أكد الدكتور ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية ان الفتاوى نوعان فتوى شرعية وفتوى سياسية، أما الشرعية فتستند على نصوص ثابتة من الكتاب والسنة لا لبس فيها ولا غموض. أما الفتاوى السياسية خاصة في الانتخابات فهي أشبه بالرأي السياسي وعادة ما يطلقها الدعاة وقليل من الفقهاء، وهذا الرأي يعتمد على رأي المفتي ونظرته السياسية للأمور وقياسه للمصالح والمفاسد وتعتمد أيضا ًعلى خبرته السياسية ومعرفته بدروب السياسة، وهذه الفتاوى ليست ملزمة لأحد من المسلمين. وقال إبراهيم في تصريحات صحفية للجمعة:"أما الفتاوى الشرعية فملزمة إذا كانت معتمدة على نص ثابت من الكتاب والسنة . أما الفتاوى السياسية فليست فتاوى على التحقيق.. ولكنها تعد فقط آراءًً سياسية لأصحابها وقد يكون أصحابها من العلماء الدينيين الذين لا يملكون خبرة كبيرة بالسياسة ودروبها.. وقد يتفوق عليهم في الرأي السياسي عالم أو مفكر سياسي معروف .. لأنه من أهل التخصص ولديه دراية بالصواب والخطأ في السياسة . وأكد القيادي بالجماعة الإسلامية ان الفتاوى السياسية تختلف من داعية أو فقيه إلى آخر وقد تعتمد على خلفيته الحزبية أو الرؤية السطحية أو العميقة له في ذلك الأمر .. وهي ليست ملزمة لأحد من المسلمين.. لأنه قد يكون هناك رأي سياسي أكثر خبرة ودراية للأمر منه. وأوضح:"ومن أمثلة الفتاوى السياسية تلك الفتاوى الكثيرة التي كانت تقول ينبغي على كل مسلم أن يصوت بنعم على الإعلان الدستوري الذي صدر بعد الثورة .. وأنه من يصوت "بنعم" فهو ينتصر للشريعة.. ومن يصوت ب"لا" فهو ضد الشريعة.. ثم أثبتت الأيام أن الإعلان الدستوري كانت به هنات وأخطاء كثيرة تسببت في تعثر المرحلة الانتقالية .. والغريب أن هؤلاء الدعاة والفقهاء أنفسهم الذين أفتوا بوجوب نعم في الاستفتاء الدستوري هم الذين هاجموا الاستفتاء بعد ذلك وهم الذين هاجموا المادة 28 من الإعلان ووصموها بكل القبائح" . وأضاف الدكتور ناجح أن من أغرب الفتاوى أن يقول داعية إن هذا المرشح بالذات هو اختيار الله وكأنه أطلع على علم الله وأخبر عنه سبحانه.. في حين أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قال لسعد بن معاذ عندما ذهب ليحكم في بني قريظة: " لا تنزلهم على حكم الله .. ولكن أنزلهم على حكمك لأنك لا تدري أصبت حكم الله أم لا" . ولذا أنصح الذين يتحدثون في الفتاوى السياسية أن يقولوا إن هذا رأي رأيته يحقق كذا وكذا من المصالح .. ويدرأ كذا وكذا من المفاسد . ولا يقول إن من قال "نعم" فهو في الجنة.. ومن قال لا فهو في النار.. أو أن قول "نعم" واجب شرعي .. ومن يقول "لا" فهو آثم . ولكن يقول : أنا أؤيد أن تقولوا "نعم".. لأن فيه مصالح كثيرة ويدرأ مفاسد كثيرة من وجهة نظري . وأشار الدكتور ناجح إلى أن الدكتور سليم العوا مثلا ً وهو من أصدقاء وأصهار المستشار البشري صوت ب"نعم" في الاستفتاء الدستوري .. أما زوجته الكاتبة أماني العشماوي فقد صوتت ب"لا" .. كما أن ابنته صوتت ب"نعم " وابنه صوت ب"لا" .. دون أن تحدث أية مشكلات لأنهم يدركون أن هذه مجرد آراء سياسية تعتمد على النظر والرأي وليس فيها حلال ولا حرام . وإذا كانت الآراء الفقهية فيها الراجح والمرجوح وليس الحق والباطل فمن باب أولى الآراء السياسية نفسها يكون فيها الاختلاف واردا ً ولا يأثم فيه أحد إذا لم يكن له هوى أو غرض أو قدم مصالحه على مصالح الإسلام والأوطان .وتابع القيادي بالجماعة الإسلامية قائلا : وإلا قلنا إن دخول هذا الحزب واجب أو عدم دخول هذا الحزب كان حراما ً .. ومن صوت للمرشح كذا كان آثما ً وحراما ً. فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله.. وليس لأحد أن يحل أو يحرم في دين الله إلا بدليل شرعي .