«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخدرات والدم في حياة موزة.. موقع أمريكي كشف فضائح تورط العائلة المالكة في دعم الإرهاب وتجارة «الحشيش»
نشر في الموجز يوم 21 - 03 - 2014

الشركات الحكومية القطرية تقوم بتهريب الهيروين والأفيون من أفغانستان في شاحنات تابعة للجيش الباكستاني
النظام القطري يرتبط بعلاقة بيزنس مع رجال أعمال من حركة طالبان متورطين في عدد من عمليات الفساد
مسئول قطري يؤكد أن بلاده تدعم تنظيم القاعدة بملايين الدولارات مقابل عدم ارتكاب أي أعمال إرهابية في الدوحة
خالد شيخ محمد مهندس هجمات 11 سبتمبر يحصل علي راتب شهري من العائلة المالكة مقابل وظيفة وهمية
في ظل الفضائح القطرية التي بدأت تطفو علي السطح يوما بعد الآخر نشر مؤخرا موقع "شباب الحزب الجمهوري" بنيويورك تقريرا عن الدور القطري في منطقة الخليج العربي وامتداد هذا الدور إلي بلدان إسلامية أخري مثل باكستان وأفغانستان، وأبرز الموقع بعض تفاصيل العلاقة السرية بين الحكومة القطرية وبعض الحركات الإرهابية في دول آسيا الصغري ودور الشركات القطرية في نسج خيوط تلك العلاقة عن طريق رأس المال القطري الذي يتخذ من بعض تلك العمليات التجارية غطاء لتمويل ودعم التنظيمات الإرهابية في تلك الدول خاصة تنظيم القاعدة وحركة طالبان في باكستان وأفغانستان.
أما الفضيحة الكبري التي فجرها الموقع فهو دور الشركات القطرية في تجارة المخدرات مثل الأفيون والهيروين ونقلها من دول المصدر في أفغانستان وباكستان إلي عدد من الدول المجاورة، وكذلك ما كشفته وثائق ويكيليكس من قبل عن رفض الأسرة الحاكمة في قطر التعاون مع سائر دول العالم في جهود مكافحة الإرهاب، وهو الرفض الذي أدي إلي اعتبار قطر من أكبر الدول الداعمة للإرهاب والحاضنة له، ما عرض قطر لانتقادات شديدة من الجانب الأوروبي لم يخفف من حدته ووطأته سوي الدعم الأمريكي اللامحدود لقطر باعتبارها مقرا لأكبر قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في الشرق الأوسط، وهو ما يجعلها بمثابة الولاية الواحد والخمسين من الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول الموقع: إن العائلة الحاكمة في قطر كانت تريد ابتزاز المملكة العربية السعودية، والإمارات والبحرين وإخافة حكوماتهما بالتنظيمات الإرهابية التي ترعاها مثل تنظيم الإخوان المسلمين، وبالتالي تكتسب قطر النفوذ السياسي اللازم لجعل حكومات هذه الدول حكومات طيعة أيديولوجياً تتواجد وتنتشر في رقعة كبيرة من الخليج وعلي طول الساحل الذي يوجد به معظم النفط والغاز الطبيعي في المنطقة، وهو ما أوضحه البيان المشترك لهذه الدول الثلاث الذي قال إن هذه الدول قامت بجهود كبيرة لإقناع قطر لتنفيذ اتفاق نوفمبر 2013 بعدم دعم أي شخص يهدد أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي سواء كتنظيمات أو أفرادا، وسواء جاء هذا التهديد عن طريق العمل الأمني المباشر أو من خلال النفوذ السياسي، وأن تتوقف عن دعم وسائل الإعلام المعادية لهذه الدول، وهو ما يعني بالطبع قناة الجزيرة القطرية وغيرها من القنوات التي تدافع عن الإخوان والمتشددين وتهاجم حكومات الخليج ومصر الرافضة للسياسة القطرية وللمخطط الذي ترعاه قطر وتقوم بتنفيذه جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها.
ويؤكد الموقع أن قطر فقط وليس أي دولة سواها كانت هي عش الدبابير في منطقة الخليج والذي اجتذب إليه الجهاديون الهاربون والمطرودون من جميع أنحاء العالم، كما أن قطر كانت تقف بقوة وراء كل الانقلابات التي قادها الإخوان علي الحكومات التونسية والمصرية والليبية، بجانب سوريا وحتي جمهورية أفريقيا الوسطي، واللتان لايزال تجري بهما الحروب الأهلية والإبادة الجماعية.
ويشير الموقع إلي أن قطر هي أقرب حليف لإدارة أوباما في الشرق الأوسط، بالطبع مع استثناء حكومة الإخوان التي تحكم تركيا، ومن الغريب أن هذا القرب والتحالف الشديد بين أمريكا وقطر يأتي علي الرغم من أن "خالد شيخ محمد"، مهندس هجمات 11/9 علي برجي التجارة بنيويورك، كان اسمه متواجدا بقوة علي جدول الرواتب القطري، وكانت قطر تضع له راتبا شهريا ضخما، وليس ذلك فحسب، بل بأن الرجل كانت له "وظيفة" في الحكومة القطرية علي الرغم من عدم حضوره أبدا لمقر وظيفته تلك، وبينما كان خالد شيخ محمد يحصل علي راتبه هذا من الحكومة القطرية، كان يرسل مبلغ 660 دولارا لزوج أخته وابن عمه في نفس الوقت، وهو رمزي يوسف، وهو الرجل الذي وضع أول قنبلة في مركز التجارة العالمي في الهجوم الأول علي المبني في عام 1993.
كما أنه من العجيب -بحسب قول الموقع- أن يتم هذا التحالف الأمريكي-القطري علي الرغم من حقيقة أن التعاون القطري في الحرب علي الإرهاب وصف بأنه "الأسوأ في المنطقة" بحسب ما سربته وثائق ويكيليكس، وكذلك علي الرغم من حقيقة أن تبث قناة الجزيرة من مقرها في الدوحة برنامج "الشريعة والحياة" الذي يقدمه الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، والذي يشاهده نحو 60 مليون مشاهد، وهو البرنامج الذي دعا فيه القرضاوي لثورة إسلامية علي نموذج طالبان في جميع الدول العربية التي لا تطبق الشريعة، وكذلك دافع القرضاوي في برنامجه بشدة عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد اليهود وغير المسلمين علي طريقة الحزب النازي.
ويفجر الموقع قنبلة أخري بفتحه ملف الشركات الحكومية القطرية والتي تدخل في شراكة مع شركات ورجال أعمال منتمين لحركة طالبان، خاصة الشركة التابعة للجيش الباكستاني وهي NLC الشركة الباكستانية العسكرية الوطنية للنقل والإمداد، والتي تسيطر عليها حركة طالبان باكستان، وتدخل في شراكة مع رجال أعمال ومستثمرين قطريين، وهو ما يعني أن دولة قطر تملك حصة ملكية رسمية في NLC.
وتعمل شركةNLC علي إنجاز عدد من مشاريع البناء الجديدة في قطر، وهي تعد رسميا جزءا من الجيش الباكستاني. وأثناء الغزو السوفييتي لأفغانستان، بدأ سائقو الشاحنات العاملون بالشركة في نقل الهيروين من وإلي الدول الأخري التي تمر عليها تلك الشاحنات، وذلك بالإضافة لنقل الإمدادات العسكرية، وهذا أدي إلي نشوء ونمو مافيا المخدرات داخل المؤسسة العسكرية الباكستانية، والذين وجدوا في نهاية المطاف أنفسهم علي أرضية مشتركة مع حركة طالبان، وذلك بسبب قيام سائقي تلك الشاحنات باستئجار عناصر من طالبان لتوفير الحماية لقوافل الشاحنات الخاصة بهم، ويشدد الموقع علي أنه نظرا لتعاونهم في سياق إنتاج الأفيون والنقل، من المؤكد أنNLC في قطر تتورط وتشارك بكثافة في تجارة وتهريب المخدرات.
ويضيف الموقع أنه علي بعد أميال قليلة خارج الدوحة، توجد قاعدة "العيديد" الجوية الأمريكية، والتي تصفها موسوعة "ويكيبيديا" بقولها: "قاعدة العيديد الجوية هي قاعدة عسكرية غرب الدوحة، قطر، والمعروفة أيضا باسم "مطار أبو نخلة"... وتضم قوات التحالف الأجانب، ويوجد بها مقر القوات الجوية المركزية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك المجموعة رقم83 مشاة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وجناح رقم 379 التابع لحملة القوات الجوية الأمريكية. كما أن قاعدة العيديد هي محور أو مسرح العمليات في العراق وأفغانستان، وهي واحدة من القواعد العسكرية الأمريكية الأكثر أهمية في العالم بأسره، سواء من حيث الموقع الاستراتيجي أو التطور التقني، وذلك وفقا لتقرير خدمة أبحاث الكونجرس لعام 2010.
ويوضح الموقع أن قطر استثمرت أكثر من مليار دولار لبناء قاعدة العيديد الجوية خلال التسعينات، حيث لم يكن لديها قوة جوية خاصة بها في ذلك الوقت، كما منحت "فيلق" مهندسي الجيش الأمريكي أكثر من 100 مليار دولار لبناء سلاح الجو (MCAF) وعقود لبناء منشآت التخزين والإسكان والخدمات ومرافق الاتصالات الأمريكية بالإضافة لمنح وزارة الدفاع للسنة المالية 2010 مبلغ 60 مليون دولار لبناء مرافق ترفيهية وسكن القوات الجوية الجديدة في العيديد، وكذلك قدمت قطر مبلغ 64 مليونا دولار لذلك الأمر. ويقول الموقع إنه علي الرغم من حجم وقدرات قاعدة العيديد الكبيرة، لكنها ليست فقط مجرد قاعدة امريكية في قطر، فهناك قاعدة "السيلية" التي تقع أيضا خارج الدوحة، والتي تستخدم لتخزين وتجميع المواد التي تذهب إلي العراق وأفغانستان، وقد بدأ البناء في المرحلة الأولي في عام 1996، وهي الآن أكبر قاعدة للتخزين المسبق للجيش الأمريكي خارج الولايات المتحدة.
ويعود الموقع ليذكر بالعلاقة المتناقضة والغريبة بين الولايات المتحدة وقطر، فرغم وجود هاتين القاعدتين الرئيسيتين للقوات الأمريكية في قطر، إلا أن التعاون القطري مع الولايات المتحدة فيما يخص مكافحة الإرهاب بعد تعرض أمريكا لهجمات سبتمبر 2011 جاء شاحبا وهزيلا للغاية، ما دعا الكاتبة اليزابيث ينجارتن إلي تسمية قطر بأنها أسوأ البلدان مشاركة في جهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، وذلك بناء علي ما كشفه موقع ويكيليكس من برقية وزارة الخارجية الأمريكية والتي وصفت قطر بأنها مترددة في التحرك ضد الإرهابيين المعروفين، رغم حرصها علي الظهور بأنها تتماشي مع الولايات المتحدة في جهود مكافحة الإرهاب، وقد قدم الموقع بعض التفاصيل الغريبة عن هذه العلاقة لا سيما بالمقارنة مع تقرير الكونجرس حول هذا الأمر.
فبعد هجمات نيويورك وواشنطن، طلبت وزارة الخارجية الأمريكية دعم قطر في محاربة الإرهاب، وقد أصدرت قطر قانون مكافحة الإرهاب وأنشأت الهيئة القطرية للأعمال الخيرية (QACA) في عام 2004، وكان من المفترض أن تقوم هيئة (QACA) برصد عمليات جميع المؤسسات الخيرية القطرية والتأكد من تلك الجمعيات الخيرية لم تقم بتحويل الأموال للمنظمات الإرهابية، لكن كان هناك ما يثير الشبهة في الأمر، حيث نص قانون تلك الهيئة علي أن أمير قطر يمكنه وقف عمل (QACA) من الإشراف علي أنشطة أي منظمة معينة متي شاء !.
ويؤكد الموقع أن قلق الولايات المتحدة بشأن الدعم المادي للجماعات الإرهابية من قبل بعض القطريين، بما في ذلك أفراد من العائلة المالكة نفسها، كان يتأرجح بين جهود قطر الهزيلة لمكافحة الإرهاب، وبين التزامها باستضافة ودعم القوات العسكرية الأمريكية المستخدمة في العمليات الجارية في العراق وأفغانستان والحرب العالمية علي الإرهاب، وقد ظهر هذا القلق جليا في التناقض بين خطاب الولايات المتحدة في العلن، وما يمكنها قوله في الخفاء.
ويقول توبي جونز، أستاذ مساعد تاريخ الشرق الأوسط في جامعة روتجرز، إن الحفاظ علي الحقوق الامريكية في قطر وضمان التدفق المستقر للنفط والغاز الطبيعي المسال، كان أكثر أهمية من رغبة قطر في التعامل بجدية مع مسألة مكافحة الإرهاب، ويبدو أن تكلفة الولايات المتحدة في الضغط علي قطر علنا لكي تأخذ مسألة مكافحة الارهاب علي محمل الجد قد تكون مرتفعة جدا ومكلفة اقتصاديا للغاية.
لكن ربما تكون للمسؤولين الأمريكيين أسباب وجيهة للتشكيك والاشتباه في نوايا قطر الحقيقية، فمن ناحية قام أعضاء من العائلة المالكة باستضافة خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11/9، وربما ساعدوه علي الهرب من الاعتقال في الولايات المتحدة عام 2005، كما اكتشف المسؤولون رابطا آخر بين قطر والقاعدة، وهو أن قطر دفعت لتنظيم القاعدة - ولا تزال تدفع- ملايين الدولارات كل عام، حتي أن تنظيم القاعدة لم يهدد بمهاجمتها ولا مرة واحدة، ومن المؤكد أن قطر عقدت الصفقة مع القاعدة قبل غزو العراق عام 2003، وتم تجديدها في 2005، عندما هاجم انتحاري مصري ينتمي لتنظيم القاعدة مسرحا في الدوحة، ووقتها قال مسئول قطري كبير: نحن لسنا متأكدين أن الهجوم قد نفذه تنظيم القاعدة، لكن نحن عقدنا اتفاقا لكي نكون علي الجانب الآمن، فنحن هدف سهل ونفضل أن ندفع المال لتأمين مصالحنا الوطنية والاقتصادية، ونحن لسنا الوحيدين الذين نقوم بذلك !.وتعلق اليزابيث ينجارتن علي قول المسئول القطري بقولها إن قطر هي بالفعل واحدة من العديد من الدول التي تزعم أنها تمول الحركات الإسلامية لإنقاذ مواطنيها، وجزء من ذلك ما هو معروف عن الدعم المالي لحماس من خلال المنظمات الخيرية القطرية، وكذلك الدعم المعنوي الذي تتلقاه حماس من خلال الشيخ القطري الجنسية يوسف القرضاوي، وقد كان هذا الدعم معروفا تماما حتي أنه في 2009 حاول بعض أعضاء الكونجرس التأكيد علي أنه اذا كان هناك حاجة إلي استمرار الدعم السياسي الأمريكي لقطر، فإن هذا الدعم يجب ربطه بتوقف التدفقات المالية القطرية للإرهابيين.
وتوضح ينجارتن أن علاقة أمريكا الودودة مع قطر هي السبب الرئيسي لتردد الدوحة في التوافق مع كل مطالب الولايات المتحدة فيما يخص مكافحة الإرهاب، ومن الواضح أن قطر تحرص علي استرضاء المنظمات الإرهابية التي تهددها، فنظرا لأنها تستضيف قاعدتي العيديد والسيلية، تعتبر قطر أكثر عرضة لخطر الهجمات الارهابية من دول الجوار التي ليس بها قواعد أمريكية، والجدير بالذكر أن قطر تدفع أموالا طائلة لصيانة القواعد العسكرية الأمريكية الواقعة في حدودها، بينما لا تدفع الولايات المتحدة أي أموال علي سبيل الإيجار أو المرافق.
ويوضح الدكتور كريستوفر ديفيدسون، خبير الأمم المتحدة وأستاذ في جامعة دورهام البريطانية، أنه في حين أيدت دول مثل السعودية والإمارات بقوة الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب لأنها تعتمد إلي حد ما علي حماية الولايات المتحدة، نجد أن قطر لا يوجد لديها مثل هذا التأييد، وهو ما يفسر الانتقادات التي تتعرض لها قطر لعدم اتخاذها ما يكفي من إجراءات لمكافحة الإرهاب.
ويضيف أنه بجانب تمويل قطر المعروف لتنظيم القاعدة وعلاقاتها مع حماس وإيران، فإنها تحاول ذلك تعزيز سمعتها من خلال السماح للمال بالتدفق بحرية عبرها ليصل إلي أيدي الإرهابيين، وهي لا تطرح في ذلك أي أسئلة، فحكومات قطر تعتقد أن التضييق أو حتي التدقيق علي هذه الأموال من شأنه إغضاب الجماعات الإرهابية ما يضع قطر في خطر محتمل لشن بعض الهجمات ضدها. فإذا تم قطع ذلك التمويل، أو إذا استمعت السلطات القطرية إلي مطالب أمريكا وحاولت تشديد الأمور علي ذلك المال بحيث لا يمكنه أن يتدفق بسهولة، فسيكون هناك خطر حقيقي من عودة العمليات الجهادية إلي قطر، فدول الخليج الصغيرة لم تواجه حقا هجمات إرهابية خطيرة مثلما حدث في المملكة العربية السعودية، لكنها جميعا تعيش في خوف من حدوث ذلك يوما ما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.