الدراما العربية تتجاهل التاريخ في 2013

وحده مسلسل "خيبر" الذي يمثّل الأعمال التاريخية، بشكلها التقليدي، بين الأعمال الدرامية العربية المُنتجة في الموسم الرمضاني 2013. هذا يعكس ميلاً واضحاً للابتعاد عن نبش كتب التاريخ القديم، لصالح أعمال تاريخية معاصرة، إن صح التعبير، ذاكراتها قريبة لا تتجاوز المئة عام، تناولت الفترة التاريخية هذه وفق منحيين اثنين: الأول يتناول الحدث التاريخي المُعاصر بشكل مباشر، والمنحى الثاني يتناوله خلفية لأحداث اجتماعية متخيلة.
خيبر.. لكل العرب
يتناول مسلسل "خيبر" حياة اليهود الاجتماعية والاقتصادية والدينية، وجلائهم عن شبه الجزيرة العربية، وقصة تحالفهم مع من حولهم من القبائل المجاورة والصراعات القائمة بينهم.
المسلسل نموذج لما يمكن أن نسمية "دراما عربية مشتركة"، فهو من إنتاج قطري (شركة "إيكوميديا") القطرية، وتأليف مصري (يسري الجندي)، وإخراج أردني (محمد عزيزية)، وتجسيد تمثيلي لفنانين من سورية ومصر، وغيرهما.
خليجية.. تراثية
الدراما الخليجية اختارت هذا الموسم تقديم أكثر من عمل ضمن أجواء تراثية تعود إلى ما قبل نصف قرن، باستثناء عمل واحد هو "أهل البلد"، الذي يتناول سبع قصص تدور قبل ثمانين عاماً، أما مسلسل "الملافع" فهو مسلسل تراثي الطابع يعود إلى خمسينيات القرن الماضي في الكويت، ويرصد كيف يواجه المجتمع آنذاك صعوبات الحياة، وعلاقة الحكام والشيوخ بالمواطنين، حيث يجسد الفنان القدير محمد المنصور شخصية الشيخ عبدالله الجابر، ويتناول مسلسل "القياضة" قصة حبّ عذرية تدور أحداثها في أجواء تراثية تعود بنا إلى سنوات الستينيات وما قبلها، في الإمارات العربية المتحدة. ويتناول "زمان لوّل" ضمن أجواء تراثية كوميدية، ماضي إمارة أبوظبي في سبعينيات القرن الماضي وبداية الازدهار وتدفق النشاط الاقتصادي والتعليمي.
سورية.. دمشقية
الحدث التاريخي سيظهر في عملين سوريين ينتميان إلى ما بات يعرف ب"دراما البيئة الشامية"، حيث تستند أحداثهما إلى وقائع تاريخية محددة، أو تدور على خلفية تلك الوقائع، هما: "ياسمين عتيق" الذي تسلط أحداثه الضوء على حياة أهل الشام في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، تبدأ بحكم الوالي رؤوف باشا، وصولاً إلى حملة إبراهيم باشا على دمشق. والمسلسل الثاني هو "زمن البرغوت2" الذي تبدأ أحداثه سنة 1917، وتستمر إلى عام 1926، ويرصد العمل حكايات أبطاله على خلفية ما شهدته هذه المرحلة من أحداث مهمة، ابتداءً من نهاية الحكم العثماني، مررواً بالحكم العربي ممثلاً بالملك فيصل، وما تلاه من الاحتلال الفرنسي لسوريا.
وعلى مدار نحو خمسين عاماً ستدور أحداث المسلسل السوري "حدث في دمشق"، منذ العام 1948 بعد إعلان دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" وحدوث النكبة، وصولاً إلى العام 2001، بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، وذلك من خلال حكاية الفتاة وداد، التي تعشق شاباً من غير ملّتها، لكنها تضطر للزواج بآخر.
مصرية.. مشغولة بالثورة
مسلسلان اثنان ستقدمها الدراما المصرية هما "أهل الهوى" الذي تناول سيرة حياة الشاعر الكبير بيرم التونسي (1893- 1961)، وتعرّض لجوانب من حياته الاجتماعية والفنية، ومدى ارتباطه بنجوم تلك الفترة من شعراء جيله والموسيقيين والمطربين، واستعرض المسلسل الظروف السياسية في مصر، مروراً بثورة 1919 وثورة يوليو (تموز) 1952، في الفترة التي عاشها بيرم. أما المسلسل الثاني فهو "ذات" الذي امتدت أحداثه على مدى نحو نصف قرن من تاريخ مصر، تبدأ من ستينيات القرن الفائت وحتى قيام ثورة يناير2011 في مصر.