أصدرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بياناً يتضمن بروتوكولاً جديداً للنساء الحوامل والأطفال الرضع والصغار بضرورة الاقتصار على الحليب المبستر ومنتجاته فقط، وتجنب الحليب الخام. نُشر البيان في دورية طب الأطفال، وتضمن دعم عدة جهات أميركية لهذه التوصية منها الرابطة الأميركية للطب البيطري، والجمعية الدولية لحماية الأغذية، وجمعية البيئة والصحة الوطنية، وإدارة الدواء والغذاء الأميركية، وجمعية الصحة العالمية. وبحسب المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية، يمكن للحليب ومنتجاته غير المبسترة أن تحتوي على البكتريا الضارة والفيروسات والطفيليات، التي قد تؤدي إلى إسهال وتقلصات في المعدة، وفي بعض الحالات الأكثر شدة قد تتسبب في الفشل الكلوي أو الشلل أو الوفاة. وحددت التوصية المجموعات الأكثر تعرضاً للخطر من الحليب الخام ومنتجاته بأنهم الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، ويشمل ذلك كبار السن، والنساء الحوامل، والرضع، والأطفال الصغار. وأشار البيان الذي أشرفت على تحريره البروفيسورة إيفون مالدونادو أستاذة طب الأطفال في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، أنه قبل تطوير البسترة كان شرب الحليب أحد أسباب إصابة الأطفال بالأمراض والوفاة في مرحلة الطفولة، وقد أصيب كثير من الأطفال بالسل بسببه. وعلى الرغم من أن دراسات سابقة قد أظهرت أن قطعان البقر حالياً في حالة صحية أفضل مقارنة مع عصر ما قبل البسترة، إلا أن هذه القطعان تحتوي على كائنات حية أخرى يمكن أن تؤدي إلى التهابات بكتيرية حادة لدى الحوامل والأطفال. وقالت مالدونادو: "بينت دراسات حديثة أنه حتى حليب الحيوانات التي تتمتع بصحة جيدة يحتوي على كائنات حية توجد في ضروع الحيوانات، أو في البيئة المحيطة بها، وأن الحليب يمكن أن يتلوث بها، وعندما تتناوله الحوامل أو الأطفال الصغار قد يعرضهم ذلك للمرض الشديد". وأضافت مالدونادو: "لا يوجد دليل ملموس على فوائد الحليب الخام، أو أية مزايا تفضله عن الحليب المبستر". وقد شهدت المستشفيات الأميركية بين عامي 1998 و2011 إصابة 2384 حالة بالمرض نتيجة تناول الحليب الخام غير المبستر، توفيت منها284 حالة.