احتلت السيدة درية شرف الدين مكانة كبيرة لدى مشاهديها فى الثمانينات، وكنا نظنها ستواصل احترامها لمشاهديها ولوطنها وهى تعتلى أهم منصب فى مصر، حيث إن وزارة الإعلام هى أرفع المناصب التى يمكن من خلالها إحياء الروح الوطنية وبث الحماسة الوطنية فى نفوس المواطنين، لكنها بكل أسف مارست دوراً هو الأسوأ بعد دور الوزير الإخوانى السابق، فلأول مرة فى تاريخ الإعلام المصرى يدخل وزير الإعلام فى شراكة مع طرف غير مصرى.. هو مجموعة قنوات «إم بى سى» المملوكة لرجل الأعمال السعودى وليد الإبراهيم، والتى يسيطر عليها فعلياً أنطون شويرى وابنه بيير. توجد اتفاقية شراكة بين مجموعة «إم بى سى» ومؤسسة «دويتشه فيله» الألمانية التى يقع مقرها فى بون، وبالفعل قامت قناة DW العربية ببث عدد من برامج «إم بى سى» على رأسها برنامج «البرنامج». وفى هذا السياق قال المدير العام لمؤسسة DW بيتر ليمبورج إن بث برنامج باسم يوسف على قناته يمثل إشارة واضحة على دعمهم لحرية الصحافة والرأى والإعلام الجرىء، وإنه يمثل رسالة هامة على التزامهم بقيمهم. وهنا، لا بد أن نضع عشرات علامات الاستفهام عن شراكة «إم بى سى» مع «DW» التى تزعم أنها تعمل من خلال قناتها الناطقة بالعربية على دعم قيم الديمقراطية والحرية والمجتمع المدنى. والإشارة هنا واجبة إلى علاقة «دويتشه فيله» بالمخابرات الألمانية. بهذا الشكل، وبتوقيع اتفاقية الشراكة بين مجموعة «إم بى سى» و«التليفزيون المصرى»، تكون وزارة الإعلام، قد وضعت الإعلام الرسمى تحت سيطرة وليد الإبراهيم وأنطون وبيير شويرى و«دويتشه فيله» الألمانية. مذكرة الشراكة تشمل العديد من الجوانب الإعلامية منها الجانب البرامجى وصناعة المسلسلات والأفلام السينمائية ومجال تأهيل الكوادر البشرية، وتدريب وتبادل الخبرات والكفاءات، وتتضمن الاتفاقية فى جانبها التسويقى التعاون والتنسيق بين الطرفين فى بعض مجالات التسويق الإعلامى والإعلانى. المجموعة تسببت فى انهيار التليفزيون السعودى بسبب ألاعيب شركة «ابسوس» التى تتعمد تخريب الإعلام العربى. اتفاقية التعاون بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومجموعة قنوات «إم بى سى» يقف خلف هذه الاتفاقية إمبراطور الإعلانات اللبنانى أنطوان شويرى، وابنه بيير شويرى، والاثنان كانا يمتلكان شركة اسمها «تهامة»، سبق لها التعاقد مع التليفزيون المصرى على تطوير الفضائية المصرية، فكانت النتيجة أن قاموا بتخريبها فصدر قرار بعدم دخوله إلى مصر. وزيرة الإعلام رفضت التعاون مع كل القنوات الخاصة المصرية.. فقد رفضت عرضاً من قنوات «الحياة والسى بى سى والنهار ودريم وأون تى فى» بتقديم التعاون الكامل للتليفزيون المصرى والدعم الفنى المباشر للرقى بتغطية التليفزيون المصرى الفترة المقبلة، متجاهلة تماما أن أى صانع قرار مثلها سيوافق دون تفكير، خاصة أن القنوات الخاصة هذه ذاع صيتها فى الوطن العربى والمنطقة لدرجة أن أغلب وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام المختلفة تنقل عنها أولاً بأول بشكل متكرر. اتحاد صناعة الإعلام الخاص ذهب للوزيرة وعرض عليها تقديم برامج ومسلسلات ومذيعين مجاناً على شاشة التليفزيون. الوزيرة رفضت ذلك كله وأعطت الإبراهيم وشويرى ما يشبه عقد احتكار يستطيع بموجبه أن يتحكم فى الإعلام المصرى،لكن شويرى جاء مع «إم بى سى»، بعد أن سيطر على كعكة الإعلانات كاملة: فى الخليج، ولعب دورا فى تدمير التليفزيونات المحلية بمنطقة الخليج، لأنه بعد سيطرته على السوق الإعلانية فى الخليج بشكل كامل، والتى تقترب فى مجملها من المليار دولار، حصل منها على أكثر من 65% لمجموعة قنوات «إم بى سى». وعبر قناة «إم بى سى مصر»، حيث سيطر على الشركات العالمية فى دبى، وجاء فى الوقت الذى تتعرض فيه القنوات المصرية لخسائر فادحة، لأن السوق الإعلانية قليلة والبلاد فى حالة كساد. وبعد أن كاد شويرى يسيطر على قنوات الحياة، التفت ملاكها لألاعيبه فتخارجوا معه. سبق أن ذهب شويرى إلى المهندس أسامة الشيخ عندما كان رئيساً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وقدم له عرضاً قيمته 600 مليون جنيه، مشترطاً تحديد الخريطة البرامجية، فقوبل عرضه بالرفض.. ثم عاد مرة أخرى وجدد العرض فى العام التالى مع رفع المبلغ إلى 900 مليون جنيه.. وأيضاً قوبل العرض بالرفض. وزيرة الإعلام تعاقدت مع شويرى على حق الإعلان فى التليفزيون المصرى بطريقة ملتوية بأن قامت بإدخال «mbc» كوسيط فى الشراكة.