رمزى عز الدين أكد لصحيفة " فاينانشيال تايمز" أن هناك 5 طرق سوف تدفع بالمشير إلى قمة السلطه أكد السفير رمزي عز الدين رمزي وكيل وزارة الخارجية السابق, أن العديد من المصريين توقع أن تبشر الثورة المصرية التي قامت عام 2011 بعهد جديد من الحرية والعدالة الاجتماعية وأن تحدث تلك التحولات في الواقع المصري في وقت قصير، ولم يكن ذلك مفاجئا نظرا للنضج الذي أبداه الشعب المصري خلال ال 18 يوما التي قضاها معتصما في ميدان التحرير. وأضاف فى مقال له بصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية, أن الثورات التي تقوم بهذه الطريقة نادرا ما تكون واضحة الخطوات والمعالم فيما يخص مسألة الديمقراطية، فربما كانت جماعة الإخوان المسلمين قد تم انتخابها بطريقة ديمقراطية، لكن الإخوان أنفسهم لم يحكموا البلاد بنفس القدر من الديمقراطية، لأنه كان لديهم عقلية عاشت لفترات طويلة في التخفي والإختباء فيما يشبه "القبو"، بالإضافة إلى اقتناعهم الكامل باحتكار الحقيقة كما يريدها الله. ويشيرإلى أنه تسلم مهام عمله كوكيل بوزارة الخارجية في سبتمبر 2012، أي بعد نحو شهر من تولي محمد مرسي رئيسا للبلاد، ولم يكن ذلك بسبب اشتراكه أو التحاقه بجماعة الإخوان المسلمين، فهو كدبلوماسي محترف، كان على استعداد لتخطي تلك الشكوك، وبعد ثلاثة أشهر فقط استقال من وظيفته وترك الخدمة في سلك الدبلوماسية المصرية، وكان ذلك بسبب إنزعاجه الشديد من الاتجاه الذي كانت البلاد تتجه اليه. ويوضح أن الإخوان اعتقدوا بوجود فرصة مواتيه لاقامة الدولة الاسلامية، وأنهم استطاعوا سرقة الثورة المصرية، تماما كما فعل البلاشفة في روسيا وفعل الملالي في إيران، وقاموا بوضع الدستور يؤسس لقيام دولة استبدادية، معتقدين أن الدين يمكن استخدامه في تعبئة البلد بأكمله. وأكد أنه إذا كانت الغطرسة قد أعمت الإخوان فيما يتعلق بالشعب المصري، فإنهم لم يكن لديهم أي تصورات واضحة حول الجيش المصري، فتحويل الجيش إلى ذراع للدولة الإسلامية، كانوا يدركوا أنه أمر يتطلب تحولا أكبر من أي تصور يمكن أن يأملوا في تحقيقه، والأمر الأكثر إلحاحا كان هو منع الجيش نفسه من التدخل في خطتهم وإفسادها، ومن هنا تحولت الجماعة إلى الجهاديين، الذين يستمدون أيديولوجيتهم العنيفة من سيد قطب، الكاتب الذي ألهم أيضا قيادة الإخوان الحالية، وما عرض أولئك الجهاديين أن يقدموه هو أمر لا غنى عنه بالنسبة لهم، وهو أولا التخويف من خلال العنف، ووجود المسافة التي مكنت الإخوان من تجنب المسؤولية عن أعمال الإرهاب التي تحدث وقتئذ، وفي الوقت نفسه، يتم تكوين نواة على طريقة "الحرس الثوري" الإيراني بهدف تحييد الجيش المصري. ويرى عز الدين أن هذه الأوقات المظلمة كان يمكن أن تكون بداية لفصل أكثر قتامة من فصول التاريخ المصري، فما كنا نشهده منذ عام 2011 هو موجة ثانية من موجات تحرر الشعب المصري، فهذا هو وقت النضال ضد الحكم الاستبدادي، ومن الواضح أن عزيمة المصريين لن تلين، فلا الإخوان يمكنهم وقفها، ولا يمكن لأي أحد آخر أن يفعل ذلك. وأشار إلى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية سوف تكتمل بحلول الصيف، حيث يأمل المرء أن تكون تلك هي المرحلة الأخيرة من عملية الانتقال إلى الديمقراطية، ومن المتوقع أن يكتسح المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الحالي تلك الانتخابات، فالشعب يعتبر أن له الفضل في إنقاذ البلاد من الإخوان، ومن المعروف أنه في الأوقات العصيبة، ينجذب الناس نحو القيادة القوية، لكنه سوف يواجه عددا كبيرا من التحديات، وتعتمد الكثير من الأمور على الكيفية التي سوف يتعامل بها مع المشاكل الحالية خاصة مشكلة الاخوان. وأكد أنه، يجب أن يترفع السيسي فوق السياسة الحزبية، وأن لا يشكل ولا يقوم بالانضمام إلى أي حزب سياسي، ولكي يحدث ذلك فإنه من المحتمل أن تنتهي عملية التحول الديمقراطي. لافتا إلى أنه، يحتاج لمكافحة الإرهاب وأن يمنح للمصريين الأمن الذي يتوقون له، ومع ذلك يجب ألا ينال من الحريات الأساسية التي هي أساس الطريق إلى الديمقراطية, كما أنه يحتاج للتحكم في تلك القوى التي تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، سواء للوراء بضعة أشهر (كما في حالة الإخوان )، أو بضع سنوات (كما في حالة أتباع حسني مبارك)، أو عقود (كمل يريد الناصريين) أو قرون (كما ترغب السلفية المتشددة). فكل من هذه المجموعات تحتاج إلى أن تندرج في رؤية شاملة لمجتمع حديث ومنفتح ومتسامح، ومتمسك بتقاليده وثقافته. وأضاف أنه، يجب أيضا على "السيسى" إصلاح نظام التعليم في مصر، والذي كان ذات يوم واحدا من أفضل النظم في العالم النامي، فقد كان نظام تدريجي ومتطلعا إلى الخارج، وهو منتج من سنوات التنوير من بدايات القرن العشرين، وهو ما أنتج أربعة من الحائزين على جائزة نوبل، لكن تم إطلاق المحافظين المتشددين العنان في مجال التعليم في السبعينيات، مما أنتج النظام الحالي، والذي يستند على التلقين بدلا من التعليم، وهو أيضا ما أنتج المتطرفين والجهاديين. وأشار إلى أن هذه الحكومة الجديدة يجب عليها تلبية التوقعات الاقتصادية للسكان التي تتوق لمستقبل أفضل، ومع التحديات الهائلة التي تنتظرنا، فإنها تتطلب تضحيات كبيرة وقيادة جديرة بالثقة تستطيع ان تقنع الناس أن الدواء المر هو ضروري للعلاج من الأزمة الحالية. ويختتم عز الدين مقاله بالقول , إن هذه هي بالفعل تعتبر تحديات هائلة، والكثيرون في الغرب يشككون في أن مصر يمكن أن تتجاوزها، لكن هناك بالتأكيد أمل متجدد، فقد أزال الشعب المصري رئيسين في أقل من ثلاث سنوات، وفي كلتا المناسبتين كان عليهم اللجوء إلى الثورة، لكن أيضا كان هناك القليل من إراقة الدماء، والآن لديهم حق استخدام صناديق الاقتراع للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهذا إنجاز كبير، ومن يحقق وعده هو من يقوم بإعطاء المصريين المصداقية والأمان الذي يستحقونه.