عام كامل مر على ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي ومازالت الحقائق غائبة عن كواليس هذا الحدث التاريخى خاصة بعد ان تبارى عدد من قيادات حركة تمرد التى قادت هذه الثورة فى كتابة شهادتهم إلا ان هذه الشهادات اختلفت من قيادي لآخر لتزيد الموقف ضبابية وغموضا. وكان محمود بدر وحسن شاهين ومحمد عبد العزيز وغيرهم من مؤسسي حركة تمرد قد نجحوا في جمع وتوحيد القوى الثورية والسياسية تحت هدف واحد هو إنهاء حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.. وفى سياق ذلك نجحوا في جمع توقيعات أكثر من 30 مليون مواطن علي استمارات سحب الثقة من الرئيس الإخوانى واستطاعوا أيضا حشد المصريين يوم 30 يونيو 2013 للمطالبة بعزل مرسي. ولكن يبدو أن الأيام أتت بما تهواه السفن حيث لم يدم اتفاق مؤسسى "تمرد" بعد عزل مرسى كثيرا ونشبت بينهم حرب كلامية بسبب اختلافهم حول دعم مرشحي الانتخابات الرئاسية الماضية التي أتت بالمشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية . كواليس اجتماع 3 يوليو أيضا كانت من أسباب الشقاق الذى وقع بين مؤسسى "تمرد" فقد كشف محمود بدر مؤسس الحركة، بعض تفاصيل هذا الاجتماع 3 يوليو الذي أعلنت من خلاله «خارطة الطريق» بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي,ومنها رفض عبد الفتاح السيسي والذى كان وزيرا للدفاع فى ذلك الوقت عرضا مقدما من حزب النور للذهاب لمحمد مرسي وإقناعه بالاستقالة . وأشار بدر إلي أن ممثلي القوى السياسية أكدوا للسيسي أن الشعب لن يسمح باستفتاء على وجود مرسي، لأنه خرج ليطالب بانتخابات رئاسية مبكرة. وقد جاءت شهادة "بدر" ردا علي تصريحات حسن شاهين القيادى بحركة تمرد التى أكد فيها أن "السيسي" لم يكن مؤيدا لعزل مرسي ولكن القوى السياسية أصرت علي ذلك . وأوضح "بدر" أن "السيسي" قال في اجتماع 3 يوليو (اللي عايزه الشعب وفي مصلحته هعمله، غصب عن أي حد). وقام محمود بدر بنشر شهادات لبعض أعضاء تمرد علي صفحته عبر موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك تكشف زيف إدعاء "شاهين" بأن "السيسي" لم يكن مؤيدا لعزل محمد مرسي من بينها شهادة زكى القاضي ,الذى أكد أن أى حديث عن وجود إتصالات بين الجيش وحركة تمرد قبل 3 يوليو محض خيال من مردديه ,مشيرا إلي أن أول اتصال حدث في هذا اليوم كان استدعاء وزارة الدفاع لمحمود بدر لمناقشة الحلول المطروحة للخروج من الأزمة السياسية آنذاك ,ولكن بدر رفض الذهاب بمفرده واصطحب محمد عبد العزيز معه ,مما أثار غضب حسن شاهين . وأكمل عضو تمرد ساخرا أن "شاهين" هو من قاد تمرد ووضع "بدر" و"عزيز" ديكور ,لأنه كان يحمل فوق عاتقه الظهور في الإعلام والحديث بالمؤتمرات والندوات كما أن بيته تم محاصرته وتم تهديده بتفجير بيته وسيارته . أما محمد عبد العزيز القيادى بالحركة فقد رفض كتابة شهادته حول 30 يونيو ,مشيرا إلي أنه لم يحن وقت ذلك حتى الآن ,ولكنه أكد في مقال له أن الثورة بعد مرور عام علي اندلاعها مازالت «انقلابا» فى عيون أعدائها، الذين يرونها تهمة توجه إلى كل من شارك وخطط ودعا الشعب للنزول من أجل إسقاط حكم الإخوان. وأوضح عبد العزيز أن الإخوان ما زالوا يرون أن رجل صالح حكم مصر هو محمد مرسى، لكن «الإعلام» كان ضده، ومؤسسات الدولة لم تساعده، وتربصت به منذ اللحظة الأولى،مشيرا إلي أن الإخوان وأنصارهم يعيشون الآن فى مجتمع مواز تماما، على شعارات «مرسى راجع»، و«الانقلاب يترنح»، رغم أن أى نظرة إلى الواقع تؤكد أن هذه العقول هى التى تترنح بالتأكيد!!. وأشار إلي أنه بعد مرور عام علي ثورة 30 يونيو يشعر كل من شارك في ثورتى 25 يناير و30 يونيو بالإحباط بعد أن تصدرت الوجوه القديمة المشهد السياسي من جديد وباتت مرشحة لحصد مقاعد البرلمان القادم. وتابع.. "بعد أن قال الإخوان من يرفض كلامنا «كلام الإسلام» فليهاجر كندا، كذلك يقول البعض اليوم من يرفض وجهة نظرنا فليذهب إلى سوريا أو العراق". وأوضح أن 30 يونيو ثورة شعبية عظيمة، لكن الصراع بين قوى الثورتين (25 يناير- 30 يونيو) من ناحية وقوى الثورة المضادة من ناحية أخرى لم يحسم حتى الآن.. مشيرا إلى أن هناك من يريد 30 يونيو للخلاص من 25 يناير، وهناك من يريد 30 يونيو و25 يناير معا للخلاص من الظلم والفساد والاستبداد والتجارة بالدين والإرهاب، وبناء الوطن الديمقراطى العادل، ولا مجال لليأس ولا الإحباط، مؤكدا أن لديه قناعة بأن النصر آت لا محال. يذكر أن حركة تمرد أصابها انشقاقات كان أولها انفصال مجموعة من الأعضاء عنها في 24 يوليو الماضى وتدشينهم لحركة جديدة تحمل اسم "تمرد _تصحيح المسار" التى تضم محب دوس وإسلام همام وآخرين. حيث أكد محب دوس أن حركة تمرد انتهت بتحقيق أهدافها وهى إنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين وإجراء انتخابات رئاسية,مشيرا إلي أن بعض أعضاء الحركة حولوها من حملة تجمع الشعب المصري علي هدف واحد إلي حركة تستهدف مصالح وأهواء شخصية وهذا ما بدأ بإعلان قيادات بالحركة تأييدهم لمرشحي الرئاسة . وفى السياق ذاته.. انشق محمد فوزى وكون حركة "تمرد 2" أو "تحرر" التى رأت أن 30 يونيو كان ثورة شعبية ساندها الجيش ثم تحولت إلي إنقلاب بترشح عبد الفتاح السيسي لإنتخابات الرئاسية . وأعلن فوزى انضمامه لتحالف عبد الرحمن يوسف القرضاوى لإسقاط الرئيس السيسي ,مشيرا إلي أنهم وضعوا خطة لإسقاط الرئيس تتلخص في المطالبة بعزل قيادات الداخلية وتعيين بدلا منهم محامين وحقوقيين بالإضافة إلي محاولة استرجاع أموال مبارك ومعاونيه وتوزيعها علي الشعب "1000 جنيه لكل مواطن" إلي جانب عزل القضاة الذين أصدروا أحكاما مسيسة واستبدالهم بقضاة يحكمون بالشريعة ,موضحا أنه سيتم مصادرة أموال القضاة وعلي رأسهم المستشار أحمد الزند الذى تتجاوز ثروته ال15 مليار جنية . وأضاف أنه سيتم عزل النظام الحالى وتعيين مجلس قيادة الثورة ,رافضا الإعلان عن الأعضاء المشاركين في وضع خطة الإطاحة بالسيسي أو الذين سيحاولون تنفيذها حيث قال "المهم مش مين ,المهم هيعملوا ايه ". وأوضح أنهم مجموعة من الشباب الذين يريدون عودة الجيش لثكناته والابتعاد عن السياسة ,إلي جانب استعدادهم للتضحية بأرواحهم في مقابل أن تصل الثورة للحكم .