وصفت جامعة الدول العربية الأوضاع الحالية في سوريا بأنها في غاية الخطورة والتعقيد خاصة في ظل مراهنة الحكومة السورية حتى الآن على الحل الأمني والعسكري وهو الأمر الذي أدى الى أن تكسب المعارضة كل يوم مواقع جديدة. وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية: "ان الامور في سوريا في غاية التعقيد والخطورة خاصة وأن الحكومة السورية مع الاسف تراهن حتى الآن على الحل الأمني والعسكري ، وفي المقابل فان المعارضة تكسب كل يوم مواقع في مناطق جديدة ، ومع الاسف فانه -وفقا للمعلومات الواردة من سوريا - فهناك انتقال للمدنيين من مناطق الى أخرى أي "لجوء"، لايجاد الحماية في اطار طائفي. ونبه بن حلي في تصريحاته الى أن الخاسر في هذا كله هو الشعب والدولة السورية فمنذ اليوم الأول لا يمكن أن يكون حل الأزمة أمنيا . ودعا بن حلي الى ضرورة تحقيق مقاربة سياسية بين الحكومة والمعارضة السورية يمهد لها على أن تسبق بوقف شامل لكل اشكال العنف . وكشف بن حلي الى أن الجامعة العربية حاليا ومن خلال الاتصالات والتنسيق مع الاممالمتحدة بصدد عقد مؤتمر بمشاركة الاطراف الدولية المعنية "الاممالمتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ، وبعض الدول المعنية بالوضع في سوريا والتطورات هناك ، واطراف عربية واقليمية "لبحث هذه التطورات الخطيرة التي لا تبشر بأي أمل في الأفق في الوقت الحاضر خاصة في ضوء التقارير الواردة من قبل الاممالمتحدة والمبعوث الاممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي عنان والمراقبين الدوليين والتي تحذر بشكل واضح وعملي من أن سوريا تنزلق نحو حرب اهلية. وشدد بن حلي على ضرورة تحقيق مقاربة سياسية بين الحكومة والمعارضة، موضحا ان الجامعة العربية ملتزمة بالعمل على عقد مؤتمر للمعارضة السورية للاتفاق على " آلية " للمرحلة المقبلة الخاصة بالعملية السياسية . واكد ان سوريا هي الخاسرة في كل هذه التطورات مع زيادة اعداد الضحايا كل يوم ، كما يتضح من خلال ما هو موجود الآن سواء على أرض الواقع او من خلال الاطراف الدولية ان حل الازمة السورية ليس هاجسا للاطراف الدولية او الاقليمية ، ولابد أن يدرك السوريون أن المصلحة السورية هي في ان يكون هناك مقاربة بين المعارضة والحكومة وان يتم التخلي عن الحل الامني واعطاء فرصة للحل السياسي من خلال وقف كل اشكال واعمال العنف سواء من الحكومة أو المعارضة. وفي تعليقه على رفض الدول الاوروبية لدعوة وزير الخارجية الروسي لعقد مؤتمر مماثل لبحث الازمة السورية منذ اسبوعين قال بن حلي : ان التنسيق يجري الآن بين الجامعة العربية والاممالمتحدة وعندما تكون المبادرة من هذين الجانبين فان كل الاطراف الاخرى المعنية بالازمة تدعى للمؤتمر ، مضيفا : اننا الآن بصدد الاعداد للمؤتمر والامين العام يجري اتصالات مكثفة في هذا الخصوص ، وسيكون هناك اتصالات مع الحكومة والمعارضة من خلال المبعوث المشترك كوفي عنان. وردا على اتهامات الحكومة السورية لدول عربية بتسليح المعارضة، قال السفير بن حلي : ان الجامعة العربية لها قراراتها وملتزمون بها، وموضوع "تسليح المعارضة "أو "عدم تسليحها "من قبل الجامعة العربية غير وارد، لكن بالنسبة للدول العربية فنحن لا نتحكم في سياساتها وهي "حرة"، اما بالنسبة للموقف الجماعي الذي اتفقت عليه الدول العربية في اطار الجامعة فان تسليح المعارضة غير مطروح. وحول ما اذا كانت هناك اتصالات تجرى مع المعارضة السورية خاصة بعد انتخاب عبد الباسط سيدا كرئيس جديد للمجلس الوطني السوري المعارض، اوضح بن حلي ان هناك اتصالات قائمة للاعداد لمؤتمر المعارضة السورية بجميع اطرافها وتياراتها ، مشددا على جدية الجامعة العربية في هذا الشأن،و يأتي تنفيذا لقرار مجلس الجامعة العربية الذي كلف الامين العام بالتنسيق بشأن عقد هذا المؤتمر تحت مظلة الجامعة العربية بحيث يساهم في ايجاد آلية ورؤية للمعارضة حتى تكون جاهزة عند الانتقال الى مرحلة العملية السياسية. ولفت السفير بن حلي الى أن الاتصالات بين الجامعة العربية والحكومة السورية لا تتم بشكل مباشر وانما من خلال المبعوث الاممي العربي المشترك، حيث يقدم تقارير دورية للأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن متابعة تنفيذ خطته ذي النقاط الست.