام بالأدوية وطرق العلاج ووسائل التحكم في انتشار العدوي، بجانب برامج تدريبية لدعم و مساندة المتعايشين كما تم تفعيل بروتوكول التحويل بين المؤسسات الطبية المختارة لتحقيق أقصي استفادة من إمكانياتها المختلفة لتلبية احتياجات المتعايشين، وقد تم تفعيل سياسة تقديم المشورة لراغبي الفحص الطبي و للمتعايشين. وأشارت إلي أن إنجازات المشروع تمثلت في عقد 18 ورشة عمل شارك فيها 268 متدرب من مقدمى الخدمات الطبية بالمواقع المستهدفة، منهم 39 من الأطباء ومشرفات التمريض من مركز الأوعية الدموية و مركز القلب الدولى، كما تم عقد 8 جلسات لدعم و مساندة المتعايشين تم خلالها مناقشة موضوعات عن الفيروس والتغذية والعلاج بجانب جلسات تختص بالدعم النفسى ومعالجة المشكلات التى تواجههم، وتنفيذ برامج لمناهضة الوصم و التمييز وهو ما تم بالتعاون مع أجهزة الإعلام الجماهيرى تنفيذ مجموعة من البرامج لمساندة الحقوق الإنسانية للمتعايشين و كسب التأييد المجتمعى وحشد الجهود لمناهضة الوصم و التمييز عن المتعايشين و أسرهم و دعم حقوقهم فى حياة اجتماعية آمنة. جدير بالذكر أن الجمعية المصرية لمكافحة مرض الإيدز وهي منظمة غير حكومية لا تبغي الربح، تأسست عام 1992 كأول جمعية وطنية تعمل في مجال فيروس نقص المناعة المكتسب لكسر حاجز الصمت المجتمعى عن هذا المرض أن الجمعية منذ تأسيسها تميزت أنشطتها بالابتكار والجودة والتكامل، حيث تتبنى الجمعية منهج الدعوة لدى القطاعات المستهدفة من جماهير وقيادات الرأى والفكر وراسمى السياسات وصانعى القرارات وواضعى والبرامج لتوفير سبل الرعاية و العلاج و تحقيق المساندة الاجتماعية الفاعلة و تدعيم السلوكيات التي تعزز منع انتشار المرض ونظرا للجهود المتميزة للجمعية فقد حصلت على الصفة الاستشارية الخاصة بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأممالمتحدة في عام 2000 كما نالت التكريم والتقدير من هيئات دولية ووطنية، وتعهدت الجمعية بتنفيذ أنشطتها من منظور حقوقى يضمن إرساء حقوق المتعايشين وأسرهم مع تفعيل الآلياّت التى تضمن مناهضة التمييز ، والإقصاء ونبذ الوصم وتطبيق مبدأ العدالة والإنصاف وإدماج المتعايشين فى المجتمع.