لم يودع الفنان سعيد صالح يوم أمس، 31 يوليو، عامه ال75 فقط، بل ودّع مسيرة حياته التي شهدت أحداثًا مفرحة وأخرى حزينة، وخاصة خلال الشهور الأخيرة التي امتلأت بالاضطرابات الصحية. صالح لم يحتفل بعيد ميلاده ال76 في منزله ووسط أسرته، بل كان يقبع وقتها في غرفة العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة في القاهرة، إثر تدهور حالته بشكل متسارع، وبعد أن أصابه الملل من المكوث في السرير أصرّ على المغادرة وطلب استكمال علاجه بالمنزل،على أن يقوم بمتابعة دورية لحالته، ولكنه سقط مغشيًا عليه قبل أن يحقق أمنيته الأخيرة. وكانت الحالة الصحية له تنذر باقتراب النهاية، خاصة مع تعرضه لهبوط مفاجئ وعرق شديد وقيء دموي، نتيجة ضيق ثلاثة شرايين رئيسية وآلام حادة في القلب، ودخل في غيبوبة أمس الأول لم يفق منها إلا مرة واحدة فقط. الأطباء المعالجون أكدوا في تقاريرهم إصابته بفيروس حاد في المعدة تسبب في كل تلك المضاعفات بالإضافة إلى كبر سنه وأعراض الشيخوخة البارزة. ومن جهة أخرى، كانت نجلة صالح، هند، قد أكدت استمرار تدهور حالته الصحية وأنها تشعر بحالة من الرعب عليه، خاصة أنها لم تتمكن من زيارته منذ فترة ولا تعرف عنه شيئًا. يُذكر أن هناك خلافات قائمة بين زوجة الفنان الراحل وبين ابنته، أدت إلى تراشق الاتهامات بينهما؛ حيث تتهم الثانية زوجة أبيها بالسيطرة عليه ومنعه من الاتصال بها أو بأقاربه، بينما نفى صالح تلك الاتهامات مكذبًا ابنته ومتهمًا إياها بالتحريض ضده وزوجته. وخلال حواره في برنامج "مباشر من العاصمة"، المذاع على قناة "on tv"، قال الفنان سامح الصريطي، وكيل أول نقابة الممثلين: إن الفنان الراحل تعرض ل"قرحة في المعدة"، وتوجه بعدها لمستشفى "الشيخ زايد". وأضاف الصريطي،: "تم إصدر قرار بعلاجه على نفقة القوات المسلحة، ونقل إلى مستشفى كوبري القبة، ونقل مؤخرًا إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، وتم اكتشاف أورام في المخ لدى الراحل، استدعي خضوعه للعلاج الطبيعي، وأن يظل تحت الرعاية المباشرة". وأشار إلى أن المرض ظهر عليه بشدة، ودخل أول أمس في غيبوبة، وعندما قام بزيارته برفقة الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب المهن التمثيلية، وجد الحالة متأخرة للغاية ووصلهم خبر وفاته صباح اليوم.