أكد الشيخ عبدالله بدران أمين حزب النور بالإسكندرية علي مشاركة قواعد الحزب وكوادره بنسبة 90 % في عملية التصويت علي الاستفتاء، مشيرا إلي أن تصويت المصريين ب "نعم" علي الدستور جاء استكمالا لثورتي 25 يناير و30 يونية. وقال "بدران" في حواره مع "الموجز" إن الحزب لديه قاعدة جماهيرية تمكنه من إقامة حزب جديد في حالة الطعن عليه، لافتا إلي أن "النور" ليس حزبا دينيا وليس لدي أعضائه ممانعة في انضمام الأقباط للحزب لأنهم شركاء الوطن لكن ترشحهم لمقاعد البرلمان غير متاح حاليا وإلي نص الحوار: في البداية.. كيف تري نتائج التصويت علي الدستور.. وهل تري أن نسب المشاركة كانت مرضية؟ نتائج التصويت علي الدستور ب "نعم" تعني إرادة جديدة للشعب المصري وشرعية جديدة لخارطة الطريق، وأعتقد أن النزاهة التي تتمتع به الاستفتاء من خلال الإشراف القضائي الكامل تعد استكمالا لثورتي 25 يناير و30 يونية، وتعبيرا عن إرادة حقيقية للشعب المصري وليس تكريسا للطريقة القديمة التي كانت تتبع في ظل تخوف بعض القوي السياسية من عودة الساعة إلي الوراء بالطريقة التي كانت تتم بها الاستفتاءات السابقة، ولكننا لا يمكن أن نختزل المشهد السياسي الحالي وتأثيره في نسب المشاركة حيث مرت مصر بمرحلة من الاحتقان السياسي في منتصف تولي حكم الرئيس المعزول محمد مرسي صاحبها استقطاب للشارع السياسي وحدوث عنف عقب ثورة 30 يونية وكلها عوامل لها أثر كبير علي نسب المشاركة.. فضلا عن عوامل أخري مثل تأثير الإعلام المغرض متمثلا في قناة الجزيرة التي تحاول أن تكون معولا لهدم مؤسسات الدولة الحالية من خلال تنفيذ أجندة خارجية، والشعب المصري بطبيعته عاطفي ويتأثر بما يبث من خلال هذه القناة.. وهناك عوامل أخري أثرت سلبا علي مشاركة الناخبين مثل عدم وجود عطلة رسمية في أيام الاستفتاء علي الدستور مما ترك تأثيرا سلبيا علي نسب المشاركة لانشغال المواطنين بأعمالهم، فضلا عن استحداث خريطة جديدة في كشوف الناخبين وتغيير اللجان وتباعدها عن أماكن سكن المواطنين.. ورغم هذه العوامل إلا أن حزب النور كان الحزب الوحيد الذي قدم خدمات لوجيستية أثناء الاستفتاء من بينها خدمة "اعرف لجنتك" كما قدم وسائل مواصلات لتوصيل الناخبين التي تبعد لجانهم عشرات الكيلو مترات عن أماكن سكنهم، ورغم كل هذه العوامل يمكن القول أن إجمالي نسب المشاركة مقبولة. هناك اتهامات ل"النور" بعدم السيطرة علي قواعده فيما يتعلق بالمشاركة بل إن هناك من يقول إن من نزل للاستفتاء من الحزب هم رموزه وعشرات الأعضاء فقط.. ما ردك؟ للأسف الشديد من يحكم بهذا الحكم غير مدرك لحقيقة القواعد وما تقوم به، وقواعد حزب النور ثابتة وتتحرك من خلال قرارات القيادة، وموقنة تماما بأن القرار مؤسسي وأن الحزب يأخذ قراره بناء علي ركائز أساسية وهي الشوري مع مؤسسات الهيئة العليا للحزب والمجلس الرئاسي، وتقييم الدور الذي يقوم به الحزب في ظل هذا الاستقطاب الذي يتعرض له الشعب المصري ظالم. إذن لماذا اختفي مشهد الحشد أمام اللجان من أنصار الحزب والدعوة السلفية علي عكس ما حدث في الاستفتاءات والانتخابات السابقة؟ هذا المشهد كان لحزب النور في ظل تواجده مع التيار الإسلامي ككل والذي لم يعد موجودا منه سوي حزب النور فقط، بل يمكنني القول أنه ليس هناك مؤسسات حزبية منظمة وحقيقية في المشهد السياسي الآن سوي حزب النور، وهذا ما أكدته آخر إحصائية رفعتها المنظمات الدولية التي أشارت إلي وجود أكثر من 200 ألف عضو بالحزب.. وإلا فدلوني إذن علي تنظيم سياسي آخر لديه نفس العدد بين أعضائه، فهذا توصيف غير مرض.. ومع ذلك لا ننكر وجود عوامل كان لها أثرها في هذا المشهد، ودور الحزب لم يكن قاصرا علي التصويت فقط بل امتد لأكثر من ذلك، وفي خلال شهر كامل عقد الحزب مؤتمرات حاشدة في جميع محافظات الجمهورية فضلا عن جولات قيادات الحزب لمناقشة وتبصير الشعب المصري بمواد الدستور. بكم تقدر نسبة مشاركة أعضاء حزب النور والدعوة السلفية بالاستفتاء علي الدستور؟ أستطيع القول بأن نسب مشاركة القواعد المنتمية للحزب وكوادرهم لم تقل عن 90% من إجمالي الأعضاء علي مستوي الجمهورية وترتفع عن ذلك داخل محافظة الإسكندرية، بالإضافة إلي أن الحزب تحمل أعباء وخدمات لوجيستية لجميع المواطنين علي مختلف انتماءاتهم. حزب سياسي بعد إقرار الدستور ماذا ستفعلون لو طعن عليكم كحزب ديني خاصة وأن الدستور يمنع إقامة الأحزاب علي أساس ديني؟ لسنا حزبا دينيا، كما أن الحزب تأسس مع وجود هذه المادة في الإعلان الدستوري في مارس 2011 ونحن حزب سياسي يتمتع بكافة المقاييس المعمول بها طبقا لقانون الأحزاب السياسية، لكن برنامجنا له مرجعية هي الشريعة الإسلامية وهو أمر مطابق للمادة الثانية من الدستور التي ترتكز علي أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، كما أننا متواجدون منذ عشرات السنين في العمل الاجتماعي ولدينا قاعدة جماهيرية تمكننا من إقامة حزب آخر في حال الطعن علينا. وهل هذا يعني أنه من الممكن أن يرشح الحزب أقباطا علي قوائمه؟ لا نمانع في انضمام الأقباط بصفة عامة للحزب لأنهم شركاءنا في الوطن لكن كأعضاء فقط، لكن مسألة ترشحهم لمقاعد برلمانية غير متاح حتي الآن. وهل من الممكن أن يتحالف الحزب مع قوي مدنية في الانتخابات البرلمانية القادمة؟ برنامج الحزب منذ نشأته لم يتضمن أي تحالفات حتي الآن، لكن قد يكون هناك قدر من التنسيق في بعض المقاعد الفردية بيننا وبين القوي السياسية الأخري التي لا يتعارض برامجها مع برنامج الحزب ويكون لها قدر من النفع والكفاءة العالية التي لا تتوافر لدي كوادر حزب النور، أما التحالف فهو غير وارد مع قوي مدنية أو مع قوي سياسية أخري إلا إذا كانت قوي سياسية لها قناعة تامة ببرنامج حزب النور. النظام المختلط ماذا عن النظام الانتخابي القادم الذي يفضله الحزب؟ سبق وعبرنا عن رؤيتنا في مناقشات عديدة مع مؤسسة الرئاسة ونري أن النظام المختلط هو الأفضل والذي يجمع بين القائمة والفردي لأنه يمنح القوي السياسية والأحزاب المشاركة فاعلية، ولا يمنع وجود قوائم مختلطة كما أنها تمكن المستقلين من عمل قوائم، لذا نجده أنسب بكثير ويتح الفرصة لمشاركة المؤسسات بفاعلية أكبر. في رأيك.. أيهم أفضل أولا.. الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية؟ ليس هناك حاجة للتعجل في الانتخابات الرئاسية لان مؤسسة الرئاسة الآن تسيّر أعمالها من خلال الرئيس المؤقت الموجود حاليا، ونري أن الاحتياج الموجود حاليا هو احتياج برلماني ونفضل الالتزام بخارطة الطريق علي أن تكون الانتخابات البرلمانية أولا. وهل ستعترضون في حال تعديل خارطة الطريق؟ ليس معني المعارضة الانسحاب أو إحداث ضجة بدون داعي ولكننا سنبدي رأينا ونسجل اعتراضنا، ومع ذلك سنلتزم بما يتم التوافق عليه لان الحالة التي تمر بها مصر يجعلنا نقدم مصلحة الوطن علي مصالح حزبية ضيقة. ترشيح "السيسي" هل سيدعم الحزب الفريق أول عبدالفتاح السيسي حال ترشحه للانتخابات الرئاسية أم أنكم ستدعمون أي مرشح إسلامي؟ قرار الحزب قرار مؤسسي يتم من خلال مؤسساته ولا يتم مناقشة الموضوع إلا بعد غلق باب الترشح كاملا وانتهاء الطعون المقدمة حتي يتم استعراض كل الشخصيات من خلال تشكيل لجنة متخصصة لدراسة كل شخصية علي حدا وهذا هو نهج حزب النور دائما، وسبق وأن عبرنا عن وجهة نظرنا بشأن عدم ترشيح رئيس ينتمي للتيار الإسلامي وأظن أن وجهتنا ستتأكد أكثر هذه المرة خاصة بعد التجربة الماضية، فضلا عن رؤية الحزب التي ستحدد من خلال قرار مؤسسي. وما هو رأيك الشخصي في ترشح الفريق "السيسي" للرئاسة؟ إذا كان هناك مجال للنصيحة فإني أنصح الفريق السيسي بعدم الترشح لانتخابات منصب رئيس الجمهورية وأفضل عدم ترشحه هذه الدورة، وأري أن موقعه كقائد عام للقوات المسلحة في احتياج له أكثر في هذه المرحلة من تواجده في منصب رئاسة جمهورية. إذا حدث تغيير وزاري قبل الانتخابات البرلمانية.. هل ممكن أن يشارك "النور" في الوزارة الجديدة أم يفضل الانتظار إلي ما بعد الانتخابات؟ لن نشارك إلا بالرأي والمشورة والإشارة إلي الكفاءات حتي وإن كنا من داخل البرلمان وهذا ليس معناه أن يستحوذ أبناء الحزب علي مقاعد البرلمان المرتقبة، ونري أن مصر في حاجة إلي حكومة تكنوقراط أكثر منها حزبية سواء الآن أو بعد البرلمان وهذا هو توجهنا ولابد من تقديم مصلحة الوطن علي المصلحة الحزبية الضيقة وإنقاذ الاقتصاد المصري. في رأيك.. هل يستطيع حزب النور الحصول علي أغلبية البرلمان القادم؟ لسنا حريصين في المرحلة الحالية علي أن نستحوذ علي أغلبية، لكننا نريد أن نمثل قوة ضغط جيدة لتجويد الأداء الحكومي وإحداث رقابة فاعلة لفائدة المواطن، وكذلك محاولة المشاركة في اتخاذ القرار الصائب عن طريق المشورة والتشاور مع الإدارة القادمة. خلاف منهجي إذن انتم لستم ورثة الإخوان كما يدعي البعض؟ "النور" ليس حريصا علي أن يكون وريثا لأحد، فالحزب ولد عقب ثورة 25 يناير كمسمي لكن كوادره وقياداته ورؤيته موجودة منذ عشرات السنين داخل المجتمع، ونحن نمثل أنفسنا فقط ولا نمثل تيارا معينا بديلا لتيار آخر. برأيك ماذا ستفعل جماعة الإخوان المسلمين بعد إقرار الدستور؟ لا اعرف ما ستفعل هذه الجماعة فقد قامت بتصرفات تتصادم مع كل التصورات التي من الممكن أن يتخيلها الإنسان. في حال قيام جماعة الإخوان بمراجعات هل ستتحالفون معها من جديد؟ لم نتحالف معها وهي في موقع أفضل من ذلك بكثير والأمر ليس مرتبطا بالقوة والضعف لكن هناك خلاف منهجي من جهة، فضلا عن تخوف من الماضي.. فقبل تولي الدكتور مرسي مقاليد الحكم أخذنا كثيرا من الوعود لتلافي هذه الخلافات لكن هذا لم يحدث وكلها معطيات جديدة تشير لعدم التحالف مع الجماعة من جديد. هل استطاعت جماعة الإخوان المسلمين إحداث انشقاقات داخل حزب النور والدعوة السلفية؟ بالفعل ساعدت الجماعة علي إحداث انشقاقات داخل الحزب بالذات لكن تيار الدعوة السلفية لم يحدث معه ذلك رغم محاولة استقطاب الدكتور سعيد عبد العظيم وعلي التوازي قامت باستقطاب ودعم لوجيستي للدكتور عماد عبد الغفور في محاولة لتفكيك الحزب، سبقها محاولة احتواء ولم تنجح فيها وبالتالي لم يجد الإخوان أمامهم إلا تحطيم حزب النور كرمز يمثل التيار السلفي الوحيد في مصر إلا أنهم فشلوا. أخيرا.. ماذا تقول لجماعة الإخوان المسلمين؟ أطلب منهم كقيادة أولا أن يتحملوا مسئوليتهم لأنهم سيسألون أمام الله عز وجل علي توجيههم هذه الجموع من جماعة الإخوان والشباب المغرر به والمتعاطف مع المشروع الإسلامي فهم سيسألون عن هذا التوجيه الخاطئ الذي يتبنوه في هذه المرحلة.. وأطالب شباب الإخوان بأن تكون لهم رؤية حقيقية لمستقبل هذا البلد لأن القيادات زائلة في حين أن البلد ملك للأجيال القادمة ولهم كشباب ولابد من وجود تضحيات حتي لو كانت تتصادم مع العواطف من أجل أمن المجتمع ككل، والأمثلة في البلدان المجاورة شاهدة علي ذلك مثلما حدث في الجزائر والعراق وسوريا الآن إضافة إلي تقسيم السودان، ومصر موجودة في ظل مشروع مخطط له منذ عشرات السنين يتضمن دخول خريطة تقسيم الشرق الأوسط الجديد، وفي حال تقسيم الوطن لن يكون هناك مستقبل لحياة سياسية ولابد من رؤية وقراءة التاريخ قراءة جيدة.