في أقصى شمال الجيزة تقع قرية "منشأة رضوان " التى يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.. تحدها من الجنوب إشارة مرور الصليبة التابعة لمركز المنصورية ومن الشرق قرية "برقاش".. لم يختلف حال أهل القرية عن أهل القرى المجاورة حيث يعانى أهلها من مشكلات عديدة أهمها الارتفاع الكبير فى نسبة الأمية نتيجة التسرب من التعليم ، بالإضافة إلى وجود بنايات سكنية عشوائية مبنية بطريقة بدائية غير صحية وغير آمنة تشكل خطرا على ساكنيها فضلا عن مشكلات أخرى مثل تزايد معدلات البطالة، وانعدام المواصلات، والصرف الصحى، وانقطاع الكهرباء، وعدم صلاحية مياه الشرب للاستخدام الآدمى، فضلا عن صعوبة الحصول على رغيف الخبز، وأنابيب البوتجاز.. وتعانى القرية من عدم وجود مستشفى أو مدرسة ، بجانب افتقادها لأى تواجد أمنى على الطرق الرئيسية المؤدية إلى القرية والتي تحتاج إلى تمهيد. وسط هذه المشكلات التى تعانى منها "منشأة رضوان" امتدت يد الإخوان إلي أهالى القرية كطوق نجاه من أجل مساعداتهم في حل مشاكلهم مستغلين بساطتهم وحاجاتهم وفقرهم وقلة وعيهم ، حيث قاموا بجذبهم إليهم وشراء أصواتهم بالأطعمة كالزيت والسكر، حتى وصلوا للحكم.. وبعد سقوط النظام الاخوانى لا يزال الإخوان يستغلون أهالي القرية فى الخروج بمسيرات تنادى بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى. يؤكد عيد أحمد – من سكان "منشأة رضوان" -.. القرية تعانى من مشكلات كبيرة أولها تواجد الإخوان المسلمين بالقرية حيث يمثلون أكثر من نصف القرية تقريبا ويقومون بمظاهرات يومية ولا يستطيع احد اعتراضهم ويقو، لافتا إلى إن القرية لم تشهد تغييرا خلال العام الماضي منذ تولى "مرسى" رئاسة الجمهورية وحتى عزله. وتابع.. الإخوان ينشطون فقط أثناء الانتخابات ويقوموا بتوزيع مساعدات الزيت والسكر والأرز وبعد انتهاء الانتخابات لا نرى منهم احدا. وقال أحمد.. " شوفنا الى محدش شافه في عهد محمد مرسى" وتوقف حالنا كثيرا وانكشف الإخوان على حقيقتهم فهم كاذبون ولا يريدون الخير لمصر ويسعون فقط لبيعها ، ويخدعون البسطاء من أهل القرية باسم الدين. ويرجع سعيد على سائق المظاهرات المستمرة فى القرية إلى عدم وجود رقابة على المساجد.. قائلا.. لدينا مسجد كبير أقيم على مساحة قيراطين يجتمع فيه أبناء القرية ولا يوجد لدينا خطيب للمسجد تابع للأوقاف الأمر الذى أتاح الفرصة للإخوان ومؤيديهم من الجماعات الإسلامية لاحتلال المسجد وتحريض أهل القرية على الجيش والشرطة . وأوضح على.. من الأسباب التي تدفع الناس إلى السعي وراء الجماعات المتطرفة هي عدم وجود خدمات بالقرية التى تعانى أيضا من البطالة والانفلات الامنى وعدم وجود مستشفى مجهزة لخدمة أبناء "منشأة رضوان" والقرى المجاورة . ويؤكد الحاج محمد عبد الرحمن.. القرية بها مشكلات عديدة أبرزها سرقة السيارات فى وضح النهار من قبل قطاع الطرق والخارجين عن القانون ، لافتا إلى أن الشرطة تقوم بالقبض على المجرمين وتتركهم فى اليوم التالى. ويضيف.. عمال "الكارتة" يعملون وفق قانون البلطجة ويحصلون على 10 جنيهات على السيارة فى "الدور الواحد" . وأوضح عبد الرحمن أن العديد من شباب القرية شاركوا في اعتصام رابعة العدوية والنهضة وتم قتل البعض منهم أثناء الفض دون ذنب و"نحن لا نعرف الإخوان ولا العسكر إحنا غلابة وعايزين ناكل عيش والشباب إلى ماتوا دول كان مغرر بيهم وعلى الدولة تعويض أهليهم لأنهم خسروا شباب زى الورد". وتابع.. "راح السادات وجه مبارك ومشى مبارك وجه مرسى و مشى مرسى ولا يزال الفقراء والمساكين يعانون من الفقر والقهر وهم من يدفعون الثمن" أما عبد الله أبو رضا مسئول لجنة الزكاة في القرية فيقول.. "منشأة رضوان " بها نسبة كبيرة جدا من الفقراء والمساكين ، بالإضافة إلى الأرامل والأيتام الذين يعيشون على أموال الزكاة والصدقات ، الأمر الذى أتاح لأبناء التيار الاسلامى الذين فرض سيطرتهم على هؤلاء البسطاء عن طريق العطايا والصدقات ليصبح هؤلاء البسطاء "عجينه طرية " في أيديهم ، وبالتالي يتم توجيههم في المسيرات الخاصة بهم والمطالبة بعودة الرئيس المعزول . وأوضح أبو رضا.. مجتمع القرية جديد علية مثل هذة الفعاليات ، فهم دائما يسعون للعيش الآمن والبحث على لقمة العيش ولكن تنظيم الإخوان المسلمين استطاع خلال العامين الماضيين استغلال هؤلاء البسطاء لتحقيق مصالحهم السياسية تحت مسمى الدين والدفاع عن الإسلام