في نهاية الشهر الجاري إذا لم ينجح السوريون في إسقاط نظام الأسد ستمر على ثورتهم عام كامل ، وعدد القتلى لا يزال في تزايد مستمر كل يوم ،ولم يستطيع المجتمع الدولي حتي الآن في التوصل لحل لإنهاء الأزمة ، وعلى الرغم من معارضة الجامعة العربية إلا انه لا توجد إي استجابة من جانب الرئيس السوري بشار الأسد ، وبدأ العالم يتساءل حول مستقبل سوريا ؟ كما انه لا أحد يعلم ما هو الوضع الذي ستكون عليه سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد ؟.. هذه الأسئلة حاولت العديد من الصحف الإسرائيلية الإجابة عنها ..الكاتب الإسرائيلي يهودا بلنجية أكد في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت ان نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أعلن أن بشار الأسد يعكف حاليا على تسليح مؤيديه من الأسرة العلوية ، استعدادا للوقت الذي سيسقط فيه ، وهو اليوم الذي سيفشل في قمع الثوار ويضطر لخوض معركة للدفاع عن حياته وحياة أسرته وأوضح بلنجيه أنه على الرغم من أن خدام قد يكون راغبا في نشوب حرب أهلية على اعتبار أنه سني ، وأسرة الأسد العلوية من الشيعة إلا أن تصريحه قد يكون به جانب من المنطق ، فقد يحاول العلويون بعد سقوط الأسد ان يؤسسوا دولة منفصلة عن سوريا ، وهو أمر ليس غريب على الطائفة العلوية ، حيث استطاعوا أن يحصلوا على الحكم الذاتي في العشرينيات من القرن الماضي في عهد الإنتداب الفرنسي لسوريا ،والآن وفي ظل المخاطر التي تحيط بسلطتهم ، فالأسرة العلوية كلها تستعد لحرب مصيرية أخيرة ، فالعلويون يعلمون جيدا أن سقوط نظام بشار الأسد قد يكون بمثابة تسونامي من الآلام والمعاناة لهم ، بعد أن مارسوا كل أنواع الذل والقمع ضد الشعب السوري ، وأصبحت المطالبة باستعادة الحكم الذاتي كسابق عهدهم أمرا منطقيا ، خاصة أنهم يتمتعون بالدعم الإيراني إلى جانب دعم حزب الله ، الذي تعمل كتائبه من سوريا وكأنها موطنه ، ومن المحتمل أن يحصل العلويون أيضا على دعم روسيا وأغلب الظن أن سقوط نظام الأسد لن يكون نهاية للآلام ، و عكس ما صرح به رئيس الأركان الإسرائيلي بني جينتس الذي ألمح إلى إمكانية استقبال العلويين في الجولان كلاجئين سياسيين ، لن يحاول العلويون أن يعبروا الطريق الطويل من شمال سوريا حتي يصلوا لإسرائيل ، لكن الواقع يشير إلى أنهم سيخوضوا حربا مصيرية ضد أعدائهم ، ما يعني نشوب حرب أهلية بين طائفتين التي قد تعيد العلويين مرة أخرى إلى السلطة أو تطيح بهم على غرار ما حدث بالنموذج الليبي وأشار الكاتب إلى أن حافظ الأسد بني لنفسه نظاما ائتلافيا أورثه لابنه بشار ، وهو النظام الذي كان يظم بداخله أبناء جلدته من العلويين وغيرهم من كل طوائف الشعب السوري ، إلى جانب أبناء الطائفة السنية التي تمثل الأغلبية ، لكن بشار كان أكثر حرصا علة مصالح وامن العلويين ، وعلى الرغم من ذلك فإذا اضطر العلويون إلى الاختيار بين مصلحة بشار ومصلحتهم الشخصية بعد أن يزداد الخناق عليه ، فسوف يفضلون مصلحتهم الشخصية وتوقع الكاتب أن يظهر النموذج اليمني لإنهاء الأزمة في سوريا ، وهو النموذج الذي اختار من خلاله الرئيس اليمني على عبد الله صالح سلامته وسلامة أسرته وقرر أن يترك الحكم ، فسوف يحظي حينها بشار الأسد وأسرته باللجوء السياسي لروسيا وفقا لتوقعات الكاتب ،بعد أن يستقيل برغبته من منصبه ، وفي الأغلب سوف يتلقي الشعب السوري هذا القرار بالترحيب ، كما سيثني عليه المجتمع الدولي وبالأخص روسيا ، وسوف تنقل صلاحيات الرئيس إلى النائب السني فاروق الشرع ،لحين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية أما الكاتب جي باخور فتوقع في مقال له بموقع جلوباس الإسرائيلي إنه في حالة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ، أو التنازل عن صلاحياته لنائبه فاروق الشرع ، سوف تدفع الأسرة العلوية التي ينتمي إليها الأسد ثمنا غاليا ، كما أنه في حالة استمراره في منصبه سوف يصاب الثوار السوريون بخيبة أمل كبيرة وهذا هو سبب عدم وجود تسوية للأزمة حتي الآن ، فالأمر لا يتعلق برئيس بعينه لكن يتعلق بالمجتمع ككل ، خاصة بالأقليات سواء الأقلية العلوية التي تحكم سوريا منذ عام 1970 ، وحتي الأقليات الدرزية والمسيحية فسوف يدفعون أيضا ثمنا غاليا في حالة سقوط الأسد لما سيتعرضون له من تطهير عرقي وطرد وتدمير وأشار الكاتب الإسرائيلي أن النهاية واضحة فلن تستطيع السلطة العلوية أن تستمر ، والأغلبية السنية سوف تطالب بأن تأخذ وضعها الطبيعي ، لكن حتى يحدث ذلك سوف يستمر سفك الدماء لفترة طويلة ، خاصة وانه لا يوجد تدخل دولي بسوريا مثلما حدث في ليبيا ، كما أن روسيا والصين قلقتان جدا من أي تدخل دولي ومن الواضح أن روسيا تستعد لأي تدخل دولي عسكري ، حيث نصبت حاملة الطائرات الروسية "أدميرال كوزينتشوف " أمام السواحل السورية ، كما وصلت غواصة نووية روسية لميناء طرطوس وكل هذه الآليات العسكرية على استعداد للدفاع عن الأسد ، وكان روسيا تبعث رسالة إلى حلف الناتو والولايات المتحدة وتركيا بان أي تدخل عسكري في سوريا سيعامل كما لو كان هجوما عسكريا على روسيا ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن بشار الأسد ازداد قسوة بعد أن تأكد أنه مدعوم عسكريا وسياسيا من الخارج، لكنه يعلم أيضا أن جيشه المنظم لا يستطيع القيام بمهمة حراسته ، فقام بدعم قوات الحرس الجمهوري المكون أساسا من العلويين وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن الحرس الجمهوري التابع للأسد مكون من 30 ألف جندي مسلحين بدبابات متقدمة ، ورشاشات وصواريخ ، من الأنواع الممنوع استخدامها لباقي وحدات الجيش ، كما أن كل وحدات الجيش السوري ممنوعة من الدخول إلى دمشق فيما عدا وحدات الحرس الجمهوري ، وحاليا أخرج الأسد هذه الوحدات علي حدود دمشق لحمايتها ولفت الكاتب إلى أن الجيش السوري الحر استطاع الحصول على حق اللجوء لتركيا ، ووفقا لتقارير غربية ، فالمخابرات الإنجليزية والفرنسية تحميه وتدعمه بالسلاح ، لعلمهم انه بدون تدخل دولي من الصعب إسقاط نظام الأسد ، وهم على يبدو يخططون لاختراق مدينة دمشق المحصنة وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن الجيش السوري حاول التمويه وتوصيل إيحاء للشعب السوري بأن عناصر خارجية هي التي تحاول دفع المتظاهرين وليسو جميعهم سوريون ، وبالطبع كانت إسرائيل أول الدول المتهمة وإسرائيل تتعقب قسوة الجيش السوري من خلال وجهتين نظر الأولى تزعم أن الأسرة العلوية هي شريك للسلام مع إسرائيل ، ولكن لحسن حظ الإسرائيليين لم يشتروا هذا الوهم ، حتى اتضح لهم في الوقت الحالي مدي قسوة هذا النظام السوري وكذبه وتضليله الذي أبعد عنه كل العرب ووجهة النظر الثانية كما أوضح الكاتب الإسرائيلي أنه لحسن الحظ ان هضبة الجولان لا تزال في يد الإسرائيليين وسوف تظل هكذا ، وإن كانت استعادتها سوريا لوصل حمام الدماء إليها وأثر بشكل سلبي على شمال إسرائيل وهناك عدة دروس استفادها الإسرائيليون من الأزمة السورية ، فخلال هذه الأزمة لم تتورط إسرائيل ولم تدفع ثمن الصراعات الداخلية العربية ، وتوقفت وظيفة إسرائيل عند حد المتابعة من الخارج ، ولم تحاول التدخل بأي شكل من الأشكال، وكل التدخلات كانت كلامية ومن شأنها أن تدرأ النيران عن إسرائيل ، فالأمر برمته لا يعني الإسرائيليون فالأزمة ليست أزمتهم