أكدت دراسة علمية أجراها الباحث عبدالرحمن أحمد عبدالفتاح المعيد بقسم التربية الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر أن المفكر والكاتب مصطفى صادق الرافعى كان له دور بارز فى إثراء حركة الفكر والأدب والثقافة الإسلامية بمصر والعالم الإسلامى فى العصر الحديث. حيث كان أديب الفكرة الإسلامية فى فترة كان النيل من العقيدة دربا يستهوى كثيرا من أدباء العصر، وكان التحامل على اللغة العربية ومحاولة طمس معالمها ظاهرة من مظاهر التجديد حسبما تخيل بعض الأدباء، وكان الرافعى بحكم نشأته وتربيته وثقافته الدينية يرى فى هذه الاتجاهات معاول هدم فى جسم الأمة يجب أن توقف عند حد وأن يضرب عليها بشدة. وأشارت الدراسة إلى أن الرافعى اهتم بالعلم واعتبره أفضل مايميز الإنسان عن غيره بعد الإيمان بالله ورسوله، موضحا أن مصادر العلم نوعان: إلهى كالوحى السماوى، وبشرى كالعقل والحواس، وكشف عن اختصاص الانسان بالعلم الكسبى دون سائر المخلوقات كما تتسع مجالات العلم عند الرافعى لتشمل كل علم يساعد على اكتشاف مكنونات الكون. وخلصت الدراسة التى استخدمت فيها الباحث منهج التحليل الفلسفى الذى يقوم على التحليل والتفسير والشرح والاستنباط من خلال تحليل الظاهرة أو القضية إلى عناصر حتى يمكن إدراكها بوضوح ثم اعادة تركيبها تركيبا يوافق المنظور الفلسفى الذى تتبناه الدراسة، إلا أن كتابات الرافعى قد تضمنت موضوعات تربوية تتمثل فى أن التربية لدى الرافعى تربية شامله متكاملة لا تقتصرعلى جانب دون آخر وإنما تربية شاملة للجسم والروح والعقل جميعا، وأن هدف التربية عند الرافعى هو تربية إنسان صالح طائع عابد لله عز وجل قادر على حمل أمانة التكليف خاضع لربه فى جميع شئون حياته. ونادى الرافعى بضرورة مجانية التعليم وأنه حق للجميع الفقراء والأغنياء وأن عدم المجانية هى السبب فى انتشار الجهل بين طبقات المجتمع، كما طالب الرافعى بضرورة الفصل بين الشبان والفتيات فى مراحل التعليم المختلفة خاصة التعليم الجامعى انطلاقا من تعاليم الدين الاسلامى الذى يحرم ذلك وحرصا على طهارة المجتمع ونقائه. وقالت الدراسة بأن الرافعى دعا الى ضرورة الاهتمام بالطفولة والأسرة لما لهما من الأهمية الكبرى فى بناء المجتمع الصالح، كما أكد على الاهتمام بالأطفال المحرومين أسريا كالأيتام واللقطاء والفقراء باعتبارهم جزءا من المجتمع. وأوصت لجنة المناقشة التى تكونت من الأستاذ الدكتور عبدالقوى عبدالغنى المشرف على الرسالة والدكتور كمال عجمى المشرف المشارك والأستاذ الدكتور محمود يوسف الشيخ المناقش الداخلى والدكتور صلاح السيد عبده المناقش الخارجى بمنح الباحث درجة التخصص فى الماجستير بتقدير امتياز مع تداول الرسالة لدى الجامعات ومراكز البحوث التربوية.
