أكد القيادى الإخوانى المنشق خالد الزعفراني أن جماعة الإخوان ترغب في التفاوض وعقد صفقة مع السلطة الحالية.. مشيرا إلى أن المظاهرات التى تنظمها فى الوقت الراهن مجرد وسيلة للضغط حتى تتمكن من الحصول على أكبر قدر من المكاسب خلال التفاوض. وقال الزعفرانى فى حواره مع "الموجز" إن نائب المرشد خيرت الشاطر تحالف مع الجماعات الجهادية والتكفيرية لحماية الرئيس المعزول محمد مرسى أثناء رئاسته للجمهورية. وأشار إلى جون كيرى طالب بإدماج الإخوان فى العملية السياسية حفاظا على أمن إسرائيل ومصالح أمريكا. - بعد لقاءات قيادات الجماعة المتكررة بمندوبي الاتحاد الأوروبي.. هل ترى أن الإخوان يمكن أن يتفاوضوا مع الحكومة الحالية بوساطة أوروبية؟ - سياسة الإخوان المسلمين تقوم على المفاوضات والصفقات وهو أمر ثابت منذ عهد الملك فاروق ومن بعده عبد الناصر ثم أنور السادات وحتى في عهد مبارك كان هناك بعض الصفقات مع النظام ،ولذلك لا استبعد إطلاقا أن يقوم الإخوان بالتفاوض مع السلطة لاسيما وأنهم أيقنوا تماما أن محمد مرسي لن يعود من جديد. - ولكن ما تفسيرك لمظاهرات الإخوان المتكررة ومطالبتهم بعودة "مرسي" إذا كانوا قد سلموا بالأمر الواقع مثلما تقول؟ - المظاهرات مجرد وسيلة للضغط على الحكومة والدولة كما تهدف أيضا لإرسال رسالة للخارج مفادها أنه لا يوجد استقرار في مصر دون الإخوان المسلمين وأن الشارع لا يزال في حالة غليان. - هل من الممكن أن يكون محمد على بشر و عمرو دراج يتصرفان بشكل فردي ولديهم نية للتفاوض دون الرجوع لقيادات التنظيم؟ - القرار داخل الجماعة لا يتم اتخاذه بشكل فردي والإخوان يعلمون أن هناك أصوات تطالب بالمصالحة معهم ولذلك فهو يتصرفون بناء على هذا الأمر ولكن ضغطهم يهدف إلى كسب المزيد من النقاط خلال التفاوض. - ولماذا يستقبل الإخوان مندوبي الاتحاد الأوروبي بينما يرفضون لقاء مندوبي الولاياتالمتحدة علما بأن الأخيرة تساندهم بشكل واضح ؟ - صحيح أن الموقف الأمريكي أكثر تأييدا للجماعة لكن الولاياتالمتحدة فقدت الكثير من نفوذها بالشارع المصري وأصبح الاتحاد الأوروبي أكثر قبولا والإخوان يعلمون ذلك جيدا. الموقف الأمريكى - وما تقييمك للموقف الأمريكي الحالي فيما يتعلق بمصر لاسيما وأن هناك تراجعا ملحوظا فى موقفها ضد ما المؤسسة العسكرية؟ - أمريكا سلمت أن مرسي لن يعود مجددا للسلطة وأنه ديكتاتور وفاشل - كما وصفه الرئيس باراك أوباما في أحد خطاباته - لكنها في نفس الوقت ترى أن هناك ضرورة لأن تكون الجماعة شريكا في الحياة السياسية وتدعم هذا الاتجاه بكل قوة ولابد وأن نعلم أن واشنطن تمول كل القنوات الفضائية التي تروج لمظاهرات الإخوان أو على الأقل تضغط على بعض الدول كي تمول هذه القنوات. - هل تقصد قطر وقناة الجزيرة ؟ - نعم بالطبع فمن المؤكد أن أمريكا تضغط على قطر التي توجه الجزيرة للضغط على السلطة المصرية. - وكيف رأيت زيارة "كيري" المفاجئة للقاهرة ؟ - من أكثر التحليلات التي اقتنعت بها هي أن "كيرى" جاء للإقرار أمام السلطة الحالية بمصر بأن مرسي لن يعود لكنه في نفس الوقت شدد على ضرورة إشراك الإخوان في الحياة السياسية اقتناعا منه ومن إدارة بلاده بأن الإخوان يمثلون الإسلام المعتدل القادر على احتواء الجماعات العنيفة الأخرى وإدخالهم في العملية الديمقراطية وبالتالي يمكنها الحفاظ على أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية بالمنطقة. - كان هناك تحليلات تؤكد أن الإدارة الأمريكية دعمت وصول الإخوان المسلمين للحكم في مصر.. ما تعليقك؟ - كان هناك تفاهمات بين جماعة الإخوان المسلمين والولاياتالمتحدة منذ سنوات طويلة وقطعوا فيها أشواطا كبيرة ،وتضمنت هذه التفاهمات كيفية وضع المنطقة العربية والشرق الأوسط من جميع النواحي وثورة 30 يونيو حطمت كل المشروعات المشتركة بينهما. - وما هي أبرز ملامح هذه التفاهمات ؟ - أبرز هذه التفاهمات هى الحفاظ على أمن إسرائيل وإيجاد حل لمسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وحل مشكلة قطاع غزة وتحجيم المقاومة ،ولذلك كانت واشنطن ترى في الجماعة أنها الشريك الوحيد في المنطقة وكانت على استعداد لجعلها اللاعب الأساسي والوحيد في كل القضايا السابق ذكرها ،وهي بهذا الشكل تكون أكثر من نفذ خارطة المستقبل التي وضعتها أمريكا للشرق الأوسط - ولكن لماذا تتمسك أمريكا بإشراك الجماعة فى الحياة السياسية رغم فشلها في تنفيذ الأجندة الأمريكية فى المنطقة؟ - أمريكا تريد توقيع أي تيار سياسي على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل لأنها تعلم جيدا أن مؤيدي هذا التيار كانوا الأكثر معارضة لها ،وبالتالي فموافقتهم عليها حاليا سيكسبها قوة ويضمن لها الاستمرارية وبالطبع أظهر الإخوان مرونة في هذا الشأن لذلك تتمسك بهم واشنطن ،مع العلم بأن أمريكا استطاعت منذ اللحظة الأولى للمعاهدة إقناع التيار المتشدد في إسرائيل بالمعاهدة من خلال توقيع مناحم بيجن رئيس حزب الليكود المتشدد عليها. صفقات وتحالفات - ذكرت من قبل ان شفيق كان هو الفائز في الانتخابات.. ماذا عن ملابسات هذا الأمر؟ - نعم أنا متأكد من ذلك لأن الشعب المصري يميل للاستقرار وكان يرى ذلك في احمد شفيق حتى لو كان ينتمي لنظام مبارك أما محمد مرسي فقد كان يسبب لهم تخوفا كبيرا ،كما انه من خلال متابعتي للانتخابات وحساباتي للأصوات أستطيع تأكيد ذلك. - هل تعتقد أن الإخوان سيعودون للعنف وعصر الاغتيالات من جديد بعدما فقدوا السلطة؟ - الإخوان المسلمون كانوا ينتهجون خطا سلميا في الثمانينيات وليس صحيحا أنهم هم من اغتالوا السادات فمن اغتالوه هم الجماعة الإسلامية باعترافات عناصر منها لي شخصيا عندما كنت في السجن في بداية الثمانينيات ،والأكثر من ذلك أن الجماعة كانت تحارب الحركات الإرهابية في فترة التسعينيات ،لكن بعد وصول "مرسي" للحكم بدأ بعض شباب الجماعة بالتسلح أثناء الاشتباكات مع المعارضين خلال عهد الرئيس الإخواني بالشوم والخرطوش وبعد 30 يونيو أعلنوا بوضوح ومن خلال خيرت الشاطر أنهم عقدوا تحالفات مع الجماعات الجهادية والتكفيرية وسوف يستخدمونهم لإعادة "مرسي" للحكم لكن يبدو أن التحالف كان قبل هذا التوقيت بكثير ،حيث رأينا عناصر من هذه الجماعات متواجدين في اجتماع سد النهضة كما تواجدوا بقوة في المؤتمر الذي تم تنظيمه من أجل سوريا. - وهل صحيح أن الشاطر عرض عليهم الحكم الذاتي في سيناء في مقابل مساندته فى عودة "مرسي" ؟ - الجهاديون في سيناء أضعف من أن يحكموا المنطقة فهم مجرد شباب متهور ينتهج العنف من أجل العنف فقط وليس لديهم رؤية سياسية والشاطر كان يديرهم من خلال التحالف رغم علمه بأنهم يستطيعون إشعال البلد. - معنى ذلك أن الشاطر هو من جر الإخوان للعنف؟ - التنظيم القطبي سيطر على الجماعة رويدا رويدا وكان من بين رموزه محمد بديع المرشد العام ومحمود عزت نائب المرشد والشاطر كان تلميذ نجيب لتنظيم 65 ،ولأن عنده قدرات مكنته من السيطرة على الجماعة إضافة إلى ثروته التي هي في الأساس أموال الجماعة التي اختلطت بأمواله فقد أتاحت له الفرصة تشكيل فكر الجماعة التي يتحكم أيضا بأموالها وكان ذلك عامل مؤثر في جر كل الأعضاء خلفه ،ولا ننسى أن الجماعة كان لها تنظيم خاص منذ الأربعينيات والخمسينيات إلى أن أنشأ سيد قطب التنظيم السرى ،واستمر التنظيم الأول حتى الآن وبعد أن وصل الرئيس الإخواني للحكم أحاطوه بمجموعة من أعضاء هذا التنظيم مثل أحمد عبد العاطي الذي كان يسجل كل اجتماعات مرسي ويرفعها لمكتب الإرشاد. - وهل كان الشاطر بالفعل من كان يحكم مصر في عهد مرسي ؟ - من الواضح أن مرسي كان مندوبا لمكتب الإرشاد داخل قصر الرئاسة أما الشاطر وبديع وعزت فكانوا يديرون والرئيس فقط كان عليه السمع والطاعة. - وكيف تدار الجماعة الآن فى ظل وجود قياداتها بالسجن؟ - كل قيادات الصف الثاني لا تزال موجودة خارج السجون وهي تعرف كيفية التواصل مع القيادات وتدير الجماعة بنفس الأسلوب ولا ننسى أن أهالي السجناء هم أيضا كوادر إخوانية مثل زوجة الشاطر وابنته وهم يقدمون تقارير إلى ذويهم خلال الزيارات. - هل تعتقد أن فشل الإخوان في الشارع جعلهم يتحولون إلى الجامعات التي شهدت العديد من المواجهات في الفترة الأخيرة ؟ - بالتأكيد الجماعة فشلت في الشارع ومظاهراتها ومسيراتها اصطدمت برفض الناس واشتبكوا معهم ،وهذا يعد تحولا كبيرا لأنها كانت طوال تاريخها تعادي السلطة ولكنها تكسب التعاطف الشعبي ،لكن الجامعة كانت طوال تاريخها مركزا نشطا للعمل السياسي والمظاهرات وهذا ثابت في التاريخ منذ الاحتلال الإنجليزي لمصر ونحن تعلمنا السياسة داخل أروقتها. الطرف الثالث - هناك من يرى أن جماعة الإخوان المسلمين هي "الطرف الثالث" الذى خطط لكثير من الأحداث الأليمة للوصول للسلطة منذ 25 يناير.. ما رأيك؟ - الإخوان المسلمون كانوا يصرون على الوصول للسلطة بأي طريق وانقلبوا على المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد أن تحالفوا معه وأنا شاهد على أن أعضاء الجماعة كانوا أول من ردد هتاف "يسقط حكم العسكر" وجروا كل التيارات السياسية ورائهم ،لأنها تيارات ضعيفة وهشة وهي السبب الرئيسي في وصول الجماعة للحكم. - كيف رأيت ظهور محمد مرسي ورفضه للمحاكمة ؟ - كان أيضا يخاطب الغرب فهو يريد إثبات أن معه الشرعية وان الديمقراطية في صفه ،كما بدا منكرا للواقع وكأن شيئا لم يحدث. - وكيف ترى مستقبل جماعة الإخوان المسلمين؟ - الجماعة كتنظيم ستزداد انغلاقا على نفسها لكن في نفس الوقت ستزداد الضغوط على الإدارة المصرية من الغرب لإشراكهم في الحياة السياسية ،وسيلجا أعضائها إلى الأحزاب الهزيلة الضعيفة للمشاركة في الانتخابات ،وسيستغلون أي ضعف في الحكومات القادمة ،لكن بخبرتي في الجماعة الممتدة لأكثر من أربعين عاما فأنى أرى أنها في طريقها للاضمحلال وحتى مع تحالفها مع الجماعات الجهادية فهي لن تستطيع أن تصل لنفس مستوى العنف الذي وصلت له الجزائر في فترة التسعينيات فالعنف في مصر أقل بكثير ويقل مع الوقت بشكل ملحوظ لأن جماعات الإرهاب تم اختراقها في عهد مبارك حتى أنهم يقولون على أنفسهم بأنهم عملاء لأمن الدولة ووجودهم كان شكلي إلى أن دبت فيهم الروح بعد ثورة 25 يناير بسبب نشاط مهربي السلاح.