الشعب المصرى أصبح واعيا، مدركا، لما يدور من حوله فى الفلك السياسى، فالمصريون أيقنوا الدرس جيدا، حيث تعلموا على يد نظامين أحدهما مباركى إستبدادى، والآخر إخوانى فاشى، ولذلك فلا خوف عليهم، فهم من أثبتوا وعيهم السياسى، وقدرتهم على المشاركة فى الأحداث، بهذه الكلمات تحدثت الإعلامية صفاء حجازى، رئيس قطاع الأخبار، مع "الموجز"، عن الرئيس المصرى القادم، كما كشفت حجازى، خلال حوارها، عن أن جميع مؤسسات الدولة تحتاج إلى إعادة ترتيب، وعلى رأسها قطاع الاخبار الذى توجد بداخله إدارات عفا عليها الزمان، ولا تسمن ولا تغنى من جوع، ولا تؤثر بجدية فى الأداء، كما أن بعض العاملين بها فى حاجة للتقييم وإعادة التأهيل، وفجرت حجازى، العديد من المفاجآت، منها أن مصلحة الوطن وأمنه القومى، أحيانا ما يجبر الإعلام على ألا يكون محايدا، حتى لا يكون الوضع كاللعب بالنار، كما أكدت أن الأحوال العصيبة التى تعيشها البلاد، ليست فى حاجة، إلى الفزلكة، كما لفتت حجازى، إلى أنها أول سيدة تتقلد هذا المنصب، وأنها قبلته بواعز وطنى من داخلها، خاصة وأنها تعرضت لظلم كبير من قبل الأنظمة السابقة، والسطور التالية تحمل تفاصيل الحوار كاملا. ففى البداية أكدت الإعلامية صفاء حجازى، أن شغلها الشاغل الآن، هو ترتيب البيت من الداخل، موضحة أن مؤسسات الدولة، تعيش مرحلة خطيرة، خاصة وأن معالم الطريق تكاد تكون ضبابية، وغير واضحة، منذ 3 سنوات، وماسبيرو شأنه شأن هذه المؤسسات، وهذا ما جعل الأولوية تكون بإعادة ترتيب الأوراق من الداخل، لافتة إلى أن هذا الترتيب يضم النواحى المالية، والإدارية. وعن كيفية التطوير الذى تستعد لتنفيذه حجازى داخل قطاع الأخبار، قالت إن هناك بعض الإدارات داخل القطاع، عفا عليها الزمن، ولا تراجع عن إلغائها، ومنها إدارتى الاستماع السياسى، والأنباء والتحليل، والتى أصبحت بلا جدوى، وجارى بحث كيفية الاستفادة من العاملين فيها، وتحويلهم من طاقة معطلة، ومهدرة، إلى أخرى فاعلة، تشارك وتؤثر فى العمل، من خلال تنظيم العديد من ورش العمل المهنية المختلفة، التى يشارك فيها أصحاب الخبرات والتى تبدأ بقياس كفاءة العاملين بالقطاع، وتوجيه طاقاتهم بالشكل الأفضل، والمناسب، لإكسابهم المهارات التى تغيب أحيانا عنهم، ليتم إعادة تأهيلهم بما يتماشى مع التحديات التى يواجهها الإعلام المصرى، خاصة وأن تقاريرهم لا يؤخذ بنتائجها فى أغلب الأوقات. وعن الفترة الزمنية التى يحتاجها القطاع لإعادة تأهيل العاملين فيه، أوضحت حجازى، أنها لن تزيد على ثلاثة أشهر، لافتة إلى أن قطاع الأخبار يعيش حالة عصيبة فى ظل محاولات الإعلام الخاص، بفضائياته المختلفة، لخطف الإعلاميين بطريقة السحب على المكشوف، عينى عينك، مما يصيب القطاع بتجريف شبه دائم لإعلامييه أصحاب الكفاءات، وأوضحت أنه لا بد من إعادة النظر فى الشاشة، ومن يظهر عليها، لتحديد نقاط الضعف، والقصور التى أصابتها، ومعالجتها بما يحقق الأفضلية للإعلام المصرى. وبسؤالها حول تقييمها للشاشة، قالت إنها ليست راضية عن مستواها، وأوضحت أنه جارى تشكيل لجان مهنية، لتقييم الإعلاميين الذين يظهرون على الشاشة، لافتة إلى أنها لن تكون إحدى عضوات اللجنة، خاصة وأنه ليس من المعقول أن تكون قاضيا وجلادا فى آن واحد، وسيتم اختيار أعضاء اللجنة بعناية فائقة، ضمانا للحيادية، والشفافية، لتطوير المنتج النهائى الموجود على الشاشة. وعن أهم المشكلات التى تؤرق قطاع الأخبار، قالت صفاء حجازى، رئيس القطاع، إن هناك عدة مشكلات هندسية، تخص ستوديو 11 بغرفة الأخبار، وستوديو 5 الخاص بقناة النيل للأخبار، ويعود تاريخها إلى ما قبل ثورة يناير 2011، وبالتحديد منذ 5 سنوات، والأزمة تم تعليقها مع الشركة التى قامت بتوريد الأجهزة للاستوديو، واضافت أن هناك مشكلات تخص أعمال الصيانة، والتى تجعل القطاع بكاميراته مكبلا بل وقد يكون عاجزا عن أداء بعض مهامه فى تغطية الأحداث، حيث تختفى بعض قطع الغيار، والبلازمات الهامة للأجهزة القائم عليها العمل فى الاستوديو، كما أنه تظهر مشكلات فى التغطيات المباشرة، خاصة وأن طاقة الاستوديو أحياينا ما تصل إلى 16 ساعة، ولفتت حجازى إلى أنه تم التوصل إلى صيغة قانونية، ترضى كافة الأطراف، وتم إسناد أعمال الصيانة إلى الشركة الموردة. وعن إمكانية بناء استوديوهات جديدة، لتخفيف الأعباء عن الموجودة حاليا، نفت حجازى، ذلك، مؤكدة على أن هذا الأمر فى ظل الظروف المالية التى تعانيها مصر، أمر فى غاية الصعوبة، لافتة إلى أن أهم ما تسعى لتنفيذه الآن، إنهاء أزمة ستوديو 11، وستوديو 5، على أن يتسلمهما اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ممثلا فى قطاع الهندسة، باعتبار أن هذا الإجراء تأخر، لأكثر من 5 سنوات، على أن تلتزم الشركة المنفذة للمشروع بإجراء أعمال الصيانة، وأعلنت حجازى، أنه من المتوقع أن ينتهى هذا التسليم بداية العام المقبل، بما يحقق التعديل النهائى لشكل الشاشة، من خلال إضافة التقنيات الحديثة، فضلا عن تنفيذ خطة لتأهيل العاملين ليظهر الجميع بشكل جديد. وبالنسبة لإمكانية بث برامج جديدة، متخصصة، فى إطار إجراء المصالحة مع المشاهد المصرى، قالت حجازى، إن الوقت ليس مناسبا لهذا، وأضافت أن مشكلة ماسبيرو، تكمن فى أن لديه كوادر تنتظر وتتمنى العمل، على مدار الأربع وعشرين ساعة، ولفتت حجازى، إلى أن هناك العديد من القنوات الفضائية الخاصة، التى تعتمد فى عملها على برنامج واحد، وأضافت أنه لابد من البحث عن سياسة جيدة، يتم من خلالها فك قيود ماسبيرو، خاصة وأن الجميع يبحث عن الأجور المتغيرة، وهى التى جعلت الجميع يتسابق للعمل والإنتاج، وطلبت حجازى، الانتظار حتى بداية العام المالى الجديد، وظهور الميزانية العامة للدولة. وعما تردد بشأن نية قطاع الأخبار لإلغاء قناة صوت الشعب، التى يعود تاريخ إنشاؤها إلى البرلمان السابق، نفت حجازى، ذلك مؤكدة على أن تلك الأنباء عبارة عن شائعات، لا أساس لها من الصحة، مؤكدة على أنه لن يتم إلغاء القناة، وإنما سيتم تغيير رسالتها بما يتطابق مع اسمها، لتكون معبرة وناقلة لأهم المشكلات التى يعانى منها المواطن المصرى، فى الشوارع، فقد نجد كاميرا القناة داخل مركب أو قطار، أو أتوبيس نهرى، أو غيرها من أماكن تجمع المواطنين لنقل المآسى، والمشكلات، ولهذا تكون بحق صوت الشعب، ولفتت حجازى، إلى أن بثها كان لتغطية جلسات البرلمان المصرى، على غرار إحدى المحطات الفرنسية، التى تغطى أحداث وجلسات البرلمان الفرنسى، كما أنه جارى البحث عن فرص تسويقية أفضل يتم خلالها ابتكار طرق جديدة لجلب الإعلانات، وأوضحت أن القناة تعرض الآن، البرامج التسجيلية، وجلسات جمعية الخمسين، حتى انتخاب برلمان جديد. وفى تعقيب لها على ما يشاع بوجود قوائم سوداء، تمنع ظهور بعض الشخصيات على الشاشة، وأخرى بيضاء، تخصص فرص الظهور من خلال البرامج الحوارية والتوك شو، لشخصيات بعينها، قالت حجازى، إن بعض الفضائيات الخاصة، خلقت الأزمة أمام التليفزيون المصرى، من خلال قيامها بصرف مبالغ مالية كبرى، لضيوفها، مما خلق نوعا من الإحجام لدى تلك الشخصيات من الظهور على شاشة التليفزيون المصرى، خاصة وأن التليفزيون المصرى، معروف عنه أنه لا يعطى لضيوفه مليما، وكيف يعطيهم وهو يعيش فى أزمة مالية، وكل ما يوفره فقط لضيوفه، وسيلة الانتقال من أماكن تواجدهم إلى الاستوديوهات. وتساءلت حجازى، بالنسبة لمنع بعض الشخصيات من الظهور على الشاشة، قائلة: هل من المعقول أن أتيح الفرصة لشخصيات تسعى بصورة دائمة لتشويه صورة مصر، أو تحرض على الفتنة، والعنف، وأوضحت حجازى، أن قرار منع ظهور تلك الشخصيات يكون ذاتيا، وتابعت: أنا كمصرية لدى ضمير يحدد مسئوليتى، فليس من المقبول أن أستضيف على شاشة تحترم المجتمع، من يدعو لازدراء الأديان ويفتعل الفتن. وأضافت أن المحايدة فى تناول القضايا السياسية المتنوعة، والتى لا تضع فى الحسبان مصلحة الوطن مرفوضة، دون جدال، ولفتت حجازى، إلى أنها كانت مسئولة عن أخبار التليفزيون، وتم تغطية الأحداث، منذ 23 يونيو، وشهدت التغطيات عدة خلافات عندما طلب البعض بإذاعة ما يحدث داخل ميدان رابعة العدوية، إلا أنها رفضت بشكل قاطع، حيث كانت ترى أن جماعة الإخوان تريد الترويج للعنف الدائر داخل ميدان رابعة، للرأى العام، وتم التعامل مع تلك الأحداث بالمرور السريع، كما أنه أثناء تغطية أحداث الحرس الجمهورى، خرجت إحدى المذيعات قائلة، قمنا بإذاعة ما حدث، وفى انتظار عرض الجانب الآخر، إلا أنها -أى صفاء حجازى-، رفضت ذلك بشدة، لرؤيتها بأن الجانب الآخر يحقق مصالح عدوانية على جثة الوطن، وقالت وقتها: لا يهمنى أن يتهمنى البعض بعدم الحيادية، خاصة وأنه توجد أوقات بعينها يكون عرض الرأى والرأى الآخر مرفوضا فى التناول الإعلامى، ومنها ما حدث أثناء أحداث الاتحادية، حيث يكون الاجتهاد الإعلامى كاللعب بالنار. وعن رأيها فى الإعلام، أوضحت حجازى، أنه لا يوجد إعلام محايد، ولكن يوجد إعلام مهنى أو غير مهنى، والالتزام بالمهنية يجب أن يراعى معه مصلحة الوطن ، وأمنه القومى، فامتنعنا عن إذاعة بعض الأحداث، وأشرنا فقط إليها، وأخرى كأحداث كرداسة قمنا بإذاعتها لبشاعتها. وبالانتقال معها إلى قضية إلغاء وزارة الإعلام، قالت حجازى، إن الأمر يدخل فى إطار أجندة الدولة، وخططها، ولست مسئولة عن القضية، وأضافت أن الإلغاء يسبقه ترتيب البدائل، على ألا يكون الإلغاء من أجل الإلغاء دون أهداف تتحقق. وعن نسبة المشاهدة للبرامج التليفزيونية، أكدت حجازى، أنه فى ظل الكم الهائل من الفضائيات التى انتشرت مؤخرا، يمكن الحكم بأن الغالبية العظمى من الفضائيات مرئية، لافتة إلى اختلاف ثقافة المشاهدة، لدى المواطنين، وأضافت أن التليفزيون المصرى، يحقق أعلى مشاهدة خلال التغطيات الاستثنائية، وكانت آخرها محاكمة مرسى، والتى شهدت انفرادات عديدة للتليفزيون المصرى، ففى الوقت الذى توقعت فيه الفضائيات أنه سيتم ترحيل مرسى، إلى سجن طره، انفرد التليفزيون المصرى بالنبأ الصحيح والذى تحقق بترحيله إلى سجن برج العرب. كما قدمت حجازى، روشتة لعلاج الأمراض الوخيمة التى يعانى منها ماسبيرو، والمتمثلة فى تشكيل لجان لتقييم الأداء المهنى، وإعادة تأهيل وتدريب الأشخاص طبقا لقدراتهم. وبسؤالها عن الرئيس القادم قالت: إنها لم تمارس السياسة، ولم يسبق لها العمل مع الحزب الوطنى، وأضافت أن الشعب المصرى سيكون اختياره هذه المرة موقفا، وأنه لا خوف على مصر فى الفترة المقبلة، وأضافت أن المرة الوحيدة التى ضبطت فيها نفسها متلبسة بممارسة السياسة، عندما خالفت تعليمات وزير الإعلام الإخوانى، صلاح عبدالمقصود، بعدم إذاعة أخبار للقوات المسلحة، بينما قامت بإذاعة الأنباء العسكرية، على مسئوليتها، وكانت تدرك أنه فى حالة فشل الثورة سيتم إقصائها من عملها. وعن فرص وصولها للمنصب الحالى فى ظل الأنظمة السابقة، أكدت حجازى، أن تلك الأنظمة كانت شاهد عيان على ضياع الكثير من حقوقها، وانعدمت فرص تقلدها للمنصب، لافتة إلى أن كل من يقبل منصب قيادى حاليا فهذا يعد انتحار، وشددت على أنها قبلت المهمة الانتحارية إيمانا بمبدأ حب الوطن.