الشعب المصري يحتاج لضحكة من القلب، يداوي بها جروحه، ويجفف من خلالها دموعه، ويتغلب بها علي أحزانه، ولا ينكر أحد أن المصريين هم أهل الفكاهة، والنكتة الجميلة، أو أنهم أصحاب الإفيه الذي يضرب به المثل في جميع المجتمعات، نحن أمة تتغلب علي مصائبها، وآلامها وتهون علي بعضها بالكلمة الضاحكة لأننا شعب لا تكسره المؤمرات، بهذه الكلمات استقبلنا المخرج عمرو عابدين رئيس قناة "نايل كوميدي"، والذي تحدث خلال حواره عن خطته لتطوير شاشة القناة، وإعادة الابتسامة لوجوه المصريين مرة ثانية، بعد غياب دام سنوات، تزامنا مع حالة الفقر المادي التي تعيشها قطاعات ماسبيرو حاليا، والتي يتغلب عليها بعلاقاته الشخصية. ففي البداية أعلن عمرو عابدين، أنه تم الاتفاق مع رئيس قطاع القنوات المتخصصة، الإعلامي عبدالفتاح حسن، علي أن يتم تخصيص جزء من ميزانية القطاع لاستخدامها في إنتاج عدد من البرامج الجديدة، علي شاشة القناة، في إطار تنفيذ خطة التطوير المقترحة للشاشة بما يتناسب مع المرحلة الحالية، التي تسعي فيها شاشات الإعلام الرسمي لتحقيق نتائج طيبة تتمثل في تقديم منتج جيد، يكون جاذبا للمواد الإعلانية التي تقل بصورة كبيرة، وكأنها تدخل في مخاصمة مع التليفزيون الرسمي، موضحا أنه تمت الموافقة بالفعل علي مقترحات القناة، حيث سيتم توجيه جزء ليس بقليل من إجمالي الميزانية، يمكن من خلالها للقناة إنتاج مالا يقل عن 3 برامج جديدة، ستساهم بشكل كبير لدي عرضها في إحداث طفرة كبيرة علي الشاشة. وأوضح عابدين، أن خطته التي سيتم تنفيذها قريبا لتطوير الأداء علي الشاشة، تتضمن استحداث برنامج كوميدي، بعنوان "مع شاؤوب المصري"، والذي يجسد شخصية رجل مسن، وعالم في كل أمور المصريين، وسيتناول البرنامج، روايات عن التاريخ منذ عصر الملك فاروق، وحتي الأحداث الراهنة التي تمر بها مصر، لافتا إلي أن تطور الأحداث سيكون في إطار كوميدي ممتع، يخرج بالمشاهد من حالة الأحزان التي تحاصره، مؤكدا علي أن البرنامج سيقدمه الإعلامي، محمد نصار، ويخرجه محمد ناير، مشيرا إلي أن الخطة تتضمن أيضا تقديم نشرة فنية بصورة كوميدية، ومسلسل ميني كوم ستقوم القناة بإنتاجه، كاشفا عن أنه ستتم إذاعة سهرة كوميدية، وبرنامج ساعة لقلبك، كما أوضح أنه تم استحداث فقرة تتخلل الفواصل بعنوان "ضحكة سبوت"، حيث تعرض أهم المشاهد الكوميدية المضحكة في الأعمال الكوميدية المختلفة. ولأن ماسبيرو بصورة عامة، يعيش أزمات مالية طاحنة، تجعل من الآمال محالا لعدم توافر الأموال والميزانيات اللازمة لإنفاقها علي سبل مصالحة المشاهد المصري، فاجأنا عمرو عابدين، عندما سألناه عنالمنافسة مع القنوات الخاصة، حيث قال: "احنا بنغزل برجل حمارة"، وأضاف أنه علي الرغم من ذلك، إلا أن أبناء القناة يعيشون حالة من الفخر والعزة، بعد إعلان نتيجة الاستفتاء الدوري الذي تجريه الأمانة العامة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، حيث أوضح أن "نايل كوميدي"، من أولي القنوات التليفزيونية، مشاهدة، وهذا يعطي دافعا نحو التميز. وأكد أن عرض الأعمال علي شاشة القناة يحتاج إلي أموال وميزانيات يجب توفيرها لتذهب إلي المنتجين، إلا أنه بسبب الأزمة التي يعيشها الاتحاد فتم الاعتماد علي العلاقات الشخصية، لافتا إلي أنه نجح في الحصول علي عدد من الأعمال الدرامية لعرضها علي شاشة "نايل كوميدي"، بطريقة "الإهداءات للعرض مرة واحدة"، ومنها ما تعرضه الشاشة الآن، ك"مسيو رمضان أبوالعلمين"، والذي قدمه لنا المنتج تامر مرسي، لإذاعته بطريقة الإهداء، كما حصلت القناة أيضا علي مسلسل "يتربي في عزو"، والذي أنتجه عصام شعبان، كاشفا عن أنه تم الحصول علي المسلسلين معتمدا علي جهوده وعلاقات شخصية تجمعه بمنتجي هذه الأعمال، وأنه مازال يجري عددا من الاتصالات بمنتجين آخرين، للحصول علي عدد آخر من الأعمال الكوميدية لعرضها علي الشاشة. وتزامنا مع حالة لم الشمل، التي شهدها الإعلام المصري، بعدما ضرب تليفزيون الشعب، المثل باتحاده مع القنوات الخاصة، أثني عابدين، علي الجهود التي بذلها كل من الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، والإعلامي عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لتحقيق هذا الأمر، موضحا أن المستفيد الأول هو المشاهد المصري، لافتا إلي أن هذا لم يكن صعبا، ولكنه كان يحتاج شخصا يلتف حوله الآخرون، وهو ماحدث، وبسؤاله عن المستفيد من الشاشتين "الحكومية، والخاصة"، قال رئيس "نايل كوميدي"، إن الاثنين استفادا من هذا الجمع، خاصة بعد التوحد، مطالبا بألا يتم تحديد حجم الاستفادة من خلال كم الإعلانات التي تذاع علي الشاشة، حيث إن التليفزيون الحكومي، له رسالة غير هادفة إلي الربح، حيث يهتم بالتثقيف، والبناء والتعليم. وبسؤال رئيس قناة "نايل كوميدي"، عن ظهور قنوات فضائية، تمثل مخاطر جمة علي الإعلام، حيث تعرض أعمالا لاتليق بالذوق العام، وتحرض علي الممارسات المرفوضة في المجتمع المصري، والتي كان آخرها، قناتا "رابعة، الإخوانية"، ثم «فلول» التي أطلقتها الراقصة سما المصري، للرد علي القناة الإخوانية"، قال إنه لم يرهما، ولكن بصورة عامة، فالمشاهد المصري، لن يشاهد أي قناة يتأكد من أنها لا ترتقي إلي مستوي مشاهدته، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة ظهور آليات وتشريعات، لضبط مسألة إصدار التراخيص، وإطلاق القنوات الفضائية، مشيرا إلي أن الأمر تختص به بصورة كبيرة وزارة الاستثمار، وعن دور نقابة الإعلاميين، في هذه القضية، أكد أن الأمور مازالت غامضة بشأن مصير النقابة وهل أنها ستري النور أم لا، مشددا علي ضرورة وجود ميثاق شرف إعلامي، لضبط الرسالة الإعلامية، ومعاقبة من يتخطي الحيادية، وعما يشاع بأنه سيتم تخصيص أمر إطلاق الفضائيات لوزارة الإعلام، أكد عابدين، أنه لايتوقع ذلك، خاصة وأنه يتعلق كثيرا بالسوق الحرة ويخص وزارة الاستثمار، وأضاف أنه يجب توجيه التساؤل للحكومة. وعما يشاع بشأن الدخول في شراكات إنتاجية قريبا، قال عابدين، إنه مفيد لنا جدا، والوزيرة كشفت عن نيتها لتنفيذ ذلك، من خلال تقديم محتوي فني رائع، وأضاف أنه سيتم الاعتماد علي عدد من الإعلاميين، من أبناء القناة، لتقديم البرامج الكوميدية، بطريقة تساهم في تخفيض حجم الميزانيات المخصصة من خلال توفير الأموال التي كانت تذهب إلي نجوم الكوميديا، لافتا إلي أنه عند توفير تلك الاعتمادات يمكن توجيهها إلي إنتاج عدد من الأعمال، مشيرا إلي أنه قد يتم الاستعانة ببعض الفنانين لإدارة المشروع الفني، كما أوضح عابدين، أن هناك طفرة ستشهدها شاشة نايل كوميدي، قريبا من خلال إنتاج شخصية شاؤوب المصري، الكوميدية، التي ابتكرها أبناء القناة، ولن يتم الاستعانة بأحد نجوم الكوميديا، لكن سيقدمها إعلاميو القناة. كما أوضح عابدين، أنه سيتم عرض أغنية خاصة بالقناة، تأتي في إطار الإهداءات، باسم "الضحكة الرايقة"، من تأليف حسن عطية، وتلحين نائل نبيل، وغناء نهال نبيل. وأما بالنسبة لمدي رضاه عن أداء الشاشة، أعلن عابدين، أنه يرضي عن حالتها بنسبة لاتزيد علي 65%، في ظل اختفاء الدعم المادي، الذي يروج السوق الإنتاجي بالقناة، كاشفا عن أن هذا الأمر سيحدث قريبا، وأشار إلي أن القناة لاتوجد بها عمالة زائدة، معلنا أن عددهم لايزيد علي 30 فردا، هم معنيون بإسعاد ملايين المصريين. وبسؤاله عن حجم الأعداد الكوميدية التي تحتاجها "نايل كوميدي"، لتتنافس بها بالعرض الحصري، أكد عابدين، أنها لاتقل عن 5 مسلسلات كوميدية. وعن إمكانية عرض البرامج السياسية الساخرة، كبرنامج "آدم شو"، علي شاشة القناة، قال عابدين، ما هو المانع من عرضه، موضحا أنه لو وجدت بعض الألفاظ أو العبارات الخادشة للحياء، فسوف يتم حجبها. وأما بالنسبة لملف الإعلانات، وحجم مايذاع منها علي شاشة "نايل كوميدي"، قال رئيس القناة، إن حجم الإعلانات، ضعيف جدا، ونحن نجاهد من أجل زيادتها بما يتناسب وطموحاتنا، كما تعجب عابدين، من أنه يتم عرض نفس المحتوي الذي تعرضه القنوات الأخري، ويتوسطها مئات الإعلانات، كاشفا عن أن هناك مؤامرة كبري تحاك حول التليفزيون الرسمي، وعن سبل مواجهتها شدد عمرو عابدين، رئيس القناة، علي ضرورة إجراء مصالحة مع شركات ووكالات الإعلانات الكبري، والاتفاق علي إعادة توزيع تورتة الإعلانات بالتساوي بين القنوات الفضائية، والتليفزيون المصري، موضحا أن هذا قد يحدث قريبا في حضرة د. درية شرف الدين، والإعلامي عصام الأمير، بالتوازي مع محاولات تجويد المنتج الإعلامي، فضلا عن تعديل لائحة الإعلانات. وبسؤاله حول موقفه في حالة قيام أحد المنتجين بعرض بعض الأعمال الكوميدية، التي تحتوي علي خروج عن المألوف، قال عابدين، إن مثل هذه الأعمال لا يمكن عرضها علي الشاشة، حتي وإن كانت ستجلب بعرضها، إعلانات بمليارات الجنيهات، خاصة وأن التليفزيون الشعبي، له رسالة تربوية، وتثقيفية، يلتزم بها. وعن طامة الأزمات التي تهدد بالكوارث والمتمثلة في اكتشاف أنصار الإخوان، ممن يحاولون تسييس الشاشة التي يعملون بها تحقيقا لمصالح الجماعة الإرهابية، علق عمرو عابدين، قائلا: "نايل كوميدي"، خالية من الإخوان. وأضاف عابدين، أن المسلسل الواحد يتراوح سعر إذاعته لأول مرة، بين 3 و4 ملايين جنيه، وأضاف أن العلاقات الشخصية التي تجمعه بعدد من المنتجين وفرت لخزينة التليفزيون قيمة تلك الأعمال التي يتم عرضها، موضحا أنه بصدد الاتفاق مع منتج مسلسل "مبروك جالك قلق"، للحصول عليه لعرضه علي الشاشة، لافتا إلي أنه يحاول مع منتج مسلسل "عصابة بابا وماما"، لإذاعته علي نايل كوميدي، قريبا. وبمواجهته بالرؤي التي تؤكد أن القنوات المتخصصة، أصابت المشاهد بحالة من التشتيت، نفي عابدين ذلك، جملة وتفصيلا، قائلا: القنوات المتخصصة لها رسالة هادفة، ومحتوي يخصها، لافتا إلي أن "نايل كوميدي"، أبهرت المشاهد.