مصر تنسف علاقة المصالح بين قادة الإخوان وحلفاء إسرائيل لم تكن معركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قلب أمريكا سهلة، ولم تكن العراقيل التى تم وضعها فى طريقه عبر أكثر من عام ونصف العام سهلة، لقد كانت العلاقات الأمريكية مع قادة الإرهاب من جماعة الإخوان قد وصلت إلى مرحلة تبادل المصالح وراهنت الإدارة الأمريكية على الإسلام السياسى وقادته عبر لقاءات وصفقات طويلة، ولقد كنت متابعاً بدقة لكل تلك الارتباطات الإخوانية- الأمريكية، وعندما وقف أوباما فى وجه الثورة الشعبية التى ساندها جيش مصر فى 30 يونيو لم أستعرب موقفه وتصريحاته الملتوية التى انحاز فيها إلى صف جماعة الإخوان ورئيسها المعزول، وكان سبب ذلك معرفتى الدقيقة بموقف الإدارة الأمريكية من الرئيس المعزول وجماعته الدينيةالإرهابية التى تريد أمريكا بقاءها فى سدة الحكم لتستكمل سيناريو الفوضى فى الشرق الأوسط ، فقد أدركت أمريكا جيداً أن ورقة الإخوان المسلمين هى الرابحة بالنسبة لتحقيق مصالحها أولاً والحفاظ على مصالح إسرائيل ثانيا، ومنذ الدفع باسم مرشح الإخوان فى انتخابات الرئاسة المصرية لم تتوقف أمريكا عن دعمه بكافة الوسائل، وبالطبع امتد هذا التقارب بعد ثورة يناير مباشرة وتطور حتى وصل إلى لقاءات جمعت جون كيرى حين كان عضوا فى مجلس الشيوخ الأمريكى، بقيادات جماعة الإخوان قبل إجراء الانتخابات الرئاسية فقد كانت لجون كيرى زيارتان لمصر بعد الثورة، وكانت الأولى فى 12 ديسمبر 2011 والثانية فى أول مايو 2012، لم تمرا إلا بعد أن التقى فيهما قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وكانت الأولى بعد 10 أشهر من الثورة، والتقى فيها مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، والمرة الثانية التقى فيها الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، وقتها، الدكتور سعد الكتاتنى، وأثارت الزيارتان الانتقادات وقتها بعد أن نفت جماعة الإخوان اللقاءات رغم وجود صور للقاءات!!، وكان المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، حريصا على توجيه رسالة إلى السفارة الأمريكية أعرب فيها عن ارتياحه لسلامة وأمن أفراد السفارة الأمريكيةبالقاهرة، وعدم تعرضهم لأى أذى خلال الاشتباكات الدامية بين المتظاهرين وقوات الأمن على خلفية عرض الفيلم المسئ للرسول، كما التقى خيرت الشاطر السفيرة الأمريكيةبالقاهرة آن باترسون، فى مكتبه بعمارة محجوب بمدينة نصر من قبل، وبعد الانتخابات الرئاسية وفوز مرشح الجماعة المدعوم بأموال أمريكا تعرض أوباما لفضيحة من العيار الثقيل حيث تقدم النائب فرانك وولف بطلب إحاطة للكونجرس الأمريكى بمذكرة قانونية يطالب فيها بالتحقيق مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون فى المستندات المنسوبة إليهم من جهات أمنية أمريكية تفيد دعمهم لجماعة الإخوان المسلمين بحوالى 50 مليون دولار فى الانتخابات الرئاسية المصرية فى جولة الإعادة لصالح الدكتور محمد المرسى مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وكان على جماعة الإخوان فى مصر أن تقدم للأمريكان خدمات تليق بدروهم فى الانتخابات ووقعت فضيحة التمويل الأجنبى واعترف السيناتور الأمريكى جون ماكين فى مارس 2012 بدور الجماعة فى تلك القضية، وتوجه بالشكر لجماعة الإخوان المسلمين عن دورها فى الإفراج عن المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى، خاصة أن الطائرة الأمريكية التى نقلت المتهمين فى قضية التمويلات وصلت قبل قرار رفع الحظر عن المتهمين بساعات قليلة، وتم الكشف آنذاك عن أن الإفراج عن المتهمين الأمريكيين جاء بعد لقاء جمع بين المهندس خيرت الشاطر النائب الثانى للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسيناتور الأمريكى جون ماكين فى مكتب الأول والذى تم التوافق خلاله على البحث عن مخرج قانونى للإفراج عن المتهمين الأمريكيين وكان المخرج القانونى الذى توافق عليه الشاطر وماكين قد تمثل فى رفع حظر السفر عن المتهمين ال19 والذين احتموا بالسفارة للحيلولة دون القبض عليهم. ولاشك أن التيارات الإسلامية التى لم تتوقف عبر السنوات الماضية عن التظاهر ضد الأمريكان وضد الوحشية الأمريكية وضد وجود سفارتهم فى قلب القاهرة وقعت فى تناقض كبير أمام الشارع المصرى الذى اكتشف خداع هؤلاء، أليست هذه هى أمريكا التى تقتل العرب والمسلمين فى كل مكان؟!.. أين بيانات الشجب والإدانة والاعتصام أمام السفارة الأمريكية؟!.. وهل البيت الأبيض يعمل دون الرجوع إلى الجاليات اليهودية التى تمول حملات الرئيس الأمريكى الانتخابية؟ وتعددت الزيارات الأمريكية السرية والعلنية ورأى الشارع المصرى أن هذه ليست سوى صفقة جديدة من صفقات أمريكا مع الأنظمة العربية القديمة منذ عقود مضت وهى السياسة التى كانت ترفضها جماعة الإخوان التى تحتمى اليوم بأمريكا وأذنابها من الصهاينة؟! وكان المواطن المصرى يعرف جيداً أن أمريكا ليست سوى الوجه القبيح للوبى الصهيونى المنتشر فى الولاياتالأمريكية والمكون من كبار رجال المال فى العالم وهذا اللوبى هو الذى يتحكم فى القرار الأمريكى وهو الذى يدفع رواتب للوزراء ويمول حملات رؤساء أمريكا الانتخابية، ولاشك أن جماعة الإخوان سقطت سقوطاً مروعاً فى الشارع المصرى بتلك السياسة التى تتباهى بها اليوم ويتفاخر بها مؤيدو الرئيس المعزول، ولقد كنت متابعا من خلال مقالاتى لتطور العلاقة بين المعزول والبيت الأبيض وأعتقد أن مانشيت «كيرى.. الكلب الأمريكى الجديد لحراسة مقر الإخوان بغطاء صهيونى» الذى أثار غضب قيادات الإخوان ضد «الموجز» كشف عن أسرار تلك الصفقات منذ بدايتها، وتتبع خطوات الرئيس المعزول منذ وصل إلى الحكم والتى كانت تهدف إلى تركيع مصر من جديد وكتبت هنا عن زيارة هيلارى كلينتون التى وصلت القاهرة بعد أيام من وصول الرئيس محمد مرسى للحكم، وكان عنوان «الموجز» يومها: «مصر الثورة تركع تحت حذاء هيلارى ونتنياهو!! شكرا يا مرسى»!!.. لذلك فكل مواقف المعزول تجاه الصهاينة والأمريكان ليست مفاجئة بالنسبة لى، ومساندة أوباما له ولجماعته المتطرفة ليست مفاجئة أيضا.