أثارت حملات ترشيح الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، فزع الحالمين بالجلوس علي عرش مصر، نظراً للشعبية الكبيرة التي يمتلكها الرجل، التي تضمن له اكتساح أية انتخابات يخوضها.. ولولا تصريحات قائد الجيش بأنه لايفكر اطلاقاً في هذا الأمر، وأنه يكتفي بدوره الحالي كقائد عام للقوات المسلحة.. ما تجرأ أحد في مجرد التفكير في خوض الانتخابات. وقبل فترة طويلة من الانتخابات الرئاسية التي لم يحدد ميعادها بعد، انطلقت العديد من الحملات لتأييد مرشحيهم للرئاسة، فقد انطلقت حملة دعم حمدين صباحي تحت شعار "مرشح الثورة"، ودشن مؤيدو خالد علي حملة تحت شعار "واحد مننا بجد"، ولا يزال الآخرون ينتظرون حتي تهدأ الأمور وتستقر الأوضاع السياسية، لكن ما يدور في الكواليس من إجراء تحالفات وتربيطات يؤكد انعقاد النية علي الترشح. حمدين صباحي.. مرشح الثورة رغم أن حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، وصاحب المركز الثالث في انتخابات 2012، لم يفصح عن قرار ترشيحه للانتخابات بشكل رسمي، إلا أن كل الشواهد تؤكد علي عزمه الترشح في انتخابات 2014، بداية من تصريحه بأنه يحتاج إلي توافق وطني عليه من كل القوي السياسية وأنه إذا تم الاتفاق عليه كمرشح فلن يمانع في ذلك ولكن بحسب التسريبات الواردة من جبهة الإنقاذ والتي خرجت علي لسان قياداتها تتحدث عن قرب الاتفاق علي "صباحي" كمرشح للجبهة وبقي التوافق الكامل للإعلان الرسمي عن ذلك. ولكن حملة دعم صباحي التي تحملت الكثير في الانتخابات الماضية بدأت منذ أيام في العمل باجتماع تأسيسي لاختيار هيئة تنسيقية للحملة تتولي وضع خطة التحرك لدعم صباحي في الانتخابات والقيام بزيارات إلي المحافظات المختلفة من أجل أن تقوم بالترويج لضرورة أن يكون حاكم مصر القادم مدنياً لإقامة دولة مدنية تنتصر لحقوق الشهداء. ومن جهتها،عقدت حملة "مرشح الثورة" - المؤسسة خصيصاً لدعم حمدين صباحي كمرشح رئاسي - المؤتمر الصحفي الأول للحملة، والذي نظمه عدد من النشطاء السياسيين والصحفيين أغلبهم أعضاء في حملة "تمرد". وقد أعلنت الحملة عن اختيار حمدين صباحي كمرشح للثورة لتبنيه المشروع الوطني وشعور القائمين علي الحملة أنه الأفضل ليعبر عن جيل وشباب الثورة وهو ممثل للدولة المدنية. كما قالت حملة "مرشح الثورة" إن حملة دعم الحمدين صباحي لانتخابه للرئاسة شعبية تناضل من أجل رئيس مدني يمتلك الامكانيات التي تساعد علي الخروج من الأزمة الراهنة. وقالت الحملة إن أعضاءها اتفقوا علي تأييد حمدين صباحي لأنه يمثل أحد المناضلين السياسيين، معلنًا رفض الحملة لترشيح الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، مؤكدين علي تصريحاته التي تعلن أنه لا ينوي الترشح للرئاسة، كما أعلنت الحملة موافقة حمدين صباحي علي الورقة التي تقدم بها أحد مؤسسي الحملة لتدعيمه وذلك للحفاظ علي مطالب ثورة 25 يناير، ألا وهي مدنية الدولة. الفريق شفيق.. حلم العودة إلي السلطة أما الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق، فقد استمرت حملات دعمه ليكون "رئيس للجمهورية" مستمرة في عملها من بعد خسارته في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية السابقة بفارق ضئيل عن منافسه مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي (الرئيس المعزول حالياً)، ولايزال حلم الوصول الي كرسي الحكم يداعب خيال الفريق شفيق الذي لم يستسلم وخاض معركة أخري علي مدار عام كامل ليثبت أن الانتخابات الرئاسية تم تزويرها وظل طوال وجود مرسي في القصر الرئاسي يؤكد أنه سيعود الي القصر الرئاسي بعد أن يثبت التزوير الذي حدث في الانتخابات لصالح مرشح الإخوان. وفي الوقت الذي يدعي فيه "شفيق" أنه كان أحد أسباب اندلاع ثورة 30 يونية، نجد أنصاره يبدأون في حشد الرأي العام لتقبل ترشيحه مرة أخري وللتأكيد علي أنه الرجل القادم لإنقاذ البلاد، واسترداد عرش مصر مره أخري خاصة بعد انتهاء الملاحقات القضائية للمرشح الرئاسي السابق واصبح من حقه العودة الي مصر وتفعيل حركة حزبه السياسي الذي أنشأه في منفاه في الإمارات. الفريق عنان.. مرشح الجيش البديل في الوقت الذي اختفي فيه الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقاً عن الساحة العامة قاطبة، ظهرت العديد من الحملات تنادي بترشيحه للانتخابات الرئاسية، وفعلياً أخذت خطوات في هذا الاتجاه، ومن جانبه اكتفي الرجل باصدار العديد من التصريحات التي أطلقها بعد عزل الرئيس محمد مرسي ليتبرأ فيها مما حدث أيام الرئيس المعزول مرسي وقال إنه كان مستشارا شرفيا ولم يمارس أياً من الصلاحيات، ثم اختفي. من بعدها، تأكدت "الموجز" من معلومات موثقة تقول: "إن البيان الذي أصدره الفريق عنان أثار غضب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وباقي أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة بشدة، حيث اعطي انطباعا لدي فصيل الإسلام السياسي والمجتمع الدولي، أن ما جري من اجراءات لعزل مرسي عقب ثورة عشرات الملايين من المصريين كان انقلاباً لأجل تنصيب عسكري علي رأس السلطة في مصر"، حيث رأي البعض ان "عنان" استغل الموقف ليعود من جديد للساحة، كي يحقق حلمه القديم، ويراه البعض مرشحاً بديلاً للفريق السيسي، ولكن المواقف الراهنة أثبتت عكس ذلك. وفي كل الأحوال، يظهر الفريق عنان، مطروحاً في قائمة المرشحين للرئاسة حتي الآن، وكان أول من أعلن عن تفكيره في خوض انتخابات الرئاسة، منذ كان عضوا في المجلس العسكري وقتما كان الجيش المصري يتولي مسئولية ادارة البلاد في المرحلة الانتقالية. وقيل عن الفريق عنان إنه فكر في الترشح لرئاسة الجمهورية وعرض الأمر علي المشير طنطاوي قبل غلق باب الترشيح رسميا بيوم واحد ووافق طنطاوي علي الفكرة وبدأ عنان في التنفيذ خاصة بعد أن تم استبعاد اللواء عمر سليمان من الترشيح طرحت بعض القوي السياسية اسمه مرشحا في الانتخابات. وقام عنان بالاتصال بحاتم بجاتو وسأله عن إمكانية مد فتح باب الترشيح وقال بجاتو إن الأمر صعب وعرض الطلب علي المستشار فاروق سلطان فما كان منه إلَّا أن اعتذر وقال لن نستطيع مد فترة الترشيح ولا لساعة واحدة. وأعاد حلم الرئاسة الي ذهن "عنان" بعد عزل الدكتور محمد مرسي عن منصبه وخرج يوم إطلاق الجيش بيانه للرئيس محمد مرسي ومنحه مهلة 48 ساعة ليعلن عنان تقدمه باستقالته من منصبه كمستشار للرئيس مرسي وأعلن في الوقت نفسه أنه إذا طلبه الشعب للخدمة فلن يتردد حتي وإن كان منصب رئيس الجمهورية. مراد موافي.. خليفة عمر سليمان ظهر اسم اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، علي الساحة في الأيام الأخيرة، كمرشح رئاسي، علي الرغم من نفيه اتخاذ أية قرارات في هذا الأمر حتي الآن بحجة أن الأهم بالنسبة له حالياً يتمثل في خروج مصر من أزمتها الراهنة، وتزامن مع ذلك ظهور حملات ودعوات لتأييده. طرحت الجبهة الثورية لحماية مصر اسم موافي مرشحا لرئاسة الجمهورية وأصدرت بيانا قالت فيه إنها تعلن دعمها للرجل في الانتخابات المبكرة التي طالبت بها بعد وضع الدستور المعطل ولكن الرئيس المعزول محمد مرسي أطاح بالرجل من المخابرات بعد واقعة مقتل جنود رفح وتخلص منه لصالح اللواء رأفت شحاتة، وبعد عزل مرسي بات اسم "موافي" داخل قائمة المرشحين المحتملين، كما قام عدد من مؤيدي موافي بتدشين حملات علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لترشيحه للانتخابات. خالد علي.. واحد مننا بجد تحت شعار " واحد مننا بجد "، دشن العشرات من النشطاء السياسين والحقوقيين بمحافظة المنوفية حملة لدعم المحامي خالد علي رئيسا للجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة لمصر 2014 . قام النشطاء بتدشين صفحة خاصة بالحملة علي موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تحت اسم "حملة ترشيح خالد علي رئيسا لمصر 2014 ، وقال مؤسسو الحملة: ان خالد علي هو الأفضل والأنسب خلال المرحلة المقبلة لانه واحد مننا بجد ولأنه الوحيد الباقي من ثورة 25 يناير ولم يتلون كما تلون الكثير وسيظل يدافع عن الثورة للنهاية . وفي دمياط، كان قد دشن سياسيون بالمحافظة حملة للمطالبة بتعيين المحامي والمرشح الرئاسي السابق خالد علي، محافظًا لدمياط، لأنها تري أنه يعد من أقوي الشخصيات مواجهة للفساد وتحفيزا علي العمل والإنتاج، وهو من جيل الشباب وسمعته طيبة، وتستعد لتغيير المطلب من ترشيحه للمحافظة الي دعمه كمرشح رئاسي. ويذكر أن خالد علي ترشح للرئاسة في انتخابات الرئاسة المصرية 2012 يوم 27 من فبراير بعد يوم مولده الأربعين بيوم واحد والذي أكمل حينئذ عامه الأربعين وأصبح له حق الترشح لرئاسة الجمهورية ويعد أصغر المرشحين سناً لرئاسة الجمهورية. وفي يوم الأحد 8 أبريل، تقدم خالد رسمياً بأوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية، مستقلا، وذلك في ختام فترة الترشح للرئاسة، حيث حضر بصحبة أنصاره إلي مقر اللجنة العليا للانتخابات، لتقديم أوراقه ونماذج التأييد الشعبي والنيابي التي حصل عليها، حيث استطاع تجميع 30 تأييدا نيابيا من أبرز نواب مجلسي الشعب والشوري. مرشح الإخوان.. البحث عن وجه جديد بعد سقوط المعزول أصبحت جماعة الإخوان المسلمين في مهب الريح، في ظل ارتكاب أعضائها العديد من الجرائم، والتي علي اثرها تم القبض علي عدد من قياداتها، لتشن معركة كبيرة ضد السلطة الحالية. وكشفت العديد من المصادر أن الجماعةتبحث عن وجه جديد من خارجها ويكون في ذات الوقت من المؤيدين لتتحالف معه وتدفعه في الانتخابات الرئاسية، وأضافت المصادر أن مجموعة من رجال الأعمال المحسوبين علي الجماعة اجتمعوا علي دعم مرشح يمثلهم في الانتخابات المقبلة، لعله يكون منقذاً لهم مما هم فيه الآن. وقيل إن دعمهم سيتوجه للدكتور محمد سليم العوا الذي لم يعلن موقفه النهائي، لكنه في نظر بعض الإخوان باعتباره أحد المؤيدين للجماعة وغير المحسوبين عليها، وبالتالي سيكون أكثر ملاءمة للأوضاع الراهنة، وكما هو معلوم أن الدكتور العوا من المدافعين عن الجماعة، رغم انها تخلت عنه في الانتخابات الرئاسية الماضية بعدما ترشح علي أساس أنه قد يكون مرشحاً لها، وهذا ما لم يحدث. وقالت أطراف أخري، إن الجماعة قد تدعم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، والمرشح الرئاسي السابق صاحب المركز الرابع في سباق انتخابات 2012، في حال موافقته علي ذلك. والمؤكد حتي حينه، أن هناك تحركات ومساعي إخوانية، للبحث عن مرشح رئاسي، اتفق رجال الأعمال علي دعم لجان الإخوان في المحافظات والقوي الإسلامية الأخري سواء من السلفيين أو من الجماعة الإسلامية في انتخابات الرئاسة ليستطيع إعادة الجماعة إلي سدة الحكم مرة أخري.