نشر موقع "ديلي بيست" تحليل مستفيض لشخصية قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني, ويشبه كاتب التحليل الرجل بشخصية جاسوس عرفه العالم من خلال رواية شهيرة للمؤلف البريطاني جون لوكاريه. إذ وصف الكاتب قاسم سلماني بكونه رجلاً غامضاً قليل الكلام قاسي القلب لا يرحم خصومه وينفذ بهم أفظع أنواع العقاب. ويشير التقرير إلى أن الناس تطلق على سليماني اسم قيصر سوزي، وهو شخصية خيالية ظهرت في فيلم أنتج في عام 1955، حيث كان سوزي رجل عصابات نافذ وقاسٍ قتل زوجته وأطفاله بدم بارد، واكتسب شهرة أسطورية بين أوساط الشرطة. ويلفت التقرير إلى أن سليماني أحد الأشخاص الأكثر نفوذاً اليوم في المنطقة رغم أنه قليل الظهور في وسائل الإعلام، ولا يعرف عنه شيء، وأنه مناسب لعصر فلاديمير بوتين مع شخصية قائد الكي جي بي - الاستخبارات الروسية سابقاً، والذي يحكم روسياً حالياً بقبضة من حديد، لكن سليماني الذي خطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، ما زال يسيطر على صناع القرار في كل من إيرانوالعراقوسورياولبنان مع كون الفيلق فرع استخباراتي من الحرس الثوري الإيراني. ويضيف التقرير أن سليماني تسلم مؤخراً مهمة قيادة ما تبقى من الجيش العراقي المنهار، وحوله إلى جهاز لسفك الدماء وللتطهير العرقي لاحقاً. ويتم تداول تصريحات عن سليماني تزيد من غموض شخصيته، إذ نقل عنه قوله لسياسي عراقي رفيع "إن المالكي أخرق" و"الجيش السوري عديم الجدوى"، وهو الجيش الذي يسانده اليوم في قمع قوات المعارضة، من خلال عناصر من حزب الله ورجال فيلق القدس فضلاً عما يزيد عن مائة وخمسين ألف من العناصر الميليشياوية الطائفية تم جمعهم من أفغانستان وحتى لبنان، وهم يمولون ويسلحون ويدربون في طهران. وقد أطلق اسم "عملية سليماني" على هذه العملية في تحويل جيوش مترهلة ضعيفة إلى قوة شوفينية لمقاومة المتمردين، وهي بلا شك العملية التي قادت لبقاء حاكم دمشق في السلطة. ويقول ديلي بيست إنه وكما هو حال عملاء أجهزة الاستخبارات الذين يختفون ويظهرون فجأة في مكان ما، كثيراً ما يصل سليماني على حين غرة إلى بيروت أو دمشق أو بغداد أو النجف، في زيارات خاطفة، لا يصدر عنه أثناءها إلا النذر القليل من الكلام. كما حيكت حول الرجل حكايات عديدة بسبب رفضه إجراء لقاءات صحافية، وكل ما ينقل عنه يأتي على لسان شخصيات التقته، وليس من خلاله مباشرة. في هذا السياق يقول ديفيد باتريكاراكوس، وهو مؤلف كتاب قيم حول برنامج إيران النووي، أنه سعى مراراً لإجراء لقاء مع قاسم سليماني من دون جدوى وقال "في الواقع لو خيرت بينه وبين لقاء الخميني، لاخترت سليماني. لكن الجواب كان دوماً يأتي بكلمة، لا مجال لإجراء لقاء". التحق قاسم سليماني بالحرس الثوري الإيراني في الأيام الأولى للثورة الإسلامية التي قادها الخميني، وأعطي له لقب "العسكري المتوحش" من خلال إنجازاته العسكرية، ونجح سليماني في قمع انتفاضة كردية في شمال غرب إيران، مستخدماً ذات الوسائل القمعية الوحشية التي كررها بعد ثلاثين عاماً في مساعدة الأسد على استعادة القصير في القلمون ومدينة حمص في وسط سوريا. ويضيف تقرير الموقع أن سليماني كان مشاركاً بالجيش الإيراني عندما غزا صدام حسين إيران في 1980، وسرعان ما اكتسب صفة الشجاعة عندما نجح أكثر من مرة في التسلل خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات استطلاع وتجسس، وكان في بعض الأحيان يعود حاملاً ماعز حي ليطعم رفاقه المحاصرين، مما أكسبه حب واحترام جميع من عملوا معه. وتسلم سليماني قيادة فيلق القدس قبل 16 عاماً، ويعرف عنه عدم ورعه، بل شغفه بالعمل الوطني وسعيه لإعلاء شأن إيران، وإعادة أمجادها الغابرة. ولكن بحسب رجل عمل سابقاً في الاستخبارات العسكرية الأمريكية في العراق يقول إن "لسليماني نقاط ضعفه أيضاً، فقد فشل رجاله في تنفيذ عملية إرهابية في تايلاند في عام 2013، إذ عوضاً عن قتل دبلوماسيين إسرائيليين، فجروا قنابل بترت أرجلهم، وهكذا لابد أن تعقب إنجازات سليماني عثرات وإخفاقات".