قدم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع مركز الخليج لحقوق الإنسان مداخلة شفهية أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في چنيف، في إطار دورته السابعة والعشرين، حول تعاطي الحكومة القطرية مع توصيات الأممالمتحدة في إطار الاستعراض الدوري الشامل لملفها الحقوقي. في هذا السياق انتقدت المداخلة بشدة رفض قطر لمعظم التوصيات الخاصة بتحسين حالة حقوق الإنسان بشكل عام في البلاد، لاسيما التوصيات المتعلقة بكفالة الحق في حرية الرأي والتعبير وحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات. بينما اثنت على قبول قطر ببعض التوصيات المتعلقة بتحسين أوضاع العمالة المهاجرة. و أشار المركز إلي ان لتدهور الأوضاع في قطر، حيث اختفى الصحفيين الذين يوثقون انتهاكات حقوق الإنسان، بينما يقبع في السجون شعراء متهمون بإهانة الأمير، ويتعرض المدافعين عن حقوق الإنسان للمضايقة والتهديد والسجن بشكل منتظم. هذا بالإضافة إلي تمرير قانون جرائم الإنترنت، الذي يفرض غرامات باهظة وعقوبات بالسجن لمدد طويلة، لكل من "يهدد" سلامة الدولة ونظامها العام، وسلامها المحلي أو الدولي "من خلال نشر أية أنباء كاذبة من خلال أي وسيلة". و أبدى مركز القاهرة ومركز الخليج استنكارهما لرفض قطر التوصيات المتعلقة بالانضمام بالتوقيع أو التصديق على عدد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حماية حقوق الإنسان، واعتبرا عدم رغبة قطر في الشروع في التصدي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتعمدها عدم الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، يلقي ظلالًا من الشك حول صلاحية قطر لتكون عضوًا في مجلس حقوق الإنسان، بعدما انتهت عضويتها في يونيو الماضي. و من الجدير بالذكر أن آلية الاستعراض الدوري الشامل هي آلية أممية تتضمن استعراض حالة حقوق الإنسان لكل دولة أمام باقي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، مرة كل أربعة سنوات ونصف، وتقديم توصيات لها بشأن تحسين حالة حقوق الإنسان، تقر الدولة محل الاستعراض في النهاية الالتزام بعدد منها. وتشهد الدورة السابعة والعشرون لمجلس الأممالمتحدة المنعقدة حاليا في چنيف، والمقرر أن تمتد حتى 26 من الشهر الجاري، خضوع دولة قطر لهذه الآلية، وإعلانها للتوصيات التي من المقرر أن تلتزم بها خلال السنوات القادمة.