انتقدت مجلة فرونت بيج الأمريكية، فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء، فى مقال لها, سياسة الأممالمتحدة بشأن الأزمة السورية، والمواقف غير الحازمة التي يتخذها أمينها العام بان كي مون، لإنهاء هذه المأساة التي بدأت بالانتقال إلى العراق، وتهدد بالوصول إلى دول أخرى في المنطقة، ورغم ذلك، أشاد كاتب المقال بمحتوى كلمة ألقاها بان كي مون مؤخراً، ودعا فيها بجدية - كما قدم مقترحات - لإنهاء الصراع الدموي في سوريا. وتقول المجلة إن بان كي مون يفضل الدبلوماسية الهادئة على المواجهات الخطابية، وهذا بالفعل ما بدا من خلال كلمة ألقاها مؤخراً، وتناول فيها استفحال الأزمة في سوريا، وانتقالها خارج حدودها إلى العراق وما بعده، ولذا أفاد مسؤول رفيع المستوى في الأممالمتحدة أن الوقت قد حان لأن يتحدث كبار المسؤولين في المنظمة الدولية، وبشكل مباشر، عن الفظائع التي ترتكب في سوريا، وأن يطالبوا جميع الأطراف والدول التي لها نفوذ على الأطراف المتنازعة هناك، بأن يفعلوا كل ما بوسعهم فعله من أجل وضع نهاية حتمية لهذه الأزمة. وتشير المجلة إلى حقيقة أن بان كي مون عبر عن غضبه واستيائه من المواقف الباردة إزاء الأزمة السورية، حيث قال إن لا أحد يقدم حلاً أو فكرةً لإنهاء الصراع الدائر هناك، بل يعمل البعض على إذكاء القتال عبر تسليح الأطراف والتفرج على ما يجري من فظائع خلفت أكثر من 150 ألف قتيلاً، فضلاً عن موت عدة مئات يومياً، وتهجير قرابة 3 ملايين سوري. وتمضي المجلة للقول إن بان كي مون لم يوفر جهداً لتحميل النظام السوري المسؤولية عما وصل إليه الحال في البلاد، إذ اعتبر أنه "لم يكن من المفروض أن تسوء الأوضاع إلى هذه الدرجة، فقد لاقت مناشدات شعبية وإقليمية، وجهت للرئيس الأسد، آذاناً صماء". واشار كي مون إلى أنه، مع تنامي المطالب الشعبية، "اشتد رد فعل النظام، وغدا أكثر عنفاً وشراسةً، ولذا حمل المدنيون السلاح، ومن ثم حارب السوريون بعضهم بعضاً، بمشاركة قوى إقليمية، وعندها أصبح للجماعات المتطرفة موطئ قدم، وتحولت سوريا إلى دولة فاشلة". وأشارت المجلة إلى وضع بان كي مون جدولاً من 6 نقاط، رأى أنه لابد من تطبيقها من أجل اتخاذ موقف دولي فاعل، لوضع حد للصراع الدائر في سوريا، وقد أورد الأمين العام للأمم المتحدة تلك النقاط كما يلي: 1 - مجلس الأمن مطالب بحظر توريد السلاح إلى سوريا. وإلى ذلك قال بان كي مون: "إن منعت الانقسامات داخل مجلس الأمن اتخاذ خطوة كهذه، يجب على الدول المجاورة منع مرور أو تهريب الأسلحة عبر حدودها البرية أو أجوائها". 2 - على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لحماية السوريين وصيانة حقوقهم الإنسانية، وإنهاء معاناتهم عبر الحصار وغيره. 3 - يجب استئناف عملية تحول سياسي نحو سوريا جديدة، بناءً على بيان مؤتمر جنيف الصادر في 30 يونيو(حزيران) 2013، والقاضي بوضع خارطة تمهد لتحول ديموقراطي سياسي عبر حكومة انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات. 4 - جميع الأطراف المتقاتلة مسؤولة عن جرائم الحرب وتجاوزات حقوق الإنسان في سوريا. 5 - إكمال مهمة تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا. 6 - مواجهة خطر الإرهابيين الذي يتهدد المنطقة. في هذا الإطار، تشير مجلة فرونت بيج إلى تحذير بان كي مون من خطر التقدم الذي أحرزته داعش في العراق، حيث طالب المجتمع الدولي بتجفيف منابع التمويل بالسلاح والمؤن لجماعات وضعها مجلس الأمن على قائمة الإرهاب، كتنظيم داعش في الشام والعراق، وجبهة النصرة في سوريا. ومن اللافت، كما تقول مجلة فرونت بيج، أن بان كي مون قرن اسم حزب الله مع أسماء الجماعات الراديكالية المتطرفة، والتي قال عنها: "تلك الجماعات التي رفعت مستوى العنف، وفاقمت الانقسامات الطائفية في سوريا، يجب منعها من تلقي المساعدات والسلاح ووقف عملياتها داخل الأراضي السورية".