سامي ترجمان.. حكاية "العربى المغربى" الذى يقود حرب العصابات الإسرائيلية ضد أطفال غزة

يشغل منصب قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال ويرى أن قوة حماس فى مصلحة إسرائيل
هاجر مع عائلته إلى فلسطين عام 1965 وحصل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تل أبيب
أعد خطة محكمة أطلق عليها اسم "عوز" وافقت عليها هيئة الأركان العامة استعدادا للحرب مع مصر
ليس مستغربا أن تشن قوات الإحتلال الإسرائيلى هجوما بين الحين والآخر على قطاع غزة لتقتل مئات الأطفال والنساء فهى دولة اعتادت على سفك الدماء تحت مبررات وهمية.. لكن الغريب فى الأمر والذى لايعرفه الكثيرين أن قائد الحرب الحالية على قطاع غزة هو شخص عرب يدعى الجنرال سامى ترجمان وهو من أصل مغربى يشغل منصب قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي و "ترجمان" يرى أن مصلحة إسرائيل في وجود حماس بغزة وهو الأمر الذي يعنى أنه يخوض الحرب الحالية من أجل عودة الحركة إلى القطاع رغما عن السلطة التي عقدت معها مصالحة مؤخرا علما بأن تصريحاته الأخيرة حول الحرب الدائرة قال فيها جملة مبهمة لم يوضحها تحمل أكثر من معنى وهي: "حماس فهمتنا خطأ" ،وإضافة إلى ذلك يبدو أن القائد الإسرائيلي ذو الأصول العربية يستعد لخوض الحرب مع مصر من خلال العملية "عوز"التي وافقت عليها قيادة الأركان الإسرائيلية.
ووفقا لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية فإن ترجمان يعد أول لواء للمنطقة الجنوبية ذو أصول عربية، حيث أنه ولد بمراكش بالمغرب، موضحة أنه يتحدث العربية بطلاقة، وكان قائدا لقوات المدرعات قبل توليه المنصب الجديد كما شغل عضوية غرفة العمليات لجيش الاحتلال في حرب لبنان الثانية عام 2007.
ويرى المحللون أن تعيين ترجمان في هذا المنصب جاء كجزء من الاستعدادات الإسرائيلية لاحتمال وقوع حرب متعددة الأطراف على تل أبيب، وتم تكليفه منذ استلامه من قبل قيادة الأركان بإعادة ترميم وبناء القوة العسكرية للمنطقة الجنوبية لمواجهة أي حرب مقبلة والاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية داخل قطاع غزة كما تم تكليفه أيضا بوضع خطط تدريب ومناورة عسكرية لمواجهة الخطر القادم من القطاع من خلال رفع الكفاءة التشغيلية لتقسيمات وأفرع الجيش في المنطقة الجنوبية وبالفعل بدأ ترجمان مهامه بتنفيذ مناورات كبيرة لجميع التشكيلات والأولوية الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية لمواجهة الأخطار القادمة من الجنوب وخاصة على جبهتي غزة ومصر.
وتوقع ترجمان في تصريحات عسكرية له عقب توليه المنصب أن تجبر الحرب المقبلة إسرائيل على القتال بعدة جبهات متزامنة من بينها مصر
وأشار وقتها إلى أن تقديرات الجيش تذهب بقوة إلى أن تل أبيب ستدير الحرب القادمة على عدة جبهات، وأن الجيش الصهيوني سيواجه جيوشا لعدة دول وهجمات من جانب منظمات مثل حماس وحزب الله، ووفقا لمجلة "يسرائيل ديفنس" الإسرائيلية أعد ترجمان خطة أطلق عليها اسم "عوز" وافقت عليها هيئة الأركان العامة لمواجهة احتمال نشوب حرب مع مصر تتضمن خمس تفصيلات من ضمنها إجراء تغييرات في قيادات الجيش.
وقالت إنه وفقا لخطة "عوز" فإن هناك قيادات عسكرية كثيرة سيتم تغييرها بصورة مستمرة، وتعيين قادة جدد لأفرع الأسلحة الرئيسية في الجيش الصهيوني لضمان تجديد الدماء داخل المؤسسة العسكرية.
وكان ترجمان قد نجا من الموت منتصف عام 2012، عندما اصطدم طائر بمحرك طائرة الهليكوبتر (بلاك هوك) التي كان يستقلها لحضور المناورة الضخمة التي يجريها الجيش في أكاديمية الضباط وكاد أن يقتل برفقة عدد من كبار الضباط الصهاينة، ما اضطر قائد الطائرة للهبوط بها اضطراريا في أحد المطارات العسكرية.
وكانت تعالت الأصوات في إسرائيل بإقالته من قيادة الفرق البرية بعد تقرير لجنة فينوجراد الخاصة بتقييم الحرب على لبنان في عام 2006 ،حيث أثبتت تحقيقات الجيش إخفاقات كبيرة في الفرقة 162 التي كان يقودها، وقد تعالت المطالب حينها باستبداله من قيادة المدرعات بضعف أداءه هناك.. لكن عن النقيض تمام تم تكليفه بقيادة المركز القومي للتدريب بهدف ترميم الخسارة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي وتأهيل الوحدات لحروب قادمة واللافت أنه في أولى مقابلاته الإعلامية بعد توليه منصب قائد المنطقة الجنوبية وبالتحديد مع القناة الثانية الإسرائيلية أوضح أن هناك أهمية للحفاظ على قوة حركة حماس في قطاع غزة، متطرقا للضغوط التي تمارسها السلطات المصرية على القطاع، مدعيا أن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل لخشيتها من انفجار هذه الضغوط في وجهها وعودة إطلاق الصواريخ تجاه البلدان الإسرائيلية.
وكشف ترجمان وقتها أن مسئولين إسرائيليين توجهوا إلى مصر كي يوضحوا أهمية التخفيف عن حركة حماس للحيلولة دون حدوث انفجار في وجه إسرائيل، لافتا انتباه جميع السياسيين الذين يطالبون بالإطاحة بحكم حماس في غزة أنه في هذه الآونة لا بديل عن حماس في غزة، وأن إسرائيل تفضل أن تكون الحركة قوية وليست ضعيفة وان دخول حماس في ضائقة من أي نوع كانت ليس في مصلحة إسرائيل.
وقال أيضا: "نحن نسعى إلى هدوء تام وأمن حول قطاع غزة من خلال سيادة وسيطرة مسئولة عن ذلك وحماس هي السيادة المسئولة عن غزة الآن وهي تعرف تماما كيف تقوم بذلك؟".
وردا على سؤال هل إضعاف قوة حماس في غزة ليس فى مصلحة لإسرائيل؟ كانت الإجابة: "نحن نريد أن يكون نظاما قويا ومسيطرا أمنيا على غزة وهذا الأمر حماس تجيده بشكل لا يقبل التأويل، وليس لدي أي معلومات عما إذا كان هناك من يستطيع أن يكون بديلا عن حماس في غزة في هذه الآونة"
وبربط هذه التصريحات السابقة لقائد المنطقة الجنوبية بما يحدث من هجوم على غزة نجد أن تل أبيب تبحث عن عودة حماس للسيطرة على القطاع بعد أن عقدت المصالحة مع السلطة الفلسطينية وتم بمقتضاها الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل.
ولد ترجمان في 11 يوليو 1964 وهو من أًصل مغربي يهودي هاجر مع أسرته من مراكش إلى فلسطين عام 1965 عندما كان عمره 6 أشهر, حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية بعد الخدمة العسكرية من معهد إيلان ثم على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تل أبيب.
انضم بعدها إلى الجيش الإسرائيلي عام 1982 وقضى أغلب خدماته العسكرية ضمن سلاح المدرعات والمدفعية تدرج في سلاح المدرعات من جندي دبابة ثم قائد دبابة في تشكيل "درب الحديد" ليتم بعدها اختياره قائدا لسرية في سلاح المدرعات وفي عام 1992 تم تعيينه قائداً لكتيبة "الحديد القديم".
في عام 1994 أصبح ضابط العمليات في شعبة الصلب وفي عام 1996 تم تعيينه قائد لواء الاحتياط وفي نهاية عام 1996 درس في إنجلترا في الكلية الملكية للدراسات الدفاعية.. في الفترة من 1997 حتى 1999 شغل منصب رئيس التدريب الميداني في سلاح المدرعات ومن 1999 إلى 2001 شغل منصب قائد لواء ثم قائد فرقة التدريب التابع لسلاح المدرعات
في سبتمبر 2009 تمت ترقيته إلى رتبة عقيد وعين قائدا للقوات البرية الصهيونية وفي عام 2003 تمت ترقيته إلى رتبة عميد أو قائد عام وعمل أيضا في 2005 كضابط لسلاح المدرعات ثم عمل بعد ذلك رئيسا لشعبة العمليات التابعة لشعبة العمليات في هيئة الأركان العامة من 2007 إلى 2009 ثم شغل منصب قائد الفرقة "فوهة بركان" المسئولة عن المدفعية والنيران البرية في الجيش الصهيوني, في عام 2010 شغل منصب رئيس شعبة التخطيط بقسم التخطيط بالجيش الإسرائيلي وأشرف في بداية عام 2012 على تزويد القوات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود بقوات ومعدات نوعيه بينها السيارة جرانيت التي تعد أحدث السيارات المتطورة لجمع المعلومات الاستخباراتية.. في عام 2013 قررت قيادة الجيش الإسرائيلي تعيين ترجمان، الذي شغل منصب قائد قوات البرية في الجيش، ليحل مكان الجنرال تال روسو في قيادة المنطقة الجنوبية التي تشمل كذلك منطقة قطاع غزة، وهو القائد الذي خدم بالجيش الإسرائيلي طوال 35 عاما متواصلة بينهم 11 عاما قائدا للمنطقة الجنوبية.