علي الرغم من أنه عاش علي أرضها وتعلم في مدارسها وجامعاتها فإنه لم يصن الجميل متناسيا رغبة الشعب الذي نزل إلي الميادين رافضا حكم محمد مرسي والإخوان.. إنه نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والذي لايترك مناسبة إلا ويصب لعناته علي المسئولين في مصر كان آخرها وصفه لثورة 30 يونية بثورة الفلول كما اتهم الجيش المصري بالديكتاتورية، والأغرب أن أحد تصريحاته المعادية للقاهرة كانت في لقاء مع إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة والذي يعد أكبر خصومه السياسيين. وكانت المفاجأة عندما هاجم شعث الذي ينتمي لحركة فتح التي أيدت ثورة 30 يونية الجيش المصري وادعي أنه وضع مصر علي مسار حكم عسكري ديكتاتوري ومستقبل غامض من خلال عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي بطريقة غير دستورية. وكان عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، أكد أن "شعث" تعرض لمصر وثورة 30 يونية، والجيش المصري خلال أكثر من اجتماع حركي إلي جانب اجتماع له مع قادة حركة حماس في غزة، وتري مصادر أن الدافع من وراء هجوم شعث علي مصر هو محاولته لإرضاء قادة حماس لأنهم في نهاية الأمر جزء من جماعة الإخوان معبرا عن أسفه بأن يفعل مسئول فتحاوي مقرب من الرئيس عباس هذا الأمر. الأمر المثير للدهشة أن نبيل شعث يمتلك مصالح كبيرة في مصر كما أن نجله الثاني "رامي" هو المسئول تجاريا عما يسمي بمعونات مؤسسة "عطاء" التي يرأسها شعث شخصيا إلي جانب زوجته ويتم تمويلها من قبل فلسطينيين وعرب، ولكنه لم يراع هذه المصالح وبدأ يتصرف بهذا الشكل المثير للجدل. وعقب التصريحات خشيت فتح من أن يتسبب شعث في توتر العلاقات مع القاهرة وبالتالي سارعت إلي نفي التصريح علي خلاف الحقيقة وهو ماكان سببا في حدوث أزمة سرية بينه وبين قيادات الحركة بسبب هذه التصريحات العدائية. وربط بعض المحللين بين هجوم شعث علي مصر زيارة القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان للقاهرة حيث هاجم بشدة القيادي السابق بالحركة ووصفه بأنه متحالف مع الإسرائيليين والأمريكيين والإماراتيين وما أسماهم بفلول مصر في إشارة توضح أنه متعاطف مع الرئيس السابق محمد مرسي علي عكس اتجاه الحركة التي ينتمي إليها. وفي تصريحات له أكد شعث أن زيارة دحلان الأخيرة لمصر تمثل مصالح إماراتية حيث إنه يعمل بمكتب الأمير مكتوم وزيارته كانت تتناول مصالح شخصية. وبرر مصدر من داخل فتح هجوم شعث علي دحلان بعد زيارته لمصر بأنه أراد أن يؤكد بأن لقاء المسئول المطرود من فتح ليس بصفته مسئولا فلسطينيا ولكن بصفة شخصية.. يذكر أن نبيل شعث من مواليد 1938 لأب فلسطيني وأم لبنانية وهو سياسي ومصرفي ولد في مدينة صفد الفلسطينية وعمل مديرا للبنك العربي بمدينة يافا غادر مع والده بعد عام 1948 إلي الإسكندرية حيث أكمل دراسته بالجامعة بقسم إدارة الأعمال،ثم سافر بعد ذلك إلي الولاياتالمتحدة وحصل هناك علي شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة بنسلفانيا. وأسس شعث عدة شركات تجارية وعمل مستشارا اقتصاديا وإداريا للعديد من الحكومات العربية كما قام بالتدريس في الجامعة الأمريكية ببيروت حتي وصل إلي منصب عميد كلية الاقتصاد بها، وعمل أيضا بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة كما عمل لفترة لفترة طويله مستشارا لياسر عرفات، حيث عاد إلي بلاده بعد إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية واستقر بغزة وانتخب نائبا عن مدينة خان يونس كما عين وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي، وفي فترة لاحقة عين وزيرا للإعلام.