أدى الرئيس الإندونيسي الجديد جوكو ويدودو اليمين الدستورية اليوم أمام البرلمان كسابع رئيس للجمهورية وأول رئيس لا ينحدر من المؤسسة العسكرية. ودعا الرئيس الإندونيسي المعروف باسم (جوكوي) في كلمة بحفل التنصيب الذي حضره ثمانية من زعماء العالم أبرزهم رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت ورئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق وسلطان بروناي حسن البلقية ووزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري إلى "الوحدة الوطنية لتكون الدولة ذات سيادة سياسية واقتصاد مستقلين". وكان الرئيس جوكوي مرشح حزب النضال الديمقراطي (بي دي آي بي) وحاكم جاكرتا قد فاز بالانتخابات الرئاسية التي جرت في التاسع من يوليو الماضي بنسبة 15.53 في المئة من الأصوات مقابل 85.46 في المئة لمرشح حزب الحركة الإندونيسية العظمى (جيريندرا) الجنرال السابق برابوو سوبيانتر. ويعتبر جوكوي أول رئيس لإندونيسيا لا ينحدر من المدرسة العسكرية وهو ما سيبرز طبقة جديدة من القادة السياسيين في الساحة السياسية التي لا تزال النخبة السياسية التي تعود إلى عهد سوهارتو تحكمها بقبضة من حديد وتنظر بعين من الشك إلى أول رئيس غير مرتبط بالنظام السابق. ويتوقع أن يكون المشهد السياسي في إندونيسيا للأعوام الخمسة القادمة أكثر احتداما في ظل سيطرة ائتلاف المعارضة المعروف باسم (الأحمر والأبيض) على مقاعد البرلمان بقيادة زعيمها برابوو سبينتيانو بواقع 292 مقعد مقابل 207 مقاعد للأحزاب المؤيدة للرئيس الجديد. ولعل أول ضربة تلقاها الرئيس الجديد في جلسات البرلمان الشهر الماضي حيث صوت الائتلاف المعارض على إلغاء نظام (الانتخاب المباشر للمسئولين المحليين) وهو النظام الذي أتاح لجوكوي أن ينتقل من عالم تجارة الأثاث إلى كرسي الرئاسة بعدما انتخب عمدة لمحافظة (سولو) في 2005 ثم حاكما لجاكرتا في عام 2012. وأصبح تعيين المسئوليين المحليين من خصوصيات المجالس البرلمانية المحلية بعد أن كانت بالانتخابات الشعبية منذ 2005 وهو ما وصفه الرئيس الجديد ب "تراجع الديمقراطية في اندونيسيا" وقام مناصروه بمظاهرات أمام البرلمان اعتراضا على قرار إلغاء هذا النظام الانتخابي.