وسط حالة من الترقب والحذر ينتظر متضررو قضايا الأحوال الشخصية من الأقباط الارثوذكس إعلان أسماء المرشحين لرئاسة المجلس الإكليركي خلفا للأنبا بولا أسقف طنطا ومسئول ملف الأحوال الشخصية ,أملا في أن ينجح رئيس المجلس الجديد في حل مشاكلهم العالقة منذ عقود داخل الكنيسة . من جانبها كشفت حركة شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس الأسبوع الماضي عن رغبة الكنيسة في إعادة الأنبا بيشوي مطران ايبارشية دمياط وكفر الشيخ المعروف ب"الرجل الحديدي" للمشهد الكنسي بقوة من خلال تعيينه رئيسا للمجلس الإكليركي خلفا للأنبا بولا,الأمر الذي أثار غضب البعض من متضرري الأحوال الشخصية واصفين ذلك بأنه بمثابة إعلان الكنيسة للحرب عليهم, في حين أكد آخرون أن خبر تعيين الأنبا بيشوي "شائعة" تهدف إلي إثارة البلبلة وعدم الاستقرار داخل ملف الأحوال الشخصية. وأكد نادر صبحي مؤسس حركة شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس أنه حصل علي معلومات من مصدر رفيع المستوى ومقرب جداً من القيادات الكنسية بأن هناك نية لتولى نيافة الأنبا بيشوى مطران ايبراشية دمياط وكفر الشيخ رئاسة المجلس الإكليريكى خلفاً للأنبا بولا رئيس المجلس حاليا وأسقف طنطا. وقال صبحي "هناك مؤشرات تؤكد صحة هذه المعلومات منها أن نيافة الأنبا بيشوى كان يعمل على مباشرة المجلس الإكليريكى فى عهد البابا شنودة الثالث بصفته سكرتير المجمع المقدس فى تلك الفترة والذي كانت له الكلمة النافذة داخل الكنيسة ,وحتي عندما ترك المجلس استمر عمله داخل المجلس بشكل غير معلن حيث كان يقوم بحل العديد من مشاكل الأحوال الشخصية ومساعدة الأقباط في الحصول على أحكام مدنية وإنهاء الشق المدنى, تمهيدا لإصدار تصاريح كنسية بالزواج الثانى". وتابع :أتمني أن تكون هذه المعلومات خاطئة ؛لأن صحتها يعني أن الكنيسة ستضع"قنبلة موقوته" داخل ملف الأحوال الشخصية وسيكون ضحيتها أكثر من 350 ألف حالة من متضرري الأحوال الشخصية باعتبار أن "بيشوي" أكثر تشددا من "بولا" مما يزيد من صعوبة حل قضايا الأحوال الشخصية في عهده – علي حد تعبيره . وأشار مؤسس حركة شباب كريستيان إلي أن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ,صرح في إحدى حلقات برنامج "البابا وأسئلة الشعب" الحلقة الأولى للأحوال الشخصية يوم الأحد الموافق 8 يونيو الماضى أنه يدرس تشكيل 6 مجالس فرعية لتخفيف الأحمال عن الأنبا بولا بعدما أصبحت الأعداد كثيرة جدا كما أن "بولا" يقع على كاهله كثير من المسؤوليات الأخرى بخلاف رئاسة المجلس الاكليريكى علي حد قول قداسته. وأوضح أن كل مجلس سيكون له أسقف يشرف عليه ويدرس الحالات والملفات ويحكم فيها ,علي أن يتولي المجلس الاكليريكى العام نظر الشكاوى والتظلمات والطعون بعد حكم أى من الستة مجالس الفرعية وكذلك تولي الفصل في الحالات المستعصية . وأضاف صبحي.. ليس من الطبيعى أن يقوم قداسة البابا برئاسة المجلس الاكليريكى العام الذى تصب فية جميع المشاكل من مختلف الايبراشيات نظراً لمشاغله الكثيرة. وطالب صبحى الكنيسة بأن تحدد في اختيارها لرئيس المجلس الاكليركي الجديد نماذج من الأساقفة الذين لديهم شعبية داخل الايبراشيات ويتمتعون بالمرونة اللازمة فى التعامل مع القضايا العالقة لمتضرري الأحوال الشخصية ,مقترحا بعض الأسماء التي تؤيدها حركة شباب كريستيان لتولي رئاسة المجلس الاكليركي ومنها الأنبا بافلى أسقف كنائس عزبة النخل . وقال صبحى.. الأنبا بافلى أبكى شعب ايبراشيته بشرم الشيخ وهو كاهن بكنيسة الهضبة بعد أن غادر المدينة بعد أن قام البابا برسامته من الكاهن بولا سابقاً الى الأسقف نيافة الأنبا بافلى ,فقامت مظاهرات هناك تناشد البابا بإعادته إليهم نظرا لحبهم و تعلقهم به لأمانته الشديدة ومساندته للمظلومين وعدالته في الفصل بين المتخاصمين. وتابع: هناك أسماء أخري منها الأنبا انجليوس أسقف كنائس شبرا الشمالية , والأنبا ابيفانيوس رئيس دير ابو مقار , والأنبا دانيال رئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر. وأعرب صبحي عن تخوفه من رفض الكنيسة تعيين الأنبا بافلي خلفا للأنبا بولا في المجلس الاكليركي بالرغم من كفاءته إما بغرض "العناد" أو خوفا من أن يقال أنها استجابت لاقتراح إحدى الحركات ,قائلا "علي كنيستنا الأرثوذكسية أن تسير على خطى الدسقولية التى قالت ان من حق الشعب اختيار راعيه فما العيب فى أن تلبى الكنيسة ما نقترحه." من جانبه استبعد أشرف انيس عضو رابطة "الحق في الحياة" تعيين الأنبا بيشوي رئيسا للمجلس الاكليركي نظرا لتدهور حالته الصحية إضافة لوجود خلاف حوله نتيجة لبعض مواقفه وفتاواه التي أثارت جدلا خلال الفترة الماضية ومنها "الحجاب ومنع ارتداء النساء البنطلون داخل الكنيسة."- علي حد قوله. وأضاف قائلا.. أعتقد أن تلك "الشائعة" تهدف لإثارة البلبلة داخل الكنيسة في محاولة لإرباك ملف الأحوال الشخصية نظرا لأن الأنبا بيشوي معروف عنه التشدد . وأشار أنيس إلي أن مشكلة متضرري الأحوال الشخصية لا تتعلق بشخصية الأسقف المسئول عن ملف الاحوال الشخصية ,موضحا أن الحل الحقيقي يكمن في إصدار قانون مدني للفصل في قضايا الأحوال الشخصية خارج أسوار الكنيسة وذلك منعا لوقوع الفتن وإثارة الجدل. وأضاف.. سواء كان رئيس المجلس الاكليركي هو الأنبا بولا أو الأنبا بيشوي أو غيرهما فإن الأسقف يطبق فى النهاية لائحة داخل الكنيسة وبالتالي فإن أزمة الأحوال الشخصية لا تتعلق بشخصه. وفي نفس السياق قال نادر الصيرفي المتحدث الرسمي لرابطة "أقباط 38".. نحن لا نعترض علي أي أسقف يقود المجلس الاكليركي خلال الفترة المقبلة بشرط أن يكون ذلك من خلال قانون واضح ومعلن فيما يتعلق بقواعد الإثبات "الشهود والمستندات" والإجراءات "القواعد القانونية " وأن يكون هناك طرف محدد للتقاضي والتظلم بحيث يتم تطبيق القانون علي الجميع بحيادية بعيدا عن سياسية الكيل بمكيالين. وتابع: الأنبا بولا والأنبا بيشوي يمثلان وجهان لعملة واحدة في تناولهما لملف الأحوال الشخصية وذلك نتيجة لعدم وجود قانون واضح يحدد كيفية التعامل مع ملف الأحوال الشخصية . واقترح أن تشكل الكنيسة جهة رقابية علي رئيس المجلس لتقييم أدائه وكذلك السماح بمحاكمته في حال تجاوزه. وشكك الصيرفي في صحة ما روجه البعض حول نية الكنيسة في تعيين الأنبا بيشوي خلفا للأنبا بولا , قائلا "أتصور أن يكون الهدف من تلك الشائعة إما تخفيف حدة الضغط علي الأنبا بولا في أواخر أيامه داخل المجلس ,وذلك نظرا لكون الأنبا بيشوي أكثر شدة ويعرف كثير من الأقباط عنه أنه يدير المجلس الاكليركي بشكل مستتر ويمثل مع الأنبا بولا داخل المجلس "ثنائى",او ربما يكون هدفها الإطاحة بالأنبا بيشوي نفسه من الكنيسة لكونه يعيق مسيرة البابا تواضروس . وعن موقف رابطة "38" من تعيين الأنبا بيشوي رئيسا للمجلس الاكليركي ,قال الصيرفي: نحن نرفض أي أسقف ينتمي لمدرسة البابا شنودة الثالث خاصة الأنبا بيشوي الذي سبق وتعاملت معه الرابطة وكان يلقب وقتها ب"الرجل الحديدي" نظرا لقوة سيطرته وتحكمه داخل الكنيسة في ذلك الوقت . من ناحيته نفي القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام الكاتدرائية صدور أي قرارات من جانب الكنيسة بشأن تعيين رئيس جديد للمجلس الاكليركي – المسئول عن ملف الزواج والطلاق والأحوال الشخصية بالكنيسة الأرثوذكسية - خلفا للأنبا بولا الرئيس الحالي, مؤكدا أن المجلس يقوم بأعماله بشكل طبيعي حاليا برئاسة الأنبا بولا. وقال سرجيوس: منذ إعلان الأنبا بولا عن رغبته في التنحي من رئاسة المجلس مع نهاية العام الجاري خرجت كثير من الشائعات الكاذبة منها تعليق قداسة البابا عمل المجلس لحين تعيين رئيس جديد, وكذلك تعيين الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس السابق خلفا للأنبا بولا وكلها عبارة عن معلومات عارية تماما من الصحة. وأضاف.. مازال الوقت مبكرا لتحديد الأسماء المطروحة لرئاسة المجلس الاكليركي خاصة أن هذا الأمر يرتبط بقرارات البابا تواضروس عقب عودته من زيارته الخارجية والتي تنتهي نهاية الشهر الجاري ومنها إعادة هيكلة المجلس الحالي وتقسيمه إلي مجالس فرعية أو تولي قداسته له.