يعتقد البعض أن الحليب الطبيعي غير المبستر أفضل من الحليب الذي خضع لعمليات البسترة، لخلوه من أية إضافات. إلا أن دراسة نشرت في جريدة «طب الأطفال»، تناولت عينة من الأطفال في إطار زمني في الفترة بين عامي 1998 و2009، كشفت نتائجها أن تناول الحليب الطبيعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية أدى إلى تفشي93 نوعا من الأمراض المختلفة، وأسفر عن ظهور 1837 حالة مرضية، منها 195 حالة استدعت نقلها بالفعل إلى المستشفيات، لتلقي العلاجات اللازمة، بالإضافة إلى حالتي وفاة. وأضافت أن معظم حالات العدوى كانت بسبب بكتيريا إيكولاى، سالمونيلا، والبكتيريا العطيفة. وذكرت الدراسة أن كل من اللبن الطبيعي، والمبستر، يتساويان تماما من ناحية البروتينات، الكالسيوم، سكريات اللبن وغيرها من العناصر. لكن الفرق الأكبر بين كليهما أن الحليب الطبيعي الخام يمكنه أن يجعلك مريضا. وبررت الدراسة ذلك بأن الحليب الطبيعي عندما يخرج من ضرع الحيوان يلامس جلده، كما يلامس قفازات العاملين وأيديهم، ثم يتم نقله بعدها إلى حاويات تحتوي على بكتيريا، بالإضافة إلى عامل الحشرات التي تنتشر هنا وهناك. وأضافت أنه بالإضافة إلى تلك العوامل التي تحمل مؤشرات مرضية مختلفة، ربما يكون الحيوان نفسه مريضا، ولأن اللبن سائل، يسهل نفاذ الجراثيم إليه. وأكدت الدراسة أن عملية «بسترة» اللبن يتم خلالها تسخينه حتى درجات حرارة تصل إلى 161 درجة مئوية لمدة لا تقل عن 15 ثانية، بعدها يتم تبريده بصورة فجائية، الأمر الذي من شأنه أن يقضي على الكثير من البكتيريا.