تظل الطريقة التي تتعامل بها دويلة قطر مع مصر واستغلال آلتها الإعلامية قناة الجزيرة في نشر الفوضي في القاهرة محل جدل الكثيرين خصوصا بعد وصول المشير السيسي لسدة الحكم حول كيفية تعامله مع هذه الدولة والرد الذي سيستخدمه تجاه التدخل السافر في الشئون المصرية. من جانبه قال الدبلوماسى سامح شكري , إن كل المؤشرات تؤكد أن الحكومة القطرية في حالة عدائية كبيرة وعدم تقدير للظروف التي تمر بها مصر رغم أن الأخيرة تستوعب الجميع وتتجاوز عن الخطأ في حقها. وأضاف أنه مع وجود رئيس قوي مثل المشير عبد الفتاح السيسي واستقرار الأوضاع في مصر نأمل أن تراجع قطر نفسها، حيث إن القاهرة ستكون في طريقها لاستعادة دورها الإقليمي وثقلها المعتاد في كل قضايا المنطقة. وتوقع شكري أن تقوم الدول الخليجية الصديقة مثل الإمارات والسعودية بالضغط علي قطر حتي ترفع يدها عن الإخوان المسلمين الذين توفر لهم الدعم الإعلامي والسياسي. وأشار شكري إلي أن هدف قطر من دعم الإخوان ليس الدفاع عن الشرعية ولكن هناك احتمالا بأن عددا من المسئولين القطريين يتعاطفون بشكل شخصي مع الجماعة،بجانب بحثها عن دور إقليمي أكبر من حجمها، بالإضافة إلي ذلك تستخدمها بعض الدول الكبري كأداة لتحقيق أهدافها، لكن بعد وصول السيسي إلي سدة الحكم لن يكن أمامها سوي انتهاج سياسات تؤدي إلي التقارب مع مصر من جديد. وأوضح شكري أن كل الأمور في السياسة ممكنة والسيسي بعد وجوده رئيسا سوف يتعامل مع قطر وفقا للظروف والتطورات وتقييم الأوضاع الخارجية، لكنه في النهاية سوف يقوم بالرد المناسب والمتزن الذي يحافظ علي ريادة مصر في الوطن العربي. ويري السفير وهيب المنياوي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن السيسي أعاد للمصريين كرامتهم ولذلك لن يسمح لأي دولة بأن تتعدي عليها، لاسيما أنه من الواضح أن قطر تقف في صف الجماعة الإرهابية والموقف مع وجود وزير الدفاع في الحكم لن يكون أفضل مع توليه الرئاسة علي الإطلاق لأن هذا المنحي تتخذه الدولة الخليجية الصغيرة كسياسة واضحة وليس موقفا عارضا . وأضاف المناوي أن السيسي سوف يكون لديه بالتأكيد فريق عمل قوي جدا جدا، سيزيده قوة وهو ما سيدفعه للتصرف بشكل جيد دون الانجراف إلي المشاعر، مشددا علي أن موقفه سيتناسب مع كونه شخصا ضحي بحياته من أجل وطنه. وأوضح المنياوي أن قطر ليست بالقوة التي تحاول أن تظهر بها من خلال وسائل الإعلام ولكن لديها متاعب كبيرة سوف تعيقها على تحقيق الفوضي فى مصر. وتوقع المنياوي أن تتطوع كل من الإمارات والسعودية للضغط علي قطر حتي تعدل من سياساتها حيال القاهرة، لكن مصر لن تستغل دعمهما ضد الدوحة فهذه سمة مصر التي لا تضر بأشقائها العرب. وأضاف المنياوي أن قطر دولة عربية شقيقة ومن المقبول جدا أن تكون هناك انفعالات وطنية حيال ما تقوم به الدوحة ولو بصفة غير رسمية بما لايتوافق مع إرادة الشعب المصري وغير مقبول علي الإطلاق ولا يحظي بأي من الدول العربية لأنه خروج عن القيم العربية ومن السهل جدا القطيعة، لكن مصر دولة ذات دبلوماسية عميقة وراقية ولا تنجرف نحو الانفعالات ولكن لابد للجميع أن يعرف أن "للصبر حدود". وأوضح السفير محمد عاصم سفير مصر الأسبق لدي إسرائيل أن السيسي شخصية قوية ولكن هذا ليس معناه أنه سيثير المشكلات مع الدول العربية، فهو في النهاية شخص هادئ وصبور، مؤكدا أنه سينظر في بداية حكمه كرئيس إلي الشأن الداخلي ليعيد ترتيب الأوضاع، ولكنه سيسجل أيضا بوضوح من يساعد مصر ومن يقف ضدها، وعندما سيحين الوقت المناسب ستكون هناك تصفية للحسابات. وأكد عاصم أن سياسة قطر فيما يتعلق بمصر مع وجود السيسي في الحكم لن تتغير 180درجة لكن قد تعمل علي التهدئة إلي حد ما، فضلا عن أنها ستمتنع عن تقديم المساعدات المادية، وحتي إن فعلت فسوف يرفض المشير وكذلك الشعب المصري ردا علي ما تفعله حاليا، والتاريخ وحده في النهاية هو الذي سيحكم علي من أخطأ . وأضاف عاصم أنه ينظر إلي قطر في الوقت الحالي علي أنها قاعدة عسكرية أمريكية ولا يوجد فرق كبير بينها وبين إسرائيل التي تدعم المصالح الأمريكية عن طريق أفراد إسرائيليين، أما الدولة الخليجية فهي عبارة عن محمية أمريكية وعندما نقترب منها يجب أخذ هذا الأمر في الاعتبار. وأكد عاصم أن مصر تمر بحالة حرجة في تاريخها ولديها الكثير من الجبهات التي تحارب بها والتي سيواجهها السيسي مثل الإرهاب وإرساء الديمقراطية وحل المشكلات المتعلقة بالكهرباء إضافة إلي مشكلة سد النهضة مع إثيوبيا ومشكلة تهريب السلاح من ليبيا وليس هناك حاجة لفتح جبهة جديدة مع قطر في الوقت الحالي ولكن علينا ان ننتظر الوقت المناسب للرد علي "قلة أدبها" في حق مصر.